في هذه الصورة الفوتوغرافية ، يحرصُ المصوّرُ على اصطياد لحظة الرحيل للرجل مع ظلّه ، لانرى وجهَ الرجل ، لكننا نرى جسده منتصباً يسيرُ بهمّه صوب مكان ما ، تشيرُ المُسحاة " الرفش " الذي يتنكّبهُ بأنّهُ ذاهبٌ للفلاحة في أرضه ، نحنُ نرى أرضاً سبخةً يسيرُ عليها الرجلُ المغادر ، لا أملَ فيها ، لكنَ قفا الرجل السائر يوحي لنا بأنّه في سبيل القيام بشيء ما .
يقبضُ الرجلُ ،بحزمٍ وقوةٍ ،على ذراع المسحاة ،بينما تقولُ لنا لغة الجسد إنّهُ في سبيلهُ لإخضاع ما ضنّت به الحياة عليه من أرض صالحة أو ماء وفير .
رأسُ الرجل مُكللُ بالبياض ، تلك إشارةٌ الى أنّهُ خبرَ عدداً لا يحصى من أيامٍ سود .
يبدو جسد الرجل في خصومة مع وجه الحياة ، إنّهُ لا يريد أن يرى الكاميرا ، إنّهُ في لُجّة التحدي مع عناد الدنيا : لا وقت للتصوير !
لكنّ هذا الجسد المُيمم شرقاً ، كأنّما هو ذاهبٌ الى نهاية العالم ، لم يعد موجوداً على هذه الأرض السبخة ، كأنّما كانت تلك طريقتهُ في الغضب من الناس ، المضي ، بحزم حتى تخوم الأبدية ، كأنّما تقولُ لنا الصورة ، أو يقول لنا الرجل : سأحفرُ حفرةً ما : بئراً أو أرضاً أو قبراً ، ولكن لن أمكث هنا .
قوّة التعبير في الصورة ، تجسّدت في انطاق جسد الرجل أو النجاح في اظهار لغته ، فنحن بإزاء من عزمَ على شيء وترك وراءه كُلَّ شيء حتى التفاتة بسيطة نحو الكاميرا.
يظهرُ الأفق الازرق بهيّاً في الصورة كما تبدو لنا زرقة السماء صافية ، لكن كادر الصورة يظهر رأس الرجل في قلب الأفق الأزرق ، لكأنّما هو راحل الى الحد الفاصل بين الأرض والسماء ،
تبدو الأرضَ بنيّةً متموّجة ، ربّما هي نهرٌ أدركهُ الجفاف ، والرجل الذي يتنكب المسحاة في سبيله ليُجبرَ نهراً مختفياً على الظهور والجريان .
لا يحتاجُ صُنّاعُ الحياة ليواجهوا الكاميرا ، هم مشغولون بأمور أكثرُ أهمية ، هاهو الرجل لا يعبأ بكامرة تصوّره ، هو سادرٌ في رحيله صوب خاصرة الغياب ، حيث يترك لنا الصورة وعلاماتها .
الصورةُ الأخيرة للحاج رحيم الريشاوي ، قبل رحيله، أخذت بعدسة ولده الشاعر صالح رحيم ،
لروحه الرحمة والسلام
www.facebook.com
يقبضُ الرجلُ ،بحزمٍ وقوةٍ ،على ذراع المسحاة ،بينما تقولُ لنا لغة الجسد إنّهُ في سبيلهُ لإخضاع ما ضنّت به الحياة عليه من أرض صالحة أو ماء وفير .
رأسُ الرجل مُكللُ بالبياض ، تلك إشارةٌ الى أنّهُ خبرَ عدداً لا يحصى من أيامٍ سود .
يبدو جسد الرجل في خصومة مع وجه الحياة ، إنّهُ لا يريد أن يرى الكاميرا ، إنّهُ في لُجّة التحدي مع عناد الدنيا : لا وقت للتصوير !
لكنّ هذا الجسد المُيمم شرقاً ، كأنّما هو ذاهبٌ الى نهاية العالم ، لم يعد موجوداً على هذه الأرض السبخة ، كأنّما كانت تلك طريقتهُ في الغضب من الناس ، المضي ، بحزم حتى تخوم الأبدية ، كأنّما تقولُ لنا الصورة ، أو يقول لنا الرجل : سأحفرُ حفرةً ما : بئراً أو أرضاً أو قبراً ، ولكن لن أمكث هنا .
قوّة التعبير في الصورة ، تجسّدت في انطاق جسد الرجل أو النجاح في اظهار لغته ، فنحن بإزاء من عزمَ على شيء وترك وراءه كُلَّ شيء حتى التفاتة بسيطة نحو الكاميرا.
يظهرُ الأفق الازرق بهيّاً في الصورة كما تبدو لنا زرقة السماء صافية ، لكن كادر الصورة يظهر رأس الرجل في قلب الأفق الأزرق ، لكأنّما هو راحل الى الحد الفاصل بين الأرض والسماء ،
تبدو الأرضَ بنيّةً متموّجة ، ربّما هي نهرٌ أدركهُ الجفاف ، والرجل الذي يتنكب المسحاة في سبيله ليُجبرَ نهراً مختفياً على الظهور والجريان .
لا يحتاجُ صُنّاعُ الحياة ليواجهوا الكاميرا ، هم مشغولون بأمور أكثرُ أهمية ، هاهو الرجل لا يعبأ بكامرة تصوّره ، هو سادرٌ في رحيله صوب خاصرة الغياب ، حيث يترك لنا الصورة وعلاماتها .
الصورةُ الأخيرة للحاج رحيم الريشاوي ، قبل رحيله، أخذت بعدسة ولده الشاعر صالح رحيم ،
لروحه الرحمة والسلام
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.