د. محمد عباس محمد عرابي - النور في شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (2)

-2-

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في شعره عن النور حيث بين: أن الله نور تجلى للخلائق ، وأن وجه الرسول يشع نورا صادقًا ، وتحدث عن بعثة النبي(صلى الله عليه وسلم) ومرور مواكب النور في جزيرة العرب صوت قراءة القرآن نور، و بين أن صوت قراءة القرآن نور، و أن الفجر يجلب النور للأرض، وتحدث عن مواجهة صدرا لليل المظلم بالنور المصوبْ، ويبين أنه يحمل النور في يده، و أنه رأى القرية الخضراء في النور تسبحُ، وبين أن ينابيع الكتاب تدفقت تجري بنور في الحياة جديد، و أنّ كلّ رِيْعٍ يحلف أنّ مَنْ وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا، و أن نورَ الحقّ بالقلبِ الذي أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا، وتحدث عن مضي النبي (صلى الله عليه وسلم ) في دربِ الرسالةِ حاملًا نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا، و أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أعظم مصدر للنور، وأن وجه حراءٍ يتجلى نورا على كل ساح ،و أن مكة صدر حوى نور الهداية واطمأن ،وتحدث عن سؤال لجة نور الفجر عن الوجوم ،وبين أنه في مقلة القرية يلوح نور الذكريات الماضية ، و أن الأرض تزدادُ شموخاً حينما تضحك للنورِ، و أن الشمس تغزل النور ثوبا، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
الله نور تجلى للخلائق:
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن وجه الرسول يشع نورًا صادقًا حيث يقول في قصيدة من مشاهد يوم القيامة:
ورفعت طرفي لحظة فرأيت من
لا شيء يشبهه وليس يمثل
نور تجلى للخلائق كلها
فتواضعوا لجلاله وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكره
والكون بالصمت المهيب مكلل


وجه الرسول يشع نورا صادقا
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن وجه الرسول يشع نورًا صادقًا حيث يقول في قصيدة من مشاهد يوم القيامة:
وجه الرسول يشع نورا صادقا
قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا
نحو الجنان وفي المنازل أنزلوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الذي
نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لا تسأل فما
مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الدر يجري بينه
أو أنه النور الذي يتسلسل
سبحان ربك هاهنا حصل الذي
ما كان لولا فضل ربك يحصل

بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومرور مواكب النور في جزيرة العرب:
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومرور مواكب النور في جزيرة العرب حيث يقول:
أنا أرض الجزيرة ارتد عني
كل باغ يدير مقلة ذيب
تربتي أنبتت أزاهير خيرٍ
فاح منها للكون أجمل طيب
هز دين الإسلام جذعي فأعطى
ثمر الخير في الزمان الخصيب
ومضت بي مراكب النور تلوي
عنق الريح نحو روضي الخصيب
واعترتني على الطريق هموم
وأقيمت حواجز في دروبي
أنا أرض الإيمان حصنت نفسي
عن أباطيل مذهب مجلوب
يتلاشى المدى أمامي؛ لأني
ممسك من زمامه بنصيب
وتغني الأمجاد لحني فتصغي
أذن الكون للغناء العجيب (1).

صوت قراءة القرآن نور
بين الشاعر الدكتور الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عبد الرحمن العشماوي أن صوت قراءة القرآن نور حيث يقول لتالي القرآن:
أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوارا
وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا

كـوّن به سحباً في الأفقِ مفعمة
تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا

وأمدد إلينا به جسر اليقين على
أرض العقيدة وأجـعل منه تذكارا

حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ
ترقى بأنفسنا حباً وإيثارا

إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحنا
في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا

هو الضياء لنا في كل حالكةٍ
تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا

هو السحاب الذي تهمي بوادره
غيثاً من الحق والإيمان مدرارا

أمطر علينا شئابيب التلاوة في
عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا

عطّر مسامعنا ممّا ترتله
فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا

لله درّك تتلو وحي خالقنا
مجوّداً فنرى للفجر إسْفارا
وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع
إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا.

الفجر يجلب النور للأرض:
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الفجر يجلب النور للأرض حيث يقول:
وإذا الفجر يجلب النور للأر ****ض ويلقي على الوجود بيانه
وإذا الناس يرفعون جباها
بعد دهر من ذلة واستكانهْ
يا ربوع الحجاز أزهر روض
بعد أن أذبل الهوى أغصانه
غردي يا طيوره وتغني
بأمانيه وانسجي ألحانه
وانثري يا رياح في كل وجه
كالح رمل ذلة ومهانهْ
تصبح الأرض رحبة بالتآخي
وبروح العداء كالزنزانة (2)

مواجهة صدر الليل المظلم بالنور المصوبْ:
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (مرحبًا يا فجر) عن مواجهة صدر الليل المظلم بالنور المصوبْ:
أيها الشاعر لا تحزن فإني لم أزلْ آتي بأحلامي وأذهبْ
إنما الطل الذي يهمي صباحًا عرقٌ من جبهة الليل تصببْ
إن ْيطُلْ ليلٌ فإني سألاقي صدره المظلم بالنور المصوبْ
مرحبا يا فجر، هذا صدر شعري قد بدا رحبًا فهل صدرك أرحبْ (3)

الشاعر يحمل النور في يده
ويبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه يحمل النور في يده فيقول في قصيدة (واحة وفجر) :
قال مهلا فإنني عاشقٌ بالهوى عليم
لا تسلني فإنني وبقلبي هوى قديم
أحمل النور في يدي جئت من واحة القصيم (4)

القرية الخضراء في النور تسبحُ:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة " وقفة على حمى ظبيان " أنه القرية الخضراء في النور تسبحُ:
سألت حمى ظبيان عن سرِّ ما به ** فقال أنا بالحزن أمسي وأصبح
لقد كان لي بالأمس منزلةٌ بها ** أتيه على هام الجبال وأمرح
وكنتُ إذا ما أضحكَ الفجرُ سِنَّهُ ** أرى القرية الخضراء في النور تسبحُ
إذا ضرب المسحاة سمَّى ربه بربه**فهشت له الأرضُ التي تتفتح ُ ( 5)

ينابيع الكتاب تدفقت تجري بنور في الحياة جديد:
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي ينابيع الكتاب تدفقت تجري بنور في الحياة جديد حيث يقول في قصيدة "يا قارئ القرآن إبحار في نهر الضياء "
وقفت حروفي عند باب نشيدي **والشوق يركض في باب وريدي
والريشة الخضراء تهتف في يدي ** هيا ابدئي يا ريشتي وأعيدي
هيا اركضي عبر السطور وعسِّلي ** بالحب وجه خيالي الموءود
هيا اكتبي أن الحروف مشوقة ** هيا اشربي من منبع التوحيد
يا ريشة القلم الأصيل تأملي** نهر الضياء يشق صدر البيد
هذي ينابيع الكتاب تدفقت ** تجري بنور في الحياة جديد
هذي هي الأمجاد تُكمل حملها ** فاستبشري بسلامة المولود
يا ريشة القلم الأصيل تدفقي** نهرا من الشعر الأصيل وزيدي
قولي معي للقارئ الفذ الذي ** يتلو ،فيشعرني بعز وجودي
يتلو، فيفتح ألف باب للتقى ** ويفك عن نفسي أشد قيودي
يا قارئ القرآن داو قلوبنا ** بتلاوة تزدان بالتجويد (6)

كلّ رِيْعٍ يحلف أنّ مَنْ وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا:
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أنّ كلّ رِيْعٍ يحلف أنّ مَنْ وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا حيث يقول في قصيدة " حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " :
خلَفْتَ أربابَ الضلال؛ عيونهم *. *.*.* تأبى إلى نور الهدى أن تنظُرا
عرضوا عليك المالَ؛ ضلّ رشيدُهم *.*.*.* لم يدرِ ” أن الصّيْدَ في جَوفِ الفرا “
عرضوا عليكَ الملكَ ؛ لم تنظر إلى *.*.*.* مُلْكٍ يظلُّ أمامَ دينك أصغرا
لو أنّ شمسًا في يمينكَ أشْمَسَتْ *.*.*.* أو أنّ بدْرًا في شمالِكَ أبْدَرًا
لمَضيتَ في دربِ الرسالةِ حاملًا *.*.*.* نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا
لا يستوي من سار نحوَ مُراده *.*.*.* قُدُمًا ؛ ومَنْ يمشي إليه القهقرى
تسري؛ فيحلف كلّ رِيْعٍ أنّ مَنْ *.*.*.* وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا
يَهفو الطَّموحُ إلى الذُّرى لينالَها *.*.*.* وأراكَ ؛ تهفو كي تقارَبك الذُّرى
يُرضي انتصارُك كلّ قلبٍ مؤمنٍ *.*.*.* ويغيظُ شانئك العنيدَ الأبترا(7)
*نور الحقّ بالقلبِ الذي أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا :
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح أن نورَ الحقّ بالقلبِ الذي أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا حيث يقول:
وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي *.*.*.* ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا
أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى *.*.*.* وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى
ومررتَ من بين الرجالِ ؛ كأنّهم *.*.*.* خُشُبٌ ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا
أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ *. فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى
هُمُو أتقنوا مكرا ؛ ولكن ما دروا *.*.*.* عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا
يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا *.*.*.* يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا . (8)

مُضي النبي (صلى الله عليه وسلم ) في دربِ الرسالةِ حاملًا نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا.
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن مضي النبي (صلى الله عليه وسلم) في دربِ الرسالةِ حاملًا نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا حيث يقول :
خلَفْتَ أربابَ الضلال؛ عيونهم *.*.*.* تأبى إلى نور الهدى أن تنظُرا
عرضوا عليك المالَ؛ ضلّ رشيدُهم *.*.*.* لم يدرِ ” أن الصّيْدَ في جَوفِ الفرا “
عرضوا عليكَ الملكَ ؛ لم تنظر إلى *.*.*.* مُلْكٍ يظلُّ أمامَ دينك أصغرا
لو أنّ شمسًا في يمينكَ أشْمَسَتْ *.*.*.* أو أنّ بدْرًا في شمالِكَ أبْدَرًا
لمَضيتَ في دربِ الرسالةِ حاملًا *.*.*.* نورَ النبوّة منذرًا ومبشّرا
لا يستوي من سار نحوَ مُراده *.*.*.* قُدُمًا ؛ ومَنْ يمشي إليه القهقرى
تسري؛ فيحلف كلّ رِيْعٍ أنّ مَنْ *.*.*.* وافاهُ نورٌ في الحوالكِ نوّرا
يَهفو الطَّموحُ إلى الذُّرى لينالَها *.*.*.* وأراكَ ؛ تهفو كي تقارَبك الذُّرى
يُرضي انتصارُك كلّ قلبٍ مؤمنٍ *.*.*.* ويغيظُ شانئك العنيدَ الأبترا(9)

النبي (صلى الله عليه وسلم ) أعظم مصدر للنور
حيث بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أعظم مصدر للنور حيث يقول :
تسري ؛ فيرتاحُ الظلامُ إلى السُّرى *.* ويفرّ من أجفانِ أنجمه الكرى
ويفيضُ وجهُ هلالهِ بسعادةٍ *.* فيصيرُ حين يراك بدرًا نيّرا
ويراكَ مصدرَ ما صَفا من نوره *.* أعْظِمْ بنورٍ كُنتَ فيه المصدرا
تسري ؛ فيلتهمُ الطريقُ خُطاكَ في *.*.شوقٍ ؛ ويضحكُ تحت نعليكَ الثَّرى
يُلقي إليك الرملُ ألفَ تحيّةٍ *.*.*.* ولو استطاعَ لصار حقلًا أخضرا
ولو استطاع لصارَ تِبْرًا صافيًا *.*.*.* أو صار بين يديك مسكًا أذْفَرا
تسري ؛ فيهتفُ كلُّ نجمٍ لامعٍ *.*.*.* ويصيرُ أعسَرُ ما تواجه أَيْسَرا
ونواعسُ الكُثبانِ تفرُك عينها *.*.*.* مبهورةً ؛ ولمثلها أنْ يُبْهَرا(10)

وجه حراءٍ يتجلى نورا على كل ساح:
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن وجه حراءٍ يتجلى نورا على كل ساح، حيث يقول في قصيدة من هنا يبدأ الطريق:
وهنا ينتهي إلى عمارٍ**صوت بشرى ويسعد ابن رباحٍ
بعثة للهدى ، فوجه حراءٍ**يتجلى نورا على كل ساح
(دعوة )يا أهل مكة تيهي **وابدئي رحلة الهدى والكفاح (11)

التاريخ يخرج من طيبة نور شمائل:
وفي قصيدة (قافلة في الشعر) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن التاريخ يخرج من طيبة نور شمائل حيث يقول:
يخرج التأريخ من كعبتنا
نهر فضائل
يخرج التأريخ من طيبتنا
نور شمائل(12)

سؤال لجة نور الفجر عن الوجوم
وفي قصيدة (في قافلة الشعر ) يتحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن سؤال لجة نور الفجر عن الوجوم حيث يقول :
إيه يا لجة نور الفجر
ما هذا الوجوم ؟
ولماذا لا أرى مركبة ً خاضت ولا شمسًا تعوم
يا خُطا الراحلِ...
هل أدركت سر القافلة ؟!
هل تأملت الأعاصير التي تكنس أحلام َالدروب الناحلة ؟!
هل رأيت الفارس الخارج من باب الرياح ؟!
يرتدي جبته السوداء في عُرس الصباح
كنت في قافلة الشعر التي ...
سارت على درب الأرق
شاطئ الفجر يناديني
وقد غنى الشفق
وتلاقت نشوة الحِبر
وأشواق الورق
أيها الخارج من بحرك ..
هل تذكر ما قال الغرق ؟!!
لم أكن في رحلة الصيف
وما كنت على أبواب الشتاء
لم يكن ثوب الربيع الطلق فضفاضًا
ولا ثوب المساء
لم أكن أقرع أبواب الخريف
لم أكن أسمع أنغام العصافير
ولا همس الحفيف (13)

في مقلة القرية يلوح نور الذكريات الماضية
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه يلوح نور الذكريات الماضية في مقلة القرية حيث يقول:
يا قريتي ....
هذي الوجوه الباسمهْ
هذي العيون الحالمهْ
هذي الجبال الشم
والواحات باسمة الزهور
هذا الثرى العطري
هاتيك الصخور
هذي السواني
تنزح الماء المعتق بالأمل
في صوتها نغم
وفي حركتها معنى الأمل
يا قريتي ....
كل المعالم فيك تجذبني إليك
وتزيدني خوفًا عليك
في مقلتيك القرية يلوح نور الذكريات الماضية. (14)

صدر حوى نور الهداية واطمأن :
بين الشاعر في قصيدة العقد الثمين بوصف مكة " فبين أن مكة صدر حوى نور الهداية واطمأن :،حيث يقول :
قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها **صدر حوى نور الهداية واطمأن
ابدأ من البيت العتيق فإنه **سكنٌ، لمن لم يلق في الدنيا سكن
وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا **نور الهداية بين سرك والعلن
فأجبتم – شكرا – سأبدأ من هنا**من أرضنا المعطاء من هذا الوطن
من كعبة رفع الإله مقامها ** وحمى حماها من طواغيت الفتن
أنا سوف بدأ من مطاف نبيها ** أتلو كتاب الله ،أتبع السنن
أنا سوف بدأ من مقام خليلها ** من حجر اسماعيل من ركن اليمن (15)

الأرض تزدادُ شموخاً حينما تضحك للنورِ:
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدته (ثغر القصيدة ):
تُبْذَرُ الحبَّةُ في الأرضِ ..
فتنمو
ثمَّ تزدادُ ثباتاً حين تنمو
وتشُقُّ الأرض شقّاً..
ثمَّ تسْمو
ثم تزدادُ شموخاً حينما تضحك للنورِ ..
وتسمو
ثمَّ تمضي بين ليلٍ ونهارْ
تشربُ الليلَ سكوناً ..
وتُريها الشَّمسُ معنى الازدهار
ثمَّ يمضي زمنٌ ، والجذعُ يخضرُّ ويُزهِرْ
يشربُ الماءَ من المُزْنِ التي تبسط كفَّيْها ..
وتُمْطِرْ
ثمَّ تمتدُّ غصونٌ ترسِمُ الظلَّ على الأرضِ
وتثْمِرْ
ثمَّ يبني عُشهُ العُصفور فوق الغُصنِ يشدو
وإذا ما أيقظ الفجْرُ زهور الرَّوض يغْدو
قصَّةٌ تكتبها كفُّ الثَّرى
قبل أن نعرِفَ منها ما جرى
حبَّةٌ تجري لها داخل الأرض حكايهْ
قبلَ أنْ تبصرَ منها أعينُ النَّاس البدايهْ
أو ترى منها النِّهايهْ
مثلُ هذا كلِّهِ ينبت في القلب الغرامْ
ثمَّ يمتدُّ غُصُوناً من حنينٍ وهُيامْ
ثمَّ يزداد امتداداً في شرايين الفؤادِ المُسْتهامْ
عندها يُخْتصرُ الكَونُ ..
وتُسْتدْنى المسافاتُ البعيدَهْ
عندها ينسكب الفجْرُ على ناشئةِ الليلِ ..
وتُخْتَصَرُ البساتينُ الجديدَهْ
عندها يُخْتَصَرُ الكونُ على ثغْرِ قصِيدَهْ. (16)

الشمس تغزل النور ثوبا
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الشمس تغزل النور ثوبا حيث يقول في قصيدة (منطق العصر):
نكس الليل رأسه واستدارا
وأتى فجرنا يزف النهار
كانت الشمس تغزل النور ثوبا
من ضياء تكسو به الأزهارا
والندى يمنح الروابي بريقا
يركض الشعر حوله محتارا
وشموخ الجبال يُضفي عليها
هيبة تمنح الروابي وقارا .(17)


(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي)،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ،ص83- 84 للباحث مقال : النور في ديوان :أنت لدينا

(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي)،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ،ص122-125
(3)نفسه، ص121-122
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(واحة وفجر ) ،ص161
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (وقفة على حمى ظبيان )،ص13
(6)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة "يا قارئ القرآن إبحار في نهر الضياء "" ،ص101- 102
(7) قصيدة " حُداءٌ في موكبِ الهِجرة "، ص41-42
(8)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة " " حداء في موكب الهجرة " "" ،ص38
(9)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " ،ص41-42
(10)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 36-37
(11)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة " من هنا يبدأ الطريق "" ،ص21-22
(12)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة ((قصيدة " قافلة في الشعر "))،ص 134
(13)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " في قافلة الشعر " ،ص119- 120
(14) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( حليمة والصوت والصدى " بائع الموز " )،الرياض ،مكتبة العبيكان،1422هـ ،ص49 ينظر مقال : المقلة في ديوان ( حليمة والصوت والصدى "بائع الموز " )
(15)عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان عناقيد الضياء ،" العقد الثمين " ،ص11-12
(16)عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( فتاة لا تخذل عاشقها )قصيدة (ثغر القصيدة )،الرياض ،دار عالم الكتب ،1436هـ،2015م،ص29-31
(17)عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( قصائدي لبنان)،ط3،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1420هـ- 2000م، قصيدة (منطق العصر )،ص63

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...