حسين عبروس - ذكرى طيوب الميلاد ..

***
عندما تطوّقنا ذكرى الميلاد ترفّ في سماء الرّوح طيورالفرحة العارمة،وتسري في العمرقوافل الورد،وطيوب الشهد .هكذا أجدني استعيد ذكرى الميلاد في هذا الشهر الربيعي الذي يحيلني إلى طفل في كلّ ربيع،فأنا من مواليد السابع من نيسان..هذا التاريخ العالمي الذي هو اليوم 97 من السنة البسييطة،أو هو اليوم98 من السنة الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي " الغريغوري" يبقى بعده 268 يوما لإنتهاءالسنة.
هو يوم عالمي لأنه يصادف اليوم العالمي للصحة 1948،واليوم العالمي لتأسيس الإسكندرية سنة332ق.م.،واليوم العربي لتأسيس حزب البعث الإشتراكي1947، واليوم العالمي لتأسيس الميلاد الرمزي لشبكة الأنترنت 1969 واليوم العالمي لميلاد الممثل الصيني " جاكي شان 1954..وميلاد شخصيات عالمية اخرى، ولكن لميلادي شأن آخر،وطعم آخر في رحلةالحياة. ففيه تنتابني حالتين ،حالة من الفرح الكبيرلأنني جئت إلى الحياة لكي أكون رقما بين كل أسماء البشرية المؤمنة التي تقرّ بميلادها الذي هو فيض من الهداية،وإكرام من خالق البشرية ،ولذا سأضل أعترف بفضل الله عليّ وعلى والديّ رحمهما الله، ولذا كان يوم ميلادي ينسلّ من عبق الورد ومن طيب الروح..فحمدت الله لأنّه أكرمني بموهبة الكتابة،وأمدّني بنعمة الصحة،وقوّة الصبر،وأمّا حالة الحزن التي ظلت ترافقني طول العمرتلك هي حالة أمتنا الغنية الفقيرة،تملك الكنوزفوق أرضها،وفي باطنها،ولا تملك كنوز الرّؤية والتدبير كي تكون " خيرأمة أخرجت للناس" حزن موجع أن أرى تلك الدول المتنمّرة علينا،وعلى مقدّساتنا الدينية والتاريخية عبر القرون ، فمن أين ياترى يأتي فرح الميلاد،وقلبي ينبض محبة للكل ماهو جميل مغيّب في وطننا الكبير،وشعوب هذا الوطن تتيه في فلاة الجهل والتخلّف والمرض الابديّ الذي يسكن القلوب،ويستولي على النفوس فبل الأبدان..ورعم ذلك تنتابني همسة فرح جميل كلّما سامرتني ضحكة طفولية بريئة توحي بالجميل المقبل،وكلّما ملأت روحي تغريدة إيمانية عابرة للقلوب الطيبة..فشكرالك إلهي لأنك أهديتني نعمة الكتابة.تحيتي لكل مواليد هذا الشهر الذي هو شهر شباب الفصول ففيه يتأسس كل جميل من خيرات النعم للبشر وللكائنات الأخرى..
******
-بطـــــــاقة ميـــــــلاد ...
•••
-1-
أنا ابن من يعشق الأرض
سنبلة ونشيدا
ولدت على ربوة النهر
عند الغروب
وكانت هدية أمي
على يد "نيسان" باقة ورد
تطوقني بين كل الدروب
وكنت على امتداد المسافة
أقرأ سورة "مريم"
و"النحل"
و"النمل"
و"الشعراء"
وكانت تفسّرني لغة النهر
في سرّ هذي المسافة طفلا
وفي سرّ هذي الكتابه
وكان أبي يزرع الشمس
في بيتنا ويكدح طول النهار
يعيد إلى الحقل
نضرته السالفه
وكنت أغني لورد الربيع
المضمخ بالأغنيات الرّقيقة
حتّى الكآبه
-2-
فعدْ أيّها اليوم في حضرة الناي
عطرا تذكرني النهر
هل جفّ مورده المنتمي للصلابه؟
وعدْ أيّها اليوم طفلا
وخبزا وصوت ربابهْ
فإني أغنّي لورد الريبع
المضمخ بالأغنيات الرقيقة
حتّى الكآبهْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...