الميزابيون أوّل من رشّح الإمام عبد الحميد ابن باديس لترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ما هي العلاقة التي تربط الإباظيين بأهالي قسنطينة؟ و لماذا يتواجدون بكثرة في هذه المدينة؟ كيف يقضي الإباظيون رمضان في مدينة الجسور بعيدا عن أهاليهم؟ كيف يستقبل أطفالهم الشهر الكريم؟ تلك أسئلة و أخرى حاولنا تسليط الضوء عليها من خلال لقائنا ببعض التجار الإباظيين الذين فتحوا قلوبهم لنا فكان ردهم على الذين يشككون في عقيدة الإباظيين، و لعل البعض يجهل الدور الذي لعبه الميزابيون في الدفاع عن حاضرة قسنطينة و هم أول من رشح الإمام عبد الحميد ابن باديس لترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ما يلاحظ على العائلة الميزابية هو أن المرأة الميزابية قليلة الخروج الى الشارع إلا في الحالات القسوى تطبيقا لقوله تعالى و ليقرن في بيوتهن و لا يتبرجن تبرج الجاهلية
تعود العلاقة بين الإباظيين و سكان قسنطينة الى الموقف الخالد و المشرف الذي سجله الميزابيون في العهد التركي و دفاعهم عن حاضرة قسنطينة التي صمدت لجيوش الاحتلال طيلة سبع سنوات بعد هروب أحمد باي الى الأوراس عند أخواله آل بن قانة، أبدى خلالها الميزابيون بسالة جعلتهم يشترطون على الجيوش الأتراك تسليم أسلحتهم و إيقاف إطلاق النار على أهالي قسنطينة مما جعل عائلات قسنطينة يبعثون بنسائهم الى الأماكن و الأحياء التي يتمركز فيها الإباظيون حفاظا على سلامة أعراضهم، و تؤكد الكتابات التاريخية أن إحدى عقيلات ابن لفقون هي التي حبست مقبرة الميزابيين بقسنطينة على الميزابيين اعترافا بجميلهم بعدما دخلوا في صراع مع صالح باي الذي قام بطردهم من حاضرة قسنطينة و لجوئهم الى زاوية الولي الصالح بوحجر بالخروب للاحتماء بها و ذلك في الفترة بين 1927 و 1937..، كما كان لهم الفضل في ترشيح الإمام عبد الحميد ابن باديس على رأس جمعية العلماء المسلمين كونهم من المشاركين الفعالين في تأسيسها، حيث كانت جلسة التأسيس بتجويد آيات من القرآن من طرف الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم الطرابلسي البرياني الذي كان من أعضاء الجمعية، و كان لهم الفضل كذلك في نجاح انتخابات حركة النواب في عمالة قسنطينة التي كان يقودها الدكتور بن جلول و معه فرحات عباس، و هذا ما يؤكد على أن الإباظيين لم يكونوا بعيدين عن الأحداث و معزولين عن المجتمع كما رُوِّجَ لهم، بدليل مشاركتهم في حزب البيان الديمقراطي الجزائري الذي أسسه فرحات عباس بعد انفصاله عن حزب النواب..
أجواء رمضان عند العائلة اإباضية
لا شيء يدعو الى النقاش حول اختلاف العادات و التقاليد في المجتمع الجزائري فكل منطقة و لها ميزتها الخاصة في إحياء المناسبات، فمنطقة القبائل و الشاوية تختلف في عادتها و تقاليدها عن المناطق الأخرى لاسيما مناطق الجنوب كون هذه الأخيرة تتميز بتعدد الطوائف و على رأسها الإباضية مما يجعل الاهتمام بأدبيات هذه الفرقة ضروري جدا لتسليط الضوء على عاداتها الشعبية و تقاليدها خاصة في شهر رمضان، و من خلال دردشتنا مع بعض أعيان مدينة وادي ميزاب المقيمين بقسنطينة نلاحظ بعض الاختلاف في العادات بين المجتمعين، غير أنه يوجد قاسم مشترك بينهما و هو الإفطار على السنة المحمدية و هي التمر و الحليب في المسجد ، وهي أمور يتفق عليها المسلمون جميعا، كذلك الذهاب الى "التراويح" و ما الى ذلك، و تتفق العائلات الإباضية مع أهل قسنطينة في بعض المسائل المتعلقة بالأكلات مثل تناول شربة الفريك مع المطلوع أي كسرة الخميرة كما أسلفنا آنفا في وقت الإفطار تكون متبوعة بطاجين العين في الوجبة الثانية و هذا بعد الانتهاء من صلاة التراويح، و تكون مرفوقة بصينية الشاي و الزلابية أو حلوة النوقة..
حول هذه الأكلة يقول السيد يحي تيشوشي تاجر أقمشة أن حلوة "النوقة " هي الحلوة المفضلة عند الإباظيين في شهر رمضان ، و هم يختلفون عن أهالي قسنطينة في تناولهم طبق المسفوف كونه ثقيل على معدة الصائم، يؤكد السيد تيشوشي أنهم اعتادوا على الحياة بعيدا عن الديار واستطاعوا التكيف مع جو المدينة و علاقتهم مع السكان طيبة جدا و تلقى تجاوبا كبيرا، يبقى الحنين الى مسقط الرأس يضيف محدثنا إحساس لا يمكن لأحد تجاهله أو تناسيه ..، أما السيد لخضر بوشن الذي التقينا بدكانه فله رأي آخر، يقول محدثنا أن الإباظيين لا يختلفون كثيرا عن المجتمع الجزائري في جانب الأكلات ( المطلوع و البوراك) ما نختلف فيه هو أننا نحن الميزابيون نركز على الطبيعة عكس العائلة القسنطينية التي تجعل المشروبات الغازية على رأس طاولة إفطارها ، مضيفا أن العائلة الإباضية من أكثر المجتمعات اتباعا لمقاصد الشريعة الإسلامية، فهي تلتزم بالحمية الغذائية كون الصوم جعله الله منفعة صحية للإنسان و بلغة الأرقام يضيف محدثنا أن 95 بالمائة من سكان وادي ميزاب يقومون للسحور الذي هو سنة مؤكدة..
يرفع السيد لخضر بوشن رسالته الى الذين يشككون في الإباضية و يروجون بأنها مذهب يدعو الى الكفر مؤكدا أن هذه الأخيرة كمذهب لا تنتمي الى أية طائفة ، كما أنها لا تؤمن بفكرة الزوايا، فهي تتبع ما جاء به القرآن الكريم و السنة المحمدية ، و يرفع محدثنا اللبس عن الصورة التي رسمتها بعض الأطراف المتعصبة بأن "الإباضية" اليوم تعيش هوانا سياسيا بسبب هذا التعصب و التهم التي وجهت لها، و يتساءل السيد بوشن قائلا: "لماذا الانشغال مُنْصَبٌّ على الإباظيين في الوقت الذي نجد فيه بيوت الله غير عامرة في سائر الأيام ماعدا رمضان وقت التراويح؟ و يجيب بالقول أن هذا راجع الى غياب الوعي بالدين الإسلامي و قيمته في تغذية العقل و الروح داعيا الى وجوب تجديد الفكر الإسلامي حتى لا يبقى المسلم تائها في دائرة مغلقة، و حسبه هو فإن القضية في الجزائر لا تتقبل وجود ما يصطلح عليهم اسم "السلفيين" فهذا المصطلح على حد قوله كلمة كباقي الكلمات التي تستغل للإثارة السياسية و الدعاية السياسية لأنه لو رجعنا الى الأصل لوجدنا أن لكل طائفة سلفها..
دور حلقة العزابة في تربية النشء و تهذيبه
كما لا يختلف اثنان في أن الصراع القائم حاليا بين الإباظيين و أهل السنة وصل حد مقاطعة الصلاة داخل مساجدهم ، فالإباضيون ينفردون بأنفسهم في إقامة الصلاة في مسجد خاص بهم يسمى مسجد الإباضية، و حسب ذات المتحدث ( بوشن) يوجد بالولاية ثلاثة مساجد تابعة لفرقة الإباضية ( واحد يتوسط مقبرة المسلمين و مقبرة عائلة ابن باديس) و الثاني بحي سان جان و آخر بحي المنية، كما تنفرد الفرقة الإباضية المقيمة بولاية قسنطينة بدفن موتاها في مقبرتها الخاصة و ربما هذا يدل على مستوى الانفصام و الانفصال التي بلغ الفرقتين ( الإباضية و السنية) ..
يشار هنا أن مسجد الإباضية عادة ما يكون موضع إقبال من طرف مشايخ بني ميزاب خاصة في شهر رمضان لإقامة حلقات الذكر و التسبيح و لهذا يفضل الإباضيون الصلاة في مسجدهم، أما المدارس نذكر على سبيل المثال مدرسة " إروان" و هي مؤسسة تربوية دينية تهدف الى التهذيب و التعليم الديني تحت إشراف حلقة العزابة و هي تسمى مدرسة عمي السعيد بن علي الجربي، و إروان باللغة الأمازيغية جمع إيرو، و تعني الطالب، و تشكل مدرسة إروان عند الإباضيين ما سمى بالمسجد، من خلاله يتعلم الشاب الاستقامة و المواظبة على عمارة المساجد طيلة السنة و ليس في رمضان فقط ، باعتبارها مراكز للتربية و مكان لتلاحم المجتمع..، ما يؤسف له اليوم يقول أهل وادي ميزاب أن تعاليم الإسلام في وادٍ و المسلمون في وادٍ آخر و كذا الشعوب الإسلامية ، تاركة الشباب المسلم يواجه غزوا فكريا منظما و مدروسا تحت مختلف العناوين و ما الصراع حول المذاهب و الطوائف ما هو إلا مخطط من مخططات هذا الغزو لتشكيك الشباب المسلم في عقيدته و دينه و بث فيه روح الرذيلة و نشر التفرقة بين الصفوف و لهذا وجب على دعاتنا الإسراع في تجديد الفكر الإسلامي، و إبراز الحقائق الإسلامية كما يراها القرآن..
علجية عيش
ما هي العلاقة التي تربط الإباظيين بأهالي قسنطينة؟ و لماذا يتواجدون بكثرة في هذه المدينة؟ كيف يقضي الإباظيون رمضان في مدينة الجسور بعيدا عن أهاليهم؟ كيف يستقبل أطفالهم الشهر الكريم؟ تلك أسئلة و أخرى حاولنا تسليط الضوء عليها من خلال لقائنا ببعض التجار الإباظيين الذين فتحوا قلوبهم لنا فكان ردهم على الذين يشككون في عقيدة الإباظيين، و لعل البعض يجهل الدور الذي لعبه الميزابيون في الدفاع عن حاضرة قسنطينة و هم أول من رشح الإمام عبد الحميد ابن باديس لترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ما يلاحظ على العائلة الميزابية هو أن المرأة الميزابية قليلة الخروج الى الشارع إلا في الحالات القسوى تطبيقا لقوله تعالى و ليقرن في بيوتهن و لا يتبرجن تبرج الجاهلية
تعود العلاقة بين الإباظيين و سكان قسنطينة الى الموقف الخالد و المشرف الذي سجله الميزابيون في العهد التركي و دفاعهم عن حاضرة قسنطينة التي صمدت لجيوش الاحتلال طيلة سبع سنوات بعد هروب أحمد باي الى الأوراس عند أخواله آل بن قانة، أبدى خلالها الميزابيون بسالة جعلتهم يشترطون على الجيوش الأتراك تسليم أسلحتهم و إيقاف إطلاق النار على أهالي قسنطينة مما جعل عائلات قسنطينة يبعثون بنسائهم الى الأماكن و الأحياء التي يتمركز فيها الإباظيون حفاظا على سلامة أعراضهم، و تؤكد الكتابات التاريخية أن إحدى عقيلات ابن لفقون هي التي حبست مقبرة الميزابيين بقسنطينة على الميزابيين اعترافا بجميلهم بعدما دخلوا في صراع مع صالح باي الذي قام بطردهم من حاضرة قسنطينة و لجوئهم الى زاوية الولي الصالح بوحجر بالخروب للاحتماء بها و ذلك في الفترة بين 1927 و 1937..، كما كان لهم الفضل في ترشيح الإمام عبد الحميد ابن باديس على رأس جمعية العلماء المسلمين كونهم من المشاركين الفعالين في تأسيسها، حيث كانت جلسة التأسيس بتجويد آيات من القرآن من طرف الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم الطرابلسي البرياني الذي كان من أعضاء الجمعية، و كان لهم الفضل كذلك في نجاح انتخابات حركة النواب في عمالة قسنطينة التي كان يقودها الدكتور بن جلول و معه فرحات عباس، و هذا ما يؤكد على أن الإباظيين لم يكونوا بعيدين عن الأحداث و معزولين عن المجتمع كما رُوِّجَ لهم، بدليل مشاركتهم في حزب البيان الديمقراطي الجزائري الذي أسسه فرحات عباس بعد انفصاله عن حزب النواب..
أجواء رمضان عند العائلة اإباضية
لا شيء يدعو الى النقاش حول اختلاف العادات و التقاليد في المجتمع الجزائري فكل منطقة و لها ميزتها الخاصة في إحياء المناسبات، فمنطقة القبائل و الشاوية تختلف في عادتها و تقاليدها عن المناطق الأخرى لاسيما مناطق الجنوب كون هذه الأخيرة تتميز بتعدد الطوائف و على رأسها الإباضية مما يجعل الاهتمام بأدبيات هذه الفرقة ضروري جدا لتسليط الضوء على عاداتها الشعبية و تقاليدها خاصة في شهر رمضان، و من خلال دردشتنا مع بعض أعيان مدينة وادي ميزاب المقيمين بقسنطينة نلاحظ بعض الاختلاف في العادات بين المجتمعين، غير أنه يوجد قاسم مشترك بينهما و هو الإفطار على السنة المحمدية و هي التمر و الحليب في المسجد ، وهي أمور يتفق عليها المسلمون جميعا، كذلك الذهاب الى "التراويح" و ما الى ذلك، و تتفق العائلات الإباضية مع أهل قسنطينة في بعض المسائل المتعلقة بالأكلات مثل تناول شربة الفريك مع المطلوع أي كسرة الخميرة كما أسلفنا آنفا في وقت الإفطار تكون متبوعة بطاجين العين في الوجبة الثانية و هذا بعد الانتهاء من صلاة التراويح، و تكون مرفوقة بصينية الشاي و الزلابية أو حلوة النوقة..
حول هذه الأكلة يقول السيد يحي تيشوشي تاجر أقمشة أن حلوة "النوقة " هي الحلوة المفضلة عند الإباظيين في شهر رمضان ، و هم يختلفون عن أهالي قسنطينة في تناولهم طبق المسفوف كونه ثقيل على معدة الصائم، يؤكد السيد تيشوشي أنهم اعتادوا على الحياة بعيدا عن الديار واستطاعوا التكيف مع جو المدينة و علاقتهم مع السكان طيبة جدا و تلقى تجاوبا كبيرا، يبقى الحنين الى مسقط الرأس يضيف محدثنا إحساس لا يمكن لأحد تجاهله أو تناسيه ..، أما السيد لخضر بوشن الذي التقينا بدكانه فله رأي آخر، يقول محدثنا أن الإباظيين لا يختلفون كثيرا عن المجتمع الجزائري في جانب الأكلات ( المطلوع و البوراك) ما نختلف فيه هو أننا نحن الميزابيون نركز على الطبيعة عكس العائلة القسنطينية التي تجعل المشروبات الغازية على رأس طاولة إفطارها ، مضيفا أن العائلة الإباضية من أكثر المجتمعات اتباعا لمقاصد الشريعة الإسلامية، فهي تلتزم بالحمية الغذائية كون الصوم جعله الله منفعة صحية للإنسان و بلغة الأرقام يضيف محدثنا أن 95 بالمائة من سكان وادي ميزاب يقومون للسحور الذي هو سنة مؤكدة..
يرفع السيد لخضر بوشن رسالته الى الذين يشككون في الإباضية و يروجون بأنها مذهب يدعو الى الكفر مؤكدا أن هذه الأخيرة كمذهب لا تنتمي الى أية طائفة ، كما أنها لا تؤمن بفكرة الزوايا، فهي تتبع ما جاء به القرآن الكريم و السنة المحمدية ، و يرفع محدثنا اللبس عن الصورة التي رسمتها بعض الأطراف المتعصبة بأن "الإباضية" اليوم تعيش هوانا سياسيا بسبب هذا التعصب و التهم التي وجهت لها، و يتساءل السيد بوشن قائلا: "لماذا الانشغال مُنْصَبٌّ على الإباظيين في الوقت الذي نجد فيه بيوت الله غير عامرة في سائر الأيام ماعدا رمضان وقت التراويح؟ و يجيب بالقول أن هذا راجع الى غياب الوعي بالدين الإسلامي و قيمته في تغذية العقل و الروح داعيا الى وجوب تجديد الفكر الإسلامي حتى لا يبقى المسلم تائها في دائرة مغلقة، و حسبه هو فإن القضية في الجزائر لا تتقبل وجود ما يصطلح عليهم اسم "السلفيين" فهذا المصطلح على حد قوله كلمة كباقي الكلمات التي تستغل للإثارة السياسية و الدعاية السياسية لأنه لو رجعنا الى الأصل لوجدنا أن لكل طائفة سلفها..
دور حلقة العزابة في تربية النشء و تهذيبه
كما لا يختلف اثنان في أن الصراع القائم حاليا بين الإباظيين و أهل السنة وصل حد مقاطعة الصلاة داخل مساجدهم ، فالإباضيون ينفردون بأنفسهم في إقامة الصلاة في مسجد خاص بهم يسمى مسجد الإباضية، و حسب ذات المتحدث ( بوشن) يوجد بالولاية ثلاثة مساجد تابعة لفرقة الإباضية ( واحد يتوسط مقبرة المسلمين و مقبرة عائلة ابن باديس) و الثاني بحي سان جان و آخر بحي المنية، كما تنفرد الفرقة الإباضية المقيمة بولاية قسنطينة بدفن موتاها في مقبرتها الخاصة و ربما هذا يدل على مستوى الانفصام و الانفصال التي بلغ الفرقتين ( الإباضية و السنية) ..
يشار هنا أن مسجد الإباضية عادة ما يكون موضع إقبال من طرف مشايخ بني ميزاب خاصة في شهر رمضان لإقامة حلقات الذكر و التسبيح و لهذا يفضل الإباضيون الصلاة في مسجدهم، أما المدارس نذكر على سبيل المثال مدرسة " إروان" و هي مؤسسة تربوية دينية تهدف الى التهذيب و التعليم الديني تحت إشراف حلقة العزابة و هي تسمى مدرسة عمي السعيد بن علي الجربي، و إروان باللغة الأمازيغية جمع إيرو، و تعني الطالب، و تشكل مدرسة إروان عند الإباضيين ما سمى بالمسجد، من خلاله يتعلم الشاب الاستقامة و المواظبة على عمارة المساجد طيلة السنة و ليس في رمضان فقط ، باعتبارها مراكز للتربية و مكان لتلاحم المجتمع..، ما يؤسف له اليوم يقول أهل وادي ميزاب أن تعاليم الإسلام في وادٍ و المسلمون في وادٍ آخر و كذا الشعوب الإسلامية ، تاركة الشباب المسلم يواجه غزوا فكريا منظما و مدروسا تحت مختلف العناوين و ما الصراع حول المذاهب و الطوائف ما هو إلا مخطط من مخططات هذا الغزو لتشكيك الشباب المسلم في عقيدته و دينه و بث فيه روح الرذيلة و نشر التفرقة بين الصفوف و لهذا وجب على دعاتنا الإسراع في تجديد الفكر الإسلامي، و إبراز الحقائق الإسلامية كما يراها القرآن..
علجية عيش