الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب
"الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب" ، موقف سار على نهجه كثير من المحللين ومنهم المحلل السياسي ناصر جابي، و انطلاقا من هذا الموقف يبدو أن الحديث مرتبط بالمدني و العسكري و لا نقول السياسي والعسكري لأن السياسي غالبا ما يكون محسوبا على حزب معين و قد لا يكون ، السؤال: هل الغير سياسي هو المواطن العادي الذي لا يحمل في جيبه بطاقة انخراط في حزب ما؟ حتى لو كان يفقه في السياسة لكن لا يمارسها، و هذا قد نجده يؤيد كل فكرة أو مشروع يُطرح في الساحة، حتى لو كان يخدم أجندات أجنبية ، و أن تكون له قابلية للاستعباد و أن يقاد من أذنيه و هذا يمكن أن نقول عنه أنه بلا مواقف، أم هو العسكري الممنوع عليه الانخراط في أي حزب سياسي لكنه متعاطف ( سِرًّا) مع حزب من الأحزاب.
استطاعت الأحزاب الوطنية و الديمقراطية أن تؤسس تحالفا من أجل الوصول إلى السلطة و انضمت إليها أحزاب إسلامية و نقصد هنا حركة مجتمع السلم ( حمس) ، من أجل التسلّق و الصعود إلى القمّة، وأحزاب أخرى تمكنت من الحصول على حقيبة وزارية أو مقعد "سفير" في بلد ما، هذه الأحزاب هي في الحقيقة كالأحزاب الوطنية و الديمقراطية التي تؤمن بثقافة الإندماج و الارتماء في أحضان السلطة، باستثناء بعض الأحزاب التي ظلت على موقفها المعارض كالجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) و جبهة القوى الاشتراكية ( الأفافاس).
في كل الأحوال يلاحظ أن غياب الوعي السياسي لم ينضج بعد في الجزائر، و أن من وضع هذا الشعار: "الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب" عليه أن يلغي كل الأحزاب و الجمعيات و المنظمات التي تنشط لصالح أحزاب و يبقى فقط المجتمع المدني الذي يمكنه أن يدير أحوال المجتمع طالما الرئيس تبون اعترف بوجوده و أنشأ له مرصدا، و يبقى الجيش في الحدود لحماية البلاد من الخطر الأجنبي
و في الختام يمكن أن نطرح السؤال لتالي : ماذا لو جربنا العيش في دولة مدنية بعيدا عن الجيش؟ هل نستطيع المضي قدما و نحقق السيادة لدولتنا ؟، و هل المجتمع المدني قادر على تحقيق ما لم تحققه الأحزاب في حل المشاكل الداخلية و لم الشمل الجزائري؟ و أن يكون في مستوى تطلعات الشعب و الدولة المدنية في الجانب الدبلوماسي؟ ، لا طبعا فلا دولة تبنى و تؤسس بدون جيش ، المسألة تتعلق بالصلاحيات و الكفاءات و الخبرة، و و جود عقلاء ، شخصيات كاريزماتية تملك آليات القيادة، إن الذي يعجز عن تسيير شؤون أسرته لا يمكنه أن يُسَيِّرَ دولة أو يحل مشاكل أمّة.
علجية عيش
لا تزال احزاب سياسية يواجه مؤسسيها مصيرا مجهولا بحكم أن فكرة اعتمادها غير مدرجة في أجندة الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، و أحزاب لم يرفع عنها قرار التجميد أو الحظر إن صح القول كحزب عباسي مدني، الذي ما فتئ أنصاره يطالبون بوضع حد لسياسة الاعتقالات و احترام الحريات الفردية، إذ لا يزال النظام يسدّ آذانه و يغمض عينيه و يلتزم الصمت ويعاند و يتعنت ، أما تأسيس دولة مدنية لا يظن عاقل أنه يمكن تأسيس دولة بدون جيش ، المسألة تتعلق بالصلاحيات و الكفاءات و الخبرة و وجود عقلاء و شخصيات كاريزماتية تملك آليات القيادة، إن الذي يعجز عن تسيير شؤون أسرته لا يمكنه أن يُسَيِّرَ دولة أو يحل مشاكل أمّة
"الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب" ، موقف سار على نهجه كثير من المحللين ومنهم المحلل السياسي ناصر جابي، و انطلاقا من هذا الموقف يبدو أن الحديث مرتبط بالمدني و العسكري و لا نقول السياسي والعسكري لأن السياسي غالبا ما يكون محسوبا على حزب معين و قد لا يكون ، السؤال: هل الغير سياسي هو المواطن العادي الذي لا يحمل في جيبه بطاقة انخراط في حزب ما؟ حتى لو كان يفقه في السياسة لكن لا يمارسها، و هذا قد نجده يؤيد كل فكرة أو مشروع يُطرح في الساحة، حتى لو كان يخدم أجندات أجنبية ، و أن تكون له قابلية للاستعباد و أن يقاد من أذنيه و هذا يمكن أن نقول عنه أنه بلا مواقف، أم هو العسكري الممنوع عليه الانخراط في أي حزب سياسي لكنه متعاطف ( سِرًّا) مع حزب من الأحزاب.
- خارج الحاملين بطاقة مناضل جبهوي، هناك من هو متعاطف مع حزب جبهة التحرير الوطني لا كحزب سياسي بل كجبهة ثورية تاريخية، المشكلة هنا أن البعض لا يزال يؤمن بأن أفلان اليوم هو أفلان الأمس الذي حرر البلاد و يحمل راية الثورة و لا يدرك أن أفلان اليوم هو حزب القبيلة و الجيب الممتلئ بعدما غزاه الدخلاء بحيث لم تعد الجبهة جبهة الشهداء
- و هناك من هو متعاطف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حتى لو مكان في حزب سياسي آخر و يوم الانتخاب يمنحها صوته، لأنها حاملة لواء الشريعة الإسلامية و راية الإسلام، هو الفيس الذي التف حوله الشعب الجزائري من مختلف الأعمار و المستويات، في بداية التسعينيات، يلاحظ هنا أن هناك قاسم مشترك بين الجبهتين و أن كلاهما انطلقتا باسم " الله أكبر" الإختلاف فقط في البرنامج و في الأهداف و في الطريقة و المنهج، إذا قلنا أن معظم الذين أسسوا أحزابا سياسية أو التحقوا بها خرجوا من رحم الأفلان فكانت سببا في التفرقة و الانقسامية بين الجزائريين.
- و هناك من ظل وفيا لأحزاب أخرى كما نراه في حزب الدا الحسين و حزب محفوظ نحناح رحمهما الله، أما الأحزاب الجديدة التي نشأت بعد الانفتاح على التعددية كحزب أحمد بن بلة و حزب محمد يوضياف اللذان اختفيا من الساحة و أحزاب أخرى لم يتم اعتمادها كحزب المجاهد عبد الحفيظ لحول، و حزب الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي فمصيرهما مجهول بحكم أن فكرة الاعتماد غير مدرجة في أجندة الرئيس الحالي عبد المجيد تبون.
استطاعت الأحزاب الوطنية و الديمقراطية أن تؤسس تحالفا من أجل الوصول إلى السلطة و انضمت إليها أحزاب إسلامية و نقصد هنا حركة مجتمع السلم ( حمس) ، من أجل التسلّق و الصعود إلى القمّة، وأحزاب أخرى تمكنت من الحصول على حقيبة وزارية أو مقعد "سفير" في بلد ما، هذه الأحزاب هي في الحقيقة كالأحزاب الوطنية و الديمقراطية التي تؤمن بثقافة الإندماج و الارتماء في أحضان السلطة، باستثناء بعض الأحزاب التي ظلت على موقفها المعارض كالجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) و جبهة القوى الاشتراكية ( الأفافاس).
في كل الأحوال يلاحظ أن غياب الوعي السياسي لم ينضج بعد في الجزائر، و أن من وضع هذا الشعار: "الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب" عليه أن يلغي كل الأحزاب و الجمعيات و المنظمات التي تنشط لصالح أحزاب و يبقى فقط المجتمع المدني الذي يمكنه أن يدير أحوال المجتمع طالما الرئيس تبون اعترف بوجوده و أنشأ له مرصدا، و يبقى الجيش في الحدود لحماية البلاد من الخطر الأجنبي
و في الختام يمكن أن نطرح السؤال لتالي : ماذا لو جربنا العيش في دولة مدنية بعيدا عن الجيش؟ هل نستطيع المضي قدما و نحقق السيادة لدولتنا ؟، و هل المجتمع المدني قادر على تحقيق ما لم تحققه الأحزاب في حل المشاكل الداخلية و لم الشمل الجزائري؟ و أن يكون في مستوى تطلعات الشعب و الدولة المدنية في الجانب الدبلوماسي؟ ، لا طبعا فلا دولة تبنى و تؤسس بدون جيش ، المسألة تتعلق بالصلاحيات و الكفاءات و الخبرة، و و جود عقلاء ، شخصيات كاريزماتية تملك آليات القيادة، إن الذي يعجز عن تسيير شؤون أسرته لا يمكنه أن يُسَيِّرَ دولة أو يحل مشاكل أمّة.
علجية عيش