عندما نتحدث عن تقديس البشر culte de la personnalité، فالأمر يتعلَّق بتخصيص نوع من الإعجاب مبالغ فيه لشخص من الأشخاص. وبعبارة أخرى، إعجاب فيه إفراطٌ كبيرٌ قد يصل إلى درجة التَّملُّق والعبادة أو إلى درجة إعجاب جنوني.
وهنا، لا بدَّ من التَّمييز بين الاحترام والتَّقديس. الاحترام هو بمثابة تقدير يًكنُّه شخص ما أو جماعة ما لشخص ما لأسباب عدة منها مثلا : وفرة عِلمه، عطاءه الفكري، خِصالُه الحسنة، كرمُه الفائض، حبُّه فِعلَ الخير، تواضُعُه… أما التقديس، فيفوق الحب والاحترامَ ليصل إلى درجة التَّعظيم والمهابة والتَّجليل.
أن يكونَ شخصٌ ما موضِعَ احترام وتقدير، فهذا شيء مرغوب فيه ويًمليه حُسن الأخلاق وسموُّ الآداب وثقافة الاعتراف. وهذا كذلك ما تقتضيه القِيم الاجتماعية التي تنظِّم العلاقات الإنسانية وتنظِّم حُسنَ التَّعايش والتَّساكن بين الناس.
أما أن يصبحَ شخصٌ ما، كيفما كان مقامُه ومرتبتُه الاجتماعية موضعَ تعظيم وتجليل، فهذا شيء لا يجوز إنسانيا، أخلاقيا، اجتماعيا ودينيا. لأن البشرَ سواسية ولا فضلَ لأحدٍ على أحدٍ إلا بالتَّقوى والعمل الصالح علما أن خالقَ البشر وكل الكائنات الأخرى، الله سبحانه وتعالى، هو وحده جدير بالتَّعظيم والتَّجليل.
ولا داعيَ للقول أن تقديسَ البشر ظاهرةٌ كانت منتشرةً على نطاق واسع في الماضي وخصوصا في المشهد الديني. غير أنها لا تزال قائمةً في حاضرنا هذا، رغم التَّقدُّم الذي حصل في مجال الفكر والثقافة في المجتمعات المعاصرة. والتَّقديس، في هذا الصدد، مَعنِيَةٌ به شريحةٌ عريضةٌ من الناس من قادة سياسيين وفقهاء وعلماء ورياضيين وفنانين…
ولعل أشهرَ الناس تقديساً، في الماضي القريب هم رؤساء بعض الدول الشمولية (الدِّكتاتورية) مثل ماأُو تس توني Mao Tsé Toung في الصين وستالين Staline في الاتحاد السوقياتي سابقا. أما في عالمِنا العربي، فتفديسُ الرؤساء قاعدةٌ من قواعد الحُكم الاستبدادي الذي يفرضه هؤلاء الرؤساء، طوعا أو كُرها، على المرؤوسين عبر وسائل البروباكاندا propagande أو عبر قوانين أحادية الجانب lois unilatérales تُفرَض على الشعب فرضاً لا نِقاشَ فيه. من بين الرؤساء الاستبداديون، أخصُّ بالذكر، حافظ الأسد وابنه بشار بسوريا، محمد حُسني مبارك بمصر، معمَّر القذافي بليبيا، عبد الله صالح باليمن، صدام حسين بالعرلق، الطُّغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر، قيس السعيَّد بتونس، رحم اللهُ من مات وأنارَ طريقَ مَن هم على قيد الحياة
وما لا يُدركُه المُقدِّسون لبشر مثلهم، هو أن تقديسَهم هذا، إذا بلغ أوْجَه، له تداعيات نفسية واجتماعية، منها على الخصوص :
-فقدانهُم شخصيتَهم و حرٍِيةَ تفكيرهم وخصوصا تفكيرَهم النقدي.
-تَبَعِية مبالغ فيها، إن لم نقل عمياء، لما يصدر عن الشخص موضع التَّقديس من أقوال وسلوكات وأفعال. وقد نقول إن هذه التَّبعية قد تقود إلى نوع من الإستلاب الفكري والاجتماعي (اعتبار المُقدَّسين كأشخاص غير عاديين ومعصومين من الخطأ علما أن الخطأ ظهر مع ظهور سيدنا آدم عليه السلام). هذا إن لم يعتبر المُقَدِّسون هذه الأقوال والسلوكات والأفعال أشياءً مطلقة، أي لا يصِحُّ نِقاشُها أو رفضُها.
-اعتقاد أن بعض الأشخاص الذين يشملهم التَّقديس، قادرون، بكيفية منفردة، على تحقيق أعمال خارقة للعادة إن لم نقل معجزات. وخصوصا إذا ربط المُقدِّسون هذه الأعمال الخارقة للعادة بتديُّن الشخص المُقدَّس.
-خلقُ نوع من التَّشدُّد عند المُقدِّسين إن لم نقل التَّطرُّف، وذلك بحُكم الثقة العمياء التي يحظى بها مَن يشملهم التَّقديس.
-تقديم العاطفة على العقل علما أن التَّقديسَ نابعٌ، أولا وقبل كل شيء، من العواطف وليس من العقل. وما يزيد في الطين بلة، هو أن المُقدِّسين يظنون أن التَّقديسَ واجبٌ ديني.
فمن أين يأتي التَّقديسُ؟ أو ماهي أسبابُ انتسار ظاهرة التَّقديس في المجتمع؟ أو، بعبارة أخرى، كيف نشأت نزعةُ التَّقديس عند المُقدِّسين؟
أولا وقبل كل شيء، نزعةُ التَّقديس لا تُمطرها السماء. إنها ظاهرةٌ اجتماعية يساهم المجتمعُ في بنائِها إلى حدٍّ كبير. وهذا يعني أن المجتمع هو الذي يُنتِجهاَ ويكون وراء انتشارها بين أحضانه. وهذا يعني كذلك أن المجتمعَ هو مَن يصنع الطاعةَ والولاءَ الأعميين من خلال تقديس البشر. فمن أين أتتنا ظاهرةُ التّقديس؟
حسب ما نصَّت عليه الدراساتُ والأبحاثُ، هناك ثلاثة أسباب تقود إلى ترسيخ ظاهرة التَّقديس في المجتمع : الأسرة، المدرسة والإعلام.
فيما يخصُّ الأسرة، عندما تسود السلطة الأبوية (الذكورية) المُطلقة داخل هذه الأسرة وينعدم النقاشّ بين الاب وبناته وأبنائه، وتكون الأمُّ مستسلِمةً للسلطة الأبوية أو مُدعِّمةً لهذه السلطة، فإن هذه الظروف هي أحسن وسيلةٍ لزرع بذور التَّقديس في عقول الأطفال الناشئين.
فيما يخصُّ المدرسةَ، فإن هذه الأخيرة بارعة في صُنعِ العقول المُقدِّسة للبشر. وذلك من خلال ما يُبَرمجُ من نصوص أدبية وتاريخية. َأليست المدرسةُ هي التي تُعطي لبعض الشعراء والأدباء هالةً من التّعظيم والتَّجليل وتقديمهم للمتعلِّمين والطلاب كأشخاصٍ فوقعاديين. أو كأشخاصٍ فوقبشريين لهم من المواصفات ما لا يوجد عند الآخرين. أليست المدرسة هي التي تُحيط بعض الشخصيات التاريخية بهالةٍ من التَّقديس والتَّعظيم وتُسند لهم إنجازاتٍ ضخمة لولاها ما كانت لتكون. بينما هذه الإنجازات لا يمكن، على الإطلاق، أن يقومَ بها شخصٌ واحد، وإنما هي إنجازاتٌ شارك في تحقيقها كثيرٌ من الناس ومن البنيات الاجتماعية. انجازات تُسند لشخصٍ واحد في تنكُّرٍ صارخ للظروف الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية… التي ساعدت على تحقيقها. ولهذا، المدرسة، عوضَ أن تُحاربَ "تقديسَ البشر"، فإنها، كالأسرة، تساهم في غرز أدمغة المتعلِّمين والطلاب.
أما الأعلام، فحدِّث ولا حرج! إنه أخطر من الأسرة ومن المدرسة نظرا لاتِّساع رُقعة المتلقين. وخطورتُه تأتي من تعدُّد وسائل نشره للتَّقديس. ما رسَّخته الأسرةُ والمدرسةُ من بذورٍ للتقديس، يُدعِّمه الإعلامَ بالصوت والصورة. فكم من شخصيات تاريخية أُحِيطت بقيضٍ من البطولة والزعامة والشجاعة والرجولة والتَّحدِّي والبأس والبسالة والتَّحمُّس والجرأة والنخوة والقوة ومهارة في القتال… يكفي مشاهدة أو سماع الأخبار أو مشاهدة بعض الأفلام التي تدور فصصُها حول شخصيات عربية تاريخية أو حول رؤساء عرب مارسوا السلطةَ، لنرى كيف يساهم الإعلام في ترسيخ ظاهرة "تقديس البشر" في اذهان الناس.
و ما يمكن قولُه كخلاصة لهذه المقالة، هو أن تقديسَ البشر من طرف بشر آخر، علامةٌ من علامات التَّلُّخف الاجتماعي، الفكري و الثقافي. وخصوصا أن الدينَ الإسلامي ودساتيرَ البلدان الديمقراطية تساوي بين البشر من حيث الحقوق والواجبات. وقد لا أبالغُ إذا قلتُ أن تقديسَ البشر من طرف البشر تبخيسٌ و استهانةٌ و ازدراءٌ بالعقل البشري. وهذا لا يُلغي، على الإطلاق، الاحترامَ والتَّقديرَ اللذَيْن يستحقُّه المواطنون والمواطنات الذين حققوا إنجازات تعود بالنفع على البلاد والعباد سياسيا، أجتماعيا، اقتصاديا، علميا، فقهيا، فنيا، ثقافيا، رياضيا، تكنولوجيا… وهنا لا بد من الإشارة أن الانجازات غالبا ما تكون أمرا جماعيا تحت قيادة شخص مبدع، مدبِّر وذي تجربة عالية.
وهنا، لا بدَّ من التَّمييز بين الاحترام والتَّقديس. الاحترام هو بمثابة تقدير يًكنُّه شخص ما أو جماعة ما لشخص ما لأسباب عدة منها مثلا : وفرة عِلمه، عطاءه الفكري، خِصالُه الحسنة، كرمُه الفائض، حبُّه فِعلَ الخير، تواضُعُه… أما التقديس، فيفوق الحب والاحترامَ ليصل إلى درجة التَّعظيم والمهابة والتَّجليل.
أن يكونَ شخصٌ ما موضِعَ احترام وتقدير، فهذا شيء مرغوب فيه ويًمليه حُسن الأخلاق وسموُّ الآداب وثقافة الاعتراف. وهذا كذلك ما تقتضيه القِيم الاجتماعية التي تنظِّم العلاقات الإنسانية وتنظِّم حُسنَ التَّعايش والتَّساكن بين الناس.
أما أن يصبحَ شخصٌ ما، كيفما كان مقامُه ومرتبتُه الاجتماعية موضعَ تعظيم وتجليل، فهذا شيء لا يجوز إنسانيا، أخلاقيا، اجتماعيا ودينيا. لأن البشرَ سواسية ولا فضلَ لأحدٍ على أحدٍ إلا بالتَّقوى والعمل الصالح علما أن خالقَ البشر وكل الكائنات الأخرى، الله سبحانه وتعالى، هو وحده جدير بالتَّعظيم والتَّجليل.
ولا داعيَ للقول أن تقديسَ البشر ظاهرةٌ كانت منتشرةً على نطاق واسع في الماضي وخصوصا في المشهد الديني. غير أنها لا تزال قائمةً في حاضرنا هذا، رغم التَّقدُّم الذي حصل في مجال الفكر والثقافة في المجتمعات المعاصرة. والتَّقديس، في هذا الصدد، مَعنِيَةٌ به شريحةٌ عريضةٌ من الناس من قادة سياسيين وفقهاء وعلماء ورياضيين وفنانين…
ولعل أشهرَ الناس تقديساً، في الماضي القريب هم رؤساء بعض الدول الشمولية (الدِّكتاتورية) مثل ماأُو تس توني Mao Tsé Toung في الصين وستالين Staline في الاتحاد السوقياتي سابقا. أما في عالمِنا العربي، فتفديسُ الرؤساء قاعدةٌ من قواعد الحُكم الاستبدادي الذي يفرضه هؤلاء الرؤساء، طوعا أو كُرها، على المرؤوسين عبر وسائل البروباكاندا propagande أو عبر قوانين أحادية الجانب lois unilatérales تُفرَض على الشعب فرضاً لا نِقاشَ فيه. من بين الرؤساء الاستبداديون، أخصُّ بالذكر، حافظ الأسد وابنه بشار بسوريا، محمد حُسني مبارك بمصر، معمَّر القذافي بليبيا، عبد الله صالح باليمن، صدام حسين بالعرلق، الطُّغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر، قيس السعيَّد بتونس، رحم اللهُ من مات وأنارَ طريقَ مَن هم على قيد الحياة
وما لا يُدركُه المُقدِّسون لبشر مثلهم، هو أن تقديسَهم هذا، إذا بلغ أوْجَه، له تداعيات نفسية واجتماعية، منها على الخصوص :
-فقدانهُم شخصيتَهم و حرٍِيةَ تفكيرهم وخصوصا تفكيرَهم النقدي.
-تَبَعِية مبالغ فيها، إن لم نقل عمياء، لما يصدر عن الشخص موضع التَّقديس من أقوال وسلوكات وأفعال. وقد نقول إن هذه التَّبعية قد تقود إلى نوع من الإستلاب الفكري والاجتماعي (اعتبار المُقدَّسين كأشخاص غير عاديين ومعصومين من الخطأ علما أن الخطأ ظهر مع ظهور سيدنا آدم عليه السلام). هذا إن لم يعتبر المُقَدِّسون هذه الأقوال والسلوكات والأفعال أشياءً مطلقة، أي لا يصِحُّ نِقاشُها أو رفضُها.
-اعتقاد أن بعض الأشخاص الذين يشملهم التَّقديس، قادرون، بكيفية منفردة، على تحقيق أعمال خارقة للعادة إن لم نقل معجزات. وخصوصا إذا ربط المُقدِّسون هذه الأعمال الخارقة للعادة بتديُّن الشخص المُقدَّس.
-خلقُ نوع من التَّشدُّد عند المُقدِّسين إن لم نقل التَّطرُّف، وذلك بحُكم الثقة العمياء التي يحظى بها مَن يشملهم التَّقديس.
-تقديم العاطفة على العقل علما أن التَّقديسَ نابعٌ، أولا وقبل كل شيء، من العواطف وليس من العقل. وما يزيد في الطين بلة، هو أن المُقدِّسين يظنون أن التَّقديسَ واجبٌ ديني.
فمن أين يأتي التَّقديسُ؟ أو ماهي أسبابُ انتسار ظاهرة التَّقديس في المجتمع؟ أو، بعبارة أخرى، كيف نشأت نزعةُ التَّقديس عند المُقدِّسين؟
أولا وقبل كل شيء، نزعةُ التَّقديس لا تُمطرها السماء. إنها ظاهرةٌ اجتماعية يساهم المجتمعُ في بنائِها إلى حدٍّ كبير. وهذا يعني أن المجتمع هو الذي يُنتِجهاَ ويكون وراء انتشارها بين أحضانه. وهذا يعني كذلك أن المجتمعَ هو مَن يصنع الطاعةَ والولاءَ الأعميين من خلال تقديس البشر. فمن أين أتتنا ظاهرةُ التّقديس؟
حسب ما نصَّت عليه الدراساتُ والأبحاثُ، هناك ثلاثة أسباب تقود إلى ترسيخ ظاهرة التَّقديس في المجتمع : الأسرة، المدرسة والإعلام.
فيما يخصُّ الأسرة، عندما تسود السلطة الأبوية (الذكورية) المُطلقة داخل هذه الأسرة وينعدم النقاشّ بين الاب وبناته وأبنائه، وتكون الأمُّ مستسلِمةً للسلطة الأبوية أو مُدعِّمةً لهذه السلطة، فإن هذه الظروف هي أحسن وسيلةٍ لزرع بذور التَّقديس في عقول الأطفال الناشئين.
فيما يخصُّ المدرسةَ، فإن هذه الأخيرة بارعة في صُنعِ العقول المُقدِّسة للبشر. وذلك من خلال ما يُبَرمجُ من نصوص أدبية وتاريخية. َأليست المدرسةُ هي التي تُعطي لبعض الشعراء والأدباء هالةً من التّعظيم والتَّجليل وتقديمهم للمتعلِّمين والطلاب كأشخاصٍ فوقعاديين. أو كأشخاصٍ فوقبشريين لهم من المواصفات ما لا يوجد عند الآخرين. أليست المدرسة هي التي تُحيط بعض الشخصيات التاريخية بهالةٍ من التَّقديس والتَّعظيم وتُسند لهم إنجازاتٍ ضخمة لولاها ما كانت لتكون. بينما هذه الإنجازات لا يمكن، على الإطلاق، أن يقومَ بها شخصٌ واحد، وإنما هي إنجازاتٌ شارك في تحقيقها كثيرٌ من الناس ومن البنيات الاجتماعية. انجازات تُسند لشخصٍ واحد في تنكُّرٍ صارخ للظروف الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية… التي ساعدت على تحقيقها. ولهذا، المدرسة، عوضَ أن تُحاربَ "تقديسَ البشر"، فإنها، كالأسرة، تساهم في غرز أدمغة المتعلِّمين والطلاب.
أما الأعلام، فحدِّث ولا حرج! إنه أخطر من الأسرة ومن المدرسة نظرا لاتِّساع رُقعة المتلقين. وخطورتُه تأتي من تعدُّد وسائل نشره للتَّقديس. ما رسَّخته الأسرةُ والمدرسةُ من بذورٍ للتقديس، يُدعِّمه الإعلامَ بالصوت والصورة. فكم من شخصيات تاريخية أُحِيطت بقيضٍ من البطولة والزعامة والشجاعة والرجولة والتَّحدِّي والبأس والبسالة والتَّحمُّس والجرأة والنخوة والقوة ومهارة في القتال… يكفي مشاهدة أو سماع الأخبار أو مشاهدة بعض الأفلام التي تدور فصصُها حول شخصيات عربية تاريخية أو حول رؤساء عرب مارسوا السلطةَ، لنرى كيف يساهم الإعلام في ترسيخ ظاهرة "تقديس البشر" في اذهان الناس.
و ما يمكن قولُه كخلاصة لهذه المقالة، هو أن تقديسَ البشر من طرف بشر آخر، علامةٌ من علامات التَّلُّخف الاجتماعي، الفكري و الثقافي. وخصوصا أن الدينَ الإسلامي ودساتيرَ البلدان الديمقراطية تساوي بين البشر من حيث الحقوق والواجبات. وقد لا أبالغُ إذا قلتُ أن تقديسَ البشر من طرف البشر تبخيسٌ و استهانةٌ و ازدراءٌ بالعقل البشري. وهذا لا يُلغي، على الإطلاق، الاحترامَ والتَّقديرَ اللذَيْن يستحقُّه المواطنون والمواطنات الذين حققوا إنجازات تعود بالنفع على البلاد والعباد سياسيا، أجتماعيا، اقتصاديا، علميا، فقهيا، فنيا، ثقافيا، رياضيا، تكنولوجيا… وهنا لا بد من الإشارة أن الانجازات غالبا ما تكون أمرا جماعيا تحت قيادة شخص مبدع، مدبِّر وذي تجربة عالية.