برغم أن هذه الحياة مليئة بالغرائب كما هي ممتلئة بالأضواء والزينة والتطور الذي يحاصرنا من كل مكان،وممتلأة بالنسخ المكررة لكل شيء فيتحول “فادي” هنا إلى”شادي” هناك، وتتحول “دينا” إلى “لينا” تحت مسمى (الإبتكار)، لكن من حسن الحظ أن الساعين للظهور لا يحتملون مكابدة العناء في صنع رؤية أو خط أو هوية، لذلك يتلاشون بمرور الوقت مع (عوامل التعرية) التي تحول انتباههم إلى مكان آخر قد يحقق لهم نفس الغاية..
وتظل هناك مناطق مرهفة بالغة الحساسية لا علاقة لها بمعسول الكلام أو تقنيات الأداء والصورة بقدر ماهي تعبر عن مكنونات الإنسان الذي يصلها لأنها تشبهه وتعنيه وتلمسه لفرط بساطتها وصدق رسالتها وعمق معناها فتبدو كوجهٍ جميل ٍ مغسول بقطرات الندى في ساعات الصباح الأولى.. يمتاز بالنقاء ووضوح الملامح وجمال التقاسيم وصفاء البسمة التي نبعت من القلب فانعكست على المحيا..فتبدو تلقائيةً كطفلٍ يتحدث دون خوفٍ عما يجول في ذهنه،وعن أحلامه في لحظةٍ وجودية نادرة يكون فيها على طبيعته دون تقيدٍ بأي شيء ربما لأنه بشكل ٍ أو بآخر في لقاءٍ مع ذاته وليس مع أي إنسان..
وتظل الطرقات هي المعشوق السري الذي لا يشي بنا ويحمل بصمات قلوبنا،وربما أقول ذلك لإعتياد الكثير على السفر البري الذي يترك لنا فرصة التأمل وإطلاق البصر في مساحاتٍ مفتوحة على مد البصر كأسئلةٍ مفتوحة على كل الإجابات،تعيد مزج الماضي بالحاضر وتذكرنا بأحلامنا البريئة ولحظاتنا التي تعبنا من الشوق إليها،وأفكارنا وكلماتنا وأغانينا ومشينا على غير هدىً برفقة شخص ٍ كان يعني الكون لنا،وكنا نحلم بمشاهدة الغروب معاً من أعلى قمةٍ في العالم،كما حلمنا بمشاهدة البحر ليلاً وهو يلقننا كلمات الحب التي نسيناها في غمرة احساسٍ يتملكنا فجعل من أبسط المشاهد تحفاً فنية تتلبس أرواحنا لما تبقى من أيام العمر..
فالأماكن تعطينا حياةً كما نضفي عليها من حياتنا،ولربما كانت بإعتقادي كل الأماكن أنثى، ففيها من رائحتها وحياتها وزينتها وعطرها وحضورها وقدرتها على الإستيعاب ما يشبه الأنثى،ولأن الذكرى أنثى،والفرحة أنثى،والضحكة والدمعة والوحدة واللوعة والسماء والزهرة كلها تحمل جينات الأنثى في الإحساس واللغة وكأنها تذكرنا بأن الأمان والصدق والحقيقة يحضر في كل ماهو وجداني لم تعبث به مادية الإنسان أو رغباته وأن أعظم المشاعر تولد وتموت مع أبسط الأشياء التي نتقن الحديث عن غيابها أكثر من التمتع بها وإدراك قيمتها وهي بين يدينا..
وتظل هناك مناطق مرهفة بالغة الحساسية لا علاقة لها بمعسول الكلام أو تقنيات الأداء والصورة بقدر ماهي تعبر عن مكنونات الإنسان الذي يصلها لأنها تشبهه وتعنيه وتلمسه لفرط بساطتها وصدق رسالتها وعمق معناها فتبدو كوجهٍ جميل ٍ مغسول بقطرات الندى في ساعات الصباح الأولى.. يمتاز بالنقاء ووضوح الملامح وجمال التقاسيم وصفاء البسمة التي نبعت من القلب فانعكست على المحيا..فتبدو تلقائيةً كطفلٍ يتحدث دون خوفٍ عما يجول في ذهنه،وعن أحلامه في لحظةٍ وجودية نادرة يكون فيها على طبيعته دون تقيدٍ بأي شيء ربما لأنه بشكل ٍ أو بآخر في لقاءٍ مع ذاته وليس مع أي إنسان..
وتظل الطرقات هي المعشوق السري الذي لا يشي بنا ويحمل بصمات قلوبنا،وربما أقول ذلك لإعتياد الكثير على السفر البري الذي يترك لنا فرصة التأمل وإطلاق البصر في مساحاتٍ مفتوحة على مد البصر كأسئلةٍ مفتوحة على كل الإجابات،تعيد مزج الماضي بالحاضر وتذكرنا بأحلامنا البريئة ولحظاتنا التي تعبنا من الشوق إليها،وأفكارنا وكلماتنا وأغانينا ومشينا على غير هدىً برفقة شخص ٍ كان يعني الكون لنا،وكنا نحلم بمشاهدة الغروب معاً من أعلى قمةٍ في العالم،كما حلمنا بمشاهدة البحر ليلاً وهو يلقننا كلمات الحب التي نسيناها في غمرة احساسٍ يتملكنا فجعل من أبسط المشاهد تحفاً فنية تتلبس أرواحنا لما تبقى من أيام العمر..
فالأماكن تعطينا حياةً كما نضفي عليها من حياتنا،ولربما كانت بإعتقادي كل الأماكن أنثى، ففيها من رائحتها وحياتها وزينتها وعطرها وحضورها وقدرتها على الإستيعاب ما يشبه الأنثى،ولأن الذكرى أنثى،والفرحة أنثى،والضحكة والدمعة والوحدة واللوعة والسماء والزهرة كلها تحمل جينات الأنثى في الإحساس واللغة وكأنها تذكرنا بأن الأمان والصدق والحقيقة يحضر في كل ماهو وجداني لم تعبث به مادية الإنسان أو رغباته وأن أعظم المشاعر تولد وتموت مع أبسط الأشياء التي نتقن الحديث عن غيابها أكثر من التمتع بها وإدراك قيمتها وهي بين يدينا..