حسين عبروس - "كيف ستعتذر فرنسا.. .للمنفين عن وطنهم في كالودونيا"؟

همس تاريخي "د. محمد الأمين بلغيث"
" كيف ستعتذر فرنسا ...للمنفين عن وطنهم في كالودونيا"؟
**
التاريخ نافذة مشرعة عبر الأزمنة،وجرس يرن في أسماع الشعوب المتعاقبة التي صنعت الأحداث بفضل قادتها وعظمائها، والمؤخ في كل الحالات يستند إلى أدلة مادية أومعطيات جديدة تسهم في كشف المستور، هو دبلوماسي بكفاءة عالية يعرف كيف يفضح المجرمين الذين أبادوا عناصر الحياة في الأوطان...ولنا في هذه الوقفة التاريخيةالهامسة أن قف اليوم مع الدكتور" محمدالأمين بلغيث" الباحث والمؤلف الذي انجز عدة أعمال تاريخية منها:
- دراسات في تاريخ الغرب الإسلامي
- فصول في التاريخ والعمران بالغرب الإسلامي
-نظرات في تاريخ الغرب الإسلامي
-الشيخ محمد بن عمر العدواني مؤرخ سوف والطريقة الشابية
-الجزائر في باندونغ ـ مذكرة الشاذلي المكي إلى المؤتمر ـ
- حركة الإخوان المسلمين وبداية المشروع الإسلامي في العصر الحديث
هو اليوم يهمس تاريخيا في وجه فرنسا الإستعمارية،وأعوانها عبرتاريخ طويل ليقول: عن اللجنة المشتركة بين الجزائر وفرنسا الخاصة بإعادة النظر في كل تفاصيل الفترة الإستعمارية
من تاريخ الإحتلال إلى نهاية الإستعمار..حيث يجيب عن النقاط الآتية:
- كيف تقرؤن خلفيات تشكيل هذه اللجنة؟
ولادة لجنة مشتركة تقنية بين جولتين في أي مجال مقبول ومعقول، والجلوس في طاولة مشتركة بين متخاصمين ومتحاربين هي آخر نقطة يتوصل إليها الأطراف مهما كان شأنهم في أي مووع، ما عدا ما يتطلبه الأمر من مقاطعة ممن يريد أن نجلس إليه ليملي علينا شروطه كما فعل الغرب المنتصر[ الحلفاء في نورمبورغ] مع الألمان [دول المحور المهزومين خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
بيننا وبين الفرنسيين ملايين الشهداء والآلاف من المفقودين والمهجرين إلى الفيافي وأقاصي الدنيا[ كاليدونيا الجديدة وغيرها من منافي الأبطال وثوار جهاد الشعب الجزائري خلال القرن التاسع عشر والعشرين.
أنا شخصيا كنت ممن وجهت له الدعوة ،واعتذرت بلباقة بأكون من بين هؤلاء السادة الذين انتخبتهم الرئاسة الجزائري ،ولكل وجهته التي تولاها بحسب موقفه ورأيه في مسألة الذاكرة بيننا وبين فرنسا التي يزعجها ،ويزعج خدمها الأوفياء أن أسميها فرنسا عدو الماضي، والحاضر والمستقبل.
لكن مع ذلك أـقول أن الطرف الفرنسي الذي يؤثر عليه بشكل كبير المؤرخ اليهودي الفرنسي الجنسية، يعالج قضايا الذاكرة بيننا وبين فرنسا وهو يحمل في نفسه وعقله ومستواه الثقافي وتربيته الأسرية ثلاث عقد رئيسية.
- إحساسه دومًا أنه من يهود السفرديم الذين عاشوا بين أظهر المسلمين ووجدوا الترحاب والحماية وفيهم ومنهم من تآمر علينا[ بكري وبوشناق نموذجين. -2 عقدة اختيار يهود الجزائر الجنسية الفرنسية وتخحالفهم مع الوطن الذي آواهم من التشرد والقتل ومحاكم التفتيش بعد الطرد النهائي زمن فليب الثاني الملك الكاثوليكي، هجرة غالبيتهم العظمى إلى المتروبول أو الكيان العنصري مغتصب أرض الإسراء والمعراج.
-3 يبحث المؤرخ بن يامين سطورا عن جزائريين يشاركونه أزمة الظاهرة الكولونيالية، وطي الصفحة أو تمزيقها وهذا في الطرف الوطني يعتبر خيانة. مع تعمل المنؤرخ الفرنسي بالتقسيط مع قضايا الوطن في زمن فرنسا الاستعمارية التي تريد أن ننسى أن ذاكرتنا غير مقطوعة فجرائم الدولة الفرنسية في البليدة والعوفية وتنس وجبال الظهرة وجريمة الثامن ماي والتفجيرات النووية وغيرها تذكرنا دوما بالقتلة من ديبورمون إلى الجنرال ديغول محرر فرنسا.
- 2- كيف تنظر ا لى ملف الذاكرة بين البلدين بعين المؤرخ الوطني الغيور على بلده؟ •
-لا يمكن إعادة النظر إلا في الطرق التقنية التي تسمح للدولة الجزائرية والجزائريين في فتح الأرشيف واستعادة الجزائر حقها أولا في ألأرشيف العثماني بالجزائر المحول الذي يحتوي على كل ما يبرهن على أننا كنا دولة محترمة حتى جاء مغول القرن التاسع عشر والعشرين وجعلوا منا شعبا من قطاع الطرق واللصوص واستولوا على أرزاقنا ودمروا مؤسساتنا الثقافية والدينية وصادروا أموالنا وأوقافنا وأراينا، هل سنطوي هذه الصفحات السود التي تملأ ذاكرة المجرمين الذين نهبيوا أموالنا وخزائن دولتنا وآلاف المخطوطات النادرة.
هل تعتقدون أن مطلب الاعتذار الرسمي الفرنسي للشعب الجزائري يجب أن يبقى قائما حتى يتحقق أم ينبغي تجاوزه والنظر إلى المستقبل بحسب ما يروجه البعض؟
الاعتذار من شيم الدول المحترمة، ويعقب هذا صراحة الانتهاء من استفزازنا بما هو متكرر في الأسطوانة الفرنسية المشروخة نحن من أسسنا الجزائر، أي أن الجزائر هبة فرنسا مثل مصر هبة النيل.
والذي يجب أن يكون هو أن فرنسا تتآمر علينا في المحافل وتقف مع كل ما يسعى لزعزة استقرارها، كما أنها تحمي جماعة البصبور، بل ووتجاوز في أحيان كثيرة الأعراف الدولية في إضفاء الحماية على بعض الأفراد في أوطانهم وهذا مخالف لكل الأعراف والتقاليد بين الدول ذات السيادة.
4- للوقوف في مثل هذه الظروف بندية بين البلدين دون التخلي عن الحقوق المهدورة للشعب الجزائري خلال سنوات الحرب والسلم ماذا ترى؟
-لا يمكن أ ن تكون بيننا وبين فرنسا علاقات ودية دائمة لأن عقيدة الفرنسيين منذ تدمير قرطاج[146ق/م] وإلى اليوم وهي تعتبر الجزائر رومانية ، فرنسية مسيحية كما كتب مؤرخهم ستيفان غزال وغيره.
هي ذي وقفة هامسة مع رجل يعرف كيف يدخل التاريخ من أبوابه سياسيا ومعرفيا..نفول له: شكرالك صديقي الدكتور الأمين بلغيث..ونأمل أن نقف وقفات أخرى مع رجال آخرين..


تعليقات

دمت رائعا أخي الأستاذ د.محمد الأمين بلغيث على جميل نشاطك في مجال نشر الكلمة الواعية بكل ثقة وبكل صدق وطني...تحيتي لك
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...