خالد حماد - «الدستور» تكشف القصائد المفقودة للشاعر الراحل أحمد عبيدة بخط يده

لم يكن رحيل الشاعر أحمد عبيدة منتحرا، إلا مجرد حجراً لتحريك المياة الراكضة، والتفاف أهل قريته العمار الكبرى العمار الكبرى. مركز طوخ. محافظة القليوبية، حول تجربته الشعرية ودوره الثقافي والفكري الذي لعبة في إزاحة غبار العتمة حول ما يجري عبر قصائده المشحون بالمحبة والغضب أحيانا، ظلت القصة المأساوية لرحيل الشاعر أحمد عبيده في وجدان وعقل أهل العمار الكبرى بمثابة الطريق لحركة ثقافية وفكرية يقودها أجيال العمار الكبرى ، تلاميذه ومحبيه ومجايلية يرددون قصائده طوال الوقت،

شاع أن منجزه الشعري أخذته النار ذلك بفعل الحريق الذى أودى بحياة الشاعر أحمد عبيده عام 74، ولكن كان لمحبية وتلاميذه وبعض مضي مايرزيد عن 45 عاماً رأياً آخر في الكشف عن قصائد أحمد عبيده في التقرير التالي يكشف تلاميذه الصعوبات التي واجههوه لتقديم وتدقيق النصوص الشعرية للشاعر أحمد عبيده:





يتذكر محسن شوقي زايد أحد ابرز تلاميذ عبيده، شهدت رحيل عبيد ه والذي كان في سنوات التحاقي بالثانوية العامة، كان الحادث مؤسف ومأساوي إلى حد لا يصدق، وبسبب ما حدث، كان كل من لديه ورقه عليها اسم عبيده يتخلص منها، وما حدث منذ عامين أعاد لنا الأمل في استعادة شعر عبيدة إلى النور مرة أخرى، احدهم اشترى البيت القديم لأحمد عبيدة، البيت مبني بالطوب اللبن، فوجد بإحدى حيطان البيت بعض أوراق عبيده، وهذه الأوراق تشمل عدد من نصوصه الشعرية المطولة، وقمنا باعادة طبع الديوان الأول نشر عن طريق جمعية كتاب الغد عام 74، ونشر تحت تحت عنوان "مختارات من شعر أحمد عبيده"، وذلك بعد رحيلة مباشرة فقمنا باعادة طباعته “ربما يستيقظ النهر”، واضفنا عليه بعض القصائد، خاصة أن الديوان لم يكن متاحاً، ومر على طباعة ما يقرب من 45 عاماً.

بدأت الرحلة مع نصوص عبيدة مجرد تبليغ صاحب البيت الجديد لنا، وبدأنا في رحلة عمل على مدار عامين لتتدقيق قصائدة وجمعها في صورتها الأولى، التقينا الروائي فتحي إمبابي الذي قدم لنا الديوان الثاني.

أما عن لصعوبات التى واجهتنا في العمل على جمع ديوان عبيده تتلخص في اننا اما اوراق اقتربت من نصف قرن محفوظ بطريقة بدائية، مما أدى إلى غياب بعض الحروف والكلمات من بعض القصائد إلى جانب أن الورق متهتك، والحبر باهت، وكنت أول من اشتغل بالنصوص، وذلك لأنني أعرف خطة جيداً.

ولفت توفيق زايد إلى أن الديوان يضم 5 قصائد طويلة الحجر، والوردة العذراء، وطفلة من بورسعيد.

من جانبه قال عاطف الشاذلي أحد تلاميذ الشاعر الراحل "أحمد عبيدة" رحل عبيدة، وترك زخماً إبداعياً هائلاً ظل القليل منه لعشرات السنين حائراً مابين رفاقه وعشاق حرفه البديع يرددوه فيما بينهم ونقلوه لأجيالنا، فأنشدناها وتغنينا بها في زهو وتفاخر بتلك الشخصية الإستثنائية في تاريخ العمار، وكم تمنينا المزيد من أشعاره التي لم تاكلها النيران أو التي لم تتخطفها يد السلطة الجهولة أو ينكرها دعاة القتامة وأعداء الفكر حتى يعود إلينا شيئا فشيئا محملاً بعبق الثورة والحرية، وليصرخ فينا بكل عنفوانه مخترقاً كل حواجز الحصار التي فرضت عليه لتشرق علينا شمس أحمد عبيدة معلنة عن إشراقة صبح تسبح في عيون الأطفال، وتتمدد في حلم الكادحين الذي غنى لهم وتغنوا معه.

وأشار الشاذلي على أنه وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله عُثر داخل (طاقة) سحرية في أحد جداران بيته المتهدمة على مجموعة من الأوراق والمسودات الشعرية لبعض أشعاره فتملكتنا فرحة عارمة، وعلى الفور تشكلت لجنة من مثقفي القرية لفحص هذه الأوراق، وإعادة كتابتها من جديد حتى يمكن وضعها في كتاب يخلد بعضا مما أبدع الراحل الكبير.

ورغم كم المعاناة الهائلة التي صاحبتنا في كتابة هذه القصائد لسوء حالة الأوراق والكثير من الحروف التي تآكلت منها بفعل عوامل الزمن لكن كانت سعادتنا كبيرة، ونحن نستخرج الحروف لتشكل الكلمات التي ملأتنا إبداعاً وسعادة بفضل وجدان هذا المبدع العظيم الذي أعاد لنا حلماً كبيراً أن نرى مطبوعات تحمل اسمه وتفيه بعضاً مما يستحق من رد جميله علينا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...