ظروف نشأة الصراع في مصر و دور الإخوان المسلمين في تحريك الساحة
"الأنوارية" مشروع وضعه الأديب طه حسين و التي تعتبر أساس الديمقراطية، و المشروع الحسيني الذي دعا إليه طه حسين يتضمن توحيد المدرسة الوطنية و خلق ذهنية مصرية منسجمة ملائمة للعصر ، فقد كان طه حسين يرى أنن المشكل في مصر سياسي و يجب أن يحل عن طريق تربوي، فمصر في رأيه لا يمكن أن تندمج بالفعل في العصر الحديث إلا إذا كانت ديمقراطية، كان الأنوارية الكابوس الذي يلاحق الإخوان المسلمين في مصر، ما جعل مصر تعيش ازمة الحاكمية
"الأنوارية" مشروع وضعه الأديب طه حسين و التي تعتبر أساس الديمقراطية، و المشروع الحسيني الذي دعا إليه طه حسين يتضمن توحيد المدرسة الوطنية و خلق ذهنية مصرية منسجمة ملائمة للعصر ، فقد كان طه حسين يرى أنن المشكل في مصر سياسي و يجب أن يحل عن طريق تربوي، فمصر في رأيه لا يمكن أن تندمج بالفعل في العصر الحديث إلا إذا كانت ديمقراطية، كان الأنوارية الكابوس الذي يلاحق الإخوان المسلمين في مصر، ما جعل مصر تعيش ازمة الحاكمية
تعد الظاهرة "الإخوانية" من أخطر المراحل التي عاشتها مصر، لأن المشروع لم يتوقف عند الحدود الإقليمية لمصر، بل امتد خارج القطر المصري، أي أخونة العالم الإسلامي و العالم العربي و حتى العالم الإفريقي، بدعم من الحركات الإسلامية، فبالإضافة إلى التيار الإسلامي في السودان و الإخوان في سوريا، يسعى الإخوان المسلمين في مصر إلى تحرك مشاعر التيارات الإسلامية في المغرب العربي ، و السبب يعود إلى أن القطر المصري يحتل مركزا جغرافيا حيويا في الوطن العربي كونه يشكل حلقة اتصال سياسية و ثقافية بين دول المشرق و المغرب العربي و كذلك الشرق الأوسط و إفريقيا بشكل عام، و قد مرت مصر بتجربة ثورية في المرحلة ما قبل الخمسينيات و في بدايتها مما جعل المواقف فيها مختلفة و متناقضة، و جعلها تضيع بين موقف الأتباع و اليساريين ثم "الإخوان" الذين ما لبثوا ينتقدون تصرفات النظام الحاكم.
فمصر تحتل مركزا جغرافيا حيويا في الوطن العربي كونه يشكل حلقة اتصال سياسية و ثقافية بين دول المشرق و المغرب العربي و كذلك الشرق الأوسط و إفريقيا بشكل عام، و مصر مرت بتجربة ثورية في المرحلة ما قبل الخمسينيات و في بدايتها مما جعل المواقف يها مختلفة و متناقضة، و جعلها تضيع بين موقف الأتباع و اليساريين ثم "الإخوان" الذين ما لبثوا ينتقدون تصرفات النظام الحاكم، و مع تطور الوضع بات وشيكا العودة إلى التجربة الناصرية، تبنتها جماهير شعبية واسعة ما تزال تؤمن بجمال عبد الناصر كقائد و ترى في شخصه رمزا لها بعدما تمكن من تحرير الاقتصاد المصري من الاستعمار و التبعية خاصة في المجال الزراعي، من خلال "التأميم، في ظل الظروف التي عاشتها مصر فيما سمي بحريق القاهرة.
الفرق كما يبدوا شاسعا بين إعلان عروبة مصر التي أقرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و بين " أخونتها" تحت حكم محمد مرسي و معارضة " السلفيين" له، و بالوقوف على المرحلة الناصرية و مرحلة الإخوان هو أن مصر في عهد جمال عبد الناصر رقعت شعار الحرية و الاشتراكية و الوحدة، و حققت مصر في عهدته حرية الوطن و المواطن، و حققت العدالة الاجتماعية عن طريق كفاية الإنتاج و عدالة التوزيع، كما حققت مصر في عهد جمال عبد الناصر وحدة العالم العربي، فوقفت إلى جانب ثورة اليمن و الجزائر، و وقفت إلى جانب الأشقاء في سوريا، فالرئيس حمال عبد لناصر كان يرى أن الديمقراطية ليست بالأحزاب و لا للأحزاب، و أن الديمقراطية بدون ديمقراطية اجتماعية مجرد وهم، و بالتالي فمرحلة عبد الناصر تختلف عن المرحلة التي قاد فيها حسني مبارك شؤون مصر ، أثناء حرب الخليج عمل حسني مبارك على توطيد علاقته مع أمريكا و سمح لها باستخدام المطارات المصرية، بحيث وصفت العلاقات المصرية الأمريكية بعلاقة شبه التحالف quasi alliance، و وصل هذا التحالف إلى أعلى درجة، و روج لمقولة التقاء المصالح المصرية الأمريكية، فقد كانت مصر في عهد حسني مبارك تتلقى معونات اعتبرها الشعب المصري تعويضا لمصر نتيجة الحروب المتواصلة التي لحقت بها، و حمل الرئيس مبارك هذه التبعات خاصة بعد الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل لحضور جنازة إسحاق رابيين عام 1995، و سميت هذه المرحلة بمرحلة مد اليد لمصافحة الكيان الصهيوني التي بادر بها آل مبارك باسم السلام.
كما أن حسني مبارك مثل درعا واقية ضد الأصولية الإسلامية الراديكالية، التي كانت حسب النظرة الأمريكية أكبر تهديد للمنطقة في المدى الطويل، أمام معدل النمو السكاني المرتفع في مصر، في ظل مضي الحكومة المصرية في عملية "الخوصصة"، وهذا العامل يشكل تخوفا كبيرا من فقدان الحكومة المصرية سيطرتها على الاقتصاد، خاصة و أن الإصلاحات الاقتصادية في مصر حسب الخبراء عرفت فشلا ذريعا، و الذي زاد الهوة بين الفقراء و الأغنياء، و ربما هي الأسباب التي دفعت بالجماهير الشعبية في مصر ينقلبون على مبارك، ما يلاحظ أن الأطراف المتصارعة تحاول استعمال وسائل الإثارة الشعبية التي تدعو إلى التعصب المصري العربي مثل : ( المليونية، المجال الحيوي، ميدان النشاط، ميدان التحرير ، و استعمال كذلك أسماء تاريخية مثل ميدان رابعة العدوية و غير ذلك، و هي ضرب من الحماس الثوري و الاعتزاز ، محاولة منها في تحريك مشاعر الجماهير للالتفاف حولها و خلق منها قوة، ناهيك عن الهتافات الوطنية و الإسلامية، خاصة بالنسبة للإخوان المسلمين، و هذا حتى لا يكون لأصحاب النظرية "الأنوارية" وجودا في الساحة السياسية.
تشير بعض الكتابات التاريخية الأدبية أن العداء بين الإخوان و طه حسين يعود إلى كون هذا الأخير بني مشروعه ( دمقرطة مصر) في إطار المعجزة اليونانية التي فصلت السياسة عن الدين (الغيب) و جعلت مصدر السلطة هو الجماعة البشرية المعنية و ليس المصدر الديني المتعالي، و كان يقول: "حري بالمصريين أن يتطلعوا إلى نظام ديمقراطي و أن يعرفوا أصول هذه الديمقراطية"، و حسبما يبدوا أن طه حسين كانت تغلب عليه النزعة الشكية، بحيث تناولت هذه النزعة بعدا ثانيا يتعلق بالذاكرة الدينية الجماعية التي تبناها القرآن، غير أنه ركز على جانب الديمقراطية و دافع عنها و عن حرية الرأي، و قد فسر المختصون مشروع طه حسين بالارتداد إلى " السلفية" و ربطوا إصلاح المنظومة السياسية بالقضية التربوية، و لذلك من الصعب الوقوف إلى جانب فئة دون الأخرى، لأن العروبة التي تبنتها الجماهير الشعبية المصرية أيام الثورة الناصرية مختلطة بالإسلام و يعود هذا الاختلاط بسبب الظروف التاريخية التي عاشها الشعب المصري منذ فجر التاريخ.
قراءة علجية عيش