حول الرسالة التى تصرخ بها القصيدة
وجعُ قصيدةِ (أريج محمد) يجعلنا ننزفُ أسيً وحسرات….
نعم سُرِق العيد..لم يكن ككُل الاعياد ..هذا التوقيت بالذات قُبَيل العيد والشعب يستعد ليوم يُجهّزون فيه لأفراح العيد، من ملبسٍ جديد وعادات أجمعت عليها الأمة تُدخل عليها الفرح والسرور لشراء الحلويات وصُنع الكعك والبسكويت، وفرحة التأهُّب لصلاة العيد... لكن نيرانَ الحربِ أجهزت على تلك الفرحة واغتالتها واجهتها قبل الموعد ..كان توقيتاً مستفِزاً :
تعلّمنا أنه بالإمكان سرقة العيد
…..
تعلّمنا أن يختلطَ التكبيرُ
بصوتِ الرّصاص
ويبقى هذا التشّوه
عالقاً فى ذاكرةِ كلِّ الأعياد
...........
وكأنه تكرارٌ لازماتٍ سابقة مازالت فى الذاكرة
ف "تعلّمنا".. دلالةٌ لتجربة سابقة مع مثل تلك الأزمات.. حيث يعيش السودان صراعاتٍ داخلية
منذ فترة تعادي استقراره.
هل هى "حرب" نسمّيها هكذا، أم صراعٌ داخلى ،أم مؤامرة استُخدم فيه سلاح الحرب من أجل اعتلاء السلطة على حساب الشعب؟
أعلم أن مفهوم "حرب"..دفاعٌ عن الوطن ضدأعداء
الوطن من الخارج والمحاولين أن يبتزّوا خيراته ، كخبرتنا مع المستعمر أو الجيران الطامعين فى تفتيته أوسلب خيراته..فتكون هى الحرب..أما صراع داخلى كهذا ، فهى الفتنة الكبرى..قل : هي المصيبة.. الكارثة التى تحُلّ بأبناء الوطن الواحد .. وكأننا نُنفذ نيابة عن الاستعمار أهدافَه فى تفتيت وحدتنا وخراب أوطاننا لتكون جاهزةً للأجنبى أن يُفتّت وحدتها ويقتسمها معنا..
هذا العتَه سيجنى ثمارَه المُرَّ الجميعُ..من كان مشاركاً فيه أو الرافضون..هناك حلولٌ سلمية وآمِنة وشرعية لرفض الخصم أو النظام ....من خلال الشعبِ ذاته ومواقفه والأحزاب التى تمثّله وصناديق اقتراع ، أوثورة سلمية تُعبّر عن رفضها لما لاترتضيه.....لكن ماحدث ليس بثورة ولا حرب شريفة ، إنما هى فتنة تتّشح سواداً وشرّاً لاغراضٍ خفيّة ، ربما وراءها بالتأكيد مؤجّجون لنيرانِها…
شعوب تهفو للاستقرار وتبغى الأمان والوحدة ..
وأُناسٌ يمتلكون السلاحَ والقوةَ يقتلون برصاصهم
وقنابلهم أمنيات الشعب..فاىّ شعبٍ سيرضى عاجلاً أو آجلاً قسوةَ أبنائِه من المسلَّحين مهما كانت دوافعهم ، الاستقواء بالسلاح على الشعب ،أو الاستقواء بقوى خارجية تدعم هذا الصراع الداخلى
سيظل وصمةَ عارٍ تلاحق هؤلاء الذين جنَوا على شعبهم، ولن يغفر لهم التاريخ فعلتَهم الشنعاء، ومهما كانت من مكاسب الفوز فى الصراع لأولئك الذين حرموا الشعب من سعادة إستقراره ، فهم إلى زوال،
وإن طال بهم الأجل .
على الشعب إلاّ يهرب من تلك المعركة الداخلية على السلطة، وأن يتوقّفَ عن نزوحه إلى الخارج وأن
تحتشدَ الجموعُ بكل الوسائل لتعبّرَ عن رفضها
فى أى ميدان وفى كل مدينة وولاية ..وأن يقول الكل(لا)..وإن البلاد لنا..للشعب ،ونحن الذين نقرّر
ولاأحد غيرنا..على الشعوب أن تكون العامل الحاسم فى هذا الصراع..لا أن تهرب من أوطانها ، لأنها بذلك
تقدم أوطانَها هديةً لاصحابِ النوايا الخبيثة فى التفتيت والاحتلال، وهو ما يريده بالضبط هؤلاء.
لابد أن يقفَ الشعبُ وقفةً شجاعة..فليس هناك من وطنٍ أغلي من وطنه.. ومَن كُتِبَ له الموتُ فلا مفرّ منه حتى ولو هرب منه خارج وطنه…تشبّثوا بالوطن واحموا أوطانكم ، لاتتركوه فريسةً للطامعين.
وليحدوكم الأملُ إلى غدٍ أفضل:
"من أجل عيون الاطفال"
*اعتبروا مايحدث زلزالاً قوياً يجتاح البلاد كما اجتاح سوريا وتركيا وابقوا فى أوطانكم فهى موتةٌ واحدة ، أو حياة أفضل.
لايمكن أن أتصورَ أن الشعبَ السودانى بتاريخه أن يُصبحَ شعباً من اللاجئين.. فى تشاد/ فى جنوب السودان/فى مصر....فى غيرها.... لكنه سيصبح أن استمر في نزوحه شعباً بلاوطن..ما شعوره إذا نظر فى خريطةِ بلاده فوجدها عدة دويلات ، أو شعب آخَر يسكنه..
*إنه لَتُحزننى كلماتُ الشاعرةِ وتنزفُ لها قلوبُنا دماً على جُرحها (وكأنّ المُضمَر فى كلماتها أنها تحتمى بظهر رجال سيدافعون عنها وعن مستقبلها
ومستقبل أطفال لاذنب لهم ، من حقهم العيش فى أمان )..
هى تقول في أسي:
أبحثُ عن كلمةِ حق
فى زمنِ الزّيف
أبحثُ عن وطنٍ ضاع
هنا وهناك
أبحثُ عنكَ وعنّى
فى كُتُبِ حكاياتِ الحُب
فى ذاكرةِ غيمة
تحملُ البشارةَ للأرض
فيا رجالَ الوطن .....هى الشاعرةُ تناديكم بلسانِ وطنها .أو قُل هى السودانُ تناديكم ، وهى تَراكم فى شتاتٍ هنا وهناك..احملوا البشارةَ للأرض ،ولن يحملها إلى الأرض الّا تلك الغيمةُ الثقيلةُ برجالِ المواجهة
ضد الظلم والطغيان والمؤامرات التى تهددُ وحدتَكم واستقرارَكم.
أنقِذوا سودانَكم من تلك المؤامرةِ الخبيثة.....هى ليست حرباً من أجل استقرار.
على الأدباءِ والمثقفين والمفكرين والساسةِ الشُّرفاء
وعقلاءِ الشعبِ ورجالِه الأوفياء أن يعتصموا بكلمةِ حق يدافعون بها عن بلادهم ومستقبلها .
#أريج..ليست إلاّ ناطقٌ باسم سودانها..
#أريج.. ومثيلاتُها ينزفنَ آهاتِ الخوفِ من الغد ويأملنَ فى مستقبلٍ آمِن …
#للشعب السودانى تقرير مصيره …
ظلالُ الامسِ عابسةٌ
فى وجهِ اليوم
الأرضُ مسارات الجوع
الشوك مجاز
بذورٌ نحصدها رمال
فما كان بالأمس انعكس صداه على الحاضر..
*استنهاض من خلال طرح الصورة المأساوية التى عليها الوطن…
فهل ينهضُ الشعب السودانى نهضته ؟!
___________
حامد حبيب_مصر
----------------
"القصيدة"
في الخرطوم
تعلمنا أنه بالإمكان سرقة العيد
تعلمنا أن البكاء قهراً
لون المدن في حضرة الحرب
تعلمنا أن يختلط التكبير
بصوت الرصاص
ويبقى هذا التشوه
عالقاً في ذاكرة كل الأعياد
تعلمنا أن نبتلع الحسرات
ونجيز الابتسام
على هامش الأسى
من أجل عيون الأطفال
من أجل غد لا يأتي
من أجل مداراة الجرح الغائر في الروح
أبحث عن كلمة حق
في زمن الزيف
أبحث عن وطن ضاع
هنا وهناك
أبحث عنك وعني
في كتب حكايات الحب
في ذاكرة غيمة
تحمل البشارة للأرض
غادرةٌ تلك الأيام
سادرةٌ في التيه
ظلالُ الأمس
عابسةٌ في وجه اليوم
الموت عبث
البقاء عبث
الأرضُ مسارات الجوع
الشوكُ مجاز
بذور نحصدها رمال
__________
بقلم : أريج محمد_الخرطوم/السودان
وجعُ قصيدةِ (أريج محمد) يجعلنا ننزفُ أسيً وحسرات….
نعم سُرِق العيد..لم يكن ككُل الاعياد ..هذا التوقيت بالذات قُبَيل العيد والشعب يستعد ليوم يُجهّزون فيه لأفراح العيد، من ملبسٍ جديد وعادات أجمعت عليها الأمة تُدخل عليها الفرح والسرور لشراء الحلويات وصُنع الكعك والبسكويت، وفرحة التأهُّب لصلاة العيد... لكن نيرانَ الحربِ أجهزت على تلك الفرحة واغتالتها واجهتها قبل الموعد ..كان توقيتاً مستفِزاً :
تعلّمنا أنه بالإمكان سرقة العيد
…..
تعلّمنا أن يختلطَ التكبيرُ
بصوتِ الرّصاص
ويبقى هذا التشّوه
عالقاً فى ذاكرةِ كلِّ الأعياد
...........
وكأنه تكرارٌ لازماتٍ سابقة مازالت فى الذاكرة
ف "تعلّمنا".. دلالةٌ لتجربة سابقة مع مثل تلك الأزمات.. حيث يعيش السودان صراعاتٍ داخلية
منذ فترة تعادي استقراره.
هل هى "حرب" نسمّيها هكذا، أم صراعٌ داخلى ،أم مؤامرة استُخدم فيه سلاح الحرب من أجل اعتلاء السلطة على حساب الشعب؟
أعلم أن مفهوم "حرب"..دفاعٌ عن الوطن ضدأعداء
الوطن من الخارج والمحاولين أن يبتزّوا خيراته ، كخبرتنا مع المستعمر أو الجيران الطامعين فى تفتيته أوسلب خيراته..فتكون هى الحرب..أما صراع داخلى كهذا ، فهى الفتنة الكبرى..قل : هي المصيبة.. الكارثة التى تحُلّ بأبناء الوطن الواحد .. وكأننا نُنفذ نيابة عن الاستعمار أهدافَه فى تفتيت وحدتنا وخراب أوطاننا لتكون جاهزةً للأجنبى أن يُفتّت وحدتها ويقتسمها معنا..
هذا العتَه سيجنى ثمارَه المُرَّ الجميعُ..من كان مشاركاً فيه أو الرافضون..هناك حلولٌ سلمية وآمِنة وشرعية لرفض الخصم أو النظام ....من خلال الشعبِ ذاته ومواقفه والأحزاب التى تمثّله وصناديق اقتراع ، أوثورة سلمية تُعبّر عن رفضها لما لاترتضيه.....لكن ماحدث ليس بثورة ولا حرب شريفة ، إنما هى فتنة تتّشح سواداً وشرّاً لاغراضٍ خفيّة ، ربما وراءها بالتأكيد مؤجّجون لنيرانِها…
شعوب تهفو للاستقرار وتبغى الأمان والوحدة ..
وأُناسٌ يمتلكون السلاحَ والقوةَ يقتلون برصاصهم
وقنابلهم أمنيات الشعب..فاىّ شعبٍ سيرضى عاجلاً أو آجلاً قسوةَ أبنائِه من المسلَّحين مهما كانت دوافعهم ، الاستقواء بالسلاح على الشعب ،أو الاستقواء بقوى خارجية تدعم هذا الصراع الداخلى
سيظل وصمةَ عارٍ تلاحق هؤلاء الذين جنَوا على شعبهم، ولن يغفر لهم التاريخ فعلتَهم الشنعاء، ومهما كانت من مكاسب الفوز فى الصراع لأولئك الذين حرموا الشعب من سعادة إستقراره ، فهم إلى زوال،
وإن طال بهم الأجل .
على الشعب إلاّ يهرب من تلك المعركة الداخلية على السلطة، وأن يتوقّفَ عن نزوحه إلى الخارج وأن
تحتشدَ الجموعُ بكل الوسائل لتعبّرَ عن رفضها
فى أى ميدان وفى كل مدينة وولاية ..وأن يقول الكل(لا)..وإن البلاد لنا..للشعب ،ونحن الذين نقرّر
ولاأحد غيرنا..على الشعوب أن تكون العامل الحاسم فى هذا الصراع..لا أن تهرب من أوطانها ، لأنها بذلك
تقدم أوطانَها هديةً لاصحابِ النوايا الخبيثة فى التفتيت والاحتلال، وهو ما يريده بالضبط هؤلاء.
لابد أن يقفَ الشعبُ وقفةً شجاعة..فليس هناك من وطنٍ أغلي من وطنه.. ومَن كُتِبَ له الموتُ فلا مفرّ منه حتى ولو هرب منه خارج وطنه…تشبّثوا بالوطن واحموا أوطانكم ، لاتتركوه فريسةً للطامعين.
وليحدوكم الأملُ إلى غدٍ أفضل:
"من أجل عيون الاطفال"
*اعتبروا مايحدث زلزالاً قوياً يجتاح البلاد كما اجتاح سوريا وتركيا وابقوا فى أوطانكم فهى موتةٌ واحدة ، أو حياة أفضل.
لايمكن أن أتصورَ أن الشعبَ السودانى بتاريخه أن يُصبحَ شعباً من اللاجئين.. فى تشاد/ فى جنوب السودان/فى مصر....فى غيرها.... لكنه سيصبح أن استمر في نزوحه شعباً بلاوطن..ما شعوره إذا نظر فى خريطةِ بلاده فوجدها عدة دويلات ، أو شعب آخَر يسكنه..
*إنه لَتُحزننى كلماتُ الشاعرةِ وتنزفُ لها قلوبُنا دماً على جُرحها (وكأنّ المُضمَر فى كلماتها أنها تحتمى بظهر رجال سيدافعون عنها وعن مستقبلها
ومستقبل أطفال لاذنب لهم ، من حقهم العيش فى أمان )..
هى تقول في أسي:
أبحثُ عن كلمةِ حق
فى زمنِ الزّيف
أبحثُ عن وطنٍ ضاع
هنا وهناك
أبحثُ عنكَ وعنّى
فى كُتُبِ حكاياتِ الحُب
فى ذاكرةِ غيمة
تحملُ البشارةَ للأرض
فيا رجالَ الوطن .....هى الشاعرةُ تناديكم بلسانِ وطنها .أو قُل هى السودانُ تناديكم ، وهى تَراكم فى شتاتٍ هنا وهناك..احملوا البشارةَ للأرض ،ولن يحملها إلى الأرض الّا تلك الغيمةُ الثقيلةُ برجالِ المواجهة
ضد الظلم والطغيان والمؤامرات التى تهددُ وحدتَكم واستقرارَكم.
أنقِذوا سودانَكم من تلك المؤامرةِ الخبيثة.....هى ليست حرباً من أجل استقرار.
على الأدباءِ والمثقفين والمفكرين والساسةِ الشُّرفاء
وعقلاءِ الشعبِ ورجالِه الأوفياء أن يعتصموا بكلمةِ حق يدافعون بها عن بلادهم ومستقبلها .
#أريج..ليست إلاّ ناطقٌ باسم سودانها..
#أريج.. ومثيلاتُها ينزفنَ آهاتِ الخوفِ من الغد ويأملنَ فى مستقبلٍ آمِن …
#للشعب السودانى تقرير مصيره …
ظلالُ الامسِ عابسةٌ
فى وجهِ اليوم
الأرضُ مسارات الجوع
الشوك مجاز
بذورٌ نحصدها رمال
فما كان بالأمس انعكس صداه على الحاضر..
*استنهاض من خلال طرح الصورة المأساوية التى عليها الوطن…
فهل ينهضُ الشعب السودانى نهضته ؟!
___________
حامد حبيب_مصر
----------------
"القصيدة"
في الخرطوم
تعلمنا أنه بالإمكان سرقة العيد
تعلمنا أن البكاء قهراً
لون المدن في حضرة الحرب
تعلمنا أن يختلط التكبير
بصوت الرصاص
ويبقى هذا التشوه
عالقاً في ذاكرة كل الأعياد
تعلمنا أن نبتلع الحسرات
ونجيز الابتسام
على هامش الأسى
من أجل عيون الأطفال
من أجل غد لا يأتي
من أجل مداراة الجرح الغائر في الروح
أبحث عن كلمة حق
في زمن الزيف
أبحث عن وطن ضاع
هنا وهناك
أبحث عنك وعني
في كتب حكايات الحب
في ذاكرة غيمة
تحمل البشارة للأرض
غادرةٌ تلك الأيام
سادرةٌ في التيه
ظلالُ الأمس
عابسةٌ في وجه اليوم
الموت عبث
البقاء عبث
الأرضُ مسارات الجوع
الشوكُ مجاز
بذور نحصدها رمال
__________
بقلم : أريج محمد_الخرطوم/السودان