د. محمد عباس محمد عرابي - الجبل في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن الجبل في ديوان عناقيد الضياء عن الجبل حيث بين أن: جبل أحد الأشم يستمع لشعر شاعرنا القدير، وأن جبال السراة مكان لعناق الأزهار تحت الضباب، و أن الليل يجعل الجبال سهولًا للشاعر، وتحدث تواضع الجبال أثناء هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) المباركة ،وبين أنه في الشدائد يعلو جبل الأحزان، وبين أنه تختلج الجبال على صدى صوت الأمين ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:

توضع الجبال أثناء هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) المباركة:

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن تواضع الجبال أثناء هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) المباركة حيث يقول في قصيدة " حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " :

يا قائدَ القَصْوَاءِ دعْها؛ إنّها *.*.*.* مأمورةٌ فاعجبْ لها أن تُؤْمَرا

دعْها تَسر فلسوف تُلقي رَحْلَها *.*.*.* في موضعٍ سيكونُ بعدُ المِنْبَرا

ولسوف يغدو بعدَ ذلك روضَةً *.*.*.* مِنْ جنّة الفردوس يقصِدُها الوَرى

ها أنتَ تسري ؛ والجبالُ تواضُعٌ *.*.*.* والبيدُ تحت خُطاكَ تصبحُ بَيْدَرا

تُطوى لك الأيامُ حتى أصبحتْ *.*.*.* أعوامُها في ظلّ عزمِك أشْهُرا

لمّا سريتَ ؛ رسمتَ دربَكَ واضحًا *.*.*.* وجعلتَ صِدقَكَ في الحوالكِ مِجْهَرا(1)

جبل أحد الأشم يستمع لشعر شاعرنا القدير:

في قصيدة (طيبة) بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وهو يعدد مآثر طيبه أن جبل يستمع لشعره حيث يقول:

هل أنت في حلم يمر سريعا**لما دعاك إليه جئت مطيعا؟!

هذي أمامك طيبة ورحابها**قد بوركت في العالمين ربوعًا

هذا قباء، أما رأيت البدر في**ساحاته لما استتم طلوعا؟!

أوما رأيت الوجه وجه محمد**أوما رأيت مقامه المرفوعا؟!

أوما سمعت هتاف أنصار الهدى**ما زال في أذن المدى مسموعا؟!

أوما تشاهد روضة من جنة**مخضرة أوما تحس خشوعا؟!

أوما ترى جذع اليقين قد ازدهى**وامتد عبر الكائنات فروعا؟!

أوما تشم المسك في أرجائها**أوما تشاهد خندقا وبقيعا؟

أوما ترى الفجر المغرد لم يزل **يزداد في عين الحياة سطوعًا؟!

مالي أراك وقفت وحدك جامدا**ما بال عينك لا تفيض دموعًا

هذي المدينة قد تألق فوقها**تاج يرصع بالهدى ترصيعًا

هذي سقيفتها تلوح أمامنا**فنرى بها شمل الرجال جميعًا

هذا هو الوادي المبارك لم يزل**في الحب في زمن الجفاف ربيعًا

هذا هو الجبل الأشم كأنه**يصغي ليسمع شعرك المطبوعا!

أحد يحب رسولنا ونحبه**ما زال رمزا للوفاء بديعًا

ما أنت في حلم فهذي طيبة**قد أوقدت للتائهين شموعا

هي مأزر الإيمان في الزمن الذي **يشكو بناء المكرمات صدوعًا (2)

سعادة الجبال بتلبية الحجاج :

في قصيدة "لك الله يا صوت الضمير " تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن سعادة الجبال بتلبية الحجاج حيث يقول :

يسافر طرفي في المدائن كلها **و روض الأماني الباسمات نضيرُ

رأيت زوايا الكون أدركت عمقه **وفيه بشيرٌ صادقٌ ونذيرُ

فلاحت أمامي مكة الخير منبعا **ومن حوله الكون الفسيح يدورُ

كأن الوجود الرحب شرقًا ومغربا ** أكف إلى البيت الحرام تشير ُ

وقصاد بيت الله تصفو قلوبهم **وماء سواقي الذاكرين نمير

كأن خُطاهم في المشاعر أحرف **تُسطر منها للولاء سطور

يلبون والآفاق تصغي، فتنتشي جبال ُ،وتهفو للنداء صخور (3)

جبال السراة مكان لعناق الأزهار تحت الضباب:

بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن جبال السراة مكان لعناق الأزهار تحت الضباب حيث يقول في قصيدة " قصيدة وقفة على مشارف مكة " :

يا جنى اللوز فوق خضر الروابي **يا قشورًا مسكونةً باللباب

يا جبال السراة صارت مكانًا **لعناق الأزهار تحت الضباب

يا حنين الرعود يُفضي بشوق ٍ**في فؤاد السحاب تحت التراب

يا روابي الزيتون ألقيت فيها **عبء ما نالني من الأتعاب

سافرت بي إليك نفسٌ لديها **أملٌ بعد نأيها في اقتراب

وتراءت سعادتي فيك حتى **خلتُ أني فصلت منها ثيابي (4)

الليل يجعل الجبال سهولا للشاعر:

الليل يجعل الجبال سهولا للشاعر

بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن الليل يجعل الجبال سهولا للشاعر حيث يقول في قصيدة " قصيدة وقفة على مشارف مكة " :

ينكث الليل غزله ويراني **ثابت العزم ماضيًا في طماحي

ويريني جبال دربي سهولا **ويريني حقائق الأشباح

يا صباحًا جرى ينابيع نور **وتدلى ثمار حق صراحٍ (5)

في الشدائد علو جبل الأحزان:

في قصيدة "من ها هنا مر تاريخي" تحدث الشاعرعن علو جبل الأحزان وقت الشدائد حيث يقول:

أما ترى جبل الأحزان كيف علا **ونحن منه على أطراف منحدر؟

أكاد أنقل أيامي إلى زمن **مضى وفي مجده فخر المفتخر (6)

الجبال تختلج على صدى صوت الأمين

بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن الجبال تختلج على صدى صوت الأمين

حيث يقول في قصيدة "عندما يتشامخ البدوي "

و تختلج الجبال على صدى صوت الأمين

اقرأ...!

وتنهل الرؤى من كل ناحية ...

وينهمر اليقين (7)



(1) قصيدة "حُداءٌ في موكبِ الهِجرة "،ص41

(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء، قصيدة (من ها هنا مر تاريخي)، ص86

(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة "لك الله يا صوت الضمير " ص51،52

(4)" قصيدة " قصيدة وقفة على مشارف مكة "" ، ص26-27

(5)" قصيدة " من هنا يبدأ الطريق "" ، ص20

(6)قصيدة "من ها هنا مر تاريخي" ، ص82

(7)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" "عندما يتشامخ البدوي "" ص97

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...