المهدي الحمروني - حاجةٌ لبقية عمرٍ شعريّ

ليتكِ تعين قدر احتياجي لكِ
احتياجي البسيط
والكارثيّ
لطفولة النحر في أُمومتك
الراعية لرغبتي الوقورة في العزلة
لِسلمِي الداخلي مع النفس
لمناخ ما بقي لي من عمرٍ شعري
كمُعادلٍ مثاليّ لأمان الطقس بمخيلة صمتي
كي أتعافى
من أوهام الأيام السائبة
وهي تَعبُرني دهرًا بلا مطر
نحو انتظاري
وهو يُسلِّم بك ديانةً مختلفةً وعصيّة
يُفَرُّ بها إلى منجاةِ كهوفٍ كَتُومَةٍ في دمي
لاسمكِ في لمحه العفويّ باحتوائي
كحاضنةٍ لنبوّتي الطريدة
من نكران العصاة
يا وحي ما لم يوحى' لمُرسلٍ قبلي
في الكتب والسنن والتابعة
للرهبة الناعمة في حضورك الأبعد
على هذا الكوكب الصغير بك
والكبير عنك
فابسطي صوتك لثكلك ويُتمي
كما ينبغي لنُبل التبنّي
كي تأنس أضغاثي لصهيل عدوه
بما أستعيضه فيه من رجع صباي
بكل ما يضِجُّ من حنانٍ فلُت باكرًا عني
وامددي هطولًا من محياك المعجز
شبه ظلٍّ مطلقٍ للغتي كأيقونة
بما يكفي عن كل دواوين الشعر
لا يجدر بجيدك أن يستكين عن خيلاءه
إلى آخر مضامير الضوء
لما يستنفر المزامير لمعازف صداها خلف مديحك
كأنك طين الرب في قوام الحرف
يا آلهة قواميسي الشعرية
وقبطان ما تاه لي من سيرةٍ
في بال التفاصيل
ما أكثر قليلك وأقل كثيرك
على حارس مُلكك الشرعيّ في خيال القصيدة
يا كل حاجته الماسّة
إلى البوح

_________________________
ودّان. 31 آيار 2023 م