المهدي الحمروني

إلى العزيز "فرج العربي" أيها العربيد الملاك والنديم الناسك قيسك وهو يتأبّى على جنونك مضى يُحلِّق لاكتشاف بعضٍ من تِلال خيالك القصيّ فأورثك أرنبته البالونة لتقاسمك الضحك الطفل والليل الشفيف في الوهاد بكامل أُبّهة بوحه لم يُفرّط في كتابك من شيء منذ ظللت تُلهِمه التصالح مع نفسه في الّلاندم على...
حينما اختزلت اللغات أبجدياتها كان اسمك تتشبث اللغة باسمك وحده من أجل بقائها لاسمك وحده تعيش أممٌ من لغات ودهورٌ من تلقٍّ جعل الشعر من اسمك كل معنًى حيّ في صحرائي ثمّة وعيٍ مُناخيّ بأثرك في التغيير اسمك كافٍ لتجاوز تزعزع استقرار الطبيعة تتشبث القصيدة باسمك تمددًا في التداول لا أملك إلا اعتقادي...
بما يستعيد للقصيدة أنفاسها في أرماق الدهشة متأمِّلاً خلق الله في ظلك أولًا وآخرا وتوقًا لحوارٍ يُلملم شتاته إلى قدس حديثك فلتدعي الإلهام وشأنه عمّا يُعكِّر صفوه من تواضعك يحب الشعر كبرياءك النابع من الوثوق في سطوعه لتُحِقِّي لنفسك نصّك الأسمى مجدا أنا من تَرَكَتْهُ عيونك سُدى دون طائل كنف طالما...
طَرَقتْ حائطي الألكتروني المتواضع، نسماتٌ شذيّةٌ من رسائل التهنئة الصدوقة، من العديد من الأصدقاء، ولم أعِ سبب الرسالة الأولىٰ التي قدُمتْ باكرًا على ركن الخاص، وذلك بمجرّد دخول اليوم في الساعة الواحدة صباحًا ، إذ ظننتها تحيةَ مُشاكَسةٍ من صديقٍ لمح ضوئي الأخضر المؤشر على صحوي الفيسبوكي بعد...
أشتاق إليكِ شوق مودِّع لماذا أنتِ عميقةٌ في عمقي إلى هذا الحد؟ كأنك أمٌّ أخرى أمضى من الحب أرق من الحنين أنت التي لا تحيطكِ الأسماء جميعًا مثل لحظة الشعر القصوى وهي تفلت من طراد اللغة كالوحي ساعة السحَر أيتها الحاضرة في كمال العناصر وفي جوهر الوجود الفذّ كأنك نقش البقاء لرؤيا استشراف العاشق كنتِ...
لطالما قطعتُ غابات الشعراء كأدغالٍ كثيفة الدهشة لأبرحها مشوباً إلى تيهٍ مظلمٍ من فراغ كما لو أنها تكتب جفافي دونكِ في شعورٍ مطلقٍ بانزياح القصيدة عن ثرائها بك إذ " لم يتركوا لي ما أقول" لكن نارَكِ تهدّئُ روعتي للتجديد بسحرٍ خفيّ تفتح لغةً في أعطاف اللغة وشعراً من باطن شعر ودولةً في داخل...
كلما انتُبِذَ بي إلى خلوةٍ مُثلى داهمني الوحي لتلقّي وصايا صوتكِ كأغنيةٍ من أساطير غَفُلَ عن اكتشافها الخلقُ جميعًا فاحتفظت العصور بسرّها إلى عثور دهشتي في التيه أنت الحادسة بحاجتي لإلهامكِ كلما حدّثتُ نفسي عن سِحر اسمكِ خجِلتُ من التماس النظرة لحال التوق إلى نصّكِ بمبتدأ النطق في مُنطلق...
لا داعي لأن تنهر الفضول حول اكتشاف عوالمي البسيطة فأنا ذلك الفلاح المستنزف لأيامه في ملح الأرض أذرع فصولها المناكفة لرفَه الحياة نحو ماءٍ عصيٍّ على سخاء الينابيع لكي يتدفق بكامل المحنة من دمي لمجرد حَفنةٍ من تمرٍ مختلف تُعبِّر عن عصياني لفكرة الفرار إلى جنّات الوهم بمجرد دخولك حقلي سيتكشَّف لك...
وأنت تفرك جفن النضج عن أضغاث الوهم خلُصتَ بظلٍّ أحدب إلى مراياك في جرذاء الأرض عاجزًا عن مجرّد رفع عقيرته للتثاؤب لا مطمع له في شظف خير ربما وجده على قارعة التفاؤل ها أنت ذا مثل حلمٍ من مزَق العثرة في جراب الهامش كأنك صوّام دهرٍ نحو عشاءٍ أخير كل مساءٍ تبِيته مُناظَرٌ بغدٍ قريبٍ...
يا يحيى أخذت قلوبنا بقوة نعم أنا امرؤ لم يجعل الله لي قلبين في جوفي لكنك وقد أخذت القلب بذرت قلوبًا لا تحصى لمحبتك في صدري وأنا أحفظ صورتك هذه في ألبومي تمنّع الفيس العذول من التطبيق فالتقطتها بقيصرية وشذبتها بالتعديل ولم ألجأ لمسوّدة المفكرة للكتابة عنها أيها الكفاية من الاقتداء أيها الفينيق...
برويّةٍ وجفى؛ سأتوخَّى دائمًا للنص تلقّيكِ أولًا لما يحُطّه على سراط ظلٍّ آمنٍ من وحشة اليُتم دون عُقدةٍ على شُرفات الصحو لأخيلة آخر رمقٍ في المعنى مثلما تُعنَى الأركولوجيا بالأبقى من تناسُل سؤال النبض في نثر المستوحى بلا شططٍ نحو خيميائيةٍ ما للفطرة لن أُحاسبكِ على مرور الكرام على نقشه ولا...
باسمه اللهم سأكتُبني عن اسمكِ الملهِم الذي لا تناصّ لتفرّده كلما كتبته لازمةً في نصّي معتذرًا لحيرة القارئ لأُريه آياته في آفاق الأخيلة ما أسعف البوح وما بكت اللوعة على أيك اللغة لك ما يروقك من خيلاء في صمت الملكات الموارب مُكَابَرةً على كثرة العشاق وهو يُنطِق عيّ الحكمة من هذياني فأدين له...
يحلُّ اسمك كأعظم اختصارٍ لكتاب الوجود فأتلقّاه كآخرتي وأعوي به كحشدٍ من ذئاب عاشقة أجمل ما في حجابك أنه يحيل العشاق لمريدين في الظلام يا كل كمال الكمال يا كل حياة الحواس كل أُصص النجوم تنتح من ضوئك فتُهزئِين الشعر من نفسه ليودَّ التفرُّغ للتأريخ لك كما لو أنك ديانتي يا طفلة الأكوان الثكلى يا...
كيفما شئتِ تُخلِّقين الشعر وتهبينه حالةً أمثل للتنزُّل وكان أن نذرتهُ لخيالك فكنتِ أكبر منه ومنّي ثم وأنك ملهمته سأوقن به منذ أدمنتُني حادٍ وراء صوتك وأنا ألهث لأدنى وقوفٍ على ذِكر اسمك لم أطمع إلا في قراءتي منك بشفقة ليأخذ تلقيك تبليغي على عواهنه وأن تتفهمي جبني في الاعتراف بتأليهك أنا سيرةٌ...
مُمتنًّا للصباح الباكر حين يُتلمِذ الخيال على يديك أنت البعيدة كشروقٍ حييّ دون أن تعبأين بإلهامي تأخذين الكلام من فمه لتهذيبه مَدينًّا له وهو يعتِقُني من كُلفة نُعوت الأستذة فأعشق اسمي حين تنادينه مُجرَّدا كي يحفُلَ بمجد نُطقك وأنا أُرتِّب قلبي نحوك بمهابة مؤدِّبته أُحبكِ برهبة كعابدٍ داهمه...

هذا الملف

نصوص
87
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى