المهدي الحمروني

أبكي إليك طويلا وأنا أراني نبيًّا يبحث عن أُمومةٍ تكفله وحُضنٍ يُآلُ لسكينته فآوي إلى قبضتك كابنٍ ضالٍّ يعود متأخرًا إلى النوم معتقدًا بغفرانك لعقوقي ثم لا أجدك لهذا لا أقوى على فكرة التخلي عنك كلما تبنّيتِني إلى دربٍ بعيدٍ من الشعر وأودعتِني طمأنينة البوح كعلكةٍ في جيب طفل أتوق لها بينما...
منذ اكتشاف الجمال لنفسه في البواكير ظل خياله شغوفًا نحو أزليّة أُنوثةٍ في كمالك فجاسد مقاربات نقوشه الأولى لك في النحوت ليماثل فطرة عشقه عبر تماثيلٍ في استشرافك حين وعاك مثالًا للوحة الأبدية بنمطٍ محال وكأساطير ملكاتٍ قديمة ظل سحرك الغامض أنك تستحوذين سهولةً منيعة لا تهب وحيها إلا...
لك وحدك حتى يتوب الشعر لديانتك من كل ذنب أرسمُني ملكوتًا من بذار الصبا كي يصيغني تخلُّقًا نحوه من شرانق العدم كل ما قبلك لا يؤرَّخ له وكل ما بعدك ينتسب إليك قراءةً وكتابة اكتشفتْ نفسها في ظهورك لك وحدك تلتقط صورتي انتماءً وجوديًّا يمُتُّ لإلهامك بوحمٍ نبيّ مغادرةً وهمها إلى تجلٍّ بِكرٍ من...
ما الذي بوسع الشاعر في صحرائه القاحلة حين لا تعِده بإنباتٍ في مقترح الزمن غير توهُّم الصعلكة باستدراجه لهدنة الرؤيا نحو شظف الفيء بكهوف المقيل ونعومة الليل لما يغوي خيال التائه هكذا يتصالح مع القفر لكي يُخلِّق سلالةً خاصة من الكلام بما يألف من تداعي العواء لكهانة الوحشة إلى بوتقة التلقّي على...
انا لا أُبيِّت الكتابة عنكِ ولا ينبغي لي فقط أودُّ دائمًا كتابة لغتي بأعظم حبرها وهي تمرُّ بعيدًا ونادرًا جدًّا كمُذنَّبٍ عسيرِ عن الرصد ولأني أُدرك سانحة التجلّي بإرهاصة الشِّعر وفداحة الانقطاع ولحظة تدفُّق الماء بين الصخر في التصحُّر التي يقررها الغيب لضارعةٍ مُستسقية كيف أُفسِّر لك دورَكِ...
إطلالة العام السابع والخمسين ■□ عُمرٌ يُعبِّد دربه حتفا سَفَرٌ يقود خطاه للمنفى خمسون لم تبلغ بسابعها إلا لتضرب كَفَّها كفَّا ومضت -بباصرةٍ كما بُعِثت- حُلمًا هوى لم يُدرك النصفا آبٌ على أُسُدٍ منجّمةٍ كذبت وما فزعت لمن وجَفا وأنا الغريب الروح خانته رؤياه في وطنٍ بلا مشفى ما بالها الأيام...
لأنك تنبُتين في قيعان هدوئي عن القصيدة سأُسائل الشعر أمام الرب على نبوّتك في ما تبقّى من خيالي ما أقلّك وأكثرك في إلهامي وفي نضوب لغتي التي آمنت بمجدها إلى اسمك وبلمحك العجول ككوكبٍ يمر خاطفًا بعد لأيٍ من الدهر ليستوقف الكون بأسراره لكنه لا يُسلّم قراءته بسهولة عدا نيازك عبوره في الأبصار وفي...
في الأُفقِ الشاحبِ للمغيبِ هَللْتِ ككمالِ بَدرِ الدُجى ثُمَّ أدْبرْتِ في الغيبِ الصاخبِ للهلال وأنا موعودٌ بينهما بقصيدتينِ قصيدتانِ منكِ يُصِغْنَنِي مِثْل مآبِ تَوْبَةِ ذَنْبٍ إليكِ وكَوقْفِ عِبادةٍ مُؤَجّلةٍ تَفِي بِجَلالِ طَيْفَكِ في مَقامِ رَاهِبٍ قصيدتانِ تميمتان كَتُقيةٍ حَرّىَ...
ليتكِ تعين قدر احتياجي لكِ احتياجي البسيط والكارثيّ لطفولة النحر في أُمومتك الراعية لرغبتي الوقورة في العزلة لِسلمِي الداخلي مع النفس لمناخ ما بقي لي من عمرٍ شعري كمُعادلٍ مثاليّ لأمان الطقس بمخيلة صمتي كي أتعافى من أوهام الأيام السائبة وهي تَعبُرني دهرًا بلا مطر نحو انتظاري وهو يُسلِّم بك...
تعلمين أنني بالكاد ما صدّقتُ كيف آنستُ نارًا تلمّني على شَعثٍ من نزلات الشعر حين ظنَنتُنِي منقطعًا وآمنا عن حُمّى وحيك فيما تبقّى لي من وعي حتى أوشَكَتْ قريحتي المتعبة على الامتنان لخيالك بما أسداه لها من هدوء لكنك تصريّن أن أظل ذنبك في اقتراف اللامبالاة حين لا تكلفك زلزلتي سوى لمحةٍ عابرةٍ على...
كتمثالٍ أغريقيٍّ لمُحيّا حالمٍ وعميق ثغرك؛ وهو يمهد لابتسامهِ بثنيةٍ مترددةٍ وخجلى كأنما يبشِّر بنهرٍ مقمرٍ من عبير ليُسفِر عن أسراب جُمانٍ وتغاريد أغنم منها مشاعر معافاةٍ كخصوصية أن تدخل إلى بلاط مليكك دون حجب إلى تلك الواحة أدنى النحر المقدس كأمانٍ مخصوصٍ يُلهِم الغيرة كونه موئل أمومةٍ...
كلما وثِقتُ بأن آلهة روحكِ تقرؤني تلبّستنِي الرؤى' ياصديقتي ليبسط الشعرُ يده بالعطاء وتوقد الحكمةُ قداسة نارها فتهتدي قوافلُ المعنى' إلى جُبِّ غيبتي لتحملنى لخيال العروش أُحبُّ حبَّكِ لي ذاك الذي يُحسِّسُني باختلافي وتمرّدي ويرعى' شرودي إلى الوهم تجذِبني إليكِ فطرةُ النبوّة وطفولةُ النبض...
امنحيني قصيدًا واحدًا كنظرتك الغائمة من نفيس إلهامٍ لا شريك له في الوحي بما يمكث في ال شعر عن جفاء زبدٍ ذاهبٍ للأُفول نظرتك القدّيسة الملأى بالتعاليم الآذنةُ بالتراتيل في ألواح عذوبة الرمل كأمومة السماء البعيدة الكفيلة برد المظالم لكتابي في مواسم المسك لإنصاف خواتيمه في زمرة الأنبياء نظرتك...
وجهك في صمته منابع بحيرات وتدفُّق أنهار وحيرتي صحراء انتظارٍ أزليّ ظللتُ في انقطاعك كملكٍ مخلوع كان الكون كله في نفوذه وانحسر عنه طريدًا في الرمال المتحركة والريح والظلمة أنا الذي أخذتني عيونك بلا رتوش من وراء الحُجُب ككتابٍ سماويّ فآمن بها ووفد إلى عرشها وقد لبث كثيرًا من الدهر حتى تنفضَّ...
بجمالٍ وحشيٍّ هَصُورٍ لمشيئةِ لهفةِ تربّصُكِ سآلفُ قَنْصَكِ الكاسرِ وأغدو شدوًا حزينًا لاستشعار وثُوُبكِ وعواءً مشوقًا إلى قنصَكِ بحنينِ الفرائسِ في قاصيةِ الوله أُلبّي نداءكِ حاسرًا حسبَ توقيت نبضكِ الخاص دون مُراعاةٍ لكُلِّ فارقٍ مجاور وأُقيم هُتافًا متصوّفًا بورعٍ خاشع تَهُمّينَ بشرودي...

هذا الملف

نصوص
68
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى