على قاب قوسٍ واحدة
لمنحنى أدنى قربًا
إلى العتبة الخامسة والخمسين
لأُكمةِ آبٍ آخر
ورائها ماورائها من غيب
أُجاهد صعودًا إلى الهاوية
مثل عهدٍ مُثخنٍ بالبياد
موجزٍ لهامشٍ خاطفٍ
من سيرة قفر
غنيةٍ بالخيبات العظمى
لا أجد ما أُوصي ومن أُوصي
سوى كرامة دفنٍ عاجلٍ
مُغرقٍ في التواضع
بمثوىً بلا بهرجة
ربما...
ياعدوّتي القاهرة
وسرابيَ المحض
إنني أصرخ من مقيظٍ تحت قدميَّ الطفلتين
مُصابٌ بالذعر من عطش الضياع
يشدُّني إليك اكتشافٌ غير مطروق
لنعوتٍ معطوفةٍ على حسنك
بكل واوٍ عجولٍ إلى سردها في القصيدة
وقزح عيونٍ لا يُحصى في البريق
ظهورك مثل كَنزٍ لا يُرى
ولا يشعر به سواي
كسِرٍّ لا أُدركه أنا أيضًا
في...
كل لمحك مُتديّنٌ في عصيان عرينه
أيتها المُلهِمة في فزعك
أُحب لبوَّتكِ الضارية المشوبة بالذعر
حين لا تفرِّط في خيال الخلسة
عنفوانك في وجف التمرد
حنانَ صوتك في زئير الحكمة
قنصك لشرود اللحظة الشاعرة في دغل النفور
أُحب قرابين اللغات لهيبة حضورك
ركضك الرابض في سؤال النظرة الضارية
وهو لا يعي أُلفة...
امنحيني قصيدًا واحدًا
كنظرتك الغائمة
من نفيس إلهامٍ لا شريك له في الوحي
بما يمكث في الشعر
عن جفاء زبدٍ ذاهبٍ للأُفول
نظرتك القدّيسة
الملأى بالتعاليم
الآذنةُ بالتراتيل في ألواح عذوبة الرمل
كأمومة السماء البعيدة
الكفيلة برد المظالم لكتابي
في مواسم المسك
لإنصاف خواتيمه في زمرة الأنبياء
نظرتك...
يا قدري العنيف والنافذ
ياجنوني الطفل
ياحبيبتي العدوّة
ومرضعتي القاسية
كلما تصحّرت أمومتك لكفالتي
أرِثُك كإسم
وأستخلفك كديانة
ياااا كل كلي
الكثير بلا حدٍّ كالمدى
يا بلادي
أيتها المختلفة في سطوة اجتياحك
أيتها القربى النافرة والحقة
أنت لست مجرد حب
معجزتك تستلب إيماني
حُرمَتُك تتملك عبوديتي
كيف...
تلوحين على شُرفةٍ لخيالٍ مُنيف
مثل قصيدةٍ متمنّعة
لأغدو مُجرّدَ مُتشاعرٍ ضئيل
أمام حضورٍ سادرٍ في الوحي
لكني سأدعو لك سرًّا
عن ظهر خفقان نبوّةٍ مقموعة
بحكمةٍ راهبةٍ في الرشد
وصعلكةٍ آمنةٍ من الغيّ
إنما أخاف جدًّا من حسنك
أن يصيغ نبضي إلى مسوّدة بكاء
على باب انتظارٍ واهم
وهو يخطف صوتي من نفوذه...
تزخرُ نصوص الشاعر المهدي الحمروني بأشكال وعناصر متعددة تتأسس عليها الصورة الشعرية المتكاملة موضوعياً وفنياً، وهي تذكرنا بالأحاديث المتكررة للدكتور الراحل خليفة التليسي حول ما يسميه "الكون الشعري" الذي اعتمده منظوراً ومعياراً نقدياً، عند تناوله لقصائد العديد من الشعراء العرب. ويرتكز مفهوم "الكون...
كأعسر قصيدةٍ تنزّلت لي
أعجز عن تلقيها
نعم أنا مُثخنٌ جدًّا
مثل أكبر خسارةٍ في حرب
أحاول أن أغرق في سُباتٍ شعريٍّ أخير
فألتمس كهفًا يأوي انهيار الكلمات المتعبة
لأنني أترنّح الآن
كعبدٍ صالح لا يحسن ملق الدعاء
في صومعتي تتبخر التشابيه
فلا يعد للخيال ذاكرة
أشعر بالوقت يتصحَّر في دمي
البيداء تعزف...
لا تظني أني لا أفتقدك
فأنت لم تقولي لي
من أنا بعد
ولا من أنا بعدك
ما كان حرىُّ بك تركي هكذا
دون أطلسٍ
يأخذني لدرب
الخارطة
ارفعي حصارك عن تردّي جفافي
وإفلاسي من الرؤيا
إلى نبعٍ مباغت
من ترف الشعر
أشرعي كوّةً للنهار
فيهتدي إلى باب
شمسك
كل صوري قبلك
تظهر
نيجاتيف
بدائي
كل كتابةٍ دونك...
الصورة الشعرية وتحديثها هي الرهان الأبدي الذي حسمته قصيدة النثر، عندما أخذت بتقنية تجاوزها للحالة الوصفية الموروثة، إلا عبر توظيفها للمشاكسة في تناول التعبير الشعبي، كتشكيلٍ إضفائي في إطار اللوحة وتتحيفها، وذلك رضوخاً لتطور الأخذ بالمؤثرات الكفيلة بتجميل وتنقية الصورة، وبأبعاد تستسلم لها الذائقة...
دعي لي حسبُك الأعظم
لأتخذك ملكةً لملوك الإحساس
وجديرةً بالأعمال الكاملة
ليلةُ الكتابة عنكِ هي ليلة القدر في الشعر
ونصّك عُقدةٌ تعجز جنّياتُ الشعر عن حلّها
أنا مازلت مُلهمًا بحضورك السماوي في كهنوتي
كلمةٌ منك تغيّر طقس كآبة الشعر
وتمنح المطر خصوبته
أنذريني بدماري الشامل
وبما تستطيعين إليه سبيلا...
هذا النص
في نضارته الناضجة لي
ولكما تقشيره
بنقاء ذائقة الطيبين والطيبات
المتلقّين إياه على عواهنه
وللمؤثِرين على شغفهم ومابهم خصاصة
الذين لايحصون عليه النَّفس
باطلاً ومن غير حقِّ
لكم كافّةً بلا كِبر المُتبَّع
ولا هُيام الغويّ
لكم الوقوف خاشعين أمام نواته
والتشرنق في قطميره بردًا وسلاما
فريدًا...
في ليالي الشتاء الجافة
أرى اسمك
بين زحام الأسماء
على متصفّحي
فأشعر بالدفء
يتبعك الليل بغطائه
في سُباتك الآن
ليأرق النهار في انتظار إذنك
للصحو
صِليني
لتختلف الأيامُ عن تكرارها
كوني بخير
ليخجل الشعر من نفسه
ويهطُل هاهنا
مثل طائرٍ ينصت للسكينة
مديحُك أكبرُ مكيدةً للتناص
ظِلّك أوجزُ قراءةً
في الفيض...