وأنني أمام قداسة وجهك
واختلافك عمّن حولك
أراك بينهن مفهومًا آخر لكائن الأنثي
ليس مُتاحًا للقراءة إلا لمن كُشِفت لهم الحُجُب
اكتشافك لا يهِب جوهر براءته الكاملة
إلا تزامنًا مع بوح الفجر إلى صبح البراري الندية
يقاسمنك الحضور
مادام هدوءك الواثق في كوكب اختلافه
مكتفٍ بوقار ابتسامه الصامت
كملاكٍ نكر...
أقوى براهينك
أنك ترينك امرأةً كسواك بسيطةً في الخلوة
حتى خروجك على الملأ، ليموكبك الاختلاف، تنظرين ثم تتحدثين فتبتسمين
هكذا تحدثُ ظاهرة حضورك في المعجز
بين العلانية والسر
إلى أخيلة الشعراء على ظمأ الوحي
يتسابقون صوبك للتلقي
يلهثون في السقط الملوّح بالحياة
كالفراشات إلى النار
تُفرط في المطاف...
نحوكِ أقف على مُفترق خيالٍ من الشعر
فترفّقي بي
عساني آوي إلى عزلةٍ أخيرةٍ عنه
ومطافٍ يُسدَل إليك
لا خوف عليه في ذمتك
فامسحيها في قلبي
بحصرية التماسة العذر هذه
سأعِدُك بآثارك الكاملة على مدونة التوق
في تطلّعٍ للغةٍ جديدةٍ لك
لاكتشاف بُحورٍ مُحدثةٍ في إنشاده
ومجازٍ آخر يتسمّى بك
كل التشابيه خجلى...
مثل اكتشافٍ أعظم لصحوة المجرَّة
بُعِثْتِ نبيةً لإنقاذي
كنتُ بقيّةً مُشرِفةً على الانقراض
رؤايا مهددةٌ بالتصحُّر والنفوق
بلا نقوش لي في كهوف التاريخ
كلماتي تلفظ أنفاسها
وصوري مومياءُ محنَّطة
فنفَختِ في جوفي
أذكُركِ
فأشعر رفسةَ أجِنَّةِ الدهشة
في صُلب خيالي
أُعاني تخلُّقَ المعنى في سُرَّة الخاصرة...
بتقوى مُتيّمةٍ
أُذعِنُ لصوتكِ
وهو يُحملِق في عينيَّ
بالانصياع
تضيئين في وجهي
فأمُرًّ على كل استيقافٍ
كنسمةٍ
تُنعِشُ جفافهم
أُثابر في الخلاص من الغفوة
لأجل صحوةٍ بِكرٍ
تنضج معكِ
دمعك على المنأى الموجَع من الخلوة
يورقُ السكينةَ
في عطش الطُهر
كيف يستوعبُ نهدُكِ
فكرةَ عِتقي
من نار اليُتم؟
على اللغةِ...
طيفكِ الذي يُنبِتُ قصيدهُ في قفر الأخيلة
دَيري راهبٌ في انتظاره
منذ الأزل الناقش للتكوين
حين عَقَدت الألوهةُ حِلفها لوحيكِ
في إلهام الشعراء
فكُنتِ بُرهانها في أقداس الضوء
لولا الشُّقَّةُ على الأرق العاشق
لحجَّتْ إليك صلواتٌ
تُقيم لاسمك الليل
أنا المغمور بوقوفكِ المُنيف
كظلِّ آلهةٍ على غفوتي...
أبكي إليك طويلا
وأنا أراني نبيًّا يبحث عن أُمومةٍ تكفله
وحُضنٍ يُآلُ لسكينته
فآوي إلى قبضتك كابنٍ ضالٍّ
يعود متأخرًا إلى النوم
معتقدًا بغفرانك لعقوقي
ثم لا أجدك
لهذا لا أقوى على فكرة التخلي عنك
كلما تبنّيتني إلى دربٍ بعيدٍ من الشعر
وأودعتِني طمأنينة البوح
كعلكةٍ في جيب طفل
أتوق لها بينما توصدين...
صوتك
في هدوءه الناسك
كقراءةٍ في كتابٍ
سماوي
لضحكته الحميمة
صباحٌ بأصداء العصافير
وحيٌ لكتابة المشاعر
بما يؤرخ لها
في ذاكرة الأبد
صوتك
العاصف في بساطته بصلابة الفلسفة
العفويُّ كالمطر على نوافذ
بيوت الريف
مثل نصٍّ معجزٍ لا يُفسر
لشلال الدهشة
صوتك المُستَحَى من حضوره
المؤبد الصبا
الكافل لأزليِّة...
سأُوصيكِ بي
أنا طفلُكِ الغضُّ
في مهد نبوّتهِ الشقيةِ بخلودك في رئة الدهر
أن امسحي على جفن الجفاف المديد
واهطُلي نسيمًا عفويّا
كي تستعيدَ الأرضُ تكوَّنَ خَلقِها
ويندى النقعُ على عجاف اللهفة
مثل نهرٍ قصيّ
خاصٍّ جدًّا
تكاد الضفّةُ تُعانقُ الأُخرى
بقفزةٍ واحدةٍ
حينما يُذيبُ جليدهُ خصِّيصًا
وتفرُّدًا...
بما يكفي من كل شيء
أترعتُ لغتي الظامئة
إلا من خيالك
النافر كفرسٍ برّيةٍ
على وجه الماء
حيثما يتوقف المعنى
ينبع شروقٌ لكِ في العَمَى
ثم يتدفق في بيات الروح
كلحظة ريّْ
أنا كذلك لا أملُك أيَّ شيء
غير صدقيَ الطفل في الكتابة عنك
حين يُكبِّرُ لك
في سؤال المؤمن بالشعر
ويقول عونكَ ياربي
ومددكِ لخيالي...
سأُوصيكِ بي
أنا طفلُكِ الغضُّ
في مهد نبوّتهِ الشقيةِ
بخلودك في رئة الدهر
أن امسحي على جفن الجفاف المديد
واهطُلي نسيمًا عفويّا
كي تستعيدَ الأرضُ تكوَّنَ خَلقِها
ويندى النقعُ على عجاف اللهفة
مثل نهرٍ قصيّ
خاصٍّ جدًّا
تكاد الضفّةُ تُعانقُ الأُخرى
بقفزةٍ واحدةٍ
حينما يُذيبُ جليدهُ خصِّيصًا
وتفرُّدًا...
أنا براءةُ اكتشافكِ
كلّما تكتبين سيرة الكيد
لزلّيخةٍ مختلفةٍ في يوسفيّة نبوّتي
مثل آلهةٍ تمنح عاشقها كفّارة الثواب
أُريد أن أُثبِت لك طُهر عناقكِ
وأن اشتياقكِ محضٌ خالصٌ من قداسة الحب
ولأنكِ ديانةٌ خاصةٌ بالشغف
أود دعمكِ لي بكل قلبكِ
في انحيازي المُطلق إلى الزهر من كل قلبي
على الحِقَب العِجاف في...
على قاب قوسٍ واحدة
لمنحنى أدنى قربًا
إلى العتبة الخامسة والخمسين
لأَكَمةِ آبٍ آخر
ورائها ماورائها من غيب
أُجاهد صعودًا إلى الهاوية
بسرٍّ مرتّق الخطو
مثل عهدٍ مُثخنٍ بالبياد
موجزٍ لهامشٍ خاطفٍ
من سيرة قفر
غنيةٍ بالخيبات العظمى
لا أجد ما أُوصي ومن أُوصي
سوى كرامة دفنٍ عاجلٍ
مُغرقٍ في التواضع...