المهدي الحمروني - ضرَاوةٌ لاحتواءِ الشُّرُود

يومًا عن يوم
ترتسم نبوّتكِ في مُخيّلة دمي
من فرط إيماني بانتظاركِ
أنتِ معجزتي التي لا أستطيع الانسلاخ عنها
تبسُمين
فتقيمُ الملائكُ صلاةً خاصةً للبياض
أيّتها المُصطفاةُ لتاج السواد في حياء الضفيرة
يتوضَّأُ القزح طهارةً لِقصائد مديحكِ
الموسيقا كونٌ آخرٌ حين تُمهَرُ لسلطانكِ
أنتِ المحراب والراهب وكل القوى الروحية
كلما ظهرتِ على أرخبيلي كحوريّةٍ
شابّة
تُحدِّقين في صورتي المُظلمة
فتُشرقُ لي
ما يُلهِمُني هو كلاسيكيّتك المتمرّدة لحداثة جنوني
أُمومتكِ التي افترست بُنُوَّتي
ضراوتكِ التي احتوت نزقَ شُرودي
حنانكِ الذي روَّض توحُّشي
صداقتكِ التي ساست عداوتي
حكمُتكِ التي استوعبت صعلكتي
أنتِ لا تعلمين أنكِ أكبر كوارث أساطير الحُب
حين اختارتكِ السماءُ لنبوَّة شاعرٍ متشرِّد
فكَتَبَتْ عليكِ مِحنة الرسل
أيُّ مهربٍ لرضيعٍ عن حليبٍ آوى مجاعته؟
لخائفٍ عن أمانٍ لا بديل له؟
ينبغي لتلقّيكِ
بعيدًا عن شساعة القطيع
نخبةً من صفاء لحظات العزلة
كصباح خلاصٍ
لبوحٍ كتوم
_________________________
ودّان. 6 شباط 2022 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى