ما الذي بوسع الشاعر في صحرائه
القاحلة
حين لا تعِده بإنباتٍ في مقترح الزمن
غير توهُّم الصعلكة
باستدراجه لهدنة الرؤيا
نحو شظف الفيء بكهوف المقيل
ونعومة الليل لما يغوي خيال التائه
هكذا يتصالح مع القفر
لكي يُخلِّق سلالةً خاصة من الكلام
بما يألف من تداعي العواء
لكهانة الوحشة
إلى بوتقة التلقّي على...
انا لا أُبيِّت الكتابة عنكِ
ولا ينبغي لي
فقط
أودُّ دائمًا كتابة لغتي
بأعظم حبرها
وهي تمرُّ بعيدًا
ونادرًا جدًّا
كمُذنَّبٍ عسيرِ عن الرصد
ولأني أُدرك سانحة التجلّي
بإرهاصة الشِّعر
وفداحة الانقطاع
ولحظة تدفُّق الماء بين الصخر في التصحُّر
التي يقررها الغيب لضارعةٍ مُستسقية
كيف أُفسِّر لك دورَكِ...
إطلالة العام السابع والخمسين
■□
عُمرٌ يُعبِّد دربه حتفا
سَفَرٌ يقود خطاه للمنفى
خمسون لم تبلغ بسابعها
إلا لتضرب كَفَّها كفَّا
ومضت -بباصرةٍ كما بُعِثت-
حُلمًا هوى لم يُدرك النصفا
آبٌ على أُسُدٍ منجّمةٍ
كذبت وما فزعت لمن وجَفا
وأنا الغريب الروح خانته
رؤياه في وطنٍ بلا مشفى
ما بالها الأيام...
لأنك تنبُتين في قيعان هدوئي عن القصيدة
سأُسائل الشعر أمام الرب
على نبوّتك
في ما تبقّى من خيالي
ما أقلّك وأكثرك في إلهامي
وفي نضوب لغتي
التي آمنت بمجدها إلى اسمك
وبلمحك العجول
ككوكبٍ يمر خاطفًا بعد لأيٍ من الدهر
ليستوقف الكون بأسراره
لكنه لا يُسلّم قراءته بسهولة
عدا نيازك عبوره في الأبصار
وفي...
ليتكِ تعين قدر احتياجي لكِ
احتياجي البسيط
والكارثيّ
لطفولة النحر في أُمومتك
الراعية لرغبتي الوقورة في العزلة
لِسلمِي الداخلي مع النفس
لمناخ ما بقي لي من عمرٍ شعري
كمُعادلٍ مثاليّ لأمان الطقس بمخيلة صمتي
كي أتعافى
من أوهام الأيام السائبة
وهي تَعبُرني دهرًا بلا مطر
نحو انتظاري
وهو يُسلِّم بك...
تعلمين أنني بالكاد ما صدّقتُ كيف آنستُ نارًا تلمّني على شَعثٍ من نزلات الشعر
حين ظنَنتُنِي منقطعًا وآمنا
عن حُمّى وحيك
فيما تبقّى لي من وعي
حتى أوشَكَتْ قريحتي المتعبة على الامتنان لخيالك
بما أسداه لها من هدوء
لكنك تصريّن أن أظل ذنبك في اقتراف اللامبالاة
حين لا تكلفك زلزلتي سوى لمحةٍ عابرةٍ على...
كتمثالٍ أغريقيٍّ
لمُحيّا حالمٍ وعميق
ثغرك؛ وهو يمهد لابتسامهِ
بثنيةٍ مترددةٍ وخجلى
كأنما يبشِّر بنهرٍ مقمرٍ من عبير
ليُسفِر عن أسراب جُمانٍ وتغاريد
أغنم منها مشاعر معافاةٍ
كخصوصية أن تدخل إلى بلاط مليكك دون حجب
إلى تلك الواحة أدنى النحر المقدس
كأمانٍ مخصوصٍ يُلهِم الغيرة
كونه موئل أمومةٍ...
امنحيني قصيدًا واحدًا
كنظرتك الغائمة
من نفيس إلهامٍ لا شريك له في الوحي
بما يمكث في ال
شعر
عن جفاء زبدٍ ذاهبٍ للأُفول
نظرتك القدّيسة
الملأى بالتعاليم
الآذنةُ بالتراتيل في ألواح عذوبة الرمل
كأمومة السماء البعيدة
الكفيلة برد المظالم لكتابي
في مواسم المسك
لإنصاف خواتيمه في زمرة الأنبياء
نظرتك...
وجهك في صمته
منابع بحيرات
وتدفُّق أنهار
وحيرتي
صحراء انتظارٍ أزليّ
ظللتُ في انقطاعك
كملكٍ مخلوع
كان الكون كله في نفوذه
وانحسر عنه
طريدًا في الرمال المتحركة والريح والظلمة
أنا الذي أخذتني عيونك بلا رتوش
من وراء الحُجُب
ككتابٍ سماويّ
فآمن بها
ووفد إلى عرشها وقد لبث كثيرًا من الدهر
حتى تنفضَّ...
لأني امتحنتك بما يكفي
حتى إذا آنست لنبوتك
بايعتك وهاجرت إليك
وقدِمت لك مُعلنًا إيماني بك
كم أُحِبُّك أيّتها الراهبة الفاتنة
أُحِبُّ أنوثتك الشزرة التي تتوحّش في حبها بضراوة الخلوة العابدة
ولا تساوم في زأرة الحنين
طلّتك البربرية وهي تحدد مدى ممالكها الشاسعة
أُحِبُّ نظرتك الخالدة المكابرة التي...
أراك فأوقن أن هناك حياةً دنيا
معنيةٌ بي
خلف نظرتك تستقر طمأنينةٌ على
عبور الفقد والحزن معا
في محياك بشارة انحسار السنين الجافة لثُغاءٍ من القُنوط في قلبي
أُحنُّ لك
مثل حملٍ نفض البرد تحت شمسه الأولى برضعةٍ من لبأ أُمه
وعاد إلى النوم
موتورٌ
على بلادٍ لم تستقر
على شرعيتك في سلطانها
أنت كلمةُ...
أيّها المهدي
ربما ينبغي لي أن أكاشفك
عن كثيرٍ مما بداخلك
عن قلقك الوجودي المُترَف
في انتباذك بخيالٍ طفح باكرًا بأصيصه المعملي
عن صراعك المهزوم مع مرَدَة الوهم
كل مسائلك عصيِّةُ الحل
وأسئلتك غائمةٌ عن الأجوبة
القُرى تبدو صغيرةٌ وشرسةٌ في عينيك
والعالم سرابٌ مضطرب الميوعة بنار بصيرتك
عن كتمانكَ...