المهدي الحمروني

لأني امتحنتك بما يكفي حتى إذا آنست لنبوتك بايعتك وهاجرت إليك وقدِمت لك مُعلنًا إيماني بك كم أُحِبُّك أيّتها الراهبة الفاتنة أُحِبُّ أنوثتك الشزرة التي تتوحّش في حبها بضراوة الخلوة العابدة ولا تساوم في زأرة الحنين طلّتك البربرية وهي تحدد مدى ممالكها الشاسعة أُحِبُّ نظرتك الخالدة المكابرة التي...
أراك فأوقن أن هناك حياةً دنيا معنيةٌ بي خلف نظرتك تستقر طمأنينةٌ على عبور الفقد والحزن معا في محياك بشارة انحسار السنين الجافة لثُغاءٍ من القُنوط في قلبي أُحنُّ لك مثل حملٍ نفض البرد تحت شمسه الأولى برضعةٍ من لبأ أُمه وعاد إلى النوم موتورٌ على بلادٍ لم تستقر على شرعيتك في سلطانها أنت كلمةُ...
أيّها المهدي ربما ينبغي لي أن أكاشفك عن كثيرٍ مما بداخلك عن قلقك الوجودي المُترَف في انتباذك بخيالٍ طفح باكرًا بأصيصه المعملي عن صراعك المهزوم مع مرَدَة الوهم كل مسائلك عصيِّةُ الحل وأسئلتك غائمةٌ عن الأجوبة القُرى تبدو صغيرةٌ وشرسةٌ في عينيك والعالم سرابٌ مضطرب الميوعة بنار بصيرتك عن كتمانكَ...
أودُّ أن أجِدُني بما يكفي بعيدًا عن الشعر لما يشدُّ خيالي إلى هوامش عذراء في المعنى نحو بساطة الأشياء من بكارة الحقل وهمس الأسرار في جُبِّ الكلمة ودون استعانةٍ بصديق أودُّ تأمُّلني في العزلة كمتقاعدٍ يافع يُعيد صياغة الإنصات لروحٍ ظمأى مُرتِّبًا حميميَّة الفضول لسراب الحياة قارئًا بحيادٍ...
سيف الدولة يا سُموّ الطاعة والعطف والحب الذي فاتني لأبي حين عاش صلفًا وشديدًا وأورثني الشغفَ بك هكذا نحن سلسلةٌ تناوب الحنانَ والرقة وتداوم الإباءَ والمروءةَ أراك عصيًّا على الدلال شعثًا عن التأنق غير لائقٍ للوداعة وثّابًا من الغفوة توّاقًا للضيف غيّاثًا للنداء رسولاً لتبليغ السلام لاتُفرّط في...
لا تُحمِّلي الشعر ما لا طاقة له عنك هو الدهر يومك الذي يولد بك لأنك فريدة كل الدهور فكيف أُهنِّئه باقتداح مديحك وكان هلالك الخاطف في ظهوره للقصيدة زاهدًا في تمامه لكمالي فخذي النص لأماكن لم يطئها قبلك وثقي أن نصف احتجابك مُضاءٌ به وجه العالم كما أن عالمًا آخر بداخلي مثل جُبٍّ مُظلمٍ في انتظار...
أيها المُحيّا المعجز في الإلهام كمجرّة كواكبٍ لا تُحصى' من الحسن تجهر بتفاصيل لا نهاية لها عيناك سديمٌ سرمديٌّ من الوحي إرثٌ شاسعٌ من القراءة في الأقداس سماءٌ مشرعةٌ لرهبنةٍ بلا ضفاف فبأيِّ غزلٍ يًرتَّل فيهما الشعر؟ إذ يمنحان الحنان للأرض والندى لجفاف التلال ليتك تعلمين أني أبعد ما يمكن عن...
إطلالة العام السابع والخمسين ■□ عُمرٌ يُعبِّد دربه حتفا سَفَرٌ يقود خطاه للمنفى خمسون لم تبلغ بسابعها إلا لتضرب كَفَّها كفَّا ومضت -بباصرةٍ كما بُعِثت- حُلمًا هوى لم يُدرك النصفا آبٌ على أُسُدٍ منجّمةٍ كذبت وما فزعت لمن وجَفا وأنا الغريب الروح خانته رؤياه في وطنٍ بلا مشفى ما بالها الأيام تشغفُ...
سأُوصيكِ بي أنا طفلُكِ الغضُّ في مهد نبوّتهِ الشقيّةِ بخلودك في رئة الدهر أن امسحي على جفن الجفاف المديد واهطُلي نسيمًا عفويّا كي تستعيدَ الأرضُ تكوَّنَ خَلقِها ويندى النقعُ على عجاف اللهفة مثل نهرٍ قصيّ خاصٍّ جدًّا تكاد الضفّةُ تُعانقُ الأُخرى بقفزةٍ واحدةٍ حينما يُذيبُ جليدهُ خصِّيصًا...
هاتي نور وجهكِ لعتمتي وجيدكِ لكفّيْ لأحمل خيالاً من كأس الظفر الكبير وطيفاً من كوثر الفردوس الأعلى وأهتف بالنصر الإلهي البهيِّ أرنِ لي لأُبصر في عينيكِ آيتان للخلد من بديع الخالق المصور وباسمهِ اللهم سأُصلّي لكِ على النبي مخافة نظرٍ ودود وأقرئكِ سجعاً مُريدا وأسرد همس التعاويذ وأستعيد تلاوة...
أقول جُنِنتُ بك وأنا ممتنٌّ لغيرتك المكابرة وهي تكسر خمولك الغجريّ الذي تصالحتُ معه حول مكانتي الغامضة في شرنقة اهتمامك أقول اشتقتُ لك معتزًّا بصديقةٍ جمعتني بها الصدفة قبالتك في الحديث ليتغير الدم بمحياك عن اللامبالاة بي أقول وجدتك وأنا مدينٌ لنسائي اللائي لقّمنَنِي المجاز والقافية كي أُسرحهما...
إنه الشِعر في وجيب دمي على خَوَصٍ يستدعي ليله من حافة الغيب بعواءٍ ثاكِلٍ لخيالك خلف برقكِ في الغَلَس كذئبٍ شريد الشتاء لم يفِ بموقدٍ يُؤنَسُ له في بينَكِ إلى هجع الريح فأيُّ هِضابٍ تأوي هزيع الوحشة حين لا تُجيب ذئبها سوى أصدية المدى وهو راهبٌ في بكائه وحيدًا لا يقنع بشراكة أحدٍ في سموّك أيتها...
يتنزَّلُ كتابكِ كأكبر خُروجٍ عن النص أتلقّاه بسليقةٍ بِكر لا دُربَة لها كابتلاء نُبوّةٍ بهبوط وحي إلى خيال أُمّيّ فيغدو دمي أكثر مناطق العالم هدوءًا واستقرارا وأمانًا عن الكوارث مثل لحظة عثورٍ على ميراثٍ ضائع أنا الفقير إلى سكبكِ في قفرِيَ الأزليّ لا يملك رملي ما يدرأُ رياح قدومكِ لا صخر لي في...
اربُتي على حُمَّى بوحي قليلا ليطمئن قلبي على اقتراف ثوابه ويوقن بموعده مع الكثير من مجد الشعر هنا حينما تبايعينه على مكابدته كشاهدةٍ على طزاجة الوحي بين يديك كوني حنونةً كما ينبغي لرسولة قليلًا من الاحتواء يكفي لوعي المجاهرة بدعوتك أُرمِّم الدهشةَ في ينابيع غيبها لأقرأك منقِّبًا عنّي نحو أنايَ...
إنّ من أصعب ما يواجه الشّاعر لحظة تدفّق إشراقات المخيّلة، وتوالد الصّور الشّعريّة لديه بأبعادها الإيحائيّة الخلّاقة الواعية، هي استجابته الآنيّة السّريعة لاستقبال أسراب الكلمات المتدافعة، التي تتحدّى رغبته الشّغوفة في رصف بنية الجمل الشّعريّة، واختيار ما يناسبها من اتّساق لفظي وتآلف مفرداتي،...

هذا الملف

نصوص
68
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى