المهدي الحمروني - شعائر أخيرة للتصوّف

لأني امتحنتك بما يكفي
حتى إذا آنست لنبوتك
بايعتك وهاجرت إليك
وقدِمت لك مُعلنًا إيماني بك
كم أُحِبُّك أيّتها الراهبة الفاتنة
أُحِبُّ أنوثتك الشزرة التي تتوحّش في حبها بضراوة الخلوة العابدة
ولا تساوم في زأرة الحنين
طلّتك البربرية وهي تحدد مدى ممالكها الشاسعة
أُحِبُّ نظرتك الخالدة المكابرة التي زرعتك في خلَدي عبر العقود الجافة
أُحِبُّ ثقة الملكات في سطوتك وأنت تَقُرّين بعنفوان أنوثةٍ استثنائية بأنني أبلغ منك
مثل أُمّّ لا يضيرها أن يكون وليدها أفتن منها
ولكنها لن تسمح لهنَّ باحتضانه دونها
ما أروع دخولك على محرابي وإعلانك الإقرار بقداسة الشغف
كنت كرسولةٍ أُذِن لها البوح
تذوب في ثقتها بنفسها إزاء سواها
كأنهنَّ مُجرّد جواريها اللاوتي يُمهِّدن لموكبها الأعظم
أنت كثيرةٌ على الدهور والشعراء قاطبةً
يا ربكة القرائح عن نصوصها
وزلزلة المعنى في جذور اللغات
كلما سموتِ أعلى من أساطير التاريخ
تتأنَّث المدائح لاسمك
يا لعثمة الكلام في ولهي
نقِّني إلى كتابٍ يليق بتراجمك
وقاموسٍ يُحيط باشتقاقك
بطقوسٍ كدياناتٍ قديمةٍ في التدوين
أغفلها الاكتشاف والتواتر والتنقيب
يُسمّيها تصوّفي:
شعائر لصلواتٍ تُحاذر
الرحيل

_________________________
ودّان. 15 كانون الثاني 2023 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى