المهدي الحمروني - شفق..

بجمالٍ وحشيٍّ هَصُورٍ
لمشيئةِ لهفةِ تربّصُكِ
سآلفُ قَنْصَكِ الكاسرِ
وأغدو شدوًا حزينًا لاستشعار وثُوُبكِ
وعواءً مشوقًا إلى قنصَكِ
بحنينِ الفرائسِ في قاصيةِ الوله
أُلبّي نداءكِ حاسرًا
حسبَ توقيت نبضكِ الخاص
دون مُراعاةٍ لكُلِّ فارقٍ مجاور
وأُقيم هُتافًا متصوّفًا بورعٍ خاشع
تَهُمّينَ بشرودي كلبوةٍ طاغية
بزأرٍ وامقٍ وضراوةٍ ناعمة
أُسبِلُ امتثالي دونَ طِراد
وأحني خُضوعي بلا مواربة
لا مُنتأى -عن مُدرِكِ ليلكِ- لنجاتي
ولا اتساع لهيامي بلا خيال نفوذكِ في سفانا الكون
وممالكِ رهبةِ التوقِ العاصفِ بأدغالِ التيه ومواطيءِ الماءِ الأولى
في بكارةِ الأرضِ
وسجودِ الطبيعةِ إلى منابعِ البحيراتِ العظمى
وسجوفِ الشلاّلاتِ
الولودةِ لرؤى الغيم
وحُلُم النهرِ لصهيلِ قطعان أصائلِ الأفراس النُفّرٍ
السابلة أعرافها لودقِ المزن
لتصوغَ خيلائها بنسقٍ فارهٍ لعبورهِ
على جُموحِ أعناقها الفاتن
كأنكِ بِذارُ النفائسِ في رحم السحَر
ونثرُ الندى في نضارةِ الفجر
ونُشوءُ العناصر في فَلق الصبحِ الشذيّ
وسُفُورُ النهارِ على السهوبِ الممرعة
والسفاري الغائرةِ في
ما وراءِ المغيبْ
_________
__________________________________
اسطانبول السبت 12 كانون الثاني 2018م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى