المهدي الحمروني - نحو سلالةٍ خاصّةٍ من الكلام

ما الذي بوسع الشاعر في صحرائه
القاحلة
حين لا تعِده بإنباتٍ في مقترح الزمن
غير توهُّم الصعلكة
باستدراجه لهدنة الرؤيا
نحو شظف الفيء بكهوف المقيل
ونعومة الليل لما يغوي خيال التائه
هكذا يتصالح مع القفر
لكي يُخلِّق سلالةً خاصة من الكلام
بما يألف من تداعي العواء
لكهانة الوحشة
إلى بوتقة التلقّي على نواة صوته
وخلايا الحلم في حذر
الغفوة
ثم يمضي مؤثِّثًا جراب الصورة
عن شعث الريح
بحراشف عفت عنها سيولٌ منقرضة
وقواقع لعصورٍ مطيرةٍ
ولّت عن وعودها بالأوبة
صوب مفردةٍ نقيّة
لالتقاط تراجم ظله
من منافي المعنى
منتبذًا عزلةً تُنقِّب عن طواطم وأيقونات وأوثان وآلهة
وبراهين وليّ
لبعث قصيدةٍ نبيّة
إلى حشدٍ مؤمنٍ بكرامات إرثها
بما يقدح الصحوة في رماد النوستالجيا
مستشرفًا وحيه
نهرًا من أقداس الينابيع
إلى أوديةِ الظمأ
في سِفر
الأبد

________________________
مصراته 29 آب 2023 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى