المهدي الحمروني - مُبرَّرٌ لخذلانكِ للقصيدة

كل لمحك مُتديّنٌ في عصيان عرينه
أيتها المُلهِمة في فزعك
أُحب لبوَّتكِ الضارية المشوبة بالذعر
حين لا تفرِّط في خيال الخلسة
عنفوانك في وجف التمرد
حنانَ صوتك في زئير الحكمة
قنصك لشرود اللحظة الشاعرة في دغل النفور
أُحب قرابين اللغات لهيبة حضورك
ركضك الرابض في سؤال النظرة الضارية
وهو لا يعي أُلفة الاستفهام الموحش
عن جبروت مُحيَّاه
واستحياء التأمل في ثغر شمسه
عن يمين الدهشة
كلما ولّيتِ عن الشعر
بكتكِ حسرةُ غيمٍ إستوائي
سأُبرِّر خذلانكِ الأبديِّ للقصيدة
فبعيدًا عنك
كل معنىً يغدو بروتاريا مطحونةً
في حلبة الحياة
مأسوفةً على انفراط الأيام عن محرابك
الكلمات قيد ارتهان ظهورك المقتر
الذي أستعين وأعبد
مهيضةً عن السرد
حتى إشعارٍ حانٍ من وعدك
الشرفات ملبّدةٌ بصفير الخواء
أعقلي اختلافَ جنوني بك
عن شعراء الإنس
كفّارةً عن تيه عوائي
حينما أكتب لك
أعيش حياةً أخرى من الحقيقة
بفيضها الزكي من دفق الحلم
على برزخ الصبح في المدد المبهج
فكل سيرةٍ لا تؤرخ لك بُهتٌ
وكل حديثٍ لا يروي عنكِ مُدَّعى
إقرئي لي وحدي
نبيُّك المولّي كتابه لبروقك
بزاد خيالٍ لاهث
أستعطي مُلكَك للوحي
كي لا أنسحق
كضريحٍ مجهول
بلا مجد

__________________________
ودّان. 22 نيسان 2021 م



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى