المهدي الحمروني - مذهبُ خاصٌّ في نُسك العاشق.. شعر

دعي لي حسبُك الأعظم
لأتخذك ملكةً لملوك الإحساس
وجديرةً بالأعمال الكاملة
ليلةُ الكتابة عنكِ هي ليلة القدر في الشعر
ونصّك عُقدةٌ تعجز جنّياتُ الشعر عن حلّها
أنا مازلت مُلهمًا بحضورك السماوي في كهنوتي
كلمةٌ منك تغيّر طقس كآبة الشعر
وتمنح المطر خصوبته
أنذريني بدماري الشامل
وبما تستطيعين إليه سبيلا من عصفٍ بي
فقط لو مرّةً واحدة تعمّدينني
لهذا جُنِنتُ بك
لأنك تلقفتِني وآمنتِ بي
ووجدتك عذرائي التي تمرّدَتْ لأجلي
سأهاجر إليك
لأرمي بي في تهلكة انتظارك أمام قلاعك
أهم ما أحتاجه هو البكاء بين يديك
عساني أخلد في حضنك
يا قدّيستي الفاتنة
أُحِبُّ فيك تمرّدك على الرهبنة والتنسُّك لأجلي
لكِنَّك تقرّبٌ إلى الله
في كلِّ حالاتك الظالمة والطاغية
فآويني إلى مدائن عناقك
من الخوف والتشرّد واللجوء
يابهيّة الأعطاف
يادافئة الوعود
أشتاقك بتطرّف
جلَدُك عنّي يُرعبني
كنتِ قد رُمتِني من اليُتم
وكفلتِني من الوحدة
أنت مذهبٌ خاصٌّ في نُسك العاشق
أُحبُّ كلَّ عطشٍ يؤدّي إلى مائك
ليمنح كل أشيائي حياتها
كيف أحمُد الله لأنك خلفي يا عظيمة؟
في كلِّ حالاتك
أنت ملكوتٍ من رهبنة الحب
مُلهِمٌ زحفكِ على حصوني
وتجاوزك لسلاسل أوثاني القديمة
أنا قيد عصفك الخالد بشئوني
أُحبُّك هكذا
تسُنّين الأقداس المشوقة والشغف المَهيب
تأخُذينني من أثداء التهجّي
إلى كُتّاب السّدن في محرابك
لمُفتتح الكلام باسمك
لبسملة القصيد إليك
حين أكتب عنك يُظن بحديثي الظنون
فأُنعتُ بالشطط في خطابي
وإن هي إلا لغةٌ تتأنّق في مَهابها
على صدى وعيها بك
عشيّة الفتح العظيم
تمنح الأمان لمن دخل بيتها
ثم تعفو عن المتشاعرين: أن اذهبوا فأنتم الطلقاء
___________________________
مصراته. 19 كانون الثاني 2021 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى