المهدي الحمروني - كفالةٌ لجوهرِ اليُتم

ياعدوّتي القاهرة
وسرابيَ المحض
إنني أصرخ من مقيظٍ تحت قدميَّ الطفلتين
مُصابٌ بالذعر من عطش الضياع
يشدُّني إليك اكتشافٌ غير مطروق
لنعوتٍ معطوفةٍ على حسنك
بكل واوٍ عجولٍ إلى سردها في القصيدة
وقزح عيونٍ لا يُحصى في البريق
ظهورك مثل كَنزٍ لا يُرى
ولا يشعر به سواي
كسِرٍّ لا أُدركه أنا أيضًا
في الكمال
أحنُّ إليك كأُمٍّ لم أرها
ونهدٍ فُطِمتُ عنه جورًا وعنوةً
وحنانٍ فُكِكتُ منه ظلما
وثغرٍ يعِدُني بشهدٍ من الخُلد
يا كفالةَ جوهرِ يُتمي
اليُتم لا يعني الفقد وحسب
إنه يعني روح الفقد وفكرته العاطفية
في مذهب الشعراء الأنبياء
والكفالةُ ما تمنح العاطفة العميقة
نحو التوحُّد الروحي
تشدُّني إليك تلك الرؤية الباذخة بالنبوَّة
حين يصطفيني تبنِّيك كطفلٍ نافرٍ عن الحضن،
لأرِث النبوَّة من أُمومة إلهامك،
كلَّما تدُرِّين عليَّ إعجازًا لحضورك العاشق
باستثناءٍ مخصوصٍ بالرسل،
كآلهةٍ غَوَتْ عودتي إلى صُلبها من شدة الوله
أعيدي علاقتك بالمرايا لأجلي
وسارريني إليها
خذي فزعي بقوةٍ
وخوفي بشدةٍ
وهدِّئي روعتي بما لذَّ من شتيمةٍ
وما طاب من صفع
فلطمةُ الأُمُّ لا تؤذِي تمسُّحَ الفطيم
منهُ لله
صمتك الذي يُعجِّجُ المسافات دونك
حين لا يرأفُ بحِبُوِّ توقي
ومُثولي المُستسلِم
كطريدٍ لجبروت عدالتك
فأريحيه بصلاةٍ إلى ضلعك المنتمي إليه بالشغف
واقتصِّي منه بعناقٍ لا يدع بقيّةً لسواك
كلَّما عمَّدتِ بنوَّتي لأمومتك بتطرُّفٍ مُتديِّن
سأنعم بقسوتك
لأُروِّضَ نفورك المضطرب
وأبَرَّ بمزاجك الصلِف
كربيبٍ مُهيَّأٍ لسياطٍ
من جنتك
سأعوي إلى جَلْدك
لتؤجرين علىّْ
بكلِّ ما أوتيتُ
من تتيُّمٍ بك

_____________________________
ودّان. 13 أيّار 2021 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى