"نونة الشعنونة" شريط تلفزيوني عربي من توقيع المخرجة المصرية المتميزة، إنعام محمد علي (مخرجة الأعمال الدرامية الهامة مثل "ضمير أبلة حكمت" و"قاسم أمين" و"أم كلثوم" و"الحب وأشياء أخرى" وغيرها).
الشريط من تأليف الكاتبة سلوى بكر، سيناريو وحوار د. لميس جابر، وتشخيص حنان ترك ونادية رشاد وسوسن بدر وعادل أمين وعائشة الكيلاني ومخلص البحيري... ومن إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري (1994). وتدور أحداثه حول طفلة/مراهقة (14 ـ 15 سنة)، يأتي بها أبوها من الريف لتعمل خادمة عند أسرة ميسورة بالقاهرة، تسكن قرب مدرسة للبنات. ويصور الشريط معاناة الفتاة (مع ربة الأسرة فيفي خصوصا) وشغفها بالتعلّم (تقضي أوقاتا طويلة تراقب أنشطة التلميذات وتتنصت عليهن عبر نافذة المطبخ التي تطل على المدرسة)، إلى أن يأتي يوم يزورها فيه أبوها ليخبرها بأنه قرر تزويجها، وأنه اختار لها عريسا يناسبها وأن عليها العودة إلى الريف لتحل محلها أختها الصغرى.
تهرب الفتاة، ثم تعود في الأخير إلى بيت زينب (سوسن بدر)، أخت مشغلتها التي تتعاطف معها، وتتعهد بإقناع الأب بالعدول عن فكرة تزويج نعيمة (اسم الفتاة)، وتجد لها عملا في مدرسة تديرها زميلة لها سابقة في الدراسة. وبذلك يعود للفتاة الأمل في تحقيق أمنيتها في التعليم.
فكرة الفيلم، كما يتضح، ليست جديدة. وقد تم تناولها في العديد من الأعمال الأدبية والفنية، نذكر منها، على سبيل المثال شريط "كفرون" للفنان السوري المقتدر دريد لحام، عبر شخصية "عم ودود"، حارس المدرسة الذي ينصت إلى الدروس عبر النافذة، ويتدخل أحيانا للإجابة عن أسئلة المعلمة. ونذكر شريط "ميرامار" لكمال الشيخ، المأخوذ عن الرواية المعروفة لنجيب محفوظ، من خلال شخصية "زهرة" (شادية) المستخدمة في فندق "ميرامار" والتي أرادت، هي الأخرى، أن تتعلم. وتختزن ذاكرة الطفولة لدينا نص القراءة الذي لُقّنّاه في الابتدائي عن الراعي المجتهد، الذي كان يسترق السمع إلى الدروس عبر نافذة إحدى المدارس القروية، ويواظب على ذلك إلى أن "صار من كبار العلماء في بلاده"...
فكرة الشريط إذن ليست جديدة، إلا أن المخرجة إنعام محمد علي، استطاعت، بأسلوب بسيط منساب (سهل ممتنع) إمتاع وإقناع المشاهد بشريط جميل مؤثر، تدين فيه، دون شعارية زائفة، حرمان الأطفال من حق طبيعي أساس من حقوق الإنسان، حق التعلم، وعبره إدانة الإساءة إلى الخادمات وتشغيل الأطفال وحرمانهم من أن يعيشوا طفولتهم ويتمتعوا بمرحها ولعبها وجدها أيضا...
وقد وفقت الممثلة حنان ترك، بقسماتها الطفولية (لحظة تصوير الشريط)، في أداء دور الخادمة نعيمة إلى أبعد الحدود، فقدمت صورة محببة للطفلة المرحة، الممتلئة حيوية ونشاطا، المتقدة ذكاءً، المحبة للإنشاد (تظل تدندن بخفة، بمقاطع لأناشيد الأطفال التي تحفظها من متابعة نشاط التلميذات، عبر نافذة المطبخ، وهي تقوم بالأعمال المنزلية)، الشغوفة بتحصيل المعارف، والمتحسرة على عدم تمكنها من ممارسة ما تقوم به أترابها من ألعاب رياضية وتمثيليات مدرسية وقراءات قصصية...
ورغم أن التيمة المركزية للشريط هي الإدانة الفنية الصارخة لحرمان الأطفال من التعليم، إلا أن المخرجة لامست أيضا بعض القضايا المجتمعية الأخرى مثل:
*اهتمامات نساء الطبقة الأرستقراطية المصرية، عبر انشغالهن بتسقط أخبار زواج وطلاق النجوم والممثلين في المجلات "الفنية"، والنميمة في صالونات الحلاقة، وتتبع معارض صيحات الموضة وأخبارها، والتردد على قارئات الفنجان...
*مظاهر استلاب نساء تلك الطبقة، عبر الانسلاخ عن الأصل والتنكر للهوية (انزعجت ربة الأسرة [الممثلة نادية رشاد في دور فيفي] لما ذكرت زينب لابنها أن أصلهم من حي "شبرا") واحتقار العمال والفلاحين (عابت نفس ربة الأسرة على أختها الدكتورة زينب تفضيلها لنوع من التخصص في الطب الصناعي الذي يجعلها تحتك بالعمال، عوض فتح عيادة خاصة، وقالت للشرطي لما سألها عن شكل الفتاة الهاربة: "وهل لأبناء الفلاحين شكل؟)، وانزعجت لمقارنة زينب لابنها بنعيمة فيما يخص التحصيل الدراسي).
*مشكل التزويج المبكر للفتاة العربية في الأرياف. فقد قرر أبو نعيمة تزويجها لشخص لا تعرفه، ودون الاهتمام بأخذ رأيها، وهي في عمر لا يتعدى خمس عشرة سنة.
*أهمية الحافز في مجال التربية والتعليم: فنعيمة المتلهفة على المعرفة، استطاعت، رغم ظروف "متابعتها للدروس"، عبر النافذة، أن تتفوق، في بعض الميادين، على ابن مشغلتها، الذي يتردد بانتظام، على المدرسة والذي يتلقى بالمنزل دروسا خصوصية في التقوية والدعم، على يد أساتذة يجلبهم له أبوه لهذا الغرض، الأمر الذي يزيد من حنق الأم، فتضاعف من قسوتها على الخادمة.
*بعض القيم الإيجابية الأصيلة لأبناء الريف رغم الاحتياج والأمية (غضب أبو نعيمة لما حاولت مشغلة ابنته أن تمس بسمعتها، وقال لها: "إننا رغم الحاجة، نحرص على السمعة والكرامة وحسن التربية").
*تقديم زينب كنموذج للمرأة المثقفة المستنيرة، الحاصلة على أعلى الشهادات من أمريكا، الحريصة على مزاولة المهنة التي تحبها، لا التي تدر المال الكثير، كما نصحتها أختها بذلك، العائدة إلى مصر، رغم إغراءات بلاد العم سام. فالوطن، تقول الدكتورة زينب، كالأبوين، تستحيل الاستعاضة عنه ببلاد أخرى. وهي المرأة الوحيدة المتعاطفة في الشريط، مع الخادمة والمشجعة لها على التعلم، والمساعدة لها على ذلك، رغم اعتراض الآخرين، وهي الوحيدة أيضا التي تناديها باسمها الحقيقي نعيمة، الذي غيرته ربة الأسرة، إمعانا في التحقير، فصار "نونة الشعنونة".
هذه الموضوعات جاءت متوازية ومتكاملة مع الثيمة الرئيسية للفيلم، وغير مقحمة عليها، مما زاده عمقا وغنى.
ويمكن القول إجمالا، إن شريط "نونة الشعنونة" من الفلتات الجميلة للقناة الأولى، أتيح للمشاهد المغربي (وغيره) أن يطلع من خلاله، على نموذج جاد من الأشرطة الفنية الممتعة والمؤثرة بمضمونها وأسلوبها. ولا شك أن الخادمة "نعيمة" قد نقشت في ذاكرة الكثير من المشاهدين كنموذج للطفولة البريئة، الشغوفة بالتحصيل وإرواء فضول المعرفة وحاجات هذه الفترة من عمرها، المهتمة باستظهار أناشيد الطفولة، ومعرفة العناصر المكونة للماء، وأدوات الاستفهام ومعانيها، ومحيط المثلث ومساحة الدائرة، والسؤال عن معنى الزنابق، وممارسة لعبة كرة السلة، وتشخيص التمثيليات المدرسية، وغيرها من الأنشطة التي لا تمل نعيمة من مراقبة أترابها وهن يزاولنها في المدرسة المجاورة للمنزل الذي "تعمل" به، أكثر من اهتمامها بما جاءت من أجله إلى القاهرة (أو جيء بها بالأحرى) من أشغال الكنس والطبخ وخدمة أفراد الأسرة المشغلة...
ويبقى أن نشير، في ختام هذا المقال، إلى بعض الرموز الشفافة المعبرة التي اعتمدتها المخرجة في الشريط، كـــ:
*سؤال الزنابق، وما يوحي إليه من معاني الجمال والنضارة وطراوة العود ونماء الطفولة المتفتحة. أليست "نعيمة"، في نهاية المطاف برعم زنبقة تكالبت عليها الظروف لتمنعها من التفتح؟
*إغلاق نافذة المطبخ في وجه نعيمة لحرمانها من "متابعة الدروس".
رمز النافذة إلى النور والهواء وكل ما يوحي بالانفتاح وتنسم روائح والحرية والانطلاق وارتياد العوالم المجهولة... ليس في حاجة إلى إيضاح. وضد ذلك هو ما يرمز إليه الإغلاق والظلام والسجن والاختناق وقيود الأمية والجهل...
*تغيير اسم الفتاة من "نعيمة" إلى "نونة الشعنونة" يحيل على معاني الاحتقار والاجتثاث وطمس الهوية، والاغتراب والإجهاز على مميزات الشخصية وعلى الطبيعة نفسها (حرمان الطفل من أن يعيش طفولته)...
(يوجد الشريط على اليوتوب)
م. حجاجي
الشريط من تأليف الكاتبة سلوى بكر، سيناريو وحوار د. لميس جابر، وتشخيص حنان ترك ونادية رشاد وسوسن بدر وعادل أمين وعائشة الكيلاني ومخلص البحيري... ومن إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري (1994). وتدور أحداثه حول طفلة/مراهقة (14 ـ 15 سنة)، يأتي بها أبوها من الريف لتعمل خادمة عند أسرة ميسورة بالقاهرة، تسكن قرب مدرسة للبنات. ويصور الشريط معاناة الفتاة (مع ربة الأسرة فيفي خصوصا) وشغفها بالتعلّم (تقضي أوقاتا طويلة تراقب أنشطة التلميذات وتتنصت عليهن عبر نافذة المطبخ التي تطل على المدرسة)، إلى أن يأتي يوم يزورها فيه أبوها ليخبرها بأنه قرر تزويجها، وأنه اختار لها عريسا يناسبها وأن عليها العودة إلى الريف لتحل محلها أختها الصغرى.
تهرب الفتاة، ثم تعود في الأخير إلى بيت زينب (سوسن بدر)، أخت مشغلتها التي تتعاطف معها، وتتعهد بإقناع الأب بالعدول عن فكرة تزويج نعيمة (اسم الفتاة)، وتجد لها عملا في مدرسة تديرها زميلة لها سابقة في الدراسة. وبذلك يعود للفتاة الأمل في تحقيق أمنيتها في التعليم.
فكرة الفيلم، كما يتضح، ليست جديدة. وقد تم تناولها في العديد من الأعمال الأدبية والفنية، نذكر منها، على سبيل المثال شريط "كفرون" للفنان السوري المقتدر دريد لحام، عبر شخصية "عم ودود"، حارس المدرسة الذي ينصت إلى الدروس عبر النافذة، ويتدخل أحيانا للإجابة عن أسئلة المعلمة. ونذكر شريط "ميرامار" لكمال الشيخ، المأخوذ عن الرواية المعروفة لنجيب محفوظ، من خلال شخصية "زهرة" (شادية) المستخدمة في فندق "ميرامار" والتي أرادت، هي الأخرى، أن تتعلم. وتختزن ذاكرة الطفولة لدينا نص القراءة الذي لُقّنّاه في الابتدائي عن الراعي المجتهد، الذي كان يسترق السمع إلى الدروس عبر نافذة إحدى المدارس القروية، ويواظب على ذلك إلى أن "صار من كبار العلماء في بلاده"...
فكرة الشريط إذن ليست جديدة، إلا أن المخرجة إنعام محمد علي، استطاعت، بأسلوب بسيط منساب (سهل ممتنع) إمتاع وإقناع المشاهد بشريط جميل مؤثر، تدين فيه، دون شعارية زائفة، حرمان الأطفال من حق طبيعي أساس من حقوق الإنسان، حق التعلم، وعبره إدانة الإساءة إلى الخادمات وتشغيل الأطفال وحرمانهم من أن يعيشوا طفولتهم ويتمتعوا بمرحها ولعبها وجدها أيضا...
وقد وفقت الممثلة حنان ترك، بقسماتها الطفولية (لحظة تصوير الشريط)، في أداء دور الخادمة نعيمة إلى أبعد الحدود، فقدمت صورة محببة للطفلة المرحة، الممتلئة حيوية ونشاطا، المتقدة ذكاءً، المحبة للإنشاد (تظل تدندن بخفة، بمقاطع لأناشيد الأطفال التي تحفظها من متابعة نشاط التلميذات، عبر نافذة المطبخ، وهي تقوم بالأعمال المنزلية)، الشغوفة بتحصيل المعارف، والمتحسرة على عدم تمكنها من ممارسة ما تقوم به أترابها من ألعاب رياضية وتمثيليات مدرسية وقراءات قصصية...
ورغم أن التيمة المركزية للشريط هي الإدانة الفنية الصارخة لحرمان الأطفال من التعليم، إلا أن المخرجة لامست أيضا بعض القضايا المجتمعية الأخرى مثل:
*اهتمامات نساء الطبقة الأرستقراطية المصرية، عبر انشغالهن بتسقط أخبار زواج وطلاق النجوم والممثلين في المجلات "الفنية"، والنميمة في صالونات الحلاقة، وتتبع معارض صيحات الموضة وأخبارها، والتردد على قارئات الفنجان...
*مظاهر استلاب نساء تلك الطبقة، عبر الانسلاخ عن الأصل والتنكر للهوية (انزعجت ربة الأسرة [الممثلة نادية رشاد في دور فيفي] لما ذكرت زينب لابنها أن أصلهم من حي "شبرا") واحتقار العمال والفلاحين (عابت نفس ربة الأسرة على أختها الدكتورة زينب تفضيلها لنوع من التخصص في الطب الصناعي الذي يجعلها تحتك بالعمال، عوض فتح عيادة خاصة، وقالت للشرطي لما سألها عن شكل الفتاة الهاربة: "وهل لأبناء الفلاحين شكل؟)، وانزعجت لمقارنة زينب لابنها بنعيمة فيما يخص التحصيل الدراسي).
*مشكل التزويج المبكر للفتاة العربية في الأرياف. فقد قرر أبو نعيمة تزويجها لشخص لا تعرفه، ودون الاهتمام بأخذ رأيها، وهي في عمر لا يتعدى خمس عشرة سنة.
*أهمية الحافز في مجال التربية والتعليم: فنعيمة المتلهفة على المعرفة، استطاعت، رغم ظروف "متابعتها للدروس"، عبر النافذة، أن تتفوق، في بعض الميادين، على ابن مشغلتها، الذي يتردد بانتظام، على المدرسة والذي يتلقى بالمنزل دروسا خصوصية في التقوية والدعم، على يد أساتذة يجلبهم له أبوه لهذا الغرض، الأمر الذي يزيد من حنق الأم، فتضاعف من قسوتها على الخادمة.
*بعض القيم الإيجابية الأصيلة لأبناء الريف رغم الاحتياج والأمية (غضب أبو نعيمة لما حاولت مشغلة ابنته أن تمس بسمعتها، وقال لها: "إننا رغم الحاجة، نحرص على السمعة والكرامة وحسن التربية").
*تقديم زينب كنموذج للمرأة المثقفة المستنيرة، الحاصلة على أعلى الشهادات من أمريكا، الحريصة على مزاولة المهنة التي تحبها، لا التي تدر المال الكثير، كما نصحتها أختها بذلك، العائدة إلى مصر، رغم إغراءات بلاد العم سام. فالوطن، تقول الدكتورة زينب، كالأبوين، تستحيل الاستعاضة عنه ببلاد أخرى. وهي المرأة الوحيدة المتعاطفة في الشريط، مع الخادمة والمشجعة لها على التعلم، والمساعدة لها على ذلك، رغم اعتراض الآخرين، وهي الوحيدة أيضا التي تناديها باسمها الحقيقي نعيمة، الذي غيرته ربة الأسرة، إمعانا في التحقير، فصار "نونة الشعنونة".
هذه الموضوعات جاءت متوازية ومتكاملة مع الثيمة الرئيسية للفيلم، وغير مقحمة عليها، مما زاده عمقا وغنى.
ويمكن القول إجمالا، إن شريط "نونة الشعنونة" من الفلتات الجميلة للقناة الأولى، أتيح للمشاهد المغربي (وغيره) أن يطلع من خلاله، على نموذج جاد من الأشرطة الفنية الممتعة والمؤثرة بمضمونها وأسلوبها. ولا شك أن الخادمة "نعيمة" قد نقشت في ذاكرة الكثير من المشاهدين كنموذج للطفولة البريئة، الشغوفة بالتحصيل وإرواء فضول المعرفة وحاجات هذه الفترة من عمرها، المهتمة باستظهار أناشيد الطفولة، ومعرفة العناصر المكونة للماء، وأدوات الاستفهام ومعانيها، ومحيط المثلث ومساحة الدائرة، والسؤال عن معنى الزنابق، وممارسة لعبة كرة السلة، وتشخيص التمثيليات المدرسية، وغيرها من الأنشطة التي لا تمل نعيمة من مراقبة أترابها وهن يزاولنها في المدرسة المجاورة للمنزل الذي "تعمل" به، أكثر من اهتمامها بما جاءت من أجله إلى القاهرة (أو جيء بها بالأحرى) من أشغال الكنس والطبخ وخدمة أفراد الأسرة المشغلة...
ويبقى أن نشير، في ختام هذا المقال، إلى بعض الرموز الشفافة المعبرة التي اعتمدتها المخرجة في الشريط، كـــ:
*سؤال الزنابق، وما يوحي إليه من معاني الجمال والنضارة وطراوة العود ونماء الطفولة المتفتحة. أليست "نعيمة"، في نهاية المطاف برعم زنبقة تكالبت عليها الظروف لتمنعها من التفتح؟
*إغلاق نافذة المطبخ في وجه نعيمة لحرمانها من "متابعة الدروس".
رمز النافذة إلى النور والهواء وكل ما يوحي بالانفتاح وتنسم روائح والحرية والانطلاق وارتياد العوالم المجهولة... ليس في حاجة إلى إيضاح. وضد ذلك هو ما يرمز إليه الإغلاق والظلام والسجن والاختناق وقيود الأمية والجهل...
*تغيير اسم الفتاة من "نعيمة" إلى "نونة الشعنونة" يحيل على معاني الاحتقار والاجتثاث وطمس الهوية، والاغتراب والإجهاز على مميزات الشخصية وعلى الطبيعة نفسها (حرمان الطفل من أن يعيش طفولته)...
(يوجد الشريط على اليوتوب)
م. حجاجي