مقولة مشهورة قالها نلسون مانديلا Nelson Mandella، المناضل السابق والقائد السابق للكفاح المناهض للأبارتيد apartheid بجنوب إفريقيا والرئيس السابق لنفس البلد. نلسون مانديلا كان حكيما، متبصِّرا، رحبَ الصدر، صبورا، رزينا، عاقلا، فطينا، مجرَّبا، لبيبا، متمرِّسا، محنَّكا… تتوفَّر فيه كل الصفات التي تجعل منه رجلا حكيما يمكن تشبيهُه بالماهتما غاندي. الإثنان ناضلا وكافحا من أجل استقلال بلدَيهما، جنوب إفريقيا والهند، ومن أجل التَّخلُّص من المستعمر البريطاني بالهند ومن سيطرة واستبداد وغطرسة الإنسان الأوروبي الأبيض (هولنديون، ألمانيون وفرنسيون) بجنوب إفريقيا.
فما معنى مقولة "عندما يسكت الحكماء، يتكاثر الحمقى". معناها أن سكوتَ الحكماء يفتح البابَ على مصراعيه لمَن هبَّ ودبَّ ليتطاولَ على ما لا عِلمَ له به. حينها، يصبح المتطاوِلُ مُمارِسا لكل المِهن. قد يصبح صحفيا، مُرشِدا، سياسيا، مُؤثِّرا، طبيبا، أستاذا…، وبصفة عامة، خَبيرا في كل شيء. وهذا هو ما نلاحظه في شبكات التواصل الاجتماعية حيث اختلط فيها الحابل بالنابل إلى درجة أن القارئَ أو المُتتبِّعَ يتيه في بحر من التفاهات ومن الأقوال والأقوال المضادة التي تُجانب الصوابَ والمنطقَ.
ولهذا، فسكوتُ الحكماء والعقلاء، وبصفة عامة، المفكرين يترك ثغرةً أو فراغا سرعان ما يملأه المتطفلون بسيلٍ من التفاهات والأخبار المجهولة المصدر والإرشادات والنصائح والإغراءات… ولعل أكثرَ المتطاولين انتشارا في شبكات التواصل الاجتماعية أولئك الذين نصَّبوا أنفسًهم صحفيين وجعلوا من العلاقات المُتوثِّرة بين المغرب والجزائر مادة دسمة أنشأوا من أجلها محطات إخبارية يُروِّجون فيها ما طاب لهم من التحاليل والآراء بدون حسيب ولا رقيب!
السؤال المطروح هنا هو : "لماذا يسكت الحكماء والعقلاء والمفكِّرون"؟
بكل بساطة، سكوتُهم ليس إراديا، أي أنهم لم يسكتوا بمحض إرادتهم. بل إنهم أُجبِروا على السكوت. ومَن أجبرهم على السكوت؟ سكتوا لأن لا أحدَ يُنصِت لهم! لأنهم، غالبا ما يُواجَهون باللامبالاة. هذا إن لم يوصفوا بالمجانين الخارجين عن الصف!
ومتى يجب على الحكماء والعقلاء والمفكرين أن لا يسكتوا؟
بكل بساطة، دورُهم هو النهيُ عن المنكر والأمرُ بالمعروف، أي من واجبهم أن يتصدَّوا بأقوالهم وأفكارهم وحِكمتهم وبُعد نظرهم لكل اعوجاج أو انحراف أو فساد يُصيب المجتمع.
ومَن عليهم أن ينصِتوا لهؤلاء الحكماء والعقلاء والمفكرين؟
المُنصِتون هم عامة الناس والساهرون على تدبير شؤون هؤلاء الناس. عامة الناس (الغالبية العظمى) منشغلون بالجري وراء الماديات ومُنصهرون مع مجتمع فاسد يتماشى مع ضالَّتِهم. والساهرون على تدبير شؤون الناس لا يفكرون إلا في العودة إلى السلطة والبقاء فيها. وكلاهما، عن قصد أو عن غير قصد، يساهمان في تقوية فساد المجتمع! كل طرف منشغل بضالَّتِه ولا يهمُّه ما قاله ويقوله وسيقوله الحكماء والعقلاء والمفكرون!
فلا غرابةَ أن يصبحَ الحكماء والعقلاء والمفكرون عملةً نادرةً! ولا غرابةً أن تُفرَغَ الأحزابُ السياسيةُ من هذا النوع من البشر! ولا غرابة أن ينعزلَ عن المجتمع ما تبقى من هذا النوع من البشر!
وأغرب الغرابة هو أن مَن يُحتِّم عليهم الدينُ النَّهيَ عن المنكر والأمرَ بالمعروف، يطبِّقون مقولة نلسون مانديلا تطبيقا حرفيا!
فما معنى مقولة "عندما يسكت الحكماء، يتكاثر الحمقى". معناها أن سكوتَ الحكماء يفتح البابَ على مصراعيه لمَن هبَّ ودبَّ ليتطاولَ على ما لا عِلمَ له به. حينها، يصبح المتطاوِلُ مُمارِسا لكل المِهن. قد يصبح صحفيا، مُرشِدا، سياسيا، مُؤثِّرا، طبيبا، أستاذا…، وبصفة عامة، خَبيرا في كل شيء. وهذا هو ما نلاحظه في شبكات التواصل الاجتماعية حيث اختلط فيها الحابل بالنابل إلى درجة أن القارئَ أو المُتتبِّعَ يتيه في بحر من التفاهات ومن الأقوال والأقوال المضادة التي تُجانب الصوابَ والمنطقَ.
ولهذا، فسكوتُ الحكماء والعقلاء، وبصفة عامة، المفكرين يترك ثغرةً أو فراغا سرعان ما يملأه المتطفلون بسيلٍ من التفاهات والأخبار المجهولة المصدر والإرشادات والنصائح والإغراءات… ولعل أكثرَ المتطاولين انتشارا في شبكات التواصل الاجتماعية أولئك الذين نصَّبوا أنفسًهم صحفيين وجعلوا من العلاقات المُتوثِّرة بين المغرب والجزائر مادة دسمة أنشأوا من أجلها محطات إخبارية يُروِّجون فيها ما طاب لهم من التحاليل والآراء بدون حسيب ولا رقيب!
السؤال المطروح هنا هو : "لماذا يسكت الحكماء والعقلاء والمفكِّرون"؟
بكل بساطة، سكوتُهم ليس إراديا، أي أنهم لم يسكتوا بمحض إرادتهم. بل إنهم أُجبِروا على السكوت. ومَن أجبرهم على السكوت؟ سكتوا لأن لا أحدَ يُنصِت لهم! لأنهم، غالبا ما يُواجَهون باللامبالاة. هذا إن لم يوصفوا بالمجانين الخارجين عن الصف!
ومتى يجب على الحكماء والعقلاء والمفكرين أن لا يسكتوا؟
بكل بساطة، دورُهم هو النهيُ عن المنكر والأمرُ بالمعروف، أي من واجبهم أن يتصدَّوا بأقوالهم وأفكارهم وحِكمتهم وبُعد نظرهم لكل اعوجاج أو انحراف أو فساد يُصيب المجتمع.
ومَن عليهم أن ينصِتوا لهؤلاء الحكماء والعقلاء والمفكرين؟
المُنصِتون هم عامة الناس والساهرون على تدبير شؤون هؤلاء الناس. عامة الناس (الغالبية العظمى) منشغلون بالجري وراء الماديات ومُنصهرون مع مجتمع فاسد يتماشى مع ضالَّتِهم. والساهرون على تدبير شؤون الناس لا يفكرون إلا في العودة إلى السلطة والبقاء فيها. وكلاهما، عن قصد أو عن غير قصد، يساهمان في تقوية فساد المجتمع! كل طرف منشغل بضالَّتِه ولا يهمُّه ما قاله ويقوله وسيقوله الحكماء والعقلاء والمفكرون!
فلا غرابةَ أن يصبحَ الحكماء والعقلاء والمفكرون عملةً نادرةً! ولا غرابةً أن تُفرَغَ الأحزابُ السياسيةُ من هذا النوع من البشر! ولا غرابة أن ينعزلَ عن المجتمع ما تبقى من هذا النوع من البشر!
وأغرب الغرابة هو أن مَن يُحتِّم عليهم الدينُ النَّهيَ عن المنكر والأمرَ بالمعروف، يطبِّقون مقولة نلسون مانديلا تطبيقا حرفيا!