الواجب قوله في الممكن قوله
الرواية التي تنسج واقعاً تخيلياً من الماضي- البعيد- القريب، تدشن لذاكرة مستقبلية تثري تاريخاً: بعيداً-قريباً، وكاتبها هو الذي يعقد قرانهما معاً، ويظل المرجع في كل مقاربة نقدية لهما.
وفق تصور كهذا، يمكنني الدفع بالمستقبل، لأن يتبصر صورة له فيما كان، ومما سأنظر فيه.
ولا أريد أن أجري مقارنة بين الكاتبتين الكرديتين الروائيتين: مها حسن " 1966 " ذات الثلاث عشرة رواية، وهي من " عفرين " وسارة عمر " 1986 " التي عرِفت برواية لها صيتها" رغم أن المقارنة في الشأن الأدبي، الفكري، الفني والعلمي، لا صلة لها بتاتاً بالعمر، إنما بالقيمة الإبداعية والعلمية في المادة المقدَّمة هنا أو هناك، وما سيقال في هذا الموضوع يتجنب المقارنة ، إنْ من جهة العمر، أو من جهة المعطى الإبداعي، وتمايزه، حيث التركيز يكون على التشارك في العلامة الفارقة التي تجعل الأدبي: الروائي يتكلم الجنسانية: الحامل المحوري للبحث هنا، وفي الصميم، ما يتهددها من هذا المعبر، ومن كاتبتين كرديتين، تعيشان في المنفى، وقد أبدعتا بلغتين مختلفتين، ليستا لغتهما: مها حسن، بالعربية، خصوصاً، وبما لا يقاس، على صعيد التجربة الكتابية والإبداعية، وسارة عمر، وهي التالية عليها، بالدانماركية، ولتعرَف بلغات أوربية: الفرنسية، خصوصاً، وفي رواية مميَّزة لفتت الأنظار إليها" وهي من السليمانية ( إقليم كردستان العراق )، فبينهما مسافة في العمر، وأخرى في العطاء الأدبي والروائي، إنما سأركّز على نقطة مفصلية، وهي مركَّبة بينهما، وتتمثل في أنهما كاتبتان، تضفيان على ما هو جنساني قيمة استكشافية مدخلاً إلى معاينة المجتمع الذي يشكّل المسرح الطبيعي والاجتماعي لرواياتهما ، وتحديداً بالنسبة إلى النظرة النمطية البالغة السلبية إلى المرأة، وكيف أنها، في وضعها هذا تشكل شاهدة عيان على مدى التهميش الملحق بالمرأة، والذكورة المعززة بأكثر من معنى في المجتمع ،
أي من خلال متغيرات الواقع الذي يعنيهما أمره، والحراك الذكوري، تحديداً، في بنيتها .
أتحدث عن تلك المعايشة النفسية والمشتركة لديهما، على صعيد المتكأ الجنسي، وتبعات الرؤية التي يتشكل نسيجها الثقافي والاجتماعي، وحتى الشخصي تماماً، وهو المتمثل في مفهوم لطالما أريق حوله الكثير من الحبر والدم، وأديرت جلسات وحوارات، وعُقِدت ندوات، ووضِعت كتب بالمقابل، بغية مقاربة متعددة المسارات لهذا المفهوم المركَّب والمتعدي لما هو جنسي محض، أي بمقدار ما يجري من دفْع له إلى الواجهة المجتمعية، هنا وهناك، ليكون مرآة متعددة الطيات، وهي في محتواها قادرة على معاينة قاع المفهوم العميق، أي حمّال مؤثرات فاعلة ثقافية، أدبياً، تربوياً، تاريخياً، دينياً، سياسياً، ونفسياً، كما لو أن الجنس متعدد اللغات، حامي السر لكل ما تقدَّم .
الأكثر لفتاً للنظر، في الحالة هذه، حين يُعرَض ما هو جنسي من جهة المرأة، لتكون " واجهةَ " الرجل، من ناحية التعريف طبعاً، وفي الوقت نفسه مقيمة، أو متموقعة وراء " مؤخرته "، إن جاز التعبير الموقعي، حيث تكون ولا تُرى، كما هي كينونتها، وهي في الحالة هذه، تغدو امتداداً تبعياً له، أعني: المجهول المعلوم به، من ناحية ثانية. إنها العلة وهي المعلول التاريخي، وما في هذا الجمع الغريب من مكاشفة غريبة لذهنية الرجل داخل المرأة تفكيراً وإبداعاً.
ذلك ما يمكن التوقف عنده، لحظة التذكير بأثرين روائيين، لكل من مها حسن وسارة عمر، وما يفيد في تعميقهما، من خلال إحالات مرجعية أخرى، تضيء عالمهما، بالنسبة لمها حسن أكثر، حيث تجربتها معتبَرَة، وما أفصحتا عنه في حوارهما لإثراء الموضوع، وتبعات كل ذلك ثقافياً .
إن الأسئلة التي تطرح نفسها، في محاولة تنوير لهذا الرابط الجنساني بمفهومه المركَّب، هو:
كيف ينطلق تفكير المرأة في المرأة، عندما تجد صورتها إزاءها: أبوصْفها امرأة لها كينونتها المغايرة بيولوجياً ونفسياً للرجل، أم متداخلة مع تكوينه البيولوجي والنفسي، مع ميزة مفصلية لكل منهما، طالما أنهما غير منفصلين كلياً عن بعضهما بعضاً؟ هل تأتي المرأة بخاصيتها الجندرية، دون حضور للرجل، أم وفق مقايسة تستبقي الرجل، جرّاء تاريخ طويل يتكلمه وليس هي؟ إلى أي درجة، في مقدور المرأة أن تتحدث في الجنس، وجانب رصيدها منه، وهي في وضعية غياب، بينما يكون المتكلم المخاطِب، والحضور الإجمالي، دون أن يحدث خلط في التعبير، أو التباس في المعنى،وفي مجتمع، يستحيل تبرئته من وجود أرخبيلات ذكورة فيه، أو ما يشبه قِطَع الجليد العائمة التي تهدّد أي تحرّك" تيتانيكي" في محيطه؟ وإذا كان في مقدور المرأة أن تفكر، وبوصفها المرأة، هل يمكنها تأكيد تمايزها بعيداً عن مجاورة مؤثرة من جهة الرجل، وبوجود قيم لها جينة ثقافية، وذاكرة ثقافية نافذة بسلطته الرمزية، في المجتمع الأكثر زعماً بالتحرر: الغربي؟
ألا يمكن الحديث عن وجود عنصرية ذات نسب جنساني، لايخفى، لحظة الحديث عما هو " شرقي- غربي "ودون الوقوع في فخ التنظير طبعاً، وفي مصيدة " الاستشراق المعكوس " لحظة الشعور بالحرية، بيافطتها الجنسية، لتكون الشهادة هذه أقل ما يمكن القول فيها بأنها مأساوية؟
والسؤال الآخر، وليس الأخير: كيف تجد المرأة الكردية نفسها، وفي مجتمع لم يتحقق فيه نصاب التمايز في مفهومه المجتمعي، الثقافي، والمميَّز بما هو حدودي، لحظة التحدث بما هو جنساني؟
المفهوم الذي يباغت
كان للجنس موقع اعتباري في أي دراسة ثقافية، أو أدبية عربية، بوصفه جامعاً لجملة المؤثرات الاجتماعية،السياسية، التاريخية، الفكرية، الفنية والأدبية، أي ما يجعله في مقام الخميرة في العجينة التي تمثّل تلك المؤثرات، وكيف أنه شكَّل هاجساً يجلوها، وفي الرواية ما يعزّز هذا التوجه، إلى درجة أن حضور هذا المفهور بصورة محورية في الرواية العربية، ومن خلال لقاء " الشرق " بـ " الغرب " والانطلاق من الذكورة التي كان الشرق " العربي هنا كنموذج " يتباهى بها، عند التوجه إلى الغرب للدراسة، وتضمين ذلك في الرواية في القرن العشرين، وهو ما نتلمسه في بعض لافت مما كتبه الباحث والمفكر والمترجم جورج طرابيشي " 1939-2016 " في مؤلفات له في سبعينيات القرن الماضي، ومن ذلك" شرق وغرب، رجولة وأنوثة- 1977 " و" الأدب من الداخل- 1978 " حيث كان الشرقي المنتقل إلى الغرب لأسباب مختلفة، ما عدا الدراسة، يحاول تأكيد نفسه من موقع جنسي " فحولته، أو ذكورته الطافحة ". ولنشهد في نهاية القرن العشرين، وتنامي ذلك في القرن الحادي والعشرين، ذلك البروز اللافت للجسد الأنثوي، وهو يحاول تنحية الرجل جانباً أو منافسته، من خلال كتابة روايات معزَّزة بمشاهج جنسية، أو ما يكون الجنس في أوصافه تعبيراً عن نزوع إلى التحرر الجسدي، وفي الغرب تكون القدوة.
أي حين تكتب المرأة: الكاتبة جسدها فنياً وطَبغْرَفته، هل تكون محرّرته من أي بصمة تشده إليه داخلاً وخارجاً، أي حركية السلوك والبعد السيميائي فيه، في المظهر، وما يصله بالمحتوى..
والمفارقة هنا تستحق التسمية، وهي أنه في الحالة الأولى، كان الرجل الشرقي، يسعى جاهداً إلى تأكيد نفسه من خلال مفهوم الذكورة، بوصفها الدمغة المؤثرة للشخصية والاعتراف بها في المجتمع الغربي، ومن خلال الاقتران الجنسي" المحفّز الإيروسي الرحّال في تاريخه "، كما لو أن في ذلك إلحاقَ الهزيمة بالغرب عبر البوابة الكبرى والموصوفة بـ " الجنس " والتعويض عن النقص الجلي إزاء الرجل الغربي. أي، وبمعنى آخر، جواز القول: بأنه إذا كان الغربي يفتخر بحضارته، واستعماره للشرق، وهزيمة للشرقي في عقر داره، فإن هناك ما هو غفْل من التسمية، وهو أن المرأة الشرقية التي تجد نفسها دونيَّة، وعبر مفهوم الشرف l’honneur الذي يدير الرجل " الشرقي " شئونه، يتم عكسُ الجنس غربياً هذه المرة، حين تستدعي ما هو غربي، من خلال الكتابة الروائية كساحة واسعة قادرة على مكاشفة جوانب مختلفة من أوجه التخلف في المجتمع الشرقي، والجنس مفتاح نافذ الأثر، وهو ما تعتمده المرأة، وهي تتجه إلى الغرب" أي: موسم الهجرة إلى الغرب" الشمال "" وهو طويل هنا، ومحوَّل، حين تبوح بما تعاني منه في المجتمع الغربي، ساعية إلى تعرية مجتمعها من المنظور نفسه، ومعتدة بذاتها باسمه. وهو ما يمكّن الغربي من مكاشفة الصورة المشوهة للمجتمع الشرقي، وبشهادة المرأة المنتمية إليه بالذات.
هذا يستدعي ما ينوّر الخفي المطروح، ومن خلال من تحرّى حقيقة الجنس في الغرب، وأنا أسمّي هنا ميشيل فوكو، في كتابه: إرادة المعرفة، ترجمة: جورج أبي صالح،...مركز الإنماء القومي، بيروت، 1990، وهو الجزء الأول من تاريخ الجنسانية، حين نقرأ بداية( لعلّنا تحمَّلنا طويلاً نظاماً فيكتورياً، وربما ما زلنا نتحمله حتى اليوم. فقد تكون المرأة الإمبراطورية المتزمتة قد انطبعت صورتها على شعار جنسانيتنا، متحفظة بكماء، منافقة. ص27)، ثم( في الحيز الاجتماعي، كما في قلب كل منزل، هناك مكان واحد للجنس معترف به، ولكنه نافع وخصب: إنها غرفة الأبوين..ص28)، وما يفصح عما تقوم بجلاء( هل نحن تحررنا حقاً من هذين القرنين المديدين، حيث كان تاريخ الجنسانية ينبغي أن يُقرأ أولاً باعتباره تتابعاً لقمع متنام؟ .ص29).
هذا التصور لا أعتقد مبالغاً فيه، على الأقل يكون وارداً وقابلاً للنقاش في محتواه، ولا يعدِم نقاط القوى التي يكون للهيمنة الذكورية حضور فيها، لا بل ديناميكية المعنى التي تعلو القوى باسمها .
ما يمكن قوله في أي موضوع على تماس ما، بما هو جنساني، وكيف تستغرق الجنسانية تاريخاً حياً ومتباين المكونات، وكل ما يدخل في " ذمة " العلوم الإنسانية، هو عدم البت في أي جواب بصدد سؤال ما، لأن ما يثار أكبر من أي كان، مهما عبَّر عن عمق نظر، وسعة أفق، كأن نقرأ، مثالاً على ذلك ، كتاب : الرجولة المتخيَّلة " الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث " إعداد مي غصوب وإيما سنكليرويب، دار الساقي، بيروت، 2002، بدءاً من التمهيد، والمقدمة تالياً، والتنوع في الروافد الثقافية التي تنير مقام القول هنا، وما هو مأخوذ به روائياً.
ما يمكن قوله، ما يمكن النظر فيه
المنفى! ماالذي يستدعيه إلى واجهة التفكير، والمعايشة النفسية، لحظة تهجئته، أو سماع اسمه؟ هذه المفردة الجامعة، بين مجموعة مكونات تمثّل مجتمعاً متحولاً بكامله، بمأثوره الجغرافي، القاري، وسردياته ذات الطابع السندبادي الطائف والمتعدد الأبعاد، والتاريخي، كما تعلِمنا أدبياته الثرية والموجعة بالمقابل، حيث تتشارك فيه ألسنة، ومقامات، ووجوه بعلامات، ولكل منها ما يميّزها عن سواها، ولها ذاكرتها المحمولة والضاربة نفوذاً، والتي تظهر، لائحة من المفارقات الكبرى، وأثريات القوة وانقساماتها وجانبها الصراعي: صراع الذاكرات.
وللكرد تاريخ طويل، ومكابدة متعددة المستويات، من خلال ذاكرتهم الجمعية الشفاهية، وكتاباتهم، مع المنفى، وعبر صلات مختلفة بالمقابل، وحين نتعرض لتجربة الكاتبة الكردية، فإن مساحة أخرى تضاف، بألوان قيمية، إلى هذه الذاكرة، تحمل إمضاءة المنفى، وتشكّل منعطفاً، لا أظنه، بمحدود الأثر، لحظة اقتفاء مفارقاته، ووصْله ما بين نقطة بداية وأخرى في جهة أخرى جغرافياً .
سوف يكون التركيزهنا على رواية " نساء حلب Femmes d'Alep " بالنسبة إلى مها حسن،بصورة خاصة، ورواية سارة عمر ذائعة الصيت، حسب متابعتي لها " غسالة الموت La Laveuse de mort "، وكيّف رُوّج لها، من المنطلق الجنساني، على وجه العموم .
لنتوقف عند التعريف بالكاتبتين:
بالنسبة لمها حسن، ثمة ما يلفت النظر، حيت نقرأ تحت عنوان
إصدار كتاب مها حسن وإسماعيل دوبون "نساء حلب"
Sortie du livre de Maha Hassan et Ismaël Dupont "Femmes d'Alep"
( ولدت مها حسن في حلب في سوريا لعائلة كردية ، وأب عامل شيوعي في مصنع نسيج ، ممزقة بين الإيديولوجية التقدمية والمحافظة الاجتماعية ، وعاشت طفولة متقطعة بين مدينة كبيرة في شمال سوريا ، ذات خلفيات اجتماعية متنوعة للغاية ، وقرية متينة Metîna الكردية في منطقة عفرين. ملحدة لكنها محجبة Athée mais voilée، مع صديقاتها من ثانوية النيل ، أتت إلى الأدب وعالم الأفكار من خلال ماركس ، غوركي ، همنغواي ، سارتر، بريتون ، دي بوفوار ، رامبو وقد اكتشفت ذلك بين سن 15 و 18 عامًا في غرفته في حي الخالدية Alkhalidiya للطبقة العاملة غرب حلب ، بفضل الكتيبات والكتب التي قدمها لها أصدقاء والدها الشيوعيون.
وهي كاتبة وصحفية باللغة العربية ، ذهبت إلى المنفى في فرنسا عام 2004 بعد الربيع الكردي ، الذي قمعه بالفعل بشار الأسد. وألفت 13 رواية باللغة العربية ، تم ترشيح العديد منها لجوائز دولية للأدب العربي ، نُشر أغلبها في لبنان. وتُرجمت اثنتان من رواياته إلى الإيطالية ، واحدة إلى الهولندية والأخرى تتم ترجمتها في إنجلترا. ).
أشير إلى هذا التوصيف الوارد أعلاه " ملحدة ولكنها محجبة " وهو يحمل شحنة استثارة عالية، وباعثة على الاستفزاز" ربما كانت عبارة علمانية أفضل وأقرب إليها "، وما يترتب عليه من تصور لصلتها بعالمها الجسدي، ومفهوم " محجبة " بصورة أكثر مدعاة للتساؤل، إذ لم أجد صورة لها من هذا القبيل، أو حتى في الحالتين، طالما أنها لم تصرّح بذلك .
وهناك ما هو مكتوب على الغلاف الخارجي للرواية، وبالفرنسية طبعاً:
مها حسن - اسماعيل دوبون
الرواية والأوديسة مع بعد السيرة الذاتية
بدأ كل شيء معهم: المسيحي الأرمني بهوية مدفونة ومخفية ، وحليمة ، الكردية المسلمة. امرأتان أمّيتان نسجتا خيوط قدري. لذلك تبدأ القصة معهن: حليمة ، أمينة ، سامية ، حنيفة ، ناديا و ... كل هؤلاء النساء اللواتي يروين حياتهن في هذا الكتاب.
"لقد ولدت لأخبرهم. ولدت امرأة لأروي قصص هؤلاء النساء من حولي: نساء في عائلتي ، نساء من أماكن أخرى ، جيران ، أبناء عمومة ، أصدقاء ، أصبحوا غرباء عن أنفسهن. خرجت النساء من الظلال التي عشن فيها ظلمًا وخوفًا ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي ، ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم التي ضاعت نهائياً. سوريا قبل الثورة والمدنية لقد ولدت هناك لأذهب إلى المنفى وأكتب هذا الكتاب الذي أصبح ممكنًا وضروريًا من خلال المسافة والبعد. لقد ولدت لأروي وذهبت إلى المنفى لإنقاذ قصصي mes histoires ". مها حسن
تاريخ الإصدار: شباط 2022
عدد الصفحات: 488 صفحة
الحجم: 14.0 × 22.0 سم ، غلاف ناعم ، طباعة ملونة
وما نقرأه في مكان آخر:
كاتبة فرنسية سورية منفية في مورليكس
الروائية التي لجأت إلى فرنسا عام 2004 واستقرت في مورليكس ، تنشر مها حسن قصة نساء حلب ، قصة نساء عائلتها من جدتها ، التي نجت من الإبادة الجماعية للأرمن ، إلى بنات أختها. تتحدث عماتها واحدة تلو الأخرى ليخبرن عن الحياة في القرية أو في حلب ، واضطهاد الذكور ، وآمال وخيبات الأمل في الزواج القسري ، والعنف والعلاقات بين النساء. في وسطهن ، تخرج مها حسن نفسها من التقاليد كما من المصادفة ، والأدب هو الضوء الوحيد ، وتواجه السلطة ، وتهرب. تخبر الصفحات المحمومة كيف تم الكشف عن صوتها ككاتبة أثناء إقامتها في منزل آن فرانك. سورية وعربية وكردية ، مسلمة ، ابنة شيوعي وفرنسية وعلمانية ، تكافح مها حسن ضد تخصيصات الهوية وتدافع عن حريتها ككاتبة. منذ عام 2011 ، أعادت الحرب في سوريا الجميع إلى عشيرتهم نتيجة فشل الثورة في إسقاط نظام بشار الأسد الإجرامي. لقد غذى العقد الماضي شهادات مؤثرة: "أنت في مورليكس ، لكن حلب تستيقظ معك كل صباح" ، تكتب مها حسن. نساء حلب ، مها حسن ، مع إسماعيل دوبون ، نشر سكول فريزه ، 480 صفحة 22 €.
ثم في الأسفل إلى جانب صورتها:
كتاب كتبته مع إسماعيل دوبون
ولدت مها حسن في حلب في سوريا لعائلة كردية ، وأمضت طفولتها بين القرية والمدينة الكبيرة. تمكنت من متابعة الدراسات العليا في كلية الحقوق في حلب. كاتبة وصحفية باللغة العربية ، لاجئة في فرنسا منذ عام 2004 ، مها حسن مؤلفة 13 رواية ، نُشر أغلبها في لبنان وانتشر في الوطن العربي. تُرجمت اثنتان من رواياته إلى الإيطالية وأخرى إلى الهولندية. تعيش منذ عام 2015 في مورليكس.
تشرح في خاتمة نساء حلب أن هذا الكتاب رافقها لسنوات في فرنسا ، لكن لم يكن لديها إمكانية كتابته لأن اللغة الوحيدة التي تتقنها جيدًا في الكتابة هي العربية. "لكنني شعرت بنوع من الرقابة منعتني من تأليف هذا الكتاب باللغة العربية". ومع ذلك ، فقد كتبته أولاً باللغة العربية دون أن تنوي نشره ، ثم أعادت صياغة الأمر برمته مع إسماعيل دوبون لإصدار فرنسي.
وفي مكان ثالث:
النساء مراراً وتكراراً
Des femmes encore et toujours
الأربعاء 23 شباط 2022
(روائية من الأقلية الكردية في سوريا ، ولدت مها حسن في حلب وتعيش حاليًا في باريس.
نساء حلب
"بدأ كل شيء معهم: المسيحي الأرمني بهوية مدفونة ومخفية ، وحليمة ، الكردية المسلمة. امرأتان أميتان نسجا خيوط قدري. لذلك تبدأ القصة معهم: حليمة ، أمينة ، سامية ، حنيفة ، نادية و ... كل هؤلاء النساء اللواتي يروين حياتهن في هذا الكتاب ... ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم المفقود نهائياً كان سوريا قبل الثورة والحرب الأهلية. »
بحضور الكاتبة مها حسن وإسماعيل دوبون الذي حوَّلها إلى اللغة الفرنسية. ستقرأ المقتطفات إيفا لانجلوا ، الممثلة في مسرح كورنيش Théâtre de la Corniche
في مكان آخر
غالبًا ما تروي قصص النساء من حولها: نساء في عائلتها ، ونساء من أماكن أخرى ، وجيران ، وأبناء عم ، وأصدقاء ، وجعلوا أنفسهم غرباء عن أنفسهم. هذه هي حالة روايته التي ستنشر في 16 آذار في Skol Vreizh ، وترجمها من العربية إسماعيل دوبون. في "نساء حلب" ، تستحضر مصير النساء الخارجات من الظل حيث عشن في ظلم وخوف ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي. أرمني مسيحي له هوية مدفونة ومخفية ، وحليمة والكردية المسلمة وكثيرون غيرهم يضحون بأرواحهم في مجتمع شرقي مستبد.)
وما يشكل تناغماً مع الوارد أعلاه، وتعميقاً للمثار باسمه، طي عنوان كهذا:
كاريكس. "لقد تأثرت أن البريتونيين قرأوا كتابي"
Carhaix. « Je suis touchée que les Bretons lisent mon livre »
يصور السرد الكورالي للعديد من النساء السوريات ذوات الحياة المختلفة بلدًا معقدًا من القرن العشرين وحتى اليوم. مها حسن ، روائية شهيرة في العالم العربي ، كتبت الكتاب بمساعدة إسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق في مورليكس . الكتاب قيد الترشح لجائزة الرواية لمدينة كاريكس.
قدمت مها حسن ، الكاتبة الفرنسية السورية ، وإسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق وسكرتير القسم بالحزب الشيوعي الفرنسي ، كتاب "نساء حلب" في مكتبة لوكليرك في كارايكس.
قدمت مها حسن ، الكاتبة الفرنسية السورية ، وإسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق وسكرتير القسم بالحزب الشيوعي الفرنسي ، كتاب "نساء حلب" في مكتبة لوكليرك في كاريكس. | غرب فرنسا
"هناك شيء يوحدنا. الشعب الكردي أقلية ولهم هويتهم الخاصة. إنها تقربنا من البريتونيين. وصفت مها حسن ، الروائية الفرنسية السورية ، مها حسن. قدمت روايتها ، يوم السبت 18 حزيران 2022 ، مع مقاطع من سيرتها الذاتية أحيانًا ، "نساء حلب" ، التي نشرتها طبعات سكول فريزه في 25 مارس 2022.
"كوني امرأة أعطاني فرصة"
بفضل مساعدة إسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق في مورليكس (وسكرتير إداري في حزب بريتون الشيوعي) ، ترجمت المؤلفة قصتها المكتوبة من العربية إلى الفرنسية. ثم رافقها في شكل المحتوى المراد صقله. تتناول في كتابها حالة المرأة من خلال قصص - مؤثرة أحيانًا - لنساء من سوريا.
"كوني امرأة أعطاني فرصة. في حين لم يتمكن حتى رجال المنزل من الذهاب ، دعيت لتناول الشاي معهم، "تقول مها حسن. في هذه العشرات من الصفحات، أراد الكاتب أن يظهر "الحميمة" لهؤلاء "النساء في الظل". الحرب والنفي والجنس والظلم: ينسف الكثير من الأحكام المسبقة حول المرأة.
وقد استقبل الكتاب بحماس
"إنه كتاب كان علينا الدفاع عنه مع الموزعين. لقد كانت ردود الفعل الأولى من القراء متحمسة "، يؤكد إسماعيل دوبون. لقد شاركوا في حوالي عشرين اجتماعًا في فينيستير وبقية فرنسا. قالت مها حسن بدهشة: "لاقى الكتاب استحسانًا خاصًا من قبل الجمعيات النسوية التي استقبلتني".
تم اختيار الكتاب مؤخرًا لجائزة الرواية لمدينة Carhaix. يرد إسماعيل: "إنه يمثل الوعد الذي يجده عددًا أكبر من القراء". أما مها ، فهذا دليل على "الاعتراف"...)
وبالنسبة إلى الكاتبة سارة عمر، نقرأ تحت عنوان
الكاتبة الدنماركية الكردية سارة عمر تفوز بجائزة لورينتالز لعام 2021
L’écrivaine dano-kurde, Sara Omar remporte le prix Lorientales 2021
التالي:
( باريس - فازت الكاتبة الدنماركية من أصل كردي ، سارة عمر ، بجائزة لورينتال 2021 عن روايتها "غسالة الموت" ، التي تدين عنف الذكور وجرائم الشرف التي ضحيتها نساء وفتيات في المجتمع المحافظ الكردي.
تُمنح جائزة لورياناليس كل عام من قبل الجمعية الثقافية Les Lorientales ، التي تم إنشاؤها في عام 2010 في لوريان ، والتي تركز على الثقافة الشرقية ، من المغرب العربي إلى الشرق الأوسط.
كلمات لجنة تحكيم لورينتال:
- رواية قوية وقوية ونابضة بالحياة ، مع قصص مؤثرة وحتى مؤثرة تغرقنا في سيل مضطرب
- تأثر بشخصية الجد عالم عطاء ومحبوب
- رواية محبوبة ومكتوبة بشكل جيد للغاية
- يبدو أن الكاتبة تتحدث عما تعرفه ، ربما تعيشه
- كاتبة شابة تبلغ من العمر 34 عامًا ، شجاعة وكاتبة أول رواية رائعة ، قوية ..
- ملخص لجميع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها المتطرفون تلك الأسئلة والأسئلة ، كتاب أساسي..
- إعصار من العواطف والمعاناة ولكن أيضا الفرح والحنان من خلال شخصيات الجد والجدة..
- نص يأخذنا إلى الشهادة
- هذا هو الكتاب الأول في سلسلة من ثلاثة ، ننتظر بفارغ الصبر الكتابين التاليين "
أصبحت الشاعرة والروائية الدنماركية من أصل كردي ، سارة عمر مشهورة عالميًا بعد روايتها الأكثر مبيعًا "غسالة الموت" ، وهي رواية قاسية ضد اضطهاد المرأة الكردية صدرت في تشرين الثاني 2017 وترجمت إلى عدة لغات بعد ذلك.
في هذه الرواية الأولى ، تبرز لنا سارة عمر في وجه الرعب الذي لا يزال يعيشه عدد كبير جدًا من النساء والفتيات الكرديات اليوم في العديد من المناطق الكردية التي تتميز بتقاليد محافظة تستمد قوتها من أكثر الإسلاميين صرامة. في الواقع ، في غسالة الموت ، النساء والفتيات ما هو إلا ظل لأنفسهن وحياتهن معلقة فقط بخيط قطني يمكن أن ينكسر في أي لحظة ، حيث يرى المجتمع الكردي المهيمن كل المصائب التي تصيبه تخرج مباشرة. من الجنس الأنثوي.
تركز روايتها الأخيرة: راقصة الظل La danseuse de l’ombre (2019) على حقوق المرأة وتستند إلى قصة فرمسك التي تعيش في مجتمع يهيمن عليه الذكور من حولها في كردستان.
حتى الآن ، حصلت سارة عمر على العديد من الجوائز عن رواية" غسالة الموت " of " (Dødevaskeren) وأيضًا عن روايتها: راقصة الظل.
من بين الجوائز التي حصلت عليها سارة عمر ، يمكننا الاستشهاد بجائزة (الأمجاد الذهبية) ، وهي أعلى جائزة أدبية في الدنمارك ، والتي مُنحت لها في 18 تشرين الثاني عن روايتها: راقصة الظل، و 2019 Human Rights الجائزة ، الممنوحة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، وكذلك جائزة prix des lecteurs (جائزة القراء) عن "غسالة الموت".
من هي سارة عمر؟
نجت سارة من مذبحة حلبجة التي ارتكبها الدكتاتور العراقي صدام حسين في آذار 1988 ، وهربت إلى الدنمارك مع أسرتها في سن الـ 15 عام 2001. ولكن سرعان ما أصبحت سارة امرأة تُطلق النار عليها بسبب كتاباتها. تندد بجرائم الشرف ، التشويه الجنسي ... التي تقع ضحاياها الفتيات والنساء في جنوب كردستان.
تعيش سارة عمر اليوم تحت حماية الشرطة لكنها لم تتخل عن محاربة العنف ضد النساء والأطفال. حتى أنها شاركت في منظمات حقوق المرأة والطفل مثل لجنة الأمم المتحدة للمرأة والمنظمة الدنماركية غير الحكومية مينو الدنمارك ، وكذلك في حملات منظمة العفو الدولية المتعلقة بحماية المرأة. تشارك في العديد من الفعاليات وأنشطة التوعية من خلال التحدث عن مواضيع تتعلق بحقوق المرأة وجرائم الشرف والتحرر الجنسي وعنف الذكور.)
وما يعمّق هذا الأثر هو الوارد على الغلاف الدنماركي لرواية "غسّالة الموت" لسارة عمر:
( أشجع كتاب نشر منذ سنوات ”؛ "الأدب الذي يمكن أن يغير مجتمعنا" ؛ "ثورة تجد أقوى رواية لها" ؛ "إثراء للأدب الدنماركي". ونادرًا ما أجمع النقاد على الإشادة بكتاب ظهر كواحد من أعظم النجاحات الأدبية في الدنمارك في السنوات الأخيرة. تم إصدار رواية ("غسالة الموت") في 30 تشرين الثاني 2017 في المكتبات ، وقد بيعت بالفعل أكثر من 50000 نسخة ، في بلد تكفي فيه مبيعات 10000 لتحقيق أفضل المبيعات.
تتم مقارنة مؤلفتها ، سارة عمر ، 31 سنة ، بالروائية الدنماركية كارين بليكسن أو خالد حسيني ، مؤلف كتاب "الطائرات الورقية في كابول". هي من السليمانية في كردستان العراق ، وتركتها في العاشرة من عمرها. بعد خمس سنوات في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط ، وصلت عائلتها إلى الدنمارك في عام 2001.).
من المؤكد أن الذي قرأناه هنا وهناك، مبهجٌ، جهة تأكيد الذات الأدبية والإبداعية، وقابلية كل منهما للتكيف مع عالم مختلف، وأكثر من ذلك، تلك الأهلية النفسية في هضم مؤثراته، والوصل فيما بينها، وما جرى هضمه بالمقابل، في المجتمع الذي يعنيهما، ولفت الأنظار بامتياز. سوى أن الذي يستوقف النظر، هو ما إذا كان هذا الذي يجري تثبيته على الغلاف الخارجي، وما يتردد طيَّ العنوان في إطار مقال تقريظي، أو ينوّه إلى جرأة كل منهما من ناحية، وتلك السلبية التي تميّز العالم الذي خرجتا منه نافذتين بجلدهما، وما فيه من تخلف ورعب، وليكون العالم الذي انتقلتا إليه بمفهومه الجغراقي " الغربي " والثقافي – الأدبي، وحتى الديني ملجأ أمان لهما من ناحية أخرى. وهو ما يسهل تبيّنهما، والمساءلة حولهما، في التطابق بين المتردَّد غربياً عنهما، وما عبَّرتا عنه بلسانهما، إضاءة لعالم رواية كل منهما، وشعورهما بتلك السكينة الفردوسية، المقدَّرة، التي تترتبان على قولهما: أي تكون إحداهما كاتبة، وقارئة لما تكتب شيء مختلف.
في العالم الأوربي، الغربي، الرأسمالي، وبعيداً عن أي سجال إيديولوجي، وانطلاقاً من الكتابات التي تنتمي إليه، وفي مثال " فوكو " السالف الذكر، ما ينوّه إلى ذلك، ليس لتلك اليوتوبيا التي يعيشها الكاتب أو الكاتبة " الشرقية " نفسياً، أو " المدينة الفاضلة " ذلك الوجود الفعلي. إذ إن مجرد التقابل، بنوع من التضاد بين العالمين، يسيء إلى حقيقة كل منهما في الحال، وبصورة خاصة، إذا كان التركيز جارياً على المأثور الديني، وفي الآن الراهن، وما يدشّن لأخلاق أحاديَّة الجانب، وتصورات اجتماعية لا تخفي توجهها الإيديولوجي بالمقابل، وفي العمق. كما هو الممكن تقصّيه في بنية المردود، إن من جهة مَن يمارس تعريفاً بالرواية هذه أو تلك، والسرد الشرّاني المحض، بنسبة عالية، لعالم الشرق، والمفعم بالخير والمؤمثل لعالم الغرب، أو بصورة أكثر خصوصية، حين نحيط عالماً بتلك الذهنية المجتمعية القائمة على خبرات تاريخية، والقادرة على التلاعب بالمشاعر والعواطف، ورسم خطوط متقابلة ومتوازية لا تتلاقى، وتناسي، أن الذي يعاني منه الشرق، من بنى تخلف، وفي سياق ما سمّاه أحدهم بـ " سيكولوجية الإنسان المقهور " وتالياً " المهدور "، أعني به " مصطفى حجازي، في كتابيه ، بالتتالي، ليس الغرب بقوى السيطرة ماضياً، والمعولمة بسرديات عنفها الكبرى، بحامل براءة ذمة، أي معفى من الضلوع في تنمية أوجه تخلفه، عبر تلك آليات سيطرة مختلفة، وقوى تابعة، في مصلحة تخومات سياسية كوكبية مشتركة ، وربما كان الذي تعرض له إدوارد سعيد، في كتابه: الثقافة والإمبريالية، نقله إلى العربية وقدَّم له: كمال أبو ديب، دار الآداب، بيروت،1997، مفيداً، وتحديداً، جهة العلاقة بين الانشاء الإمبريالي للثقافة، ومقام الرواية، وتحولات السرد في سياقها، كما في الفصل الأول: أقاليم متقاطعة ، تواريخ متواشجة، ص 73، وما بعد . أي حيث لا يوجد مفهوم بسيط عملياً.
قبل ذلك، ما أفصح عنه فرانز فانون، في كتابه المهم جداً في معاينة هذه العلاقة المركَّبة: معذبو الأرض.
ويدخل الجنس، بمفهومه الواسع والاستطرلابي في لعبة التجاذبات، وقدرة الثقافة التي مثّلته، واستغرقتْ مجتمعاً قارياً بأكمله وأبعد، على الدفع به، وتطييفه، ليكون هو وأبعد مما هو. وهنا نعاين ( الجنس كسلطة، الجنس كمعرفة، الجنس كلذة، وأيضاً: الجنس كتعريف، الجنس كتجيير لمفهومه، الجنس كانشقاق قدري موجه في الجسد الواحد، والجسد الواحد في انقسامه على نفسه تحت رعاية الجنس الواحد ذاك، والممثَّل ذكورياً حيث يكون الجسد المعرَّف به أنثوياً...)، كما حاولتُ تتبع ذلك، في كتابي: الإسلام مدخل جنسي " دراسة تاريخية، منشورات الريس، بيروت،2013، ص 59 . وهو ما يستحضر في الحال أطروحة عالم الاجتماع البولندي الأصل زيجومنت باومان (1925-2017)، في صنافتها الموسوعية " الحداثة السائلة " ومكْرها غربياً.
ثمة الكثير الذي يمكن للثقافة الغربية النشطة في نطاق نشر الكتاب أن تقوم به، اعتماداً على المخزون النفسي، الاجتماعي، الاعتقادي الاستقطابي للآخر، وكيفية الربط بين عالَمين، يستحيل تجاهل التباين بينهما: عالم هو ملاذ الأمان " الغرب " وعالم يمثّل الجحيم " الشرق "، وفي الجنس بموقعه المحوري، يمارس حضوره الاستئثاري، بأكثر من معنى ، حيث إن كل مفردة يجري تسطيرها، لها دور فاعل، تبعاً لدراسة محيطية تراعي فيها رصيدها الاعتباري داخلاً وخارجاً، وبدءاً من العنوان، كما في مقال :
مها حسن كاتبة بهويات متعددة
Maha Hassan, une écrivaine aux identités multiples
وما يلي العنوان هذا:
( باريس - في 16 نيسان ، استقبل المعهد الكردي في باريس مها حسن بمناسبة إصدار روايتها "نساء حلب" التي كتبتها بمساعدة قيّمة من إسماعيل دوبون. مها حسن ، كاتبة ذات هويات متعددة ومتضاربة أحيانًا ، لا تتوقف أبدًا عن التشكيك في الانتماء البيولوجي الذي نود حصره فيه. وفي الواقع ، فإن مها حسن ، كردية سورية ولدت وترعرعت في حلب دون أن تتعلم لغتها الأم.و تنحدر مها أيضًا من أصول أرمنية حيث أن جدة أحد أسلافها هي امرأة هربت من الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915.
وتقول مها حسن إنها قبل كل شيء مواطنة عالمية تحمل الجنسيتين السورية والفرنسية. وإذا تحدثت عن هويتها الكردية ، فإن ذلك للفت الانتباه إلى المذابح التي عانى منها الكرد منذ أكثر من قرن والذين ما زالوا يعانون حتى اليوم. وبالفعل ، خلال عرض كتابها ، قالت مها حسن إن بوصلتها الداخلية مؤلمة وأنه تضامناً مع المعاناة الحالية للشعب الكردي ، تسمي نفسها كردية ، وإذا ضربت مصيبة غداً الشعب الفرنسي ، فإنها ستطلق على نفسها. الفرنسية دون تردد. وبصرف النظر عن ذلك ، من المستحيل عليه إدخال صناديق الهويات / الأصول العرقية ...إلخ. مثل أمين معلوف ، ترفض مها بعنف "الهويات القاتلة Identités meurtrières " ، دون أن تنسى الهويات المكسورة.
ومها حسن ، لاجئة في فرنسا منذ عام 2004 ، تحمل الجنسية الفرنسية. الكاتبة الناطقة بالعربية التي نشرت أكثر من اثنتي عشرة رواية ، قبلت مها التحدي المتمثل في كتابة أحدث رواياتها "نساء حلب" بالفرنسية ، رغم أنها كانت بحاجة إلى المساعدة في ذلك. والنتيجة، رواية من أكثر من 450 صفحة تصور حياة عشرات النساء ، معظمهن نساء من عائلة مها: الجدات ، والعمات ، وأبناء العم ، والأخوات ، وبنات الأخت ، ووالدتها ، ومها نفسها ، وحتى ابنتها التي لم تولد من قبل. ... النساء ضحايا جرائم الشرف ، النساء المضطهدات باسم الإسلام ، النساء المنفيات ، الناجيات من الإبادة الجماعية ، النساء ضحايا الحرب ، النساء اللائي يمارسن الجنس المكبوت ، النساء ضحايا العنف المنزلي ، النساء المحرومات من التعليم ، النساء اللواتي يكافحن من أجل الهروب عالم أبوي ومعاد للنساء في الشرق الأوسط ، نساء ليس لديهن سوى مها للتعبير عن كل الرعب الذي أصابهن منذ طفولتهن الأولى لأنهن ولدن نساء ...
وبعض فصول "نساء حلب" تجعلنا نفكر في رواية "غسالة الموت" لسارة عمر ، وهي كاتبة كردية دنماركية تعيش تحت حماية الشرطة لشجبها جرائم الشرف وعنف الذكور داخل المجتمع الكردي المحافظ. وفي الواقع ، حتى لو اشتملت رواية مها على مجال أوسع من العنف ضد المرأة (سواء أكان من الدولة ، أو دينيًا ، أو ثقافيًا ، أو عرقيًا ، أو جنسيًا ، أو عنصريًا ، وما إلى ذلك) ، فإن وحشيتهن والأثر المدمر الذي تسببه تتشابه في الروايتين.
إسماعيل دوبون ومها حسن
ولدتُ لأروي قصص النساء
وما يأتي بلسان الروائية مها حسن، وكيف أنها ولدت لتروي قصص النساء:
تقول مها حسن إنها تشعر بتكليف من النساء اللواتي قابلتهن في حياتها ليكون صوتهن مكبوتًا.
وتقول مها: "لقد ولدت امرأة لأروي قصص هؤلاء النساء من حولي: نساء في عائلتي ، نساء من أماكن أخرى ، جيران ، أبناء عمومة ، أصدقاء ، جعلوا أنفسهم غرباء. نساء يخرجن من الظل عشن في ظلم وخوف ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي. لقد ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم الضائع بشكل نهائي ، والذي كان سوريا قبل الثورة والحرب الأهلية. لقد ولدت هناك لأذهب إلى المنفى وأكتب هذا الكتاب الذي أصبح ممكنًا وضروريًا من خلال المسافة والبعد. ولدت لأروي ونفت نفسي لأنقذ قصصي. »
نساء حلب ، رواية تأخذنا في رحلة عبر التاريخ من الإمبراطورية العثمانية والإبادة الجماعية للأرمن إلى الحرب في سوريا التي ألقت بملايين النساء والرجال على دروب المنفى. وهي أيضًا رواية تأخذنا إلى عفرين ، التي كانت ذات يوم ملاذًا للسلام في خضم الحرب السورية ، وهي الآن "إسلامستان" مع مرتزقة جهاديين على حساب تركيا الذين ارتكبوا جرائم حرب. وهي أيضًا رواية تشكك فيها مها في مكانتها في المجتمع الفرنسي ، الذي غالبًا ما يصنفها على أنها امرأة عربية مسلمة بسبب لهجتها ولون بشرتها. للقراءة لاكتشاف عالم أنثوي ثري وغير متوقع )...
وما تنوّه إليه مها حسن، جهة النماذج التي أبصرت عبرها عالمها النفسي، وهي تمثل ذكوراً، وليس نساء، كان أحرى بها أن تنوع، على الأقل، فيها، بغية تحقيق نوع من التوازن بينهما:
( أشعر بقرب من سارتر ، رامبو ، كامو ، أندريه بريتون ، جاك فاتشي ، دريدا ، إلخ. لذلك سوف أشفي هنا. في هذا البلد الذي أعرفه ، كما لو كنت هناك من قبل ، من خلال الأدب والسينما.
أجد نفسي كثيرًا في سلسلة الأفلام الوثائقية الفرنسية: قصص أمَّة "Histoires d’une Nation" التي أثرت فيّ بشكل كبير. أعطتني الشعور بهذه الشرعية التي افتقدتها ، سواء في سوريا أو في فرنسا. بعد الانتهاء من هذه السلسلة ، تمشي في مورليكس ؛ مدينتي الحالية امرأة التقيت بها تحدثت معي. شيء عادي مثل "الجو بارد". قلت له نعم. ثم أجابت: "ومن أين أنت؟". هذا هو السؤال الذي كنت أسمعه بشكل منهجي منذ ما يقرب من 17 عامًا وأنا أعيش في فرنسا.
و:هوية جديدة
رغم مرارة عدم الحصول على الشرعية ، أعطتني حياتي في فرنسا الأمن وحماية حريتي.
هنا ، وجدت جزءًا من هويتي المفقودة ، الهوية الكردية. هذه الهوية التي كانت ولا تزال ممنوعة ومحتقرة في سوريا.
كما ورد ذلك في مقال: بداية من مها حسن ، والشرق الأوسط والأدنى
ENTRÉES PAR MAHA HASSAN, Moyen et Proche Orient )
وأن الذي يعرّف بسارة عمر، لا يبعدها عن سابقتها، أو نظيرتها الكردية بالذات. وهناك تركيز مكثف على روايتها، ومن تكونه الكاتبة، وما تمثّلته إبداعياً في روايتها هذه.
وحين نقرأ مقال غسالة الموت، لسارة عمر
غسالة الموت سارة عمر
La laveuse de mort de Sara Omar
4 أيار 2021
( كردستان ، 1986. عندما تأتي فرمسك الضعيفة إلى العالم ، فهي غير مرحَّب بها في نظر والدها. إنها مجرد فتاة. بالإضافة إلى ذلك ، يحمل رأسها الأصلع رقعة صغيرة من الشعر الأبيض. فهل هذه علامة من عند الله؟ هل هي رمز مبارك أم ملعون؟
تخشى والدة فرمسك على حياة ابنتها. عندما يهدد زوجها بدفنها حية ، فإنها لا ترى حلاً سوى أن توكلها إلى والديها.
جوهر ، جدة فرمسك لأمها ، غسالة الموت. تعتني بأجساد النساء التي لا يدعي أحد أن يلمسها أو يدفنها: نساء قُتلن في العار والخزي. وجدها عقيد متقاعد ، على عكس زوجته ، لا يقرأ القرآن فحسب ، بل يمتلك مكتبة غنية. هذا البيت الخيّر لن ينجح إلا لفترة من الزمن في حماية فرمسك من التهديدات الجسدية والنفسية التي لا ترحم والتي تقترب منها ، في بلد يعاني من الحرب والإبادة الجماعية والكراهية.
من ذلك:
ولدت فرمسك ، واسمها الأول يعني الدموع ، في كردستان العراق عام 1986 في زاموا (مدينة خيالية) وكان لديها خصلة شعر بيضاء عند الولادة. هذا القفل وجنسها لعنة مزدوجة على والدها (ولكن ليس فقط) الذي لا يرى فيها سوى عبء لا طائل منه ، ولن تدين بخلاصها إلا ببراعة وكرم الزوجين الأخيرين ، درويش وجوهر، أجدادها من الأمهات الذين سيخلصها من موت محقق.
الموت منتشر في كل مكان في هذه الرواية ، ليس فقط من خلال الحرب الإيرانية العراقية التي تضرب البلاد ولكن أيضًا للنساء ، ولا يجنب أفراد الأسرة أو حي فرمسك عندما يحل الشك حول نقاوتهم أو إخلاصهم ولكن أيضًا من خلال الدور الذي لعبته جدتها جوهر، لتتولى دور غسالة الموت ، التي تنظف الميتة المتروكة، المشوهة وتعذب، المنسية من قبل أهلها ، وتعطيها مظهرًا كريمًا ونظيفًا في الرحلة الأخيرة.
هذه الرواية ، وهي الجزء الأول من ملحمة حول شخصية فرمسك ، تحكي قصة طفولة الفتاة منذ ولادتها حتى سن الخامسة ، طفولة مكونة من العنف في بلد مزقته الحرب والانتهاكات. اسم إله ، إيمان ، جهل.
لمرات عدَّة ، اعتقدت لنفسها أن هذا يجب أن يكون بالضبط أعظم ضعف للإنسان. أن يؤمن المرء بشكل أعمى ويضع ثقته في قوة أعلى ، بدلاً من أن تجعل الأمور أفضل ، فإنها تزيدها سوءًا. (ص 306)
هذه القصة روتها لنا فرمسك بنفسها ، في عام 2016 في الدنمارك عندما خضعت للتو لعملية جراحية في المستشفى. إنها تعهد بأفكارها وذكرياتها إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بها بينما لا تثق في كل شيء وكل شخص. إنها في حالة توتر دائم وخائفة من فكرة التعرف عليها.
هذه الرواية جوهرة ، جوهرة قاسية جدًا بالسياق ، من خلال بعض المشاهد الصعبة ، لكنني لم أجدها مستعصية على التغلب عليها لأنها ضرورية للتنديد باللامكان والمأساة التي تعيشها النساء والجنس الأنثوي مهما كان العمر ، تحت التأثير. من الرجال (وبعض النساء) الذين لجأوا إلى الدين ليحكموا الخوف والرعب باسم الله الذي توجه تعاليمه وتفسيراته كل دقيقة من حياتهم ، وهي ذرائع لكل تجاوز.
من خلال الزوجين اللذين شكلهما درويش ، الكافر لأنه زرادشتي ، وجوهر ، المسلمة التي لم تنفصل أبدًا عن "القرآن " الذي تستمد منه قوتها ، تطرح المؤلفة تأملاتها الخاصة (لأنه كيف لا نفهم أن هذه الرواية جزئية سيرة ذاتية) عن مكان المرأة ، فإن العنف المعنوي والجسدي والنفسي الذي عانى منه منذ الولادة ولكن أيضًا انعكاس على الإيمان ، وتفسير النصوص المقدسة التي يصنعها الرجال منهم لوضع قوانينهم.
ولكن لماذا كان عليها أن تطلب الرأفة من خالق الجلادين؟ (ص 305)
رواية يشك المرء في أنه يصعب أحيانًا الاحتفاظ بالاشمئزاز والغضب والتمرد ، لكنها رواية مفيدة وضرورية لتكريم كل هؤلاء النساء اللاتي ضحي بهن على مذبح العنف والقمع والانتهاكات بجميع أنواعها. شهداء ...
أنا مرتبطة بشكل خاص بهذين الجدّين الموحدين والمتسامحين والخيرين ، حيث أذهب إلى حد الترحيب بأيتام أسرهما ، والفقراء وعلى وجه الخصوص درويش، الجد، العقيد السابق في الجيش ، الذي هو بطريقة ما فيلسوف الأسرة ، ذهب إلى حد اللعب بعبثية سلوك البعض ، محاولًا أن يفتح أعين أحبائه ليس على الدين نفسه ولكن على ما صنعه الرجال منه.
- هل يمكن أن تخبريني ما هو القرآن وما هو الكتاب المقدس؟ (...) - تلقي كلمات الإله الظل نفسه ، وكل كتاب ما هو إلا ظل مؤلفه. هذا هو السبب في أننا يجب أن ننتقد دائمًا الكتب التي نقرأها ، خاصةً إذا كان من المفترض أن تمليها منذ قرون بعض القوى الخارقة للطبيعة. (ص 251)
نعم ، يمكن أن يكون العنوان والمحتوى مخيفًا ، وقد انتظرت اللحظة المناسبة للتعمق فيه ، لكن هناك روايات ضرورية حتى لو كان الموضوع صعبًا ، إذا كانت بعض المشاهد قاسية أحيانًا ولا يمكن تصورها بالنسبة لنا ، يجب علينا مواجهتها لأنه يحدث على كوكبنا ، وليس بعيدًا عن الوطن وفي أغلب الأحيان مع الإفلات من العقاب.
خرجت من الغضب والتمرد ونوع من عدم الارتياح ليس بسبب الكاتبة وكتابتها ، التي عرفت كيف تخلط هذا العنف مع الحنان الذي يتلقاها فرمسك من أجداده ، ولكن من خلال الحقائق المتعلقة بها والتي للأسف ليست خيالية ولكن انعكاس لحالة أنثوية مكمّمة ومُعذَّبة ، تُعتبر حقيقة عيشها جريمة بالفعل. أعجبني موقف سارة عمر بعدم جعل قصتها تهمة ضد الدين نفسه ولكن من خلال الترجمة التي وضعها الرجال لتأكيد سلطتهم.
انقلاب على الشجاعة التي استغرقتها الكاتبة سارة عمر لكتابة مثل هذه الرواية ، الأمر الذي جعلها تهدد بالقتل ، لأنه عالم لا يمكن فيه التنديد ، عالم حيث ولدت امرأة فيها لعنة ، عالم فيه تُمارس سلطة الرجال في نواحٍ عديدة. رواية صعبة وضرورية ولكنها ليست مستعصية على التغلب عليها، ولأنني لا أريد أن أعيش أغلق عيني ولا أستمع للأصوات التي لديها الشجاعة للنهوض لوضع الكلمات على ما لا تريد أعيننا أن تراه دائمًا ، اسمع .
إشارة خاصة للغلاف الذي أجده رائعًا وأنتظر بفارغ الصبر الجزء الثاني: راقصة الظل Le danseur des ombres ، الذي لم ينشر بعد في فرنسا والذي حصل على الجائزة الأدبية الدنماركية (أمجاد الغار الذهبية) لأنني تركت فرمسك في محنة في العمر 5 وفي حالة من الفوضى في سن 32. ترجمة إلى الفرنسية ماشا داتي)
وما يعمّق في المأساة التي تتجسد في بنية الرواية:
(كذلك: تم بناء العمل بين فترتين: 1986 وأكثر في كردستان العراق ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى في آب 2016 ، في مستشفى في الدنمارك ، حيث يعالج فرمسك.
لماذا تلحق كل هذه المعاناة والإذلال بالنساء؟
لماذا يعتمد جزء كبير من هذه الثقافة على الأكاذيب والابتسامات المزيفة؟
لماذا مثل هذه الوحشية - التي لم يسمع بها من قبل - التي تعامل بها بعض النساء في خصوصية منازلهن؟
لماذا الثمن الذي يجب دفعه للوجود كإنسان باهظ جدًا؟ والكثير من المسلمات اللائي اختفين دون أن يترك أثرا؟ .
قلم رائع لقول العار ، هل يظن المرء أن فرمسك هي الكاتبة ، لاجئة في الدنمارك؟ أول روائية كردية في نهاية التسعينيات؟
رواية صعبة للغاية في القراءة ، عنيفة ، عنيدة ، تقشعر لها الأبدان من الصفحات الأولى ، هذا مؤكد ، لكنها ضرورية حتى يعرف الجميع أنها موجودة بالفعل ويفتح الجميع أعينهم من أجل القتال خطوة بخطوة حتى تنتهي هذه الرعب .
تشارك الكاتبة مع العديد من المنظمات والجمعيات لمكافحة العنف ضد النساء والأطفال.
"أمطرت صدمتها عليها مثل وابل من اللكمات والركلات.").
وهناك مقتطفات قليلة من هذا النص الرائع ، لقد كتبت المنشور منذ فترة ، وفي هذه الأثناء ، وضعت في غير محله ، أو رميت ... أوراقي الصغيرة حيث تم تدوين المقتطفات !!! ونعم ، عندما لا يكون لديك رأس ...
كلوديوس
الصفحة الأولى
10 آب 2016
مستشفى سكيجبي ، الدنمارك
خرجت خادة من المنزل. ثوبها ملطخ بالدماء. والدها في أعقابها. إنه يستعير غضباً، ويصرخ أن العار قد أصاب عائلته للتو. "شرفي قد انتهك! عائلتنا في حالة خراب ، مثل المنازل المحيطة بنا. خاندا تصرخ بصوت خشن. لقد أرادت فقط تجربة الدراجة ، وبدأ الدم يتدفق. انها خائفة. لقد أرادت فقط أن تطمئن. تخاف من الدم الذي نزل منها فجأة. يشبه البول الأحمر السميك. خائفة من والدها الذي هوج لحظة رآها.
أمسكها من شعرها وضربها على طريق الحصى. يبدأ حشد في التكون. "كانت فقط تركب دراجتها ،" تصرخ بصوت عال من خلفهم. تجنيب ابنتنا. تجنيبها يا زوجي. حياتنا الصغيرة. يضرب الأب ابنته بعنف ويسحبها إليه. "لا أستطيع العيش مع فتاة قذرة!" يصرخ ، يسحب سكينًا من حزامه. "الله أكبر! الله أكبر ! شمع الأصوات من حولهم. الحرارة خانقة. سراويل الرجال الفضفاضة تلتزم بها. تشادور نسائي أسود ضيق محشو بالبخار.
غسالة الموت لسارة عمر ، ترجمة ماشا داتي من الدنماركية. طبعات ACTES SUD.).)
في الدرجة صفر للوعي التاريخي
هنا سأحاول التركيز على جملة نقاط ذات صلة بمفهوم الوعي التاريخي والذي يتداخل هنا مع وعي الكاتبة، بالنسبة لكل مها حسن وسارة عمر، لعالمها الاجتماعي، لمحيطها الجغرافي، لذاتها التي لا تنفكّ تعاود الحديث عنها، بوصفها كردية، وعما يصلها بمجتمعها، حيث يشار إلى ما هو ديني، أو تديني، وتأثير ذلك سلبياً في المجتمع الذي تنتمي إليه، والتفعيل السياسي له جنسانياً .
إلى أي درجة تمتلك الاثنتان، ومها حسن ، في الواجهة، ذلك الوعي التاريخي بما تتحدثان فيه تاريخياً، وسياسياً، بصدد موقعهما ككرديتين؟
ثمة ترابط في الموضوع، جهة الانتماء المجتمعي والسياسي والجندري.
لأبدأ بالأخير: الجندري. وأركّز على مها حسن، لأنها تسمّي أولئك الذين أثْروا ثقافتها، وهم ذكور، كما رأينا، ولكنها تتوقف، على الأقل، في منتصف الطريق. جهة النقد الذي مارسه هؤلاء ضد مجتمعاتهم، من الناحية السياسية، وما يأتي بالتوازي معهما. مثلاً، هل قرأت مها حسن مفكراً من وزن جاك دريدا، وهو ينتقد اوربا وسياستها تجاه مجتمعها، والعالم الآخر؟ أسمّي هنا ما يردُ تحت اسم " الضيافة " أي استقبال الآخرين وكيفية التصرف بمصائرهم. الضيافة مفهوم مدمر Hospitalité, un concept implosif، في منظور دريدا، حيث يتصرَّف بها على النقيض مما يتصوره أو يتخيله اللاجىء إليها. في نطاق هذا العنوان نقرأ (إن قول "تعال" للآخر ، والتفكير في الحدث باختلافه الذي لا يُحصى ولا يمكن التنبؤ به ، هو فتح فضاء مسياني. "تعال" يجب ألا يحصر الآخر في رغبة أو أمر أو طلب من نوع ديني. يجب أن يظل مجردًا ، صحراوي ، غير محدد ، بلا مضمون. إنسان أو حيوان أو شبح أو الله ، لا نعرف وصولنا. يمكن أن تخاف منه ، ولكن أيضًا طرده بعيدًا أو صده. الضيافة والإقصاء يسيران جنبًا إلى جنب).
أكثر من ذلك، وحديثاً، دروب الرعب والموت التي يسلكها هؤلاء المتجهون إلى أوربا، ومنها فرنسا، والنرويج" البلدان اللذات تقيمان فيهما "وكيفية التعامل معهم، والسياسة الأوربية النيو كولونيالية ضد العالم " الآخر " العالم الغريب، والمأخوذ كطريدة، بأكثر من معنى، كما تطرقت إلى ذلك في كتابي الكتروني في موقع أمازون : مرحباً أيها الموت وماذا بعد !) .
هنا وعي سلبي للموضوع، جهة التأثر بالآخر: الرجل، الذكر، دون معرفة امتداد التأثر هذا.
في كتاب مها حسن السّيري: أحد يسكن رأسي، والصادر عن دار المحيط- الفجيرة، الإمارات العربية المتحدة، ط1، 2022، تشير إلى ماكوندو، القرية المتخيلة من قبل ماركيز في رائعته : مائة عام من العزلة، وهي تقول مثلاً، بنبرة شاعرية(هل خلقتُ في تلك القرية، لأحمل ماكوندو الشمال السوري، من نهر عفرين إلى نهر السين، فأربط العالم ببعضه وأقول إن السرد هو صلة القرابة الأقوى بين البشر، أم أعيش خرافتي الشخصية، وأنا أنهزم أمام الواقع، وألوذ بالخيال ؟ .ص 15) .
والمفارقة أن نظيرتها الكردية التالية، تبتكر اسماً خيالياً لقريتها، لمنطقتها ساحة أحداث روايتها : غسالة الموت، وهو " زاموا" وثمة ما هو مصوغ شعرياً في الحديث عنها، ويذكّرنا بماركيز في هذا المضمار، في روايته آنفة الذكر(لدى سارةعمر: ولدت فرمسك ، واسمه الأول يعني الدموع ، في كردستان العراق عام 1986 في زاموا (مدينة خيالية) وكان لديه خصلة شعر بيضاء عند الولادة.) .
إنما في الجانب الآخر والمهم جداً، هو المتعلق بثقافتهما التاريخية: مها حسن العلمانية، الشيوعيَّة التربية، والحاملة لهذا الإرث التربوي العائلي معها إلى فرنسا والداخلة في شراكة كتابة مع إسماعيل دوبون، في " نساء حلب " وما في ذلك من معايشة لما هو شيوعي، جهة الحديث عن البريتوني والتشابه المذكور بينه وبين الكردي اجتماعياً. دون معرفة الفارقة في الانتماء المجتمعي والسياسي بالمقابل، حيث البريتوني يرتبط بمجتمع فرنسي وثقافة فرنسية.
وما يثير أكثر من تساؤل حول الحديث عن خاصية الكردية، لحظة الحديث عن جدتها جهة الأم أو الأب، وكيف يمكن تصريف الكردية، وهي تصرح بهذا التنويع الكشكولي أحياناً، وتبعاته، بالنسبة للمتلقي، وربط ذلك، بمفهوم الهوية، ومركّباتها، راهناً، وما أثاره أمين معلوف في " هويات قاتلة " وحدود هذا القتل، الرمزي، على صعيد التكوين النفسي، والذاكرة الفردية .
وهنا يمكنني القول أن الوعي التاريخي أو بالتاريخ وتجلياته السياسية يعادل الصفر. حتى في المسار الشيوعي والنقد الممارَس ضد التمركز الأوربي( كتابات سمير أمين في هذا المضمار، مقدَّرة هنا، وحتى كتابات المفكر التركي اسماعيل بيشكجي، ونقده الحاد للسياسة الأوربية ضد المنطقة، وضد الكرد على وجه التخصيص " مثال ذلك كتابه: كردستان مستعمَرة دولية ". وقبل ذلك جهة الممارسات الاستعمارية في القرن العشرين " المخطط الامبريالي: الفرنسي- الانكليزي، لتقسيم المنطقة، ومن خلال " اتفاقية سايكس- بيكو " وتقسيم الكرد بجغرافيتهم في الواجهة، وإلى الآن، تستمر معاناة هذا الإجراء ، ولفرنسا الدولة والسياسة دور لا زال مستمراً " وما يجري في المنطقة الآن، في سوريا مثلاً، وكيفية التعامل السياسي في سياق إدارة الأزمة...
وبغية توضيح هذه النقطة،لقد نشرت سنة 2000، كتابي : الحنين إلى الاستعمار " قراءات في أدبيات عصر النهضة، دار الينابيع، دمشق، ركّزت فيه على تلك المرحلة التاريخية، وما كان عليه المجتمع ثقافياً، وسياسياً، وهو ليس مديحاً للاستعمار، إنما في إطار مقارنة، وما يتعلق بالثقافة التي يحملها معه والمحفّز على التعلم وفهم الآخر والذات بالمقابل. وما أخشاه هنا، هو أن حديث أي من الكاتبتين ، إن من جهة النسوية، بمفهومها الجندري، وربطها بالمجتمع، أو من جهة وعي العالم، وما يجري على صعيد القوة المفعَّلة ( كتابات ادغار موران، وجان بودريار، مثال حي على ذلك )، وحتى بالنسبة لمثال أقرب إليهما: موقع كل من المفكرين: محمد أركون، وإدوارد سعيد، من السياسة الاستعمارية المتحولة، ومن المجتمع الذي يعيش فيه كل منهما: فرنسا بالنسبة لأركون، والولايات المتحدة، بالنسبة لسعيد، وتعرية السلبيات لدى كل منهما.
وكمثال آخر، لا يستهان بمحتواه البحثي- السوسيولوجي، ما يخص كتابات فاطمة المرنيسي، والتي تقوم في مجملها على هذا التداخل بين مقومات اجتماعية، يصعب الفصل بينها بيسر، وذلك من خلال الوعي التاريخي، الذي يشكل منظاراً واسع المدى لما هو غفْل من الرؤية العادية!
وقد كان على الكاتبتين أن تكونا أكثر وعياً، وبالنسبة لمها حسن أكثر، وهي تتحدث عن الحرية، والأمان،وبلغة لا تخلو من إنشاء أو سرد عاطفي، وحتى غير منضبط في مساراته، والأكثر مفارقة، حين تنسى أو تتناسى ما يجري في " عفرينـ:ـها " من مآس، من جهة تركيا وفصائلها المسلحة، وموقف أوربا السياسي السلبي مما يجري هنا وفي الجوار. فهل حقاً أن مها حسن تحمل وعياً سياسياً يترافق ووعيها الروائي؟ هل تحيط الكاتبتان علماً بما هو ديني سلوكاً، وكيفية تفعيل أثره سلبياً من قبل الذين يشيرون إلى عالمهما، أو مجتمعهما، وما يترتب على ذلك من كونهما ضحيتا مجتمع مثقَل بما هو ديني؟ أعتقد أننا إزاء موضوع كلّي ومركَّب، وللنظام المأخوذ بصفته" الأبوي " مقامه العالي والضاغط، ولعل الذي أفصحت عنه المؤرخة غيردا ليرنر" 1920-2013 " حول ذلك مهم جداً، في كتابها: نشأة النظام الأبوي، ترجمة: أسامة إسبر، منشورات المنظمة العربية للترجمة،2013، وفي نهاية كتابها الشيق ، إنما بعد هذه العبارة( إن افتقار النساء إلى معرفة تاريخ صراعهن وإنجازاتهم كان إحدى الوسائل الرئيسية لإبقائهن خاضعات. ص 433)، ومن ثم( لن تستطيع النساء تصور مستقبل بديل إلا إذا اكتشفن، كالمجموعات الأخرى، جذورهن وماضيهن وتاريخهن وأقررن به...ص 455 ).
أورد نصّي مقابلتين مع الكاتبتين، حيث يمكن الربط بينهما، ومكاشفة نوعية الثقافة التي تعرّف بها، وحتى طبيعة التفكير في المجتمع الذي يضمهما:
1-مها حسن امرأة صنعت الحرية
Maha Hassan, la liberté faite femme
روائية من الأقلية الكردية في سوريا ، ولدت مها حسن في حلب. منذ صغرها ، لم تتوقف أبدًا عن تفكيك الأصنام التي أقامها الشرق الديكتاتوري للنساء. تعيش اليوم في باريس حيث تواصل الكتابة ضد الفصل والقمع.
كاتيا غصن
2011-08
إن الأفكار اليسارية ، على عكس أي روح مجتمعية ، التي غرسها والده تميزت بمسيرتها المهنية ككاتبة وخياراتها الشخصية. كانت قراءات نيتشه وهيجل وماركس ضرورية ، حتى لو لم يسمح لها صغر سنها بفهم كل ما قيل هناك. تقول: "الكرد يحبون نيتشه ؛ إنهم يعتبرون زرادشت أباهم الروحي. درست القانون في جامعة حلب ، واكتشفت في سن العشرين فكرة سارتر والفكر الوجودي ، وهي فكرة لا تزال تناقشها ، رغم أنها لم تعد تشعر أنها محصورة ، منذ بضع سنوات ، في نظام واحد. معتقد. تعترف "أنا بلا ماجستير في السياسة كما في الأدب". هل هي نفسها في الحب؟ بالتأكيد. لا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك بالنسبة للمرأة التي لا تتوقف أبدًا عن تفكيك الأصنام التي أقامها الشرق الدكتاتوري للنساء.
أول روايتين لها ، اللامتناهي - سيرة الآخر ، ولوحة الغلاف، ظهرت في سوريا على التوالي عامي 1995 و 2002. وكانت الانتفاضة الكردية عام 2004 la révolte kurde de وعاشت منذ ذلك الحين في باريس كلاجئة سياسي. وتراتيل العدم ، 2009 ، حبل سري ، 2010 ، بنات البراري ، 2011 ، من إصدار رياض الريس في بيروت.
منحتها هيومن رايتس ووتش جائزة هيلمان-هاميت ، التي سميت على اسم شخصيتين أمريكيتين ، الكاتب داشيل هاميت وشريكته ليليان هيلمان ، اللذان تعرضا للقمع السياسي في بلادهما في الخمسينيات. وأعطى انتقاء روايته حبل سري من بين ستة متسابقين نهائيين لجائزة بوكر عربي مزيدًا من الوضوح لعملها وقرر النقاد والقراء إلقاء نظرة فاحصة عليها. والجوائز الأدبية أيضا لها جانبها الجيد ... وهذه الرواية المكتوبة بلغة مصقولة وآسرة ، تستند إلى مشكلة المواجهة بين الشرق والغرب كما وجدت في موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح والحي اللاتيني لسهيل إدريس ، على سبيل المثال لا الحصر. الرحلات التمهيدية لصوفي بيران في الغرب ورحلة ابنتها في الاتجاه المعاكس تجعلها رواية bildungsroman مكتوبة لأول مرة من وجهة نظر المرأة.
جرائم الشرف موضوع روايتك الأخيرة "بنات البراري". ما الذي جعلك على علم بهذا الموضوع؟
إن البيئة التي أتيتُ منها هي التي جعلتني بلا شك أحد هؤلاء الضحايا. أي امرأة في الشرق ، بما في ذلك في الهند وفي مختلف المجتمعات المسلمة ، هي ضحية محتملة. والمرأة التي معنا ليست ملكًا لها ، فهي ملك للزوج والأسرة ويجب أن تحافظ على شرفهما. هذه الجرائم منتشرة في سوريا وتفلت من القانون. وتتم التضحية بـ 300 امرأة سنويًا لإهانة أسرهن. ويظل هذا الرقم تقريبيًا. والمنظمات النسوية والإنسانية غير قادرة على تحديد العدد الدقيق لأن العديد من الحالات لا تزال مكشوفة. وينتهي الأمر بالنساء إلى الشك في عذريتهن على الرغم من عدم لمسهن من قبل رجل. إنهن يعشن في قاق حتى لا ينزفن ليلة الزفاف لأن غياب هذه القطرات القليلة من الدم سيشير إلى موتهن بالتأكيد. إن دماء كل هؤلاء النساء ملتصقة ببشرتي. لقد كرست هذه الرواية لذكرى هدى أبو عسلي ، الطالبة الدرزية في كلية الهندسة ، حيث المذبحة المروعة لأنها تزوجت من مسلم دون موافقة والديها. الرجل ، الجلاد الرئيس ، هو أيضًا ضحية لأنه محكوم عليه في أن يصبح قاتلًا. إذا لم ينتقم لنفسه ليغسل الفساد ، فإن رجولته تكون موضع تساؤل وسوف يلاحقه العار. ولسوء الحظ ، يظل العديد من المثقفين الذين ينادون بصوت عالٍ بالأفكار التقدمية أسرى هذه القوانين البربرية والعصور الوسطى في حياتهم الخاصة.
كيف تبنين هويتك؟
الهوية بالنسبة لي عملية في صيرورة دائمة ويجب بناؤها في كل مرة. وعندما تتجمد ، فإنها تحبس الشخص وتغلق عليه.وأنا قادمة من أقلية كردية أتحدث لغتها ، ونشأت في بيئة عربية أنتمي إليها أيضًا بالكامل - بالمناسبة أنا أكتب بالعربية – وقد عشت منذ البداية في فضاء متغير ومعقد لـ "الهوية". وأنا مسلمة بينما كنت لا أدري ومتزوجة من بريتوني فرنسي. مزيج كل هذه المكونات ، التي ليست بالضرورة متجانسة ، تشكل هويتي الحية وتثريها من خلال الانفتاح على الآخرين على الرغم من حقيقة أن الآخر كان في الغالب بالنسبة لي "هذا الجحيم" الذي يتحدث عنه سارتر. ويجد الفرد صعوبة في إقامة علاقة مع الآخرين على أسس متقلبة ويحاول دائمًا حبسهم في هويات مغلقة أكثر تطمينًا. وأعتقد أن عملي الأدبي مدين إلى حد كبير لهذه الهوية المتعددة.
أي نسوية أنت؟
أنا لا أنتمي إلى فئة النسوية السلبية féminisme négatif ، فئة تظهر موقفًا متضاربًا تجاه الرجال. الرجل والمرأة بالنسبة لي مكملان لبعضهما بعضاً ومبنيان في المواجهة المفيدة مع الآخر. ويجب أن تكون علاقتهما علاقة مشاركة وليست رفضًا. ولا تتكون النسوية من الحبس فيما يسمى بالطبيعة الأنثوية التي لا يستطيع الإنسان اختراقها ، وإنما في قبول الآخر كجزء من الذات. ومن جدتي ، القابلة التي تخاف وتقدر على حد سواء ، وتتردد على عالم الرجال وغالباً ما تطلب تقديم المشورة والعلاج ، ورثتُ الجرأة على العبور إلى الجانب الآخر من الحاجز. علاوة على ذلك ، يمكن أن تكون إحدى سمات كتابتي ، في رأي البعض ، رجولتها/ ذكورتهاsa masculinité. وفي مجال الفنون أرفض مفهوم الأدب النسوي. هذا المفهوم اختراع ذكوري لإنشاء فصل بين الأدب الذي يصنعه الرجال وآخر ، وهو الأدب الخاص بالنساء ، والذي سيكون أقل نطاقًا. علاوة على ذلك ، فإن أزواج الكتاب في بلدنا لا يقدمون لنا صورة طليعية عن أنفسهم: أدونيس وخالدة سعيد ومحمد الماغوط وسنية صالح وسعد الله ونوس وفايزة شاويش ومحمود درويش ورنا قباني التي تزوجت لاحقًا من باتريك. الختم ، يبقى في الأنماط التقليدية إلى حد ما. وربما يكون عقل العويط وجمانة حداد هما الوحيدان اللذان انتهكا القاعدة ، مما يدل على إمكانية وجود طريقة أخرى للعمل بين الرجل والمرأة.
كيف تحددين الكتابة التجريبية التي تقولين عن أنك تنتمين إليها؟ وأين تقفين مقارنة بكتاب جيلك؟
لا تخضع الكتابة التجريبية لأي قوانين أو قيود سابقة. إن كل عمل ، أثناء الكشف عنه ، يخلق نفسه وينتج شيئًا جديدًا. وغالبًا ما تبدأ الرواية بلحظة عاطفية. والفكرة الأولية هي مادة خام تتغير باستمرار مع تقدم العمل. وأنا لا ألتزم بأي مدرسة وأحذّر من وضع العلامات وفقًا لفترات زمنية مثل "الأدب بعد 60" على سبيل المثال. أنا ضد تسميات "الرواية السورية" أو "الرواية اللبنانية" أو غيرها لأن تجربة كل كاتب فريدة ولا يمكن اختزالها في تجربة أخرى. ولا أضع نفسي في حركة الكتاب السوريين من جيلي. أما التداخلات والتأثيرات ، فالأمر متروك للنقاد في الحديث عنها.
ما الذي أعطى هذا الحجم للثورة السورية على الرغم من شكوك البعض في البداية لرؤيتها تنتشر؟ كيف ترين تطور الوضع؟
كانت الأرض مهيأة للثورات التي اندلعت في دول عربية أخرى. كانت بالفعل في الهواء. ما كان جائزاً في أماكن أخرى جائزٌ في سوريا كذلك. وعندما تجرأ السوريون على مهاجمة تماثيل الأب والابن الرئيس ومزقوا صورهما ، كانوا قد أسقطوا الدكتاتورية بشكل رمزي وعبَروا نقطة اللاعودة. ومن خلال تعذيب الأطفال بوحشية في درعا ، ثم في أماكن أخرى ، لمس النظام رمزًا مقدسًا وتجاوز الخطوط الحمراء للهمجية نفسها. وكان غير ممكن تحمله. وأشعر بفخر كبير وقلق عميق. أنا فخورة لأن الشعب السوري كسر الخوف الذي استغلته السلطة لإبقائه في العبودية واكتسب طعم الحرية. وفي الوقت نفسه أشعر بقلق شديد لأن ميزان القوى غير متوازن. ولا يريد النظام أقل من القمع الكامل والمطلق لجميع الأصوات المعارضة. ولم يقدم بشار الأسد في خطاباته أي تنازلات حقيقية وذات مصداقية. ولدي شعور بأن الطريق إلى الحرية سيكون طويلاً ، مما يعني المزيد من القمع والمزيد من التضحيات البشرية ، إنما لا شيء أكثر من ذلك يمكن أن يهز تصميم الناس على انتزاع كرامتهم.
هل جمعت الثورة بين الشعبين السوري واللبناني اللذين لطالما قسَّمهما الاحتلال السوري؟
أعتقد ذلك ، نعم. كمثقفين سوريين كنا ضد سيطرة سوريا على لبنان. يقف السوريون واللبنانيون معًا لتحمل القمع نفسه. ما يحدث لا يوحّد شعبينا فقط بل كل شعوب المنطقة. الدكتاتورية التي بدت أبدية تلفظ أنفاسها الأخيرة
2-فاني أرلانديس: "غسالة الموت" رواية أولى قوية عن اضطهاد المرأة الكردية
“La Laveuse de mort”, un premier roman puissant sur l’oppression des femmes kurdes
اتسمت حياة سارة عمر بأكملها ، في موطنها كردستان ثم في الدنمارك ، حيث عاشت لمدة عشرين عامًا ، بـ "الحرب والفقر والعنف والقمع". ألهمتها "غسالة الموت" ، وهي رواية شجاعة وحققت بالفعل أكثر الكتب مبيعًا. يقابل.
نُشرت يوم 13 تشرين الأول 2020
بمجرد نشرها في عام 2017 ، أصبحت أول رواية للكاتبة الكردية سارة عمر (مواليد 1986) من أكثر الروايات مبيعًا في الدنمارك. هذا العمل الشجاع والقاسي للغاية ، المستوحى من حياة المؤلفة ، يندد بثقافة الشرف واضطهاد المرأة في كردستان والدنمارك ، داخل العائلات المسلمة المحافظة. وظهر هذا الكتاب القوي هذا الأسبوع بالفرنسية تحت عنوان La Laveuse de mort.
ما هي حالتك الذهنية عندما بدأت في كتابة هذه الرواية الأولى؟
عمري الآن 34 عامًا ، وحياتي كلها ، في كردستان حتى نهاية التسعينيات ، ولكن أيضًا في الدنمارك بعد ذلك ، اتسمت بالحرب والفقر والعنف والقمع. ومع ذلك أرفض رفضًا قاطعًا أن أروي قصتي ، لأن حياتي معركة ، يقودها الأدب ، وهو أكبر مني بكثير. كل ما يمكنني قوله هو أنني بدأت في كتابة هذا الكتاب في عام 2016 ، من سرير في المستشفى ، بعد عدة محاولات انتحار. قبل اتخاذ أي إجراء ، كتبت رسالة إلى صديق طفولتي تعرض للتشويه أمام عيني. كان من المفترض أن تكون هذه السطور هي الأخيرة ، لكنها فتحت أخيرًا ما أصبح لاحقًا La Laveuse de mort. أدركت أنه إذا كانت حياتي قد سلبت مني ، لكان المضطهدين لي حصلوا على ما يريدون. أعطتني الكلمات القدرة على رفع صوتي بنفسي. هم كل ما تبقَّى لي.
"من حيث أتيت ، لا يُسمح للفتيات والنساء بالكتابة"
متى بدأت الكتابة؟
لقد شعرت بعمق في داخلي منذ طفولتي أنني أعرف كيف أكتب. لكن من حيث أتيت ، لا يُسمح للفتيات والنساء. لقد تعاونت لسنوات مع وسائل الإعلام الكردية ، لكنني استخدمت اسمًا مستعارًا للذكر لكي أتمكن من انتقاد المجتمع والجانب المظلم للإسلام. عندما أردت نشر هذه القصة ، اتصلتُ أولاً بدور النشر الكردية ، لكن لم يرغب أحد في نشر كتابي خوفًا من الجدل. لذلك ذهبت إلى دور النشر الدنماركية.
تم بيع أكثر من 100000 نسخة من كتابك في الدنمارك. هل توقعت مثل هذا الترحيب؟
لا ، من الواضح. حققت La Laveuse de mort نجاحًا فوريًا وفجأة أصبحت شخصًا ، إنسانًا ، شخصًا يستمع إليه الناس. بالمقابل صدرت فتاوى ضدي ، وأنا أعيش تحت حماية الشرطة ، لكنني لست خائفة. أنا على استعداد للمخاطرة بحياتي من أجل الكتابة. لم أندم أبدًا على نشر هذا الكتاب وسأقرأه مليون مرة لأنني رأيت التغييرات التي يحدثها. لم يعد بإمكاني أن أظل في الظل وأقبل الهيمنة دون أن أتراجع. وفي هذا الكتاب، هذا هو بالضبط ما أقترح أن تفعله النساء الأخريات بدورهن.
غالبًا ما تذكر النساء اللواتي ، حسب قولك ، "يصبحن ظلالاً" ...
في النظام الأبوي الأصولي والقمعي تختفي الهوية وتتلاشى المرأة. عندما تولد امرأة ولديك حقوق أقل من أخيك ، فإنك في الواقع تتحول إلى ظل. لكن الرجال أيضًا ... هم أولئك الذين ينتمون إلى نظام ، مجتمع يصوغهم للسيطرة ، بحيث لا يقال عنهم إنهم "ليسوا رجالًا حقيقيين". من حيث أتيت ، ليس للفرد مكان. المجموعة فقط هي التي تهم. أنت تعيش حياتك لإرضاء الآخرين وقبل كل شيء يجب ألا تثير موجات أو تفكر بشكل مختلف عن جارك ، وإلا فإنك ستوقع مذكرة الموت الخاصة بك.
"غسالات الموت يعتنين بجثث النساء اللواتي قتلن باسم الشرف ولا يدعي أحد".
في هذا السياق ، تعتبر غسالات الموتى مهمة جدًا ...
بالضبط. يعتنين بجثث النساء المقتولات باسم الشرف والتي لا يدعيها أحد. إنهن يخاطرن بحياتهن للسماح لهن بالانضمام إلى ملكوت الله. في مقابرنا ، لا تحمل القبور أسماء: حتى النساء المتوفيات لا يُسمح لهن بأن يكون لهن هوياتهن. لذا ، بالنسبة لي ، هؤلاء القتلى الذين يتصرفون باحترام وكرامة هم مناضلون من أجل الحرية. لذا حاولت أن أعطيهن صوتًا.
الذل والاغتصاب والتشويه والقتل وسفاح القربى inceste... لماذا تتعرض شخصياتك لهذا القدر من العنف؟
كتابي هو انعكاس للواقع. في مثل هذا العالم الوحشي ، يجب أن يكون الأدب صادقًا ويثير هذا النوع من القسوة. لكن روايتي أيضًا لها نصيبها من الضوء ، خاصة في شخصيات الأجداد درويش وجوهر! إنه خيال ، لكنه مستوحى من حقائق حقيقية ، عندما لا يرتبط بها بشكل مباشر. هذا العنف الديني والمنزلي والثقافي يحدث الآن ونحن نتحدث ، وسيحدث مرارًا وتكرارًا في المستقبل إذا لم يتم فعل أي شيء.
هل أنت متفائلة؟
قبل الكتابة ، لم أكن موجودة. كنت عبدًا للدين والنظام الأبوي ، مما جعلني أعتقد أنني لست شيئًا. اليوم ، دعوة القارئ إلى عالم الاضطهاد والعنف هذا يمكن أن يدفعه إلى التشكيك في البنى والمجتمعات والعقليات. اصدق ذلك. يمكنه بعد ذلك أن يسأل نفسه السؤال التالي: في أي جانب من هذا العالم أريد أن أكون؟ نحن جميعًا جزء من المشكلة وجزء من الحل.
=======
الرواية التي تنسج واقعاً تخيلياً من الماضي- البعيد- القريب، تدشن لذاكرة مستقبلية تثري تاريخاً: بعيداً-قريباً، وكاتبها هو الذي يعقد قرانهما معاً، ويظل المرجع في كل مقاربة نقدية لهما.
وفق تصور كهذا، يمكنني الدفع بالمستقبل، لأن يتبصر صورة له فيما كان، ومما سأنظر فيه.
ولا أريد أن أجري مقارنة بين الكاتبتين الكرديتين الروائيتين: مها حسن " 1966 " ذات الثلاث عشرة رواية، وهي من " عفرين " وسارة عمر " 1986 " التي عرِفت برواية لها صيتها" رغم أن المقارنة في الشأن الأدبي، الفكري، الفني والعلمي، لا صلة لها بتاتاً بالعمر، إنما بالقيمة الإبداعية والعلمية في المادة المقدَّمة هنا أو هناك، وما سيقال في هذا الموضوع يتجنب المقارنة ، إنْ من جهة العمر، أو من جهة المعطى الإبداعي، وتمايزه، حيث التركيز يكون على التشارك في العلامة الفارقة التي تجعل الأدبي: الروائي يتكلم الجنسانية: الحامل المحوري للبحث هنا، وفي الصميم، ما يتهددها من هذا المعبر، ومن كاتبتين كرديتين، تعيشان في المنفى، وقد أبدعتا بلغتين مختلفتين، ليستا لغتهما: مها حسن، بالعربية، خصوصاً، وبما لا يقاس، على صعيد التجربة الكتابية والإبداعية، وسارة عمر، وهي التالية عليها، بالدانماركية، ولتعرَف بلغات أوربية: الفرنسية، خصوصاً، وفي رواية مميَّزة لفتت الأنظار إليها" وهي من السليمانية ( إقليم كردستان العراق )، فبينهما مسافة في العمر، وأخرى في العطاء الأدبي والروائي، إنما سأركّز على نقطة مفصلية، وهي مركَّبة بينهما، وتتمثل في أنهما كاتبتان، تضفيان على ما هو جنساني قيمة استكشافية مدخلاً إلى معاينة المجتمع الذي يشكّل المسرح الطبيعي والاجتماعي لرواياتهما ، وتحديداً بالنسبة إلى النظرة النمطية البالغة السلبية إلى المرأة، وكيف أنها، في وضعها هذا تشكل شاهدة عيان على مدى التهميش الملحق بالمرأة، والذكورة المعززة بأكثر من معنى في المجتمع ،
أي من خلال متغيرات الواقع الذي يعنيهما أمره، والحراك الذكوري، تحديداً، في بنيتها .
أتحدث عن تلك المعايشة النفسية والمشتركة لديهما، على صعيد المتكأ الجنسي، وتبعات الرؤية التي يتشكل نسيجها الثقافي والاجتماعي، وحتى الشخصي تماماً، وهو المتمثل في مفهوم لطالما أريق حوله الكثير من الحبر والدم، وأديرت جلسات وحوارات، وعُقِدت ندوات، ووضِعت كتب بالمقابل، بغية مقاربة متعددة المسارات لهذا المفهوم المركَّب والمتعدي لما هو جنسي محض، أي بمقدار ما يجري من دفْع له إلى الواجهة المجتمعية، هنا وهناك، ليكون مرآة متعددة الطيات، وهي في محتواها قادرة على معاينة قاع المفهوم العميق، أي حمّال مؤثرات فاعلة ثقافية، أدبياً، تربوياً، تاريخياً، دينياً، سياسياً، ونفسياً، كما لو أن الجنس متعدد اللغات، حامي السر لكل ما تقدَّم .
الأكثر لفتاً للنظر، في الحالة هذه، حين يُعرَض ما هو جنسي من جهة المرأة، لتكون " واجهةَ " الرجل، من ناحية التعريف طبعاً، وفي الوقت نفسه مقيمة، أو متموقعة وراء " مؤخرته "، إن جاز التعبير الموقعي، حيث تكون ولا تُرى، كما هي كينونتها، وهي في الحالة هذه، تغدو امتداداً تبعياً له، أعني: المجهول المعلوم به، من ناحية ثانية. إنها العلة وهي المعلول التاريخي، وما في هذا الجمع الغريب من مكاشفة غريبة لذهنية الرجل داخل المرأة تفكيراً وإبداعاً.
ذلك ما يمكن التوقف عنده، لحظة التذكير بأثرين روائيين، لكل من مها حسن وسارة عمر، وما يفيد في تعميقهما، من خلال إحالات مرجعية أخرى، تضيء عالمهما، بالنسبة لمها حسن أكثر، حيث تجربتها معتبَرَة، وما أفصحتا عنه في حوارهما لإثراء الموضوع، وتبعات كل ذلك ثقافياً .
إن الأسئلة التي تطرح نفسها، في محاولة تنوير لهذا الرابط الجنساني بمفهومه المركَّب، هو:
كيف ينطلق تفكير المرأة في المرأة، عندما تجد صورتها إزاءها: أبوصْفها امرأة لها كينونتها المغايرة بيولوجياً ونفسياً للرجل، أم متداخلة مع تكوينه البيولوجي والنفسي، مع ميزة مفصلية لكل منهما، طالما أنهما غير منفصلين كلياً عن بعضهما بعضاً؟ هل تأتي المرأة بخاصيتها الجندرية، دون حضور للرجل، أم وفق مقايسة تستبقي الرجل، جرّاء تاريخ طويل يتكلمه وليس هي؟ إلى أي درجة، في مقدور المرأة أن تتحدث في الجنس، وجانب رصيدها منه، وهي في وضعية غياب، بينما يكون المتكلم المخاطِب، والحضور الإجمالي، دون أن يحدث خلط في التعبير، أو التباس في المعنى،وفي مجتمع، يستحيل تبرئته من وجود أرخبيلات ذكورة فيه، أو ما يشبه قِطَع الجليد العائمة التي تهدّد أي تحرّك" تيتانيكي" في محيطه؟ وإذا كان في مقدور المرأة أن تفكر، وبوصفها المرأة، هل يمكنها تأكيد تمايزها بعيداً عن مجاورة مؤثرة من جهة الرجل، وبوجود قيم لها جينة ثقافية، وذاكرة ثقافية نافذة بسلطته الرمزية، في المجتمع الأكثر زعماً بالتحرر: الغربي؟
ألا يمكن الحديث عن وجود عنصرية ذات نسب جنساني، لايخفى، لحظة الحديث عما هو " شرقي- غربي "ودون الوقوع في فخ التنظير طبعاً، وفي مصيدة " الاستشراق المعكوس " لحظة الشعور بالحرية، بيافطتها الجنسية، لتكون الشهادة هذه أقل ما يمكن القول فيها بأنها مأساوية؟
والسؤال الآخر، وليس الأخير: كيف تجد المرأة الكردية نفسها، وفي مجتمع لم يتحقق فيه نصاب التمايز في مفهومه المجتمعي، الثقافي، والمميَّز بما هو حدودي، لحظة التحدث بما هو جنساني؟
المفهوم الذي يباغت
كان للجنس موقع اعتباري في أي دراسة ثقافية، أو أدبية عربية، بوصفه جامعاً لجملة المؤثرات الاجتماعية،السياسية، التاريخية، الفكرية، الفنية والأدبية، أي ما يجعله في مقام الخميرة في العجينة التي تمثّل تلك المؤثرات، وكيف أنه شكَّل هاجساً يجلوها، وفي الرواية ما يعزّز هذا التوجه، إلى درجة أن حضور هذا المفهور بصورة محورية في الرواية العربية، ومن خلال لقاء " الشرق " بـ " الغرب " والانطلاق من الذكورة التي كان الشرق " العربي هنا كنموذج " يتباهى بها، عند التوجه إلى الغرب للدراسة، وتضمين ذلك في الرواية في القرن العشرين، وهو ما نتلمسه في بعض لافت مما كتبه الباحث والمفكر والمترجم جورج طرابيشي " 1939-2016 " في مؤلفات له في سبعينيات القرن الماضي، ومن ذلك" شرق وغرب، رجولة وأنوثة- 1977 " و" الأدب من الداخل- 1978 " حيث كان الشرقي المنتقل إلى الغرب لأسباب مختلفة، ما عدا الدراسة، يحاول تأكيد نفسه من موقع جنسي " فحولته، أو ذكورته الطافحة ". ولنشهد في نهاية القرن العشرين، وتنامي ذلك في القرن الحادي والعشرين، ذلك البروز اللافت للجسد الأنثوي، وهو يحاول تنحية الرجل جانباً أو منافسته، من خلال كتابة روايات معزَّزة بمشاهج جنسية، أو ما يكون الجنس في أوصافه تعبيراً عن نزوع إلى التحرر الجسدي، وفي الغرب تكون القدوة.
أي حين تكتب المرأة: الكاتبة جسدها فنياً وطَبغْرَفته، هل تكون محرّرته من أي بصمة تشده إليه داخلاً وخارجاً، أي حركية السلوك والبعد السيميائي فيه، في المظهر، وما يصله بالمحتوى..
والمفارقة هنا تستحق التسمية، وهي أنه في الحالة الأولى، كان الرجل الشرقي، يسعى جاهداً إلى تأكيد نفسه من خلال مفهوم الذكورة، بوصفها الدمغة المؤثرة للشخصية والاعتراف بها في المجتمع الغربي، ومن خلال الاقتران الجنسي" المحفّز الإيروسي الرحّال في تاريخه "، كما لو أن في ذلك إلحاقَ الهزيمة بالغرب عبر البوابة الكبرى والموصوفة بـ " الجنس " والتعويض عن النقص الجلي إزاء الرجل الغربي. أي، وبمعنى آخر، جواز القول: بأنه إذا كان الغربي يفتخر بحضارته، واستعماره للشرق، وهزيمة للشرقي في عقر داره، فإن هناك ما هو غفْل من التسمية، وهو أن المرأة الشرقية التي تجد نفسها دونيَّة، وعبر مفهوم الشرف l’honneur الذي يدير الرجل " الشرقي " شئونه، يتم عكسُ الجنس غربياً هذه المرة، حين تستدعي ما هو غربي، من خلال الكتابة الروائية كساحة واسعة قادرة على مكاشفة جوانب مختلفة من أوجه التخلف في المجتمع الشرقي، والجنس مفتاح نافذ الأثر، وهو ما تعتمده المرأة، وهي تتجه إلى الغرب" أي: موسم الهجرة إلى الغرب" الشمال "" وهو طويل هنا، ومحوَّل، حين تبوح بما تعاني منه في المجتمع الغربي، ساعية إلى تعرية مجتمعها من المنظور نفسه، ومعتدة بذاتها باسمه. وهو ما يمكّن الغربي من مكاشفة الصورة المشوهة للمجتمع الشرقي، وبشهادة المرأة المنتمية إليه بالذات.
هذا يستدعي ما ينوّر الخفي المطروح، ومن خلال من تحرّى حقيقة الجنس في الغرب، وأنا أسمّي هنا ميشيل فوكو، في كتابه: إرادة المعرفة، ترجمة: جورج أبي صالح،...مركز الإنماء القومي، بيروت، 1990، وهو الجزء الأول من تاريخ الجنسانية، حين نقرأ بداية( لعلّنا تحمَّلنا طويلاً نظاماً فيكتورياً، وربما ما زلنا نتحمله حتى اليوم. فقد تكون المرأة الإمبراطورية المتزمتة قد انطبعت صورتها على شعار جنسانيتنا، متحفظة بكماء، منافقة. ص27)، ثم( في الحيز الاجتماعي، كما في قلب كل منزل، هناك مكان واحد للجنس معترف به، ولكنه نافع وخصب: إنها غرفة الأبوين..ص28)، وما يفصح عما تقوم بجلاء( هل نحن تحررنا حقاً من هذين القرنين المديدين، حيث كان تاريخ الجنسانية ينبغي أن يُقرأ أولاً باعتباره تتابعاً لقمع متنام؟ .ص29).
هذا التصور لا أعتقد مبالغاً فيه، على الأقل يكون وارداً وقابلاً للنقاش في محتواه، ولا يعدِم نقاط القوى التي يكون للهيمنة الذكورية حضور فيها، لا بل ديناميكية المعنى التي تعلو القوى باسمها .
ما يمكن قوله في أي موضوع على تماس ما، بما هو جنساني، وكيف تستغرق الجنسانية تاريخاً حياً ومتباين المكونات، وكل ما يدخل في " ذمة " العلوم الإنسانية، هو عدم البت في أي جواب بصدد سؤال ما، لأن ما يثار أكبر من أي كان، مهما عبَّر عن عمق نظر، وسعة أفق، كأن نقرأ، مثالاً على ذلك ، كتاب : الرجولة المتخيَّلة " الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث " إعداد مي غصوب وإيما سنكليرويب، دار الساقي، بيروت، 2002، بدءاً من التمهيد، والمقدمة تالياً، والتنوع في الروافد الثقافية التي تنير مقام القول هنا، وما هو مأخوذ به روائياً.
ما يمكن قوله، ما يمكن النظر فيه
المنفى! ماالذي يستدعيه إلى واجهة التفكير، والمعايشة النفسية، لحظة تهجئته، أو سماع اسمه؟ هذه المفردة الجامعة، بين مجموعة مكونات تمثّل مجتمعاً متحولاً بكامله، بمأثوره الجغرافي، القاري، وسردياته ذات الطابع السندبادي الطائف والمتعدد الأبعاد، والتاريخي، كما تعلِمنا أدبياته الثرية والموجعة بالمقابل، حيث تتشارك فيه ألسنة، ومقامات، ووجوه بعلامات، ولكل منها ما يميّزها عن سواها، ولها ذاكرتها المحمولة والضاربة نفوذاً، والتي تظهر، لائحة من المفارقات الكبرى، وأثريات القوة وانقساماتها وجانبها الصراعي: صراع الذاكرات.
وللكرد تاريخ طويل، ومكابدة متعددة المستويات، من خلال ذاكرتهم الجمعية الشفاهية، وكتاباتهم، مع المنفى، وعبر صلات مختلفة بالمقابل، وحين نتعرض لتجربة الكاتبة الكردية، فإن مساحة أخرى تضاف، بألوان قيمية، إلى هذه الذاكرة، تحمل إمضاءة المنفى، وتشكّل منعطفاً، لا أظنه، بمحدود الأثر، لحظة اقتفاء مفارقاته، ووصْله ما بين نقطة بداية وأخرى في جهة أخرى جغرافياً .
سوف يكون التركيزهنا على رواية " نساء حلب Femmes d'Alep " بالنسبة إلى مها حسن،بصورة خاصة، ورواية سارة عمر ذائعة الصيت، حسب متابعتي لها " غسالة الموت La Laveuse de mort "، وكيّف رُوّج لها، من المنطلق الجنساني، على وجه العموم .
لنتوقف عند التعريف بالكاتبتين:
بالنسبة لمها حسن، ثمة ما يلفت النظر، حيت نقرأ تحت عنوان
إصدار كتاب مها حسن وإسماعيل دوبون "نساء حلب"
Sortie du livre de Maha Hassan et Ismaël Dupont "Femmes d'Alep"
( ولدت مها حسن في حلب في سوريا لعائلة كردية ، وأب عامل شيوعي في مصنع نسيج ، ممزقة بين الإيديولوجية التقدمية والمحافظة الاجتماعية ، وعاشت طفولة متقطعة بين مدينة كبيرة في شمال سوريا ، ذات خلفيات اجتماعية متنوعة للغاية ، وقرية متينة Metîna الكردية في منطقة عفرين. ملحدة لكنها محجبة Athée mais voilée، مع صديقاتها من ثانوية النيل ، أتت إلى الأدب وعالم الأفكار من خلال ماركس ، غوركي ، همنغواي ، سارتر، بريتون ، دي بوفوار ، رامبو وقد اكتشفت ذلك بين سن 15 و 18 عامًا في غرفته في حي الخالدية Alkhalidiya للطبقة العاملة غرب حلب ، بفضل الكتيبات والكتب التي قدمها لها أصدقاء والدها الشيوعيون.
وهي كاتبة وصحفية باللغة العربية ، ذهبت إلى المنفى في فرنسا عام 2004 بعد الربيع الكردي ، الذي قمعه بالفعل بشار الأسد. وألفت 13 رواية باللغة العربية ، تم ترشيح العديد منها لجوائز دولية للأدب العربي ، نُشر أغلبها في لبنان. وتُرجمت اثنتان من رواياته إلى الإيطالية ، واحدة إلى الهولندية والأخرى تتم ترجمتها في إنجلترا. ).
أشير إلى هذا التوصيف الوارد أعلاه " ملحدة ولكنها محجبة " وهو يحمل شحنة استثارة عالية، وباعثة على الاستفزاز" ربما كانت عبارة علمانية أفضل وأقرب إليها "، وما يترتب عليه من تصور لصلتها بعالمها الجسدي، ومفهوم " محجبة " بصورة أكثر مدعاة للتساؤل، إذ لم أجد صورة لها من هذا القبيل، أو حتى في الحالتين، طالما أنها لم تصرّح بذلك .
وهناك ما هو مكتوب على الغلاف الخارجي للرواية، وبالفرنسية طبعاً:
مها حسن - اسماعيل دوبون
الرواية والأوديسة مع بعد السيرة الذاتية
بدأ كل شيء معهم: المسيحي الأرمني بهوية مدفونة ومخفية ، وحليمة ، الكردية المسلمة. امرأتان أمّيتان نسجتا خيوط قدري. لذلك تبدأ القصة معهن: حليمة ، أمينة ، سامية ، حنيفة ، ناديا و ... كل هؤلاء النساء اللواتي يروين حياتهن في هذا الكتاب.
"لقد ولدت لأخبرهم. ولدت امرأة لأروي قصص هؤلاء النساء من حولي: نساء في عائلتي ، نساء من أماكن أخرى ، جيران ، أبناء عمومة ، أصدقاء ، أصبحوا غرباء عن أنفسهن. خرجت النساء من الظلال التي عشن فيها ظلمًا وخوفًا ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي ، ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم التي ضاعت نهائياً. سوريا قبل الثورة والمدنية لقد ولدت هناك لأذهب إلى المنفى وأكتب هذا الكتاب الذي أصبح ممكنًا وضروريًا من خلال المسافة والبعد. لقد ولدت لأروي وذهبت إلى المنفى لإنقاذ قصصي mes histoires ". مها حسن
تاريخ الإصدار: شباط 2022
عدد الصفحات: 488 صفحة
الحجم: 14.0 × 22.0 سم ، غلاف ناعم ، طباعة ملونة
وما نقرأه في مكان آخر:
كاتبة فرنسية سورية منفية في مورليكس
الروائية التي لجأت إلى فرنسا عام 2004 واستقرت في مورليكس ، تنشر مها حسن قصة نساء حلب ، قصة نساء عائلتها من جدتها ، التي نجت من الإبادة الجماعية للأرمن ، إلى بنات أختها. تتحدث عماتها واحدة تلو الأخرى ليخبرن عن الحياة في القرية أو في حلب ، واضطهاد الذكور ، وآمال وخيبات الأمل في الزواج القسري ، والعنف والعلاقات بين النساء. في وسطهن ، تخرج مها حسن نفسها من التقاليد كما من المصادفة ، والأدب هو الضوء الوحيد ، وتواجه السلطة ، وتهرب. تخبر الصفحات المحمومة كيف تم الكشف عن صوتها ككاتبة أثناء إقامتها في منزل آن فرانك. سورية وعربية وكردية ، مسلمة ، ابنة شيوعي وفرنسية وعلمانية ، تكافح مها حسن ضد تخصيصات الهوية وتدافع عن حريتها ككاتبة. منذ عام 2011 ، أعادت الحرب في سوريا الجميع إلى عشيرتهم نتيجة فشل الثورة في إسقاط نظام بشار الأسد الإجرامي. لقد غذى العقد الماضي شهادات مؤثرة: "أنت في مورليكس ، لكن حلب تستيقظ معك كل صباح" ، تكتب مها حسن. نساء حلب ، مها حسن ، مع إسماعيل دوبون ، نشر سكول فريزه ، 480 صفحة 22 €.
ثم في الأسفل إلى جانب صورتها:
كتاب كتبته مع إسماعيل دوبون
ولدت مها حسن في حلب في سوريا لعائلة كردية ، وأمضت طفولتها بين القرية والمدينة الكبيرة. تمكنت من متابعة الدراسات العليا في كلية الحقوق في حلب. كاتبة وصحفية باللغة العربية ، لاجئة في فرنسا منذ عام 2004 ، مها حسن مؤلفة 13 رواية ، نُشر أغلبها في لبنان وانتشر في الوطن العربي. تُرجمت اثنتان من رواياته إلى الإيطالية وأخرى إلى الهولندية. تعيش منذ عام 2015 في مورليكس.
تشرح في خاتمة نساء حلب أن هذا الكتاب رافقها لسنوات في فرنسا ، لكن لم يكن لديها إمكانية كتابته لأن اللغة الوحيدة التي تتقنها جيدًا في الكتابة هي العربية. "لكنني شعرت بنوع من الرقابة منعتني من تأليف هذا الكتاب باللغة العربية". ومع ذلك ، فقد كتبته أولاً باللغة العربية دون أن تنوي نشره ، ثم أعادت صياغة الأمر برمته مع إسماعيل دوبون لإصدار فرنسي.
وفي مكان ثالث:
النساء مراراً وتكراراً
Des femmes encore et toujours
الأربعاء 23 شباط 2022
(روائية من الأقلية الكردية في سوريا ، ولدت مها حسن في حلب وتعيش حاليًا في باريس.
نساء حلب
"بدأ كل شيء معهم: المسيحي الأرمني بهوية مدفونة ومخفية ، وحليمة ، الكردية المسلمة. امرأتان أميتان نسجا خيوط قدري. لذلك تبدأ القصة معهم: حليمة ، أمينة ، سامية ، حنيفة ، نادية و ... كل هؤلاء النساء اللواتي يروين حياتهن في هذا الكتاب ... ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم المفقود نهائياً كان سوريا قبل الثورة والحرب الأهلية. »
بحضور الكاتبة مها حسن وإسماعيل دوبون الذي حوَّلها إلى اللغة الفرنسية. ستقرأ المقتطفات إيفا لانجلوا ، الممثلة في مسرح كورنيش Théâtre de la Corniche
في مكان آخر
غالبًا ما تروي قصص النساء من حولها: نساء في عائلتها ، ونساء من أماكن أخرى ، وجيران ، وأبناء عم ، وأصدقاء ، وجعلوا أنفسهم غرباء عن أنفسهم. هذه هي حالة روايته التي ستنشر في 16 آذار في Skol Vreizh ، وترجمها من العربية إسماعيل دوبون. في "نساء حلب" ، تستحضر مصير النساء الخارجات من الظل حيث عشن في ظلم وخوف ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي. أرمني مسيحي له هوية مدفونة ومخفية ، وحليمة والكردية المسلمة وكثيرون غيرهم يضحون بأرواحهم في مجتمع شرقي مستبد.)
وما يشكل تناغماً مع الوارد أعلاه، وتعميقاً للمثار باسمه، طي عنوان كهذا:
كاريكس. "لقد تأثرت أن البريتونيين قرأوا كتابي"
Carhaix. « Je suis touchée que les Bretons lisent mon livre »
يصور السرد الكورالي للعديد من النساء السوريات ذوات الحياة المختلفة بلدًا معقدًا من القرن العشرين وحتى اليوم. مها حسن ، روائية شهيرة في العالم العربي ، كتبت الكتاب بمساعدة إسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق في مورليكس . الكتاب قيد الترشح لجائزة الرواية لمدينة كاريكس.
قدمت مها حسن ، الكاتبة الفرنسية السورية ، وإسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق وسكرتير القسم بالحزب الشيوعي الفرنسي ، كتاب "نساء حلب" في مكتبة لوكليرك في كارايكس.
قدمت مها حسن ، الكاتبة الفرنسية السورية ، وإسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق وسكرتير القسم بالحزب الشيوعي الفرنسي ، كتاب "نساء حلب" في مكتبة لوكليرك في كاريكس. | غرب فرنسا
"هناك شيء يوحدنا. الشعب الكردي أقلية ولهم هويتهم الخاصة. إنها تقربنا من البريتونيين. وصفت مها حسن ، الروائية الفرنسية السورية ، مها حسن. قدمت روايتها ، يوم السبت 18 حزيران 2022 ، مع مقاطع من سيرتها الذاتية أحيانًا ، "نساء حلب" ، التي نشرتها طبعات سكول فريزه في 25 مارس 2022.
"كوني امرأة أعطاني فرصة"
بفضل مساعدة إسماعيل دوبون ، أستاذ التوثيق في مورليكس (وسكرتير إداري في حزب بريتون الشيوعي) ، ترجمت المؤلفة قصتها المكتوبة من العربية إلى الفرنسية. ثم رافقها في شكل المحتوى المراد صقله. تتناول في كتابها حالة المرأة من خلال قصص - مؤثرة أحيانًا - لنساء من سوريا.
"كوني امرأة أعطاني فرصة. في حين لم يتمكن حتى رجال المنزل من الذهاب ، دعيت لتناول الشاي معهم، "تقول مها حسن. في هذه العشرات من الصفحات، أراد الكاتب أن يظهر "الحميمة" لهؤلاء "النساء في الظل". الحرب والنفي والجنس والظلم: ينسف الكثير من الأحكام المسبقة حول المرأة.
وقد استقبل الكتاب بحماس
"إنه كتاب كان علينا الدفاع عنه مع الموزعين. لقد كانت ردود الفعل الأولى من القراء متحمسة "، يؤكد إسماعيل دوبون. لقد شاركوا في حوالي عشرين اجتماعًا في فينيستير وبقية فرنسا. قالت مها حسن بدهشة: "لاقى الكتاب استحسانًا خاصًا من قبل الجمعيات النسوية التي استقبلتني".
تم اختيار الكتاب مؤخرًا لجائزة الرواية لمدينة Carhaix. يرد إسماعيل: "إنه يمثل الوعد الذي يجده عددًا أكبر من القراء". أما مها ، فهذا دليل على "الاعتراف"...)
وبالنسبة إلى الكاتبة سارة عمر، نقرأ تحت عنوان
الكاتبة الدنماركية الكردية سارة عمر تفوز بجائزة لورينتالز لعام 2021
L’écrivaine dano-kurde, Sara Omar remporte le prix Lorientales 2021
التالي:
( باريس - فازت الكاتبة الدنماركية من أصل كردي ، سارة عمر ، بجائزة لورينتال 2021 عن روايتها "غسالة الموت" ، التي تدين عنف الذكور وجرائم الشرف التي ضحيتها نساء وفتيات في المجتمع المحافظ الكردي.
تُمنح جائزة لورياناليس كل عام من قبل الجمعية الثقافية Les Lorientales ، التي تم إنشاؤها في عام 2010 في لوريان ، والتي تركز على الثقافة الشرقية ، من المغرب العربي إلى الشرق الأوسط.
كلمات لجنة تحكيم لورينتال:
- رواية قوية وقوية ونابضة بالحياة ، مع قصص مؤثرة وحتى مؤثرة تغرقنا في سيل مضطرب
- تأثر بشخصية الجد عالم عطاء ومحبوب
- رواية محبوبة ومكتوبة بشكل جيد للغاية
- يبدو أن الكاتبة تتحدث عما تعرفه ، ربما تعيشه
- كاتبة شابة تبلغ من العمر 34 عامًا ، شجاعة وكاتبة أول رواية رائعة ، قوية ..
- ملخص لجميع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها المتطرفون تلك الأسئلة والأسئلة ، كتاب أساسي..
- إعصار من العواطف والمعاناة ولكن أيضا الفرح والحنان من خلال شخصيات الجد والجدة..
- نص يأخذنا إلى الشهادة
- هذا هو الكتاب الأول في سلسلة من ثلاثة ، ننتظر بفارغ الصبر الكتابين التاليين "
أصبحت الشاعرة والروائية الدنماركية من أصل كردي ، سارة عمر مشهورة عالميًا بعد روايتها الأكثر مبيعًا "غسالة الموت" ، وهي رواية قاسية ضد اضطهاد المرأة الكردية صدرت في تشرين الثاني 2017 وترجمت إلى عدة لغات بعد ذلك.
في هذه الرواية الأولى ، تبرز لنا سارة عمر في وجه الرعب الذي لا يزال يعيشه عدد كبير جدًا من النساء والفتيات الكرديات اليوم في العديد من المناطق الكردية التي تتميز بتقاليد محافظة تستمد قوتها من أكثر الإسلاميين صرامة. في الواقع ، في غسالة الموت ، النساء والفتيات ما هو إلا ظل لأنفسهن وحياتهن معلقة فقط بخيط قطني يمكن أن ينكسر في أي لحظة ، حيث يرى المجتمع الكردي المهيمن كل المصائب التي تصيبه تخرج مباشرة. من الجنس الأنثوي.
تركز روايتها الأخيرة: راقصة الظل La danseuse de l’ombre (2019) على حقوق المرأة وتستند إلى قصة فرمسك التي تعيش في مجتمع يهيمن عليه الذكور من حولها في كردستان.
حتى الآن ، حصلت سارة عمر على العديد من الجوائز عن رواية" غسالة الموت " of " (Dødevaskeren) وأيضًا عن روايتها: راقصة الظل.
من بين الجوائز التي حصلت عليها سارة عمر ، يمكننا الاستشهاد بجائزة (الأمجاد الذهبية) ، وهي أعلى جائزة أدبية في الدنمارك ، والتي مُنحت لها في 18 تشرين الثاني عن روايتها: راقصة الظل، و 2019 Human Rights الجائزة ، الممنوحة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، وكذلك جائزة prix des lecteurs (جائزة القراء) عن "غسالة الموت".
من هي سارة عمر؟
نجت سارة من مذبحة حلبجة التي ارتكبها الدكتاتور العراقي صدام حسين في آذار 1988 ، وهربت إلى الدنمارك مع أسرتها في سن الـ 15 عام 2001. ولكن سرعان ما أصبحت سارة امرأة تُطلق النار عليها بسبب كتاباتها. تندد بجرائم الشرف ، التشويه الجنسي ... التي تقع ضحاياها الفتيات والنساء في جنوب كردستان.
تعيش سارة عمر اليوم تحت حماية الشرطة لكنها لم تتخل عن محاربة العنف ضد النساء والأطفال. حتى أنها شاركت في منظمات حقوق المرأة والطفل مثل لجنة الأمم المتحدة للمرأة والمنظمة الدنماركية غير الحكومية مينو الدنمارك ، وكذلك في حملات منظمة العفو الدولية المتعلقة بحماية المرأة. تشارك في العديد من الفعاليات وأنشطة التوعية من خلال التحدث عن مواضيع تتعلق بحقوق المرأة وجرائم الشرف والتحرر الجنسي وعنف الذكور.)
وما يعمّق هذا الأثر هو الوارد على الغلاف الدنماركي لرواية "غسّالة الموت" لسارة عمر:
( أشجع كتاب نشر منذ سنوات ”؛ "الأدب الذي يمكن أن يغير مجتمعنا" ؛ "ثورة تجد أقوى رواية لها" ؛ "إثراء للأدب الدنماركي". ونادرًا ما أجمع النقاد على الإشادة بكتاب ظهر كواحد من أعظم النجاحات الأدبية في الدنمارك في السنوات الأخيرة. تم إصدار رواية ("غسالة الموت") في 30 تشرين الثاني 2017 في المكتبات ، وقد بيعت بالفعل أكثر من 50000 نسخة ، في بلد تكفي فيه مبيعات 10000 لتحقيق أفضل المبيعات.
تتم مقارنة مؤلفتها ، سارة عمر ، 31 سنة ، بالروائية الدنماركية كارين بليكسن أو خالد حسيني ، مؤلف كتاب "الطائرات الورقية في كابول". هي من السليمانية في كردستان العراق ، وتركتها في العاشرة من عمرها. بعد خمس سنوات في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط ، وصلت عائلتها إلى الدنمارك في عام 2001.).
من المؤكد أن الذي قرأناه هنا وهناك، مبهجٌ، جهة تأكيد الذات الأدبية والإبداعية، وقابلية كل منهما للتكيف مع عالم مختلف، وأكثر من ذلك، تلك الأهلية النفسية في هضم مؤثراته، والوصل فيما بينها، وما جرى هضمه بالمقابل، في المجتمع الذي يعنيهما، ولفت الأنظار بامتياز. سوى أن الذي يستوقف النظر، هو ما إذا كان هذا الذي يجري تثبيته على الغلاف الخارجي، وما يتردد طيَّ العنوان في إطار مقال تقريظي، أو ينوّه إلى جرأة كل منهما من ناحية، وتلك السلبية التي تميّز العالم الذي خرجتا منه نافذتين بجلدهما، وما فيه من تخلف ورعب، وليكون العالم الذي انتقلتا إليه بمفهومه الجغراقي " الغربي " والثقافي – الأدبي، وحتى الديني ملجأ أمان لهما من ناحية أخرى. وهو ما يسهل تبيّنهما، والمساءلة حولهما، في التطابق بين المتردَّد غربياً عنهما، وما عبَّرتا عنه بلسانهما، إضاءة لعالم رواية كل منهما، وشعورهما بتلك السكينة الفردوسية، المقدَّرة، التي تترتبان على قولهما: أي تكون إحداهما كاتبة، وقارئة لما تكتب شيء مختلف.
في العالم الأوربي، الغربي، الرأسمالي، وبعيداً عن أي سجال إيديولوجي، وانطلاقاً من الكتابات التي تنتمي إليه، وفي مثال " فوكو " السالف الذكر، ما ينوّه إلى ذلك، ليس لتلك اليوتوبيا التي يعيشها الكاتب أو الكاتبة " الشرقية " نفسياً، أو " المدينة الفاضلة " ذلك الوجود الفعلي. إذ إن مجرد التقابل، بنوع من التضاد بين العالمين، يسيء إلى حقيقة كل منهما في الحال، وبصورة خاصة، إذا كان التركيز جارياً على المأثور الديني، وفي الآن الراهن، وما يدشّن لأخلاق أحاديَّة الجانب، وتصورات اجتماعية لا تخفي توجهها الإيديولوجي بالمقابل، وفي العمق. كما هو الممكن تقصّيه في بنية المردود، إن من جهة مَن يمارس تعريفاً بالرواية هذه أو تلك، والسرد الشرّاني المحض، بنسبة عالية، لعالم الشرق، والمفعم بالخير والمؤمثل لعالم الغرب، أو بصورة أكثر خصوصية، حين نحيط عالماً بتلك الذهنية المجتمعية القائمة على خبرات تاريخية، والقادرة على التلاعب بالمشاعر والعواطف، ورسم خطوط متقابلة ومتوازية لا تتلاقى، وتناسي، أن الذي يعاني منه الشرق، من بنى تخلف، وفي سياق ما سمّاه أحدهم بـ " سيكولوجية الإنسان المقهور " وتالياً " المهدور "، أعني به " مصطفى حجازي، في كتابيه ، بالتتالي، ليس الغرب بقوى السيطرة ماضياً، والمعولمة بسرديات عنفها الكبرى، بحامل براءة ذمة، أي معفى من الضلوع في تنمية أوجه تخلفه، عبر تلك آليات سيطرة مختلفة، وقوى تابعة، في مصلحة تخومات سياسية كوكبية مشتركة ، وربما كان الذي تعرض له إدوارد سعيد، في كتابه: الثقافة والإمبريالية، نقله إلى العربية وقدَّم له: كمال أبو ديب، دار الآداب، بيروت،1997، مفيداً، وتحديداً، جهة العلاقة بين الانشاء الإمبريالي للثقافة، ومقام الرواية، وتحولات السرد في سياقها، كما في الفصل الأول: أقاليم متقاطعة ، تواريخ متواشجة، ص 73، وما بعد . أي حيث لا يوجد مفهوم بسيط عملياً.
قبل ذلك، ما أفصح عنه فرانز فانون، في كتابه المهم جداً في معاينة هذه العلاقة المركَّبة: معذبو الأرض.
ويدخل الجنس، بمفهومه الواسع والاستطرلابي في لعبة التجاذبات، وقدرة الثقافة التي مثّلته، واستغرقتْ مجتمعاً قارياً بأكمله وأبعد، على الدفع به، وتطييفه، ليكون هو وأبعد مما هو. وهنا نعاين ( الجنس كسلطة، الجنس كمعرفة، الجنس كلذة، وأيضاً: الجنس كتعريف، الجنس كتجيير لمفهومه، الجنس كانشقاق قدري موجه في الجسد الواحد، والجسد الواحد في انقسامه على نفسه تحت رعاية الجنس الواحد ذاك، والممثَّل ذكورياً حيث يكون الجسد المعرَّف به أنثوياً...)، كما حاولتُ تتبع ذلك، في كتابي: الإسلام مدخل جنسي " دراسة تاريخية، منشورات الريس، بيروت،2013، ص 59 . وهو ما يستحضر في الحال أطروحة عالم الاجتماع البولندي الأصل زيجومنت باومان (1925-2017)، في صنافتها الموسوعية " الحداثة السائلة " ومكْرها غربياً.
ثمة الكثير الذي يمكن للثقافة الغربية النشطة في نطاق نشر الكتاب أن تقوم به، اعتماداً على المخزون النفسي، الاجتماعي، الاعتقادي الاستقطابي للآخر، وكيفية الربط بين عالَمين، يستحيل تجاهل التباين بينهما: عالم هو ملاذ الأمان " الغرب " وعالم يمثّل الجحيم " الشرق "، وفي الجنس بموقعه المحوري، يمارس حضوره الاستئثاري، بأكثر من معنى ، حيث إن كل مفردة يجري تسطيرها، لها دور فاعل، تبعاً لدراسة محيطية تراعي فيها رصيدها الاعتباري داخلاً وخارجاً، وبدءاً من العنوان، كما في مقال :
مها حسن كاتبة بهويات متعددة
Maha Hassan, une écrivaine aux identités multiples
وما يلي العنوان هذا:
( باريس - في 16 نيسان ، استقبل المعهد الكردي في باريس مها حسن بمناسبة إصدار روايتها "نساء حلب" التي كتبتها بمساعدة قيّمة من إسماعيل دوبون. مها حسن ، كاتبة ذات هويات متعددة ومتضاربة أحيانًا ، لا تتوقف أبدًا عن التشكيك في الانتماء البيولوجي الذي نود حصره فيه. وفي الواقع ، فإن مها حسن ، كردية سورية ولدت وترعرعت في حلب دون أن تتعلم لغتها الأم.و تنحدر مها أيضًا من أصول أرمنية حيث أن جدة أحد أسلافها هي امرأة هربت من الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915.
وتقول مها حسن إنها قبل كل شيء مواطنة عالمية تحمل الجنسيتين السورية والفرنسية. وإذا تحدثت عن هويتها الكردية ، فإن ذلك للفت الانتباه إلى المذابح التي عانى منها الكرد منذ أكثر من قرن والذين ما زالوا يعانون حتى اليوم. وبالفعل ، خلال عرض كتابها ، قالت مها حسن إن بوصلتها الداخلية مؤلمة وأنه تضامناً مع المعاناة الحالية للشعب الكردي ، تسمي نفسها كردية ، وإذا ضربت مصيبة غداً الشعب الفرنسي ، فإنها ستطلق على نفسها. الفرنسية دون تردد. وبصرف النظر عن ذلك ، من المستحيل عليه إدخال صناديق الهويات / الأصول العرقية ...إلخ. مثل أمين معلوف ، ترفض مها بعنف "الهويات القاتلة Identités meurtrières " ، دون أن تنسى الهويات المكسورة.
ومها حسن ، لاجئة في فرنسا منذ عام 2004 ، تحمل الجنسية الفرنسية. الكاتبة الناطقة بالعربية التي نشرت أكثر من اثنتي عشرة رواية ، قبلت مها التحدي المتمثل في كتابة أحدث رواياتها "نساء حلب" بالفرنسية ، رغم أنها كانت بحاجة إلى المساعدة في ذلك. والنتيجة، رواية من أكثر من 450 صفحة تصور حياة عشرات النساء ، معظمهن نساء من عائلة مها: الجدات ، والعمات ، وأبناء العم ، والأخوات ، وبنات الأخت ، ووالدتها ، ومها نفسها ، وحتى ابنتها التي لم تولد من قبل. ... النساء ضحايا جرائم الشرف ، النساء المضطهدات باسم الإسلام ، النساء المنفيات ، الناجيات من الإبادة الجماعية ، النساء ضحايا الحرب ، النساء اللائي يمارسن الجنس المكبوت ، النساء ضحايا العنف المنزلي ، النساء المحرومات من التعليم ، النساء اللواتي يكافحن من أجل الهروب عالم أبوي ومعاد للنساء في الشرق الأوسط ، نساء ليس لديهن سوى مها للتعبير عن كل الرعب الذي أصابهن منذ طفولتهن الأولى لأنهن ولدن نساء ...
وبعض فصول "نساء حلب" تجعلنا نفكر في رواية "غسالة الموت" لسارة عمر ، وهي كاتبة كردية دنماركية تعيش تحت حماية الشرطة لشجبها جرائم الشرف وعنف الذكور داخل المجتمع الكردي المحافظ. وفي الواقع ، حتى لو اشتملت رواية مها على مجال أوسع من العنف ضد المرأة (سواء أكان من الدولة ، أو دينيًا ، أو ثقافيًا ، أو عرقيًا ، أو جنسيًا ، أو عنصريًا ، وما إلى ذلك) ، فإن وحشيتهن والأثر المدمر الذي تسببه تتشابه في الروايتين.
إسماعيل دوبون ومها حسن
ولدتُ لأروي قصص النساء
وما يأتي بلسان الروائية مها حسن، وكيف أنها ولدت لتروي قصص النساء:
تقول مها حسن إنها تشعر بتكليف من النساء اللواتي قابلتهن في حياتها ليكون صوتهن مكبوتًا.
وتقول مها: "لقد ولدت امرأة لأروي قصص هؤلاء النساء من حولي: نساء في عائلتي ، نساء من أماكن أخرى ، جيران ، أبناء عمومة ، أصدقاء ، جعلوا أنفسهم غرباء. نساء يخرجن من الظل عشن في ظلم وخوف ، نساء تضررت حياتهن بسبب الحرب والنفي. لقد ولدت في هذا المجتمع الشرقي المستبد لأشهد على تجارب النساء في هذا العالم الضائع بشكل نهائي ، والذي كان سوريا قبل الثورة والحرب الأهلية. لقد ولدت هناك لأذهب إلى المنفى وأكتب هذا الكتاب الذي أصبح ممكنًا وضروريًا من خلال المسافة والبعد. ولدت لأروي ونفت نفسي لأنقذ قصصي. »
نساء حلب ، رواية تأخذنا في رحلة عبر التاريخ من الإمبراطورية العثمانية والإبادة الجماعية للأرمن إلى الحرب في سوريا التي ألقت بملايين النساء والرجال على دروب المنفى. وهي أيضًا رواية تأخذنا إلى عفرين ، التي كانت ذات يوم ملاذًا للسلام في خضم الحرب السورية ، وهي الآن "إسلامستان" مع مرتزقة جهاديين على حساب تركيا الذين ارتكبوا جرائم حرب. وهي أيضًا رواية تشكك فيها مها في مكانتها في المجتمع الفرنسي ، الذي غالبًا ما يصنفها على أنها امرأة عربية مسلمة بسبب لهجتها ولون بشرتها. للقراءة لاكتشاف عالم أنثوي ثري وغير متوقع )...
وما تنوّه إليه مها حسن، جهة النماذج التي أبصرت عبرها عالمها النفسي، وهي تمثل ذكوراً، وليس نساء، كان أحرى بها أن تنوع، على الأقل، فيها، بغية تحقيق نوع من التوازن بينهما:
( أشعر بقرب من سارتر ، رامبو ، كامو ، أندريه بريتون ، جاك فاتشي ، دريدا ، إلخ. لذلك سوف أشفي هنا. في هذا البلد الذي أعرفه ، كما لو كنت هناك من قبل ، من خلال الأدب والسينما.
أجد نفسي كثيرًا في سلسلة الأفلام الوثائقية الفرنسية: قصص أمَّة "Histoires d’une Nation" التي أثرت فيّ بشكل كبير. أعطتني الشعور بهذه الشرعية التي افتقدتها ، سواء في سوريا أو في فرنسا. بعد الانتهاء من هذه السلسلة ، تمشي في مورليكس ؛ مدينتي الحالية امرأة التقيت بها تحدثت معي. شيء عادي مثل "الجو بارد". قلت له نعم. ثم أجابت: "ومن أين أنت؟". هذا هو السؤال الذي كنت أسمعه بشكل منهجي منذ ما يقرب من 17 عامًا وأنا أعيش في فرنسا.
و:هوية جديدة
رغم مرارة عدم الحصول على الشرعية ، أعطتني حياتي في فرنسا الأمن وحماية حريتي.
هنا ، وجدت جزءًا من هويتي المفقودة ، الهوية الكردية. هذه الهوية التي كانت ولا تزال ممنوعة ومحتقرة في سوريا.
كما ورد ذلك في مقال: بداية من مها حسن ، والشرق الأوسط والأدنى
ENTRÉES PAR MAHA HASSAN, Moyen et Proche Orient )
وأن الذي يعرّف بسارة عمر، لا يبعدها عن سابقتها، أو نظيرتها الكردية بالذات. وهناك تركيز مكثف على روايتها، ومن تكونه الكاتبة، وما تمثّلته إبداعياً في روايتها هذه.
وحين نقرأ مقال غسالة الموت، لسارة عمر
غسالة الموت سارة عمر
La laveuse de mort de Sara Omar
4 أيار 2021
( كردستان ، 1986. عندما تأتي فرمسك الضعيفة إلى العالم ، فهي غير مرحَّب بها في نظر والدها. إنها مجرد فتاة. بالإضافة إلى ذلك ، يحمل رأسها الأصلع رقعة صغيرة من الشعر الأبيض. فهل هذه علامة من عند الله؟ هل هي رمز مبارك أم ملعون؟
تخشى والدة فرمسك على حياة ابنتها. عندما يهدد زوجها بدفنها حية ، فإنها لا ترى حلاً سوى أن توكلها إلى والديها.
جوهر ، جدة فرمسك لأمها ، غسالة الموت. تعتني بأجساد النساء التي لا يدعي أحد أن يلمسها أو يدفنها: نساء قُتلن في العار والخزي. وجدها عقيد متقاعد ، على عكس زوجته ، لا يقرأ القرآن فحسب ، بل يمتلك مكتبة غنية. هذا البيت الخيّر لن ينجح إلا لفترة من الزمن في حماية فرمسك من التهديدات الجسدية والنفسية التي لا ترحم والتي تقترب منها ، في بلد يعاني من الحرب والإبادة الجماعية والكراهية.
من ذلك:
ولدت فرمسك ، واسمها الأول يعني الدموع ، في كردستان العراق عام 1986 في زاموا (مدينة خيالية) وكان لديها خصلة شعر بيضاء عند الولادة. هذا القفل وجنسها لعنة مزدوجة على والدها (ولكن ليس فقط) الذي لا يرى فيها سوى عبء لا طائل منه ، ولن تدين بخلاصها إلا ببراعة وكرم الزوجين الأخيرين ، درويش وجوهر، أجدادها من الأمهات الذين سيخلصها من موت محقق.
الموت منتشر في كل مكان في هذه الرواية ، ليس فقط من خلال الحرب الإيرانية العراقية التي تضرب البلاد ولكن أيضًا للنساء ، ولا يجنب أفراد الأسرة أو حي فرمسك عندما يحل الشك حول نقاوتهم أو إخلاصهم ولكن أيضًا من خلال الدور الذي لعبته جدتها جوهر، لتتولى دور غسالة الموت ، التي تنظف الميتة المتروكة، المشوهة وتعذب، المنسية من قبل أهلها ، وتعطيها مظهرًا كريمًا ونظيفًا في الرحلة الأخيرة.
هذه الرواية ، وهي الجزء الأول من ملحمة حول شخصية فرمسك ، تحكي قصة طفولة الفتاة منذ ولادتها حتى سن الخامسة ، طفولة مكونة من العنف في بلد مزقته الحرب والانتهاكات. اسم إله ، إيمان ، جهل.
لمرات عدَّة ، اعتقدت لنفسها أن هذا يجب أن يكون بالضبط أعظم ضعف للإنسان. أن يؤمن المرء بشكل أعمى ويضع ثقته في قوة أعلى ، بدلاً من أن تجعل الأمور أفضل ، فإنها تزيدها سوءًا. (ص 306)
هذه القصة روتها لنا فرمسك بنفسها ، في عام 2016 في الدنمارك عندما خضعت للتو لعملية جراحية في المستشفى. إنها تعهد بأفكارها وذكرياتها إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بها بينما لا تثق في كل شيء وكل شخص. إنها في حالة توتر دائم وخائفة من فكرة التعرف عليها.
هذه الرواية جوهرة ، جوهرة قاسية جدًا بالسياق ، من خلال بعض المشاهد الصعبة ، لكنني لم أجدها مستعصية على التغلب عليها لأنها ضرورية للتنديد باللامكان والمأساة التي تعيشها النساء والجنس الأنثوي مهما كان العمر ، تحت التأثير. من الرجال (وبعض النساء) الذين لجأوا إلى الدين ليحكموا الخوف والرعب باسم الله الذي توجه تعاليمه وتفسيراته كل دقيقة من حياتهم ، وهي ذرائع لكل تجاوز.
من خلال الزوجين اللذين شكلهما درويش ، الكافر لأنه زرادشتي ، وجوهر ، المسلمة التي لم تنفصل أبدًا عن "القرآن " الذي تستمد منه قوتها ، تطرح المؤلفة تأملاتها الخاصة (لأنه كيف لا نفهم أن هذه الرواية جزئية سيرة ذاتية) عن مكان المرأة ، فإن العنف المعنوي والجسدي والنفسي الذي عانى منه منذ الولادة ولكن أيضًا انعكاس على الإيمان ، وتفسير النصوص المقدسة التي يصنعها الرجال منهم لوضع قوانينهم.
ولكن لماذا كان عليها أن تطلب الرأفة من خالق الجلادين؟ (ص 305)
رواية يشك المرء في أنه يصعب أحيانًا الاحتفاظ بالاشمئزاز والغضب والتمرد ، لكنها رواية مفيدة وضرورية لتكريم كل هؤلاء النساء اللاتي ضحي بهن على مذبح العنف والقمع والانتهاكات بجميع أنواعها. شهداء ...
أنا مرتبطة بشكل خاص بهذين الجدّين الموحدين والمتسامحين والخيرين ، حيث أذهب إلى حد الترحيب بأيتام أسرهما ، والفقراء وعلى وجه الخصوص درويش، الجد، العقيد السابق في الجيش ، الذي هو بطريقة ما فيلسوف الأسرة ، ذهب إلى حد اللعب بعبثية سلوك البعض ، محاولًا أن يفتح أعين أحبائه ليس على الدين نفسه ولكن على ما صنعه الرجال منه.
- هل يمكن أن تخبريني ما هو القرآن وما هو الكتاب المقدس؟ (...) - تلقي كلمات الإله الظل نفسه ، وكل كتاب ما هو إلا ظل مؤلفه. هذا هو السبب في أننا يجب أن ننتقد دائمًا الكتب التي نقرأها ، خاصةً إذا كان من المفترض أن تمليها منذ قرون بعض القوى الخارقة للطبيعة. (ص 251)
نعم ، يمكن أن يكون العنوان والمحتوى مخيفًا ، وقد انتظرت اللحظة المناسبة للتعمق فيه ، لكن هناك روايات ضرورية حتى لو كان الموضوع صعبًا ، إذا كانت بعض المشاهد قاسية أحيانًا ولا يمكن تصورها بالنسبة لنا ، يجب علينا مواجهتها لأنه يحدث على كوكبنا ، وليس بعيدًا عن الوطن وفي أغلب الأحيان مع الإفلات من العقاب.
خرجت من الغضب والتمرد ونوع من عدم الارتياح ليس بسبب الكاتبة وكتابتها ، التي عرفت كيف تخلط هذا العنف مع الحنان الذي يتلقاها فرمسك من أجداده ، ولكن من خلال الحقائق المتعلقة بها والتي للأسف ليست خيالية ولكن انعكاس لحالة أنثوية مكمّمة ومُعذَّبة ، تُعتبر حقيقة عيشها جريمة بالفعل. أعجبني موقف سارة عمر بعدم جعل قصتها تهمة ضد الدين نفسه ولكن من خلال الترجمة التي وضعها الرجال لتأكيد سلطتهم.
انقلاب على الشجاعة التي استغرقتها الكاتبة سارة عمر لكتابة مثل هذه الرواية ، الأمر الذي جعلها تهدد بالقتل ، لأنه عالم لا يمكن فيه التنديد ، عالم حيث ولدت امرأة فيها لعنة ، عالم فيه تُمارس سلطة الرجال في نواحٍ عديدة. رواية صعبة وضرورية ولكنها ليست مستعصية على التغلب عليها، ولأنني لا أريد أن أعيش أغلق عيني ولا أستمع للأصوات التي لديها الشجاعة للنهوض لوضع الكلمات على ما لا تريد أعيننا أن تراه دائمًا ، اسمع .
إشارة خاصة للغلاف الذي أجده رائعًا وأنتظر بفارغ الصبر الجزء الثاني: راقصة الظل Le danseur des ombres ، الذي لم ينشر بعد في فرنسا والذي حصل على الجائزة الأدبية الدنماركية (أمجاد الغار الذهبية) لأنني تركت فرمسك في محنة في العمر 5 وفي حالة من الفوضى في سن 32. ترجمة إلى الفرنسية ماشا داتي)
وما يعمّق في المأساة التي تتجسد في بنية الرواية:
(كذلك: تم بناء العمل بين فترتين: 1986 وأكثر في كردستان العراق ، من ناحية ، ومن ناحية أخرى في آب 2016 ، في مستشفى في الدنمارك ، حيث يعالج فرمسك.
لماذا تلحق كل هذه المعاناة والإذلال بالنساء؟
لماذا يعتمد جزء كبير من هذه الثقافة على الأكاذيب والابتسامات المزيفة؟
لماذا مثل هذه الوحشية - التي لم يسمع بها من قبل - التي تعامل بها بعض النساء في خصوصية منازلهن؟
لماذا الثمن الذي يجب دفعه للوجود كإنسان باهظ جدًا؟ والكثير من المسلمات اللائي اختفين دون أن يترك أثرا؟ .
قلم رائع لقول العار ، هل يظن المرء أن فرمسك هي الكاتبة ، لاجئة في الدنمارك؟ أول روائية كردية في نهاية التسعينيات؟
رواية صعبة للغاية في القراءة ، عنيفة ، عنيدة ، تقشعر لها الأبدان من الصفحات الأولى ، هذا مؤكد ، لكنها ضرورية حتى يعرف الجميع أنها موجودة بالفعل ويفتح الجميع أعينهم من أجل القتال خطوة بخطوة حتى تنتهي هذه الرعب .
تشارك الكاتبة مع العديد من المنظمات والجمعيات لمكافحة العنف ضد النساء والأطفال.
"أمطرت صدمتها عليها مثل وابل من اللكمات والركلات.").
وهناك مقتطفات قليلة من هذا النص الرائع ، لقد كتبت المنشور منذ فترة ، وفي هذه الأثناء ، وضعت في غير محله ، أو رميت ... أوراقي الصغيرة حيث تم تدوين المقتطفات !!! ونعم ، عندما لا يكون لديك رأس ...
كلوديوس
الصفحة الأولى
10 آب 2016
مستشفى سكيجبي ، الدنمارك
خرجت خادة من المنزل. ثوبها ملطخ بالدماء. والدها في أعقابها. إنه يستعير غضباً، ويصرخ أن العار قد أصاب عائلته للتو. "شرفي قد انتهك! عائلتنا في حالة خراب ، مثل المنازل المحيطة بنا. خاندا تصرخ بصوت خشن. لقد أرادت فقط تجربة الدراجة ، وبدأ الدم يتدفق. انها خائفة. لقد أرادت فقط أن تطمئن. تخاف من الدم الذي نزل منها فجأة. يشبه البول الأحمر السميك. خائفة من والدها الذي هوج لحظة رآها.
أمسكها من شعرها وضربها على طريق الحصى. يبدأ حشد في التكون. "كانت فقط تركب دراجتها ،" تصرخ بصوت عال من خلفهم. تجنيب ابنتنا. تجنيبها يا زوجي. حياتنا الصغيرة. يضرب الأب ابنته بعنف ويسحبها إليه. "لا أستطيع العيش مع فتاة قذرة!" يصرخ ، يسحب سكينًا من حزامه. "الله أكبر! الله أكبر ! شمع الأصوات من حولهم. الحرارة خانقة. سراويل الرجال الفضفاضة تلتزم بها. تشادور نسائي أسود ضيق محشو بالبخار.
غسالة الموت لسارة عمر ، ترجمة ماشا داتي من الدنماركية. طبعات ACTES SUD.).)
في الدرجة صفر للوعي التاريخي
هنا سأحاول التركيز على جملة نقاط ذات صلة بمفهوم الوعي التاريخي والذي يتداخل هنا مع وعي الكاتبة، بالنسبة لكل مها حسن وسارة عمر، لعالمها الاجتماعي، لمحيطها الجغرافي، لذاتها التي لا تنفكّ تعاود الحديث عنها، بوصفها كردية، وعما يصلها بمجتمعها، حيث يشار إلى ما هو ديني، أو تديني، وتأثير ذلك سلبياً في المجتمع الذي تنتمي إليه، والتفعيل السياسي له جنسانياً .
إلى أي درجة تمتلك الاثنتان، ومها حسن ، في الواجهة، ذلك الوعي التاريخي بما تتحدثان فيه تاريخياً، وسياسياً، بصدد موقعهما ككرديتين؟
ثمة ترابط في الموضوع، جهة الانتماء المجتمعي والسياسي والجندري.
لأبدأ بالأخير: الجندري. وأركّز على مها حسن، لأنها تسمّي أولئك الذين أثْروا ثقافتها، وهم ذكور، كما رأينا، ولكنها تتوقف، على الأقل، في منتصف الطريق. جهة النقد الذي مارسه هؤلاء ضد مجتمعاتهم، من الناحية السياسية، وما يأتي بالتوازي معهما. مثلاً، هل قرأت مها حسن مفكراً من وزن جاك دريدا، وهو ينتقد اوربا وسياستها تجاه مجتمعها، والعالم الآخر؟ أسمّي هنا ما يردُ تحت اسم " الضيافة " أي استقبال الآخرين وكيفية التصرف بمصائرهم. الضيافة مفهوم مدمر Hospitalité, un concept implosif، في منظور دريدا، حيث يتصرَّف بها على النقيض مما يتصوره أو يتخيله اللاجىء إليها. في نطاق هذا العنوان نقرأ (إن قول "تعال" للآخر ، والتفكير في الحدث باختلافه الذي لا يُحصى ولا يمكن التنبؤ به ، هو فتح فضاء مسياني. "تعال" يجب ألا يحصر الآخر في رغبة أو أمر أو طلب من نوع ديني. يجب أن يظل مجردًا ، صحراوي ، غير محدد ، بلا مضمون. إنسان أو حيوان أو شبح أو الله ، لا نعرف وصولنا. يمكن أن تخاف منه ، ولكن أيضًا طرده بعيدًا أو صده. الضيافة والإقصاء يسيران جنبًا إلى جنب).
أكثر من ذلك، وحديثاً، دروب الرعب والموت التي يسلكها هؤلاء المتجهون إلى أوربا، ومنها فرنسا، والنرويج" البلدان اللذات تقيمان فيهما "وكيفية التعامل معهم، والسياسة الأوربية النيو كولونيالية ضد العالم " الآخر " العالم الغريب، والمأخوذ كطريدة، بأكثر من معنى، كما تطرقت إلى ذلك في كتابي الكتروني في موقع أمازون : مرحباً أيها الموت وماذا بعد !) .
هنا وعي سلبي للموضوع، جهة التأثر بالآخر: الرجل، الذكر، دون معرفة امتداد التأثر هذا.
في كتاب مها حسن السّيري: أحد يسكن رأسي، والصادر عن دار المحيط- الفجيرة، الإمارات العربية المتحدة، ط1، 2022، تشير إلى ماكوندو، القرية المتخيلة من قبل ماركيز في رائعته : مائة عام من العزلة، وهي تقول مثلاً، بنبرة شاعرية(هل خلقتُ في تلك القرية، لأحمل ماكوندو الشمال السوري، من نهر عفرين إلى نهر السين، فأربط العالم ببعضه وأقول إن السرد هو صلة القرابة الأقوى بين البشر، أم أعيش خرافتي الشخصية، وأنا أنهزم أمام الواقع، وألوذ بالخيال ؟ .ص 15) .
والمفارقة أن نظيرتها الكردية التالية، تبتكر اسماً خيالياً لقريتها، لمنطقتها ساحة أحداث روايتها : غسالة الموت، وهو " زاموا" وثمة ما هو مصوغ شعرياً في الحديث عنها، ويذكّرنا بماركيز في هذا المضمار، في روايته آنفة الذكر(لدى سارةعمر: ولدت فرمسك ، واسمه الأول يعني الدموع ، في كردستان العراق عام 1986 في زاموا (مدينة خيالية) وكان لديه خصلة شعر بيضاء عند الولادة.) .
إنما في الجانب الآخر والمهم جداً، هو المتعلق بثقافتهما التاريخية: مها حسن العلمانية، الشيوعيَّة التربية، والحاملة لهذا الإرث التربوي العائلي معها إلى فرنسا والداخلة في شراكة كتابة مع إسماعيل دوبون، في " نساء حلب " وما في ذلك من معايشة لما هو شيوعي، جهة الحديث عن البريتوني والتشابه المذكور بينه وبين الكردي اجتماعياً. دون معرفة الفارقة في الانتماء المجتمعي والسياسي بالمقابل، حيث البريتوني يرتبط بمجتمع فرنسي وثقافة فرنسية.
وما يثير أكثر من تساؤل حول الحديث عن خاصية الكردية، لحظة الحديث عن جدتها جهة الأم أو الأب، وكيف يمكن تصريف الكردية، وهي تصرح بهذا التنويع الكشكولي أحياناً، وتبعاته، بالنسبة للمتلقي، وربط ذلك، بمفهوم الهوية، ومركّباتها، راهناً، وما أثاره أمين معلوف في " هويات قاتلة " وحدود هذا القتل، الرمزي، على صعيد التكوين النفسي، والذاكرة الفردية .
وهنا يمكنني القول أن الوعي التاريخي أو بالتاريخ وتجلياته السياسية يعادل الصفر. حتى في المسار الشيوعي والنقد الممارَس ضد التمركز الأوربي( كتابات سمير أمين في هذا المضمار، مقدَّرة هنا، وحتى كتابات المفكر التركي اسماعيل بيشكجي، ونقده الحاد للسياسة الأوربية ضد المنطقة، وضد الكرد على وجه التخصيص " مثال ذلك كتابه: كردستان مستعمَرة دولية ". وقبل ذلك جهة الممارسات الاستعمارية في القرن العشرين " المخطط الامبريالي: الفرنسي- الانكليزي، لتقسيم المنطقة، ومن خلال " اتفاقية سايكس- بيكو " وتقسيم الكرد بجغرافيتهم في الواجهة، وإلى الآن، تستمر معاناة هذا الإجراء ، ولفرنسا الدولة والسياسة دور لا زال مستمراً " وما يجري في المنطقة الآن، في سوريا مثلاً، وكيفية التعامل السياسي في سياق إدارة الأزمة...
وبغية توضيح هذه النقطة،لقد نشرت سنة 2000، كتابي : الحنين إلى الاستعمار " قراءات في أدبيات عصر النهضة، دار الينابيع، دمشق، ركّزت فيه على تلك المرحلة التاريخية، وما كان عليه المجتمع ثقافياً، وسياسياً، وهو ليس مديحاً للاستعمار، إنما في إطار مقارنة، وما يتعلق بالثقافة التي يحملها معه والمحفّز على التعلم وفهم الآخر والذات بالمقابل. وما أخشاه هنا، هو أن حديث أي من الكاتبتين ، إن من جهة النسوية، بمفهومها الجندري، وربطها بالمجتمع، أو من جهة وعي العالم، وما يجري على صعيد القوة المفعَّلة ( كتابات ادغار موران، وجان بودريار، مثال حي على ذلك )، وحتى بالنسبة لمثال أقرب إليهما: موقع كل من المفكرين: محمد أركون، وإدوارد سعيد، من السياسة الاستعمارية المتحولة، ومن المجتمع الذي يعيش فيه كل منهما: فرنسا بالنسبة لأركون، والولايات المتحدة، بالنسبة لسعيد، وتعرية السلبيات لدى كل منهما.
وكمثال آخر، لا يستهان بمحتواه البحثي- السوسيولوجي، ما يخص كتابات فاطمة المرنيسي، والتي تقوم في مجملها على هذا التداخل بين مقومات اجتماعية، يصعب الفصل بينها بيسر، وذلك من خلال الوعي التاريخي، الذي يشكل منظاراً واسع المدى لما هو غفْل من الرؤية العادية!
وقد كان على الكاتبتين أن تكونا أكثر وعياً، وبالنسبة لمها حسن أكثر، وهي تتحدث عن الحرية، والأمان،وبلغة لا تخلو من إنشاء أو سرد عاطفي، وحتى غير منضبط في مساراته، والأكثر مفارقة، حين تنسى أو تتناسى ما يجري في " عفرينـ:ـها " من مآس، من جهة تركيا وفصائلها المسلحة، وموقف أوربا السياسي السلبي مما يجري هنا وفي الجوار. فهل حقاً أن مها حسن تحمل وعياً سياسياً يترافق ووعيها الروائي؟ هل تحيط الكاتبتان علماً بما هو ديني سلوكاً، وكيفية تفعيل أثره سلبياً من قبل الذين يشيرون إلى عالمهما، أو مجتمعهما، وما يترتب على ذلك من كونهما ضحيتا مجتمع مثقَل بما هو ديني؟ أعتقد أننا إزاء موضوع كلّي ومركَّب، وللنظام المأخوذ بصفته" الأبوي " مقامه العالي والضاغط، ولعل الذي أفصحت عنه المؤرخة غيردا ليرنر" 1920-2013 " حول ذلك مهم جداً، في كتابها: نشأة النظام الأبوي، ترجمة: أسامة إسبر، منشورات المنظمة العربية للترجمة،2013، وفي نهاية كتابها الشيق ، إنما بعد هذه العبارة( إن افتقار النساء إلى معرفة تاريخ صراعهن وإنجازاتهم كان إحدى الوسائل الرئيسية لإبقائهن خاضعات. ص 433)، ومن ثم( لن تستطيع النساء تصور مستقبل بديل إلا إذا اكتشفن، كالمجموعات الأخرى، جذورهن وماضيهن وتاريخهن وأقررن به...ص 455 ).
أورد نصّي مقابلتين مع الكاتبتين، حيث يمكن الربط بينهما، ومكاشفة نوعية الثقافة التي تعرّف بها، وحتى طبيعة التفكير في المجتمع الذي يضمهما:
1-مها حسن امرأة صنعت الحرية
Maha Hassan, la liberté faite femme
روائية من الأقلية الكردية في سوريا ، ولدت مها حسن في حلب. منذ صغرها ، لم تتوقف أبدًا عن تفكيك الأصنام التي أقامها الشرق الديكتاتوري للنساء. تعيش اليوم في باريس حيث تواصل الكتابة ضد الفصل والقمع.
كاتيا غصن
2011-08
إن الأفكار اليسارية ، على عكس أي روح مجتمعية ، التي غرسها والده تميزت بمسيرتها المهنية ككاتبة وخياراتها الشخصية. كانت قراءات نيتشه وهيجل وماركس ضرورية ، حتى لو لم يسمح لها صغر سنها بفهم كل ما قيل هناك. تقول: "الكرد يحبون نيتشه ؛ إنهم يعتبرون زرادشت أباهم الروحي. درست القانون في جامعة حلب ، واكتشفت في سن العشرين فكرة سارتر والفكر الوجودي ، وهي فكرة لا تزال تناقشها ، رغم أنها لم تعد تشعر أنها محصورة ، منذ بضع سنوات ، في نظام واحد. معتقد. تعترف "أنا بلا ماجستير في السياسة كما في الأدب". هل هي نفسها في الحب؟ بالتأكيد. لا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك بالنسبة للمرأة التي لا تتوقف أبدًا عن تفكيك الأصنام التي أقامها الشرق الدكتاتوري للنساء.
أول روايتين لها ، اللامتناهي - سيرة الآخر ، ولوحة الغلاف، ظهرت في سوريا على التوالي عامي 1995 و 2002. وكانت الانتفاضة الكردية عام 2004 la révolte kurde de وعاشت منذ ذلك الحين في باريس كلاجئة سياسي. وتراتيل العدم ، 2009 ، حبل سري ، 2010 ، بنات البراري ، 2011 ، من إصدار رياض الريس في بيروت.
منحتها هيومن رايتس ووتش جائزة هيلمان-هاميت ، التي سميت على اسم شخصيتين أمريكيتين ، الكاتب داشيل هاميت وشريكته ليليان هيلمان ، اللذان تعرضا للقمع السياسي في بلادهما في الخمسينيات. وأعطى انتقاء روايته حبل سري من بين ستة متسابقين نهائيين لجائزة بوكر عربي مزيدًا من الوضوح لعملها وقرر النقاد والقراء إلقاء نظرة فاحصة عليها. والجوائز الأدبية أيضا لها جانبها الجيد ... وهذه الرواية المكتوبة بلغة مصقولة وآسرة ، تستند إلى مشكلة المواجهة بين الشرق والغرب كما وجدت في موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح والحي اللاتيني لسهيل إدريس ، على سبيل المثال لا الحصر. الرحلات التمهيدية لصوفي بيران في الغرب ورحلة ابنتها في الاتجاه المعاكس تجعلها رواية bildungsroman مكتوبة لأول مرة من وجهة نظر المرأة.
جرائم الشرف موضوع روايتك الأخيرة "بنات البراري". ما الذي جعلك على علم بهذا الموضوع؟
إن البيئة التي أتيتُ منها هي التي جعلتني بلا شك أحد هؤلاء الضحايا. أي امرأة في الشرق ، بما في ذلك في الهند وفي مختلف المجتمعات المسلمة ، هي ضحية محتملة. والمرأة التي معنا ليست ملكًا لها ، فهي ملك للزوج والأسرة ويجب أن تحافظ على شرفهما. هذه الجرائم منتشرة في سوريا وتفلت من القانون. وتتم التضحية بـ 300 امرأة سنويًا لإهانة أسرهن. ويظل هذا الرقم تقريبيًا. والمنظمات النسوية والإنسانية غير قادرة على تحديد العدد الدقيق لأن العديد من الحالات لا تزال مكشوفة. وينتهي الأمر بالنساء إلى الشك في عذريتهن على الرغم من عدم لمسهن من قبل رجل. إنهن يعشن في قاق حتى لا ينزفن ليلة الزفاف لأن غياب هذه القطرات القليلة من الدم سيشير إلى موتهن بالتأكيد. إن دماء كل هؤلاء النساء ملتصقة ببشرتي. لقد كرست هذه الرواية لذكرى هدى أبو عسلي ، الطالبة الدرزية في كلية الهندسة ، حيث المذبحة المروعة لأنها تزوجت من مسلم دون موافقة والديها. الرجل ، الجلاد الرئيس ، هو أيضًا ضحية لأنه محكوم عليه في أن يصبح قاتلًا. إذا لم ينتقم لنفسه ليغسل الفساد ، فإن رجولته تكون موضع تساؤل وسوف يلاحقه العار. ولسوء الحظ ، يظل العديد من المثقفين الذين ينادون بصوت عالٍ بالأفكار التقدمية أسرى هذه القوانين البربرية والعصور الوسطى في حياتهم الخاصة.
كيف تبنين هويتك؟
الهوية بالنسبة لي عملية في صيرورة دائمة ويجب بناؤها في كل مرة. وعندما تتجمد ، فإنها تحبس الشخص وتغلق عليه.وأنا قادمة من أقلية كردية أتحدث لغتها ، ونشأت في بيئة عربية أنتمي إليها أيضًا بالكامل - بالمناسبة أنا أكتب بالعربية – وقد عشت منذ البداية في فضاء متغير ومعقد لـ "الهوية". وأنا مسلمة بينما كنت لا أدري ومتزوجة من بريتوني فرنسي. مزيج كل هذه المكونات ، التي ليست بالضرورة متجانسة ، تشكل هويتي الحية وتثريها من خلال الانفتاح على الآخرين على الرغم من حقيقة أن الآخر كان في الغالب بالنسبة لي "هذا الجحيم" الذي يتحدث عنه سارتر. ويجد الفرد صعوبة في إقامة علاقة مع الآخرين على أسس متقلبة ويحاول دائمًا حبسهم في هويات مغلقة أكثر تطمينًا. وأعتقد أن عملي الأدبي مدين إلى حد كبير لهذه الهوية المتعددة.
أي نسوية أنت؟
أنا لا أنتمي إلى فئة النسوية السلبية féminisme négatif ، فئة تظهر موقفًا متضاربًا تجاه الرجال. الرجل والمرأة بالنسبة لي مكملان لبعضهما بعضاً ومبنيان في المواجهة المفيدة مع الآخر. ويجب أن تكون علاقتهما علاقة مشاركة وليست رفضًا. ولا تتكون النسوية من الحبس فيما يسمى بالطبيعة الأنثوية التي لا يستطيع الإنسان اختراقها ، وإنما في قبول الآخر كجزء من الذات. ومن جدتي ، القابلة التي تخاف وتقدر على حد سواء ، وتتردد على عالم الرجال وغالباً ما تطلب تقديم المشورة والعلاج ، ورثتُ الجرأة على العبور إلى الجانب الآخر من الحاجز. علاوة على ذلك ، يمكن أن تكون إحدى سمات كتابتي ، في رأي البعض ، رجولتها/ ذكورتهاsa masculinité. وفي مجال الفنون أرفض مفهوم الأدب النسوي. هذا المفهوم اختراع ذكوري لإنشاء فصل بين الأدب الذي يصنعه الرجال وآخر ، وهو الأدب الخاص بالنساء ، والذي سيكون أقل نطاقًا. علاوة على ذلك ، فإن أزواج الكتاب في بلدنا لا يقدمون لنا صورة طليعية عن أنفسهم: أدونيس وخالدة سعيد ومحمد الماغوط وسنية صالح وسعد الله ونوس وفايزة شاويش ومحمود درويش ورنا قباني التي تزوجت لاحقًا من باتريك. الختم ، يبقى في الأنماط التقليدية إلى حد ما. وربما يكون عقل العويط وجمانة حداد هما الوحيدان اللذان انتهكا القاعدة ، مما يدل على إمكانية وجود طريقة أخرى للعمل بين الرجل والمرأة.
كيف تحددين الكتابة التجريبية التي تقولين عن أنك تنتمين إليها؟ وأين تقفين مقارنة بكتاب جيلك؟
لا تخضع الكتابة التجريبية لأي قوانين أو قيود سابقة. إن كل عمل ، أثناء الكشف عنه ، يخلق نفسه وينتج شيئًا جديدًا. وغالبًا ما تبدأ الرواية بلحظة عاطفية. والفكرة الأولية هي مادة خام تتغير باستمرار مع تقدم العمل. وأنا لا ألتزم بأي مدرسة وأحذّر من وضع العلامات وفقًا لفترات زمنية مثل "الأدب بعد 60" على سبيل المثال. أنا ضد تسميات "الرواية السورية" أو "الرواية اللبنانية" أو غيرها لأن تجربة كل كاتب فريدة ولا يمكن اختزالها في تجربة أخرى. ولا أضع نفسي في حركة الكتاب السوريين من جيلي. أما التداخلات والتأثيرات ، فالأمر متروك للنقاد في الحديث عنها.
ما الذي أعطى هذا الحجم للثورة السورية على الرغم من شكوك البعض في البداية لرؤيتها تنتشر؟ كيف ترين تطور الوضع؟
كانت الأرض مهيأة للثورات التي اندلعت في دول عربية أخرى. كانت بالفعل في الهواء. ما كان جائزاً في أماكن أخرى جائزٌ في سوريا كذلك. وعندما تجرأ السوريون على مهاجمة تماثيل الأب والابن الرئيس ومزقوا صورهما ، كانوا قد أسقطوا الدكتاتورية بشكل رمزي وعبَروا نقطة اللاعودة. ومن خلال تعذيب الأطفال بوحشية في درعا ، ثم في أماكن أخرى ، لمس النظام رمزًا مقدسًا وتجاوز الخطوط الحمراء للهمجية نفسها. وكان غير ممكن تحمله. وأشعر بفخر كبير وقلق عميق. أنا فخورة لأن الشعب السوري كسر الخوف الذي استغلته السلطة لإبقائه في العبودية واكتسب طعم الحرية. وفي الوقت نفسه أشعر بقلق شديد لأن ميزان القوى غير متوازن. ولا يريد النظام أقل من القمع الكامل والمطلق لجميع الأصوات المعارضة. ولم يقدم بشار الأسد في خطاباته أي تنازلات حقيقية وذات مصداقية. ولدي شعور بأن الطريق إلى الحرية سيكون طويلاً ، مما يعني المزيد من القمع والمزيد من التضحيات البشرية ، إنما لا شيء أكثر من ذلك يمكن أن يهز تصميم الناس على انتزاع كرامتهم.
هل جمعت الثورة بين الشعبين السوري واللبناني اللذين لطالما قسَّمهما الاحتلال السوري؟
أعتقد ذلك ، نعم. كمثقفين سوريين كنا ضد سيطرة سوريا على لبنان. يقف السوريون واللبنانيون معًا لتحمل القمع نفسه. ما يحدث لا يوحّد شعبينا فقط بل كل شعوب المنطقة. الدكتاتورية التي بدت أبدية تلفظ أنفاسها الأخيرة
2-فاني أرلانديس: "غسالة الموت" رواية أولى قوية عن اضطهاد المرأة الكردية
“La Laveuse de mort”, un premier roman puissant sur l’oppression des femmes kurdes
اتسمت حياة سارة عمر بأكملها ، في موطنها كردستان ثم في الدنمارك ، حيث عاشت لمدة عشرين عامًا ، بـ "الحرب والفقر والعنف والقمع". ألهمتها "غسالة الموت" ، وهي رواية شجاعة وحققت بالفعل أكثر الكتب مبيعًا. يقابل.
نُشرت يوم 13 تشرين الأول 2020
بمجرد نشرها في عام 2017 ، أصبحت أول رواية للكاتبة الكردية سارة عمر (مواليد 1986) من أكثر الروايات مبيعًا في الدنمارك. هذا العمل الشجاع والقاسي للغاية ، المستوحى من حياة المؤلفة ، يندد بثقافة الشرف واضطهاد المرأة في كردستان والدنمارك ، داخل العائلات المسلمة المحافظة. وظهر هذا الكتاب القوي هذا الأسبوع بالفرنسية تحت عنوان La Laveuse de mort.
ما هي حالتك الذهنية عندما بدأت في كتابة هذه الرواية الأولى؟
عمري الآن 34 عامًا ، وحياتي كلها ، في كردستان حتى نهاية التسعينيات ، ولكن أيضًا في الدنمارك بعد ذلك ، اتسمت بالحرب والفقر والعنف والقمع. ومع ذلك أرفض رفضًا قاطعًا أن أروي قصتي ، لأن حياتي معركة ، يقودها الأدب ، وهو أكبر مني بكثير. كل ما يمكنني قوله هو أنني بدأت في كتابة هذا الكتاب في عام 2016 ، من سرير في المستشفى ، بعد عدة محاولات انتحار. قبل اتخاذ أي إجراء ، كتبت رسالة إلى صديق طفولتي تعرض للتشويه أمام عيني. كان من المفترض أن تكون هذه السطور هي الأخيرة ، لكنها فتحت أخيرًا ما أصبح لاحقًا La Laveuse de mort. أدركت أنه إذا كانت حياتي قد سلبت مني ، لكان المضطهدين لي حصلوا على ما يريدون. أعطتني الكلمات القدرة على رفع صوتي بنفسي. هم كل ما تبقَّى لي.
"من حيث أتيت ، لا يُسمح للفتيات والنساء بالكتابة"
متى بدأت الكتابة؟
لقد شعرت بعمق في داخلي منذ طفولتي أنني أعرف كيف أكتب. لكن من حيث أتيت ، لا يُسمح للفتيات والنساء. لقد تعاونت لسنوات مع وسائل الإعلام الكردية ، لكنني استخدمت اسمًا مستعارًا للذكر لكي أتمكن من انتقاد المجتمع والجانب المظلم للإسلام. عندما أردت نشر هذه القصة ، اتصلتُ أولاً بدور النشر الكردية ، لكن لم يرغب أحد في نشر كتابي خوفًا من الجدل. لذلك ذهبت إلى دور النشر الدنماركية.
تم بيع أكثر من 100000 نسخة من كتابك في الدنمارك. هل توقعت مثل هذا الترحيب؟
لا ، من الواضح. حققت La Laveuse de mort نجاحًا فوريًا وفجأة أصبحت شخصًا ، إنسانًا ، شخصًا يستمع إليه الناس. بالمقابل صدرت فتاوى ضدي ، وأنا أعيش تحت حماية الشرطة ، لكنني لست خائفة. أنا على استعداد للمخاطرة بحياتي من أجل الكتابة. لم أندم أبدًا على نشر هذا الكتاب وسأقرأه مليون مرة لأنني رأيت التغييرات التي يحدثها. لم يعد بإمكاني أن أظل في الظل وأقبل الهيمنة دون أن أتراجع. وفي هذا الكتاب، هذا هو بالضبط ما أقترح أن تفعله النساء الأخريات بدورهن.
غالبًا ما تذكر النساء اللواتي ، حسب قولك ، "يصبحن ظلالاً" ...
في النظام الأبوي الأصولي والقمعي تختفي الهوية وتتلاشى المرأة. عندما تولد امرأة ولديك حقوق أقل من أخيك ، فإنك في الواقع تتحول إلى ظل. لكن الرجال أيضًا ... هم أولئك الذين ينتمون إلى نظام ، مجتمع يصوغهم للسيطرة ، بحيث لا يقال عنهم إنهم "ليسوا رجالًا حقيقيين". من حيث أتيت ، ليس للفرد مكان. المجموعة فقط هي التي تهم. أنت تعيش حياتك لإرضاء الآخرين وقبل كل شيء يجب ألا تثير موجات أو تفكر بشكل مختلف عن جارك ، وإلا فإنك ستوقع مذكرة الموت الخاصة بك.
"غسالات الموت يعتنين بجثث النساء اللواتي قتلن باسم الشرف ولا يدعي أحد".
في هذا السياق ، تعتبر غسالات الموتى مهمة جدًا ...
بالضبط. يعتنين بجثث النساء المقتولات باسم الشرف والتي لا يدعيها أحد. إنهن يخاطرن بحياتهن للسماح لهن بالانضمام إلى ملكوت الله. في مقابرنا ، لا تحمل القبور أسماء: حتى النساء المتوفيات لا يُسمح لهن بأن يكون لهن هوياتهن. لذا ، بالنسبة لي ، هؤلاء القتلى الذين يتصرفون باحترام وكرامة هم مناضلون من أجل الحرية. لذا حاولت أن أعطيهن صوتًا.
الذل والاغتصاب والتشويه والقتل وسفاح القربى inceste... لماذا تتعرض شخصياتك لهذا القدر من العنف؟
كتابي هو انعكاس للواقع. في مثل هذا العالم الوحشي ، يجب أن يكون الأدب صادقًا ويثير هذا النوع من القسوة. لكن روايتي أيضًا لها نصيبها من الضوء ، خاصة في شخصيات الأجداد درويش وجوهر! إنه خيال ، لكنه مستوحى من حقائق حقيقية ، عندما لا يرتبط بها بشكل مباشر. هذا العنف الديني والمنزلي والثقافي يحدث الآن ونحن نتحدث ، وسيحدث مرارًا وتكرارًا في المستقبل إذا لم يتم فعل أي شيء.
هل أنت متفائلة؟
قبل الكتابة ، لم أكن موجودة. كنت عبدًا للدين والنظام الأبوي ، مما جعلني أعتقد أنني لست شيئًا. اليوم ، دعوة القارئ إلى عالم الاضطهاد والعنف هذا يمكن أن يدفعه إلى التشكيك في البنى والمجتمعات والعقليات. اصدق ذلك. يمكنه بعد ذلك أن يسأل نفسه السؤال التالي: في أي جانب من هذا العالم أريد أن أكون؟ نحن جميعًا جزء من المشكلة وجزء من الحل.
=======