تعدَّدت الخُطَبُ الملكيةُ التي بواسطتِها، لم تتوقَّف أعلى سلطةٍ في البلاد عن تنبيه السياسيين عامةً و المنتَخَبين خاصَّةً (هذا ليس تعميمٌ. لا يزال هناك شرفاء على قلَّتهم) على ضرورة الالتزام بمسئولياتِهم احتراماً للدستورِ والمواطنة وما بقتضيانِه القيامُ بالواجب والتَّدبيرُ الجيِّد والعقلاني للشأن العام ولشؤون المواطنين.
تنبيهٌ يستهدِفُ بكيفيةٍ واضحةٍ فئةَ المُنتَخَبين، سواءً منهم البرلمانيون أو الحكوميون أو المُكلَّفون بتدبيرِ الشأن المحلي.
أولائك الذين يظنون أنهم فوق القانون والذين لا قيمةَ عندهم لأصوات النّاخبين. والذين يقدّمون مصلحتَهم الشخصية على الصالح العام. والذين لا يخجلون من أنفسِهم إذ أنهم يميِّزون بين الحق والباطل وبكل غرابةٍ، هم غارقون في هذا الأخير. والذين يميزون بين المعروف والمنكر ويتمادون في الفحشاء وسوء الأخلاق واستغلال النفوذ. والذين سئم المواطِنون من وجودهم وحتى من سماع أصواتهم النكراء. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إنهم، بكل بساطة، خانوا الميثاقَ الذي يربطهم بهؤلاء المواطنين وداسوا بأقدامهم أقدسَ شيءٍ يتميَّز به البشرُ المُستقيمون، ألا وهي الأمانة. فإذا كانوا يظنون أنهم سيستمرّون في خيانتهم هذه بدون حسيب ولا رقيب، فليراجعوا أنفسَهم قبل فوات الأوان. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إنهم أجرموا في حق البلاد والعباد الذين لا ذنبَ لهم سوى أنهم وضعوا ثقتََهم في مَن لا يستحقها وأودعوا أمانةً بين أيدي ماكرة. عبادٌ يؤدون الضرائبَ عن طواعيةٍ في انتظار تحويلِها إلى مشاريع تعودُ بالنفع على الجميع. فإذا بالعباد يرون عكسَ ما هم مُنتظرون : هَدرٌ للمال العام، ريع فاحش، بطالة، فقرٌ لا يُطاق، تسيُّب، فساد، تهميش، اقتصاد غير مهيكل، أمية منتشِرة، جهلٌ متفشي، الخ. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إلى متى هذا الوضع المُزري، الذي سئِم فيه المواطنون رؤيةَ وسماعَ و وجودَ السياسيين وما يصدرُ عنهم من أقوال وأفعال. مواطنون أصبحوا يكرهون السياسةَ ومَن يمارسها والانتخابات وما تفرزه من ويلات. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
يا أيها السياسيون والسياسيون المُنْتَخَبُون، إنكم بانحرافكم عن الحق وإهمالِكم لمسئولياتِكم تزرعون البغضاءَ والغِلّ والسّخطَ والشَّحناءَ والغيظَ والكرهَ... في نفوس الناس. ألا يحِق بكم أن تقوموا بوقفةٍ لتُناجوا فيها ضمائرَكم، إن كانت لكم ضمائر. أن تُناجوا أنفسَكم وتُسائلونها بكل تواضع قائلين : ما هي القيمة المضافة التي استفادت منها البلادُ وارتاحَ لها العبادُ منذ أن توليتُم مقاليدَ تدبير شؤونها العامة والمحلِّية؟ إن كنتم صادقين وأُمَناء ومُسقيمين وصُرحاء، ستقولون إنكم كنتم مُقَصِّرِينَ في حق هذه البلاد وأضعتم فرصا كثيرةً على العباد. ثم إن كنتم صادقين، ستقولون إنكم لم تكونوا في مستوى طموحات مَن وضعوا فيكم ثقتَهم على امتداد عقود. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
و إن لم تستطيعوا أن تُناجوا ضمائرَكم، فهذا معناه أن هذه الضمائر ماتت و لم يعد هناك شيء يؤنبكم و يحول دون تماديكم في الغوص في الفساد والريع وانعدام المسئولية والانحراف عن الحق وعن الاستقامة…ولن تستطيعوا أن تُناجوا ضمائرَكم لأن غريزتَكم هي التي نُملي عليكم تصرُّفاتكم الدنيئة. غريزة أقوى بكثيرٍ من التَّنبيهات ولو صدرت من أعلى سلطةٍ في البلاد. غريزةٌ أعمت وتُعمي بصيرتَكم وجرَّدتكم وتُجرِّدًكم من الإنسانية ومن المواطنة إلى أن أصبح لكم مبدأٌ وشعارٌ واحدُ : ومن بعديَ الطوفان. طوفانٌ جَرفَ كل القِيم، وبالأخص، تطلُّعات وطموحات المواطنين. طوفانُ يتحدَّى الدستورَ، ومن خلاله، ربطَ المسئولية بالمحاسبة. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إن مشهدَنا السياسي مُتعفِّنٌ ومريضٌ يحتاج إلى علاجٍ جذري لأوضاعه وإلى تقويم حاسمٍ لاختلالاته. ولن يتحقَّقا هذان العلاجُ والتَّقويمُ إلا بتطبيق مبدأ "ربط المسئولية بالمحاسبة" بصرامة فائقة دون تمييزٍ لردعِ كل مَن تسوِّلُ له نفسُه رميَ المسئولية في سلَّة المُهملات والتَّلاعُب بمصالح المواطنين. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
فإلى متى سيظلُّ المواطنون سجناءَ فئة السياسيين والمُنتَخَبن الذين لا يولون أدنى اهتمامٍ لمسئولياتَهم ولأداء ما عليهم من واجباتِ طبقاً لمُقتضيات الدستور والقوانين المنبثقة عنه. سياسيون ومُنتَخَبون لا تهمُّهم كرامةُ المواطنين بقدر ما تهمُّهم أنانيتُهم للسَّطوِ على حقوق هؤلاء المواطنين. إن المواطنين في حاجةٍ، ومنذ أن نالت البلادُ استقلالَها، إلى سياسيين ومُنتَخَبين يقدِّرون مسئوليتَهم والأمانةَ التي وضعها بين أيديهم الناخِبون وليس لسياسيين ومُنتَخَبين لوطنهم بائعون وللأوامرِ مُنتظِرون وفي الفسادِ بارعون و على الناس كاذبون… فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
مَن هم السياسيون والمُنتَخَبون، من طينَةِ السَّلف، الذين، في الوقت الراهن، غيَّروا بأفكارهم وبنِضالهم وبتَعبئتِهم ظروفَ عبشِ المواطنين؟ مَن هم السياسيون والمُنتَخَبون، الذين، على غِرار السلف، أبانوا، بالقولِ والفعلِ، عن التَّواضع ونُكران الذات وأعطوا لقضايا المواطنين، المادِّية والمعنوية، الأولويةَ في أفكارِهم وأعمالِهم؟ كل ما نجَحَ فيه السياسيون و المُنتَخَبون الحاليون هو تحريفُ السياسة عن معناها النبيل لتُصيحَ مرادِفة للانتهازية والفساد والزبونية واستغلال النفوذ… فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
يا أيها السياسيون والمُنتَخَبون! ألا تتَّعظون؟ ولا أظنكم مُتَّعِظون. لماذا؟ لأنكم، قبلَ الخَوضِ في غِمارِ السياسة والانتخابات، "خرجتُم من الخيمةِ مائلين" بمعنى أنكم خطَّطتُم لكل شيءٍ إلا لأداءِ واجيِكم والارتقاء إلى مستوى ما يتطلَّيُه القيامُ بمسئولياتِكم. وهذا معناه أنكم أصرَرتُم مسبقاً على أن تمتَهِنوا السياسةَ لا كوسيلةٍ للنهوض بظروف عيش المواطنين لكن، وبكل وقاحةٍ، لقضاء مآربِكم ومآرب مَن ينهجون نَهجَكم. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
ألا تستَحيون؟ عندما أقول "ألا تستحيون؟"، لا أقصِد الحياءَ و الحِشمةَ والأدبَ. أقصدُ : ألا تخجلون من أنفسِكم، من وقاحتِكم، من انحلال خُلُقِكم، من مُنكرِكم، من شططكم، من ظلمكم… والطَّامَّة الكبرى أنكم على علمٍ بما تفعلون!
تنبيهٌ يستهدِفُ بكيفيةٍ واضحةٍ فئةَ المُنتَخَبين، سواءً منهم البرلمانيون أو الحكوميون أو المُكلَّفون بتدبيرِ الشأن المحلي.
أولائك الذين يظنون أنهم فوق القانون والذين لا قيمةَ عندهم لأصوات النّاخبين. والذين يقدّمون مصلحتَهم الشخصية على الصالح العام. والذين لا يخجلون من أنفسِهم إذ أنهم يميِّزون بين الحق والباطل وبكل غرابةٍ، هم غارقون في هذا الأخير. والذين يميزون بين المعروف والمنكر ويتمادون في الفحشاء وسوء الأخلاق واستغلال النفوذ. والذين سئم المواطِنون من وجودهم وحتى من سماع أصواتهم النكراء. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إنهم، بكل بساطة، خانوا الميثاقَ الذي يربطهم بهؤلاء المواطنين وداسوا بأقدامهم أقدسَ شيءٍ يتميَّز به البشرُ المُستقيمون، ألا وهي الأمانة. فإذا كانوا يظنون أنهم سيستمرّون في خيانتهم هذه بدون حسيب ولا رقيب، فليراجعوا أنفسَهم قبل فوات الأوان. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إنهم أجرموا في حق البلاد والعباد الذين لا ذنبَ لهم سوى أنهم وضعوا ثقتََهم في مَن لا يستحقها وأودعوا أمانةً بين أيدي ماكرة. عبادٌ يؤدون الضرائبَ عن طواعيةٍ في انتظار تحويلِها إلى مشاريع تعودُ بالنفع على الجميع. فإذا بالعباد يرون عكسَ ما هم مُنتظرون : هَدرٌ للمال العام، ريع فاحش، بطالة، فقرٌ لا يُطاق، تسيُّب، فساد، تهميش، اقتصاد غير مهيكل، أمية منتشِرة، جهلٌ متفشي، الخ. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إلى متى هذا الوضع المُزري، الذي سئِم فيه المواطنون رؤيةَ وسماعَ و وجودَ السياسيين وما يصدرُ عنهم من أقوال وأفعال. مواطنون أصبحوا يكرهون السياسةَ ومَن يمارسها والانتخابات وما تفرزه من ويلات. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
يا أيها السياسيون والسياسيون المُنْتَخَبُون، إنكم بانحرافكم عن الحق وإهمالِكم لمسئولياتِكم تزرعون البغضاءَ والغِلّ والسّخطَ والشَّحناءَ والغيظَ والكرهَ... في نفوس الناس. ألا يحِق بكم أن تقوموا بوقفةٍ لتُناجوا فيها ضمائرَكم، إن كانت لكم ضمائر. أن تُناجوا أنفسَكم وتُسائلونها بكل تواضع قائلين : ما هي القيمة المضافة التي استفادت منها البلادُ وارتاحَ لها العبادُ منذ أن توليتُم مقاليدَ تدبير شؤونها العامة والمحلِّية؟ إن كنتم صادقين وأُمَناء ومُسقيمين وصُرحاء، ستقولون إنكم كنتم مُقَصِّرِينَ في حق هذه البلاد وأضعتم فرصا كثيرةً على العباد. ثم إن كنتم صادقين، ستقولون إنكم لم تكونوا في مستوى طموحات مَن وضعوا فيكم ثقتَهم على امتداد عقود. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
و إن لم تستطيعوا أن تُناجوا ضمائرَكم، فهذا معناه أن هذه الضمائر ماتت و لم يعد هناك شيء يؤنبكم و يحول دون تماديكم في الغوص في الفساد والريع وانعدام المسئولية والانحراف عن الحق وعن الاستقامة…ولن تستطيعوا أن تُناجوا ضمائرَكم لأن غريزتَكم هي التي نُملي عليكم تصرُّفاتكم الدنيئة. غريزة أقوى بكثيرٍ من التَّنبيهات ولو صدرت من أعلى سلطةٍ في البلاد. غريزةٌ أعمت وتُعمي بصيرتَكم وجرَّدتكم وتُجرِّدًكم من الإنسانية ومن المواطنة إلى أن أصبح لكم مبدأٌ وشعارٌ واحدُ : ومن بعديَ الطوفان. طوفانٌ جَرفَ كل القِيم، وبالأخص، تطلُّعات وطموحات المواطنين. طوفانُ يتحدَّى الدستورَ، ومن خلاله، ربطَ المسئولية بالمحاسبة. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
إن مشهدَنا السياسي مُتعفِّنٌ ومريضٌ يحتاج إلى علاجٍ جذري لأوضاعه وإلى تقويم حاسمٍ لاختلالاته. ولن يتحقَّقا هذان العلاجُ والتَّقويمُ إلا بتطبيق مبدأ "ربط المسئولية بالمحاسبة" بصرامة فائقة دون تمييزٍ لردعِ كل مَن تسوِّلُ له نفسُه رميَ المسئولية في سلَّة المُهملات والتَّلاعُب بمصالح المواطنين. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
فإلى متى سيظلُّ المواطنون سجناءَ فئة السياسيين والمُنتَخَبن الذين لا يولون أدنى اهتمامٍ لمسئولياتَهم ولأداء ما عليهم من واجباتِ طبقاً لمُقتضيات الدستور والقوانين المنبثقة عنه. سياسيون ومُنتَخَبون لا تهمُّهم كرامةُ المواطنين بقدر ما تهمُّهم أنانيتُهم للسَّطوِ على حقوق هؤلاء المواطنين. إن المواطنين في حاجةٍ، ومنذ أن نالت البلادُ استقلالَها، إلى سياسيين ومُنتَخَبين يقدِّرون مسئوليتَهم والأمانةَ التي وضعها بين أيديهم الناخِبون وليس لسياسيين ومُنتَخَبين لوطنهم بائعون وللأوامرِ مُنتظِرون وفي الفسادِ بارعون و على الناس كاذبون… فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
مَن هم السياسيون والمُنتَخَبون، من طينَةِ السَّلف، الذين، في الوقت الراهن، غيَّروا بأفكارهم وبنِضالهم وبتَعبئتِهم ظروفَ عبشِ المواطنين؟ مَن هم السياسيون والمُنتَخَبون، الذين، على غِرار السلف، أبانوا، بالقولِ والفعلِ، عن التَّواضع ونُكران الذات وأعطوا لقضايا المواطنين، المادِّية والمعنوية، الأولويةَ في أفكارِهم وأعمالِهم؟ كل ما نجَحَ فيه السياسيون و المُنتَخَبون الحاليون هو تحريفُ السياسة عن معناها النبيل لتُصيحَ مرادِفة للانتهازية والفساد والزبونية واستغلال النفوذ… فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
يا أيها السياسيون والمُنتَخَبون! ألا تتَّعظون؟ ولا أظنكم مُتَّعِظون. لماذا؟ لأنكم، قبلَ الخَوضِ في غِمارِ السياسة والانتخابات، "خرجتُم من الخيمةِ مائلين" بمعنى أنكم خطَّطتُم لكل شيءٍ إلا لأداءِ واجيِكم والارتقاء إلى مستوى ما يتطلَّيُه القيامُ بمسئولياتِكم. وهذا معناه أنكم أصرَرتُم مسبقاً على أن تمتَهِنوا السياسةَ لا كوسيلةٍ للنهوض بظروف عيش المواطنين لكن، وبكل وقاحةٍ، لقضاء مآربِكم ومآرب مَن ينهجون نَهجَكم. فهل من مُنصِفٍ للمواطنين؟ ألا تستحيون؟
ألا تستَحيون؟ عندما أقول "ألا تستحيون؟"، لا أقصِد الحياءَ و الحِشمةَ والأدبَ. أقصدُ : ألا تخجلون من أنفسِكم، من وقاحتِكم، من انحلال خُلُقِكم، من مُنكرِكم، من شططكم، من ظلمكم… والطَّامَّة الكبرى أنكم على علمٍ بما تفعلون!