عندما تحدث الداعية الجزائري كيجاور عن القابلية للانقسامية، كان المجتمع الجزائري منقسما الى تيارات، خلال متابعتي لبعض القنوات التي تهتم بالفكر الإسلامي، و كانت المناسبة الاحتفال بيوم الهجرة، ، دخلت تلقئائيا إلى قناة "صفا" و هي قناة سُنِّيّة ، وقفت على حصة تناولت ملف فتاوي السيستاني و صراعه مع البعثيين و تناقضاته، ثم انتقلت إلى قناة أخرى فإذا بأناملي تضغط على زر قناة "الفرات"، و هي تابعة للشيعة و لاحظت كيف وظفت السنة الهجرية التي سبقت هذه الأخيرة سياسيا عندما استغل الشيعة ذكرى اغتيال الحسين حفيد رسول الله (صلعم) ، ورفعهم الراية السوداء تعبيرا عن حزنهم لمقتل الحسين و هم يهتفون بحياة السيستاني في العتبة الحسينية المقدسة، و قال مرجعيتهم الديني السيد الحكيم أن السنة الهجرية الجديدة مناسبة لتعديل قانون الانتخابات و اختيار رئيس الجمهورية، و اعتبروا ان الحسين مشروع إسلامي و ليس هو اسم شخص فقط.
أما القنوات العربية الأخرى بما فيها القنوات الفضائية الجزائرية فلا حدث، معظمها حارج إطار التغطية فلا ترى سوى أفلام و أغاني، فكان الأفضل متابعة قناة المديح المصرية أو قناة المجد القرآنية ،دون الحديث عن القنوات الخاصة بالرقية الشرعية ، كانت تلك القناة تقدم حصة خاصة عن علماء روحانيين بمعنى أنها لا علاقة لها بالحدث، مشكلتنا تكمن دوما في غياب حوار مجمع عليه حول القضايا التي تهمّ الأمة الإسلامية ، في الحكم المسبق على الناس دون معرفة جوهرهم، و ظروفهم، بعض الذين تناقشهم يرفضون الرأي و الرأي الآخر، وغالبا ما تجدهم ينتقدون بطريق استفزازية ، هم لا ينتقدون الفكرة و يحاول من خلالها تشخيص داء الأمّة بل ينتقدون الشخص من أجل إحباط معنوياته، فهم لا يؤمنون بالتسامح و قَبُولْ الآخر، لا يؤمنون بالحوار.
فالحوار ليس عبارة عن لقاء تعارف ، و ليس مجرد دردشة عابرة ثم يفترق كل واحد منهم و يذهب إلى حال سبيله، بل هو التحضير لمشروع المجتمع، لأنه يتعلق بمصير الشعب و الدولة و الأمة، الشعب يحتاج إلى "عقلاء" يدرسون الأزمة من جذورها و يخرجون بحلول، لا رؤساء احزاب تدرس و تقرر ما يناسبها مستقبلا، غائبة على مدار السنة ، وبات حضورها مناسباتي، تظهر في وقت الانتخابات ثم تغرق في سباتها، حتى مشاركاتها للتعبير عمّا يحدث في الساحة أضحى افتراضيا (عبر مواقع التواصل الاجتماعي)، هذه هي الانقسامية التي تتميز بها المجتمعات العربية و المغاربية و بالأخص المجتمع الجزائري، الذي عاش فترة طويلة يذهنية القبلية، أو العصبية القبلية.
و يعتبر إيميل دوركايم المؤسس الأول لنظرية الانقسامية، ثم تطورت، و امتدت الى أن تناولها مفكرون و مؤرخون عرب في اطروحاتهم ، و منهم العلامة عبد الرحمان ابن خلدون، إلا أن مستشرقين و سياسيين استعملوها في دراساتهم عن المجتمعات و تطورها، خاصة التي عاشت تحت نير الإحتلال الأجنبي، كما أنها من بين النظريات التي طبقت على المجتمع المغاربي في القرن التاسع عشر، و بخاصة في الجزائر كما اسلفنا، لولا الحراك الشعبي السلمي الذي حدث في 22 فبراير 2019 و الذي كان بمثابة هبّة شعبية التفت حولها كل الجماهير بمختلف أعمارها و مستوياتها ، بما فيهم الأطفال ، مشكلتنا أننا نفتقر إلى خطاب ديني سياسي و غرقنا في بحر الفتاوى، الكل يتعنت لفكرته و يرى نفسه هو المبدع الخلاق، حتى بعض الدعاة و العلماء أهملوا جانبا مهما في دعوتهم ألا و هو "فقه الواقع" ، فكان لهم خطابا انقساميا ، فهل يوجد انقسام أكثر من هذا الانقسام؟ و بدون خلفيات.
علجية عيش
أما القنوات العربية الأخرى بما فيها القنوات الفضائية الجزائرية فلا حدث، معظمها حارج إطار التغطية فلا ترى سوى أفلام و أغاني، فكان الأفضل متابعة قناة المديح المصرية أو قناة المجد القرآنية ،دون الحديث عن القنوات الخاصة بالرقية الشرعية ، كانت تلك القناة تقدم حصة خاصة عن علماء روحانيين بمعنى أنها لا علاقة لها بالحدث، مشكلتنا تكمن دوما في غياب حوار مجمع عليه حول القضايا التي تهمّ الأمة الإسلامية ، في الحكم المسبق على الناس دون معرفة جوهرهم، و ظروفهم، بعض الذين تناقشهم يرفضون الرأي و الرأي الآخر، وغالبا ما تجدهم ينتقدون بطريق استفزازية ، هم لا ينتقدون الفكرة و يحاول من خلالها تشخيص داء الأمّة بل ينتقدون الشخص من أجل إحباط معنوياته، فهم لا يؤمنون بالتسامح و قَبُولْ الآخر، لا يؤمنون بالحوار.
فالحوار ليس عبارة عن لقاء تعارف ، و ليس مجرد دردشة عابرة ثم يفترق كل واحد منهم و يذهب إلى حال سبيله، بل هو التحضير لمشروع المجتمع، لأنه يتعلق بمصير الشعب و الدولة و الأمة، الشعب يحتاج إلى "عقلاء" يدرسون الأزمة من جذورها و يخرجون بحلول، لا رؤساء احزاب تدرس و تقرر ما يناسبها مستقبلا، غائبة على مدار السنة ، وبات حضورها مناسباتي، تظهر في وقت الانتخابات ثم تغرق في سباتها، حتى مشاركاتها للتعبير عمّا يحدث في الساحة أضحى افتراضيا (عبر مواقع التواصل الاجتماعي)، هذه هي الانقسامية التي تتميز بها المجتمعات العربية و المغاربية و بالأخص المجتمع الجزائري، الذي عاش فترة طويلة يذهنية القبلية، أو العصبية القبلية.
و يعتبر إيميل دوركايم المؤسس الأول لنظرية الانقسامية، ثم تطورت، و امتدت الى أن تناولها مفكرون و مؤرخون عرب في اطروحاتهم ، و منهم العلامة عبد الرحمان ابن خلدون، إلا أن مستشرقين و سياسيين استعملوها في دراساتهم عن المجتمعات و تطورها، خاصة التي عاشت تحت نير الإحتلال الأجنبي، كما أنها من بين النظريات التي طبقت على المجتمع المغاربي في القرن التاسع عشر، و بخاصة في الجزائر كما اسلفنا، لولا الحراك الشعبي السلمي الذي حدث في 22 فبراير 2019 و الذي كان بمثابة هبّة شعبية التفت حولها كل الجماهير بمختلف أعمارها و مستوياتها ، بما فيهم الأطفال ، مشكلتنا أننا نفتقر إلى خطاب ديني سياسي و غرقنا في بحر الفتاوى، الكل يتعنت لفكرته و يرى نفسه هو المبدع الخلاق، حتى بعض الدعاة و العلماء أهملوا جانبا مهما في دعوتهم ألا و هو "فقه الواقع" ، فكان لهم خطابا انقساميا ، فهل يوجد انقسام أكثر من هذا الانقسام؟ و بدون خلفيات.
علجية عيش