ان نظرة متفحصة لفترات الانقطاع في حياته والتي امتد بعضها لست لسنوات توضح الكثير من الابهام لقد كتب في الرجز اهم قصائده نضوجا حتى مطلع السبعينيات ثم واجه نفسه بتحد مرير حتى تحررت من التآلف مع سكتها فولدت له قصائد مميزة تستفيد من بحر الوافر..(في السبعينيات قلت لنفسي : كفاك رجزا يا محمود م)لقد احتل بحر الرجزمكان الصدارة في الشعر العربي الحديث <الحر> بعد قرون من ابعاده من خارطة الشعر...ان اتساع رقعة الرجز في قصيدة التفعيلة تختبيء وراءها اسباب عدة لعل اهمها ضرورة التوسع في رئة الشعر وتجاوره مع الايقاع في اللهجة الدارجة وتسلط انشودة المطر للسياب. لابد ان نشير الى ان البريكان توجه الى التجارب الشكلية في بنية القصيدة ..(في السبعينيات خضت تجارب الشكل في الشعر م) ..كثير من تلك التجارب لم ترالنور وهذا لا يعني الوهن بالمضمون بل احتلال الصدارة بالتشكيل ..ولا يستغرب من هذا من علم بان البريكان كان ناقدا من طراز خاص (ربما لم اقنع باي ناقد في العالم م)..و موسيقيا وسميعا ماهرا وتحتل الموسيقى عالما متسعا في كيانه حتى انه وضع مؤلفا بالموسيقى .. وقد يستغرب القاريء الدقيق للفرق بين التماسك التكويني بين القصائد السابقة ونقاط الضعف في المستوى الايقاعي في قصيدة < جلسة الاشباح > . وربما يمر بهذه المحنة جميع الشعراء الذين ينتقلون من اوزان تمرسوا عليها طويلا الى اخرى ينجزون فيها لاحقا .تتكون لدى الشاعر بحكم المران الطويل على بعض البحور قدرة تحكمية تلك القدرة التي تشكل فخا اذا لم يقاوم الشاعر قوة العادة ومقدرتها على الاستبداد.
لكن قصيدة (جلسة الاشباح )التي اعتمدت الوافر فتحت في كيان الشاعرالبريكان افاقا جديدةعلى المستويين : الشكل والمضمون , فقد تسلط الحوار في هذه القصيدة واقتربت من المجال المسرحي والسينمائي وتوفرت فيها البساطة والعمق.. وسيمضي الشاعر قدما في هذا النهج ويجري ضد التيار الشائع المتمثل بتعمد المفردات المكرورة والايحاء المضلل والزخرفات اللفظية وتترسخ لديه المفردة التي تقترب من الدقة العلمية والطاقة الايحائية حيث يكون الشعر لا ما يقرأ وانما بالسطور التي حجبت ويتركز المضيء في افق الاستنتاج.
((جلسة الاشباح : تثلج المشاعر والشعور باللاجدوى ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<ـ
(( لماذا ؟قالت البغاء مال القفص الاخضر اذ اهتزت تلاشت ذبذات القفص الاخضر وقالت مرة اخرى لماذا؟
اطبق الصمت
تلاشى هو في مقعده بين المجلات وضاعت هي في مرآتها قالت <لقد فات على ما يظهر الوقت وقال لنفسه <اظنه فات وسوف يفوت يوميا> وبعد هنيهة قالت :
الا تخرج للحفلة <وانت؟><انا سابقى بعد ان افرغ من شعري اظن احوك شيئا ما>...
(في مطلع السبعينات كرهت الحياة...بعد سنوات عدت حريصا عليها م)..هذا التصريح يسلط الضوء على الطقس النفسي الذي كتبت فيه قصيدة <جلسة الاشباح>..تحاول الزوجة ان توفر لبعلها ما يسعده ولكنهما يعيشان في طقسين نفسيين مختلفين ومستويين فكريين متغايرين.انه ينسى المألوفات فتذكره بالضيوف..لكنه مشغول بالزمن الرتيب المتعاقب وليس في غد واحد.. لا تستقطبه الاخبار كما اقترحت ..ولا السيرك لانه سيقع في قبضة الشفقة من الحزن المعمق في عيون الفيل الذي غادر حريته وتحولت غابته الى قفص: ربما كان قائد قطيع او انثى فقدت ذكرها..لم تثنه المعرقلات في الغابة الشاسعة وقد فرضت اليأس عليه قساوة الحديد.
ما تقترحه الزوجة له,ما يراه الناس منبعا للترفيه سيقوده الى تأمل المصائر:
سيتابع الشاعر هذه المصائر لاحقا ويشبعها بحثا(جواد السباق الفريد سينتهي مشدودا الى عربة, ويتذكر باسف بالغ زهوه وهم يصفقون, والسفينة التي تنتهي الى مطعم عائم والاسد في قفصه يتناول ذات اللحوم فاقدا لذة الافتراس.)..
لكن قصيدة (جلسة الاشباح )التي اعتمدت الوافر فتحت في كيان الشاعرالبريكان افاقا جديدةعلى المستويين : الشكل والمضمون , فقد تسلط الحوار في هذه القصيدة واقتربت من المجال المسرحي والسينمائي وتوفرت فيها البساطة والعمق.. وسيمضي الشاعر قدما في هذا النهج ويجري ضد التيار الشائع المتمثل بتعمد المفردات المكرورة والايحاء المضلل والزخرفات اللفظية وتترسخ لديه المفردة التي تقترب من الدقة العلمية والطاقة الايحائية حيث يكون الشعر لا ما يقرأ وانما بالسطور التي حجبت ويتركز المضيء في افق الاستنتاج.
((جلسة الاشباح : تثلج المشاعر والشعور باللاجدوى ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<ـ
(( لماذا ؟قالت البغاء مال القفص الاخضر اذ اهتزت تلاشت ذبذات القفص الاخضر وقالت مرة اخرى لماذا؟
اطبق الصمت
تلاشى هو في مقعده بين المجلات وضاعت هي في مرآتها قالت <لقد فات على ما يظهر الوقت وقال لنفسه <اظنه فات وسوف يفوت يوميا> وبعد هنيهة قالت :
الا تخرج للحفلة <وانت؟><انا سابقى بعد ان افرغ من شعري اظن احوك شيئا ما>...
(في مطلع السبعينات كرهت الحياة...بعد سنوات عدت حريصا عليها م)..هذا التصريح يسلط الضوء على الطقس النفسي الذي كتبت فيه قصيدة <جلسة الاشباح>..تحاول الزوجة ان توفر لبعلها ما يسعده ولكنهما يعيشان في طقسين نفسيين مختلفين ومستويين فكريين متغايرين.انه ينسى المألوفات فتذكره بالضيوف..لكنه مشغول بالزمن الرتيب المتعاقب وليس في غد واحد.. لا تستقطبه الاخبار كما اقترحت ..ولا السيرك لانه سيقع في قبضة الشفقة من الحزن المعمق في عيون الفيل الذي غادر حريته وتحولت غابته الى قفص: ربما كان قائد قطيع او انثى فقدت ذكرها..لم تثنه المعرقلات في الغابة الشاسعة وقد فرضت اليأس عليه قساوة الحديد.
ما تقترحه الزوجة له,ما يراه الناس منبعا للترفيه سيقوده الى تأمل المصائر:
سيتابع الشاعر هذه المصائر لاحقا ويشبعها بحثا(جواد السباق الفريد سينتهي مشدودا الى عربة, ويتذكر باسف بالغ زهوه وهم يصفقون, والسفينة التي تنتهي الى مطعم عائم والاسد في قفصه يتناول ذات اللحوم فاقدا لذة الافتراس.)..