النزاهة والموضوعية هما ما ينبغي أن يتمتع به أي منا عند تناول سيرة شخص أو دراسة سلوك أو ظاهرة أو الحديث عن موضوع ما حفاظاً على المصداقية بينه وبين من يستمع إليه أو يتأثر بآرائه حتى لو كان من يتحدث عنه خصماً له، وبات من المستغرب في كثير من الأحيان تجني البعض على فئةٍ أو عرق اعتقاداً منه أن
بذلك يدعم وجهة نظره، وللأسف الشديد فقد اعتدنا (رغم انكارنا) على التقسيمات والتصنيفات والتحزبات، كما اعتدنا على السلبية وتداول الكثير من المعلومات دون التثبت من مصادرها..
فمنذ مدةٍ وجيزة قرأت (لأحد الكتاب) مقالاً يتحدث عن الأقليات وركز في مقاله على ذكر الأكراد كنموذج، وفاجأني كمية المغالطات التاريخية التي تنم عن حقد ممزوج بالجهل في نهاية (أطروحته) التي وصفهم فيها بأنهم شعبٌ بلا جذور أو تاريخ ونشأ نتيجة ما أسماه (صراعات وهجرات متواصلة) في مطلع القرن الماضي وهو حديث عارٍ عن الصحة دون أدنى شك، خاصةً وأن الأكراد موجودون كثقافة واسعة ومتشعبة بشكلٍ مذهل منذ آلاف السنين وذكروا ضمن نصوص حفرت على العديد من الألواح السومرية القديمة عدا عن انتشارهم في الكثير من بلاد العالم، وللأسف الشديد فإن وجود هذا الخطاب وما يشابهه في المضمون مع فئات وجنسيات وأعراق أخرى هو أمر كارثي، مبني على آراء وأحقاد مرسلة لا سند لها أو دليل وتناقلها بسذاجة من قبل الكثيرين يشيع ثقافة تداول المعلومات دون التثبت من دقتها، خاصةً في ظل شيوع القراءة العشوائية العابرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي واعتبار البعض لما يقرأه من المسلمات..
كما سبب استمرار الوضع على ما هو عليه بالنسبة للأكراد وغيرها من الأعراق التي تشكل مكوناً أساسياً في بلادنا كالأمازيغ إلى تنامي شعورهم بالإضطهاد، مما خلق مساحة من الحساسيات بينهم وبين الثقافة العربية أدت بدورها إلى اجترار صراعات من الماضي وإثارة الفتن والنزعات الإنفصالية، والتي كان من نتائجها تغير الآراء وتذبذبها لدى قطاع منهم في العديد من المواقف التاريخية التي عرفوا بها والإنقسام حول قضايا محورية وهامة كالقضية الفلسطينية، رغم وجود شريحة هامة من الفلسطينيين من أصول كردية أو مغاربية وأمازيغية ساهم كل منهم في حماية أرض فلسطين والدفاع عنها على مدار قرون حتى باتوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج الشعب الفلسطيني، كما أن الكثير منهم على تواصل مع جذوره وثقافته الأم ويتحدث بلغته إلى جانب اللغة العربية واللهجة العامية، وعرفت مناطق خاصة بأسمائهم في العاصمة الفلسطينية وتحديداً في البلدة القديمة في القدس مثل (حارة الأكراد) التي تحول اسمها مع الوقت إلى (حارة الشرف) إلى جانب (حارة المغاربة)..
ولم تتوقف نتيجة هذا الخطاب عند هذا الحد بل ساهمت في تصيد كيانات معادية كالكيان الصهيوني لهذه المشكلات واستغلال الفرصة لفتح قنوات اتصال سواءاً كان ذلك مع بعض الشخصيات الكردية أو الأمازيغية بغية سلخهم عن محيطهم الذي ينتمون إليه تماماً كما العرب، وايهامهم بتشابه الحالات بينهم وذلك من خلال تواجدهم في (محيط عربي) كاره لهم، وهو محض افتراء فالأكراد والأمازيغ ينتمون إلى بلادنا منذ آلاف السنين وليسوا وافدين عليها كما أنهم ليسوا بأقلية، عكس الحركة الصهيونية التي جمعت أفراداً وعائلات من مختلف دول العالم لتصنع من وجودهم دولة وهم من لا يملكون أي قواسم مشتركة تجمعهم سوى الدين (الذي يقسمون فيه حسب أصولهم العرقية)، حيث لا لغة أو هوية أو ثقافة أو ملامح أو عادات تربطهم بالمكان الذي أتوا للإستيلاء عليه، ولعل المثال الصارخ على هذا الواقع هو كون الكيان الصهيوني الوحيد في دعمه لإنفصال الشمال العراقي لإقامة دولة كردية من بين كل دول العالم، حيث لا يدعم هذا الكيان إلا ما يصب في مصلحته وهي تقسيم المنطقة وتدميرها، فعين المستعمر هي أبعد ما يكون عن أي إنسانية وهو الذي أنشأ دولته على جثث شعب آخر، كما أنه أراد بهذا التأييد زيادة الفجوة بين الأكراد والشعوب العربية ليتم نزع أي تعاطف معهم ويفاقم مشكلتهم أكثر فأكثر..
وهنا تتخذ الدعوة إلى الحوار والإحتواء وتغليب المصلحة العامة واحترام حقوق جميع الثقافات أهميةً قصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولن يكون هناك من غدٍ لنا إلا معاً دون أن يتخلف منا أحد، فالمساس بجزء هو تهديد للكل وليتنا نتذكر بعيداً عن الشعارات القصة الشهيرة التي درسناها في طفولتنا (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)..
خالد جهاد..
بذلك يدعم وجهة نظره، وللأسف الشديد فقد اعتدنا (رغم انكارنا) على التقسيمات والتصنيفات والتحزبات، كما اعتدنا على السلبية وتداول الكثير من المعلومات دون التثبت من مصادرها..
فمنذ مدةٍ وجيزة قرأت (لأحد الكتاب) مقالاً يتحدث عن الأقليات وركز في مقاله على ذكر الأكراد كنموذج، وفاجأني كمية المغالطات التاريخية التي تنم عن حقد ممزوج بالجهل في نهاية (أطروحته) التي وصفهم فيها بأنهم شعبٌ بلا جذور أو تاريخ ونشأ نتيجة ما أسماه (صراعات وهجرات متواصلة) في مطلع القرن الماضي وهو حديث عارٍ عن الصحة دون أدنى شك، خاصةً وأن الأكراد موجودون كثقافة واسعة ومتشعبة بشكلٍ مذهل منذ آلاف السنين وذكروا ضمن نصوص حفرت على العديد من الألواح السومرية القديمة عدا عن انتشارهم في الكثير من بلاد العالم، وللأسف الشديد فإن وجود هذا الخطاب وما يشابهه في المضمون مع فئات وجنسيات وأعراق أخرى هو أمر كارثي، مبني على آراء وأحقاد مرسلة لا سند لها أو دليل وتناقلها بسذاجة من قبل الكثيرين يشيع ثقافة تداول المعلومات دون التثبت من دقتها، خاصةً في ظل شيوع القراءة العشوائية العابرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي واعتبار البعض لما يقرأه من المسلمات..
كما سبب استمرار الوضع على ما هو عليه بالنسبة للأكراد وغيرها من الأعراق التي تشكل مكوناً أساسياً في بلادنا كالأمازيغ إلى تنامي شعورهم بالإضطهاد، مما خلق مساحة من الحساسيات بينهم وبين الثقافة العربية أدت بدورها إلى اجترار صراعات من الماضي وإثارة الفتن والنزعات الإنفصالية، والتي كان من نتائجها تغير الآراء وتذبذبها لدى قطاع منهم في العديد من المواقف التاريخية التي عرفوا بها والإنقسام حول قضايا محورية وهامة كالقضية الفلسطينية، رغم وجود شريحة هامة من الفلسطينيين من أصول كردية أو مغاربية وأمازيغية ساهم كل منهم في حماية أرض فلسطين والدفاع عنها على مدار قرون حتى باتوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج الشعب الفلسطيني، كما أن الكثير منهم على تواصل مع جذوره وثقافته الأم ويتحدث بلغته إلى جانب اللغة العربية واللهجة العامية، وعرفت مناطق خاصة بأسمائهم في العاصمة الفلسطينية وتحديداً في البلدة القديمة في القدس مثل (حارة الأكراد) التي تحول اسمها مع الوقت إلى (حارة الشرف) إلى جانب (حارة المغاربة)..
ولم تتوقف نتيجة هذا الخطاب عند هذا الحد بل ساهمت في تصيد كيانات معادية كالكيان الصهيوني لهذه المشكلات واستغلال الفرصة لفتح قنوات اتصال سواءاً كان ذلك مع بعض الشخصيات الكردية أو الأمازيغية بغية سلخهم عن محيطهم الذي ينتمون إليه تماماً كما العرب، وايهامهم بتشابه الحالات بينهم وذلك من خلال تواجدهم في (محيط عربي) كاره لهم، وهو محض افتراء فالأكراد والأمازيغ ينتمون إلى بلادنا منذ آلاف السنين وليسوا وافدين عليها كما أنهم ليسوا بأقلية، عكس الحركة الصهيونية التي جمعت أفراداً وعائلات من مختلف دول العالم لتصنع من وجودهم دولة وهم من لا يملكون أي قواسم مشتركة تجمعهم سوى الدين (الذي يقسمون فيه حسب أصولهم العرقية)، حيث لا لغة أو هوية أو ثقافة أو ملامح أو عادات تربطهم بالمكان الذي أتوا للإستيلاء عليه، ولعل المثال الصارخ على هذا الواقع هو كون الكيان الصهيوني الوحيد في دعمه لإنفصال الشمال العراقي لإقامة دولة كردية من بين كل دول العالم، حيث لا يدعم هذا الكيان إلا ما يصب في مصلحته وهي تقسيم المنطقة وتدميرها، فعين المستعمر هي أبعد ما يكون عن أي إنسانية وهو الذي أنشأ دولته على جثث شعب آخر، كما أنه أراد بهذا التأييد زيادة الفجوة بين الأكراد والشعوب العربية ليتم نزع أي تعاطف معهم ويفاقم مشكلتهم أكثر فأكثر..
وهنا تتخذ الدعوة إلى الحوار والإحتواء وتغليب المصلحة العامة واحترام حقوق جميع الثقافات أهميةً قصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولن يكون هناك من غدٍ لنا إلا معاً دون أن يتخلف منا أحد، فالمساس بجزء هو تهديد للكل وليتنا نتذكر بعيداً عن الشعارات القصة الشهيرة التي درسناها في طفولتنا (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)..
خالد جهاد..