تحيلنا أسماء متولي عبدالله في رواياتها ( التبيعة)-منذ البداية- الى مخاتلات السرد السيميائي عبر العتبة النصية الأولى للعنوان المخاتل، الادهاشي، فما التبيعة التي تمثل غرائبية للقارئ؟ وهل سنبحث معها عمن سرق المشار اليه في النص على حد تعبير السيموطيقا التي تستدعي المخيال المثيولوجي لفك مستغلقات السرد التخالفي ؟!.
منذ البداية يكشف عالم النص عن مفارقات المكان عبر السفر في الزمن، من خلال عالم الصحراء الذي تمثل فيه قرية النجم القطبي أنموذجا' يحيلنا الى أدب الرعب والمثيولوجيا، وعالم السحر والجان والعفاريت، والشيطان' أو الجني المتجسد جسد "مهدي" بطل الرواية، والذي يستدعي عبر طلاسم وأدوية سحرية يقولها فأصبح صاحب قوة خارقة تحرك مسيرة هارموني السرد السيميائي، الذي يمزج بين الواقع والمتخيل، وبين الصورة والظلال، عبر اشراك القارئ في اللعبة السرديةالادهاشية الملغزة.
ان مفارقات السرد هنا تكشف عن عمق بنائية تعيد ترتيب المعنى وما ورائياته السامقة 'وكأنها تؤسس للذات طريقا لكشف الحقيقة الانسانية الكبرى، حيث صراع الخير والشر' وادم والخطيئة والشيطان، من منظور جديد،عبر السفر عبر الزمن في : الصحراء، القرية، داخل الغرف المغلقة، بين القبور، وأشجار النخيل' والعالم والعاقول حيث الموت وحمامات الدم،والانتقام الذي ينتظر البشرية عبر "لعبة المخيال وارادة القوة الخارقة"التى يمتلكها مهدى-بحسب التأويل- والذي يمثل الشيطان الأكبر، او الجني الخارق الذي يطير ويتكلمون ويتلون بفعل السحر وعالم الجن المرعب' تقول على لسان مهدى : ( كان مهدي مستيقظ طوال الليل فوق سطح بيته' يترك الرياح تضرب أوصال جسده فيسحبها الى صدره بقوة هو يهمس بكلمات غير مفهومة'يدخل حجرته'يضىء شمعة مرسوما عليها طلسم'وبداخله تعويذة تلمع في الظلام'يقرأ التعويذة ويتمتم بكلمات غير مفهومة فيتصاعد دخان أبيض'تنبت له عينان وفم يخرج منه النار'فيأمره مهدي بصوت أجوف: أريد نوارة...قلت لى انها في الجبل ولكنني لم أجدها... يأتيه صوت عميق.. أنظر الى يسارك.. تتضح صورة من العدم..انها نوارة ).
انها رواية الميثولوجيا، تعيد توظيفها عبر مسارات أفقية متصاعدة، ترتفع بمسيرة السرد عبر أسلوبية طازجة، موحية، تقترب فيها من لغه الشعر، ومعيارية تمتزج فيها الأمثال الشعبية والموروثات، وتمزج الفصحى بالعامية عبر تناصية التضمين، التي تكشف مجتمع الواحة
وتفاصيلها الحياتية اليومية' تقول عبر قصيدة شعرية لتجسد حالة موت نوارة : ( نوارة ماتت... ماتت نوارة...ياشوم ما سبتي يازين الحارة...عددى يابني قولى ياخسارة...نوارة ماتت .. ماتت نوارة).
كما تتعدد المستويات البنائية للغة السرد،عبر شخوص الرواية، وحكاياتهم ومعتقداتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، داخل أركان الواحة، وبين مفازات الجبل والكهوف،والجان والعفاريت التى تتشكل على هيئة عجوز لها عيون حمراء' برجل حمار،أو هيئة ذئب يتجسد بأشكال مختلفة كحمار الشيخ حسنين' وهيئة مهدي الشيطانية المرعبة وغير ذلك .
كما تلعب الأماكن الدور المحوري الضمنى لهذه الرواية، فالجبل بأحداثه المخيفة ليلا، وحيواناته وطيوره' ورعوده وكهوفه وزواحفه التي تنتشر عبر غرود الواحة يشكلون أبطالا معنويين -هنا- ،الى جانب الليل والجان وأصوات الغربان' والأصوات المرعبة، وكل ذلك يمثلون أبطالا فاعلين داخل نسيج السرد السيميائي.
كما نجحت الكاتبة في تجسيد ثقافة أهل القرية وتقاليدهم وقصصهم، وحكاياتهم،عبر واحات النخيل،ومشاهد السواقي المرعبة، حيث القتل ورؤية الأجساد الممزقة لرجال ونساء ( التبيعة)، أو (النداهة)التى تتلقف أهل القرية، في حوض الساقية' وبين قواديسها التى تنعر بالموت' دون رحمة، وكأنه انتقام الطبيعة، أو هو الثأر-من جانب مهدي- لقتل أمه "نوارة"' وتعرية جسدها عند البئر ،ليراها أهل القرية وما كان من تجسد الشيطان أو الجني مهدي في صورة انسي، يتشهى جسد (عيدة) التي كان يضاجعها، ويباعد بين ساقيها، دون أن تدري' لكنها كانت تحس وتشعر ،بل تتلوى من فرط لذة الجني الذي يمتطيها، ويغرس في رحمها شهوته،بدليل النزيف الذي يداهمها بعد كل مرة من جراء أفعال الجني غير المرئية،والتي سردتها عبر الراوي العليم.
انها المعركة الكبرى لنهاية القرية، دمارها، حرقها' وكأنها نهايه العالم 'عبر صراع الشياطين والجان مع البشر، وعبر الميثولوجيا الدينية الرامزة، التي تستخدم فيها الازاحة، لتعبر بسردية الذات الى افاق تخييلية، أكثر دهشة ورعبا، عبر سرد مكتنز دافق، ومخيال يقدم الواقع السحري بصورة جميلة، مخيفة، ومخاتلة كذلك.
لقد أكثرت الكاتبة أسماء متولي من استخدام الفعل المضارع دون مبررات تخدم مسيرة السرد، وكأنها تستدعي حضور الزمن، مقابل غياب الحقيقة والبرهان، وتترك لقلمها العنان عبر متواليات السرد، لتأخذ القارئ معها في رحلة تستدعي فيها أساطير الجبل، وحكايات الجان والعفاريت، وتتوقف بنا عبر أغاني الموروثات الشعبية، والتراثية' كما في "سبت النور" وتكحيل العيون لطرد الشياطين والسحر، أو تعبر بنا عبر حكايات جانبية تتشابك فيها لغة الفلاش باك السينمائية مع مسيرة الدراما وتحاوراتها البديعة التى تتجلى عبر الانتقالات السريعة جدا للمواقف والا وحكايات فكيها والشيخ صالح' وغزالة التي حدثتها الجنية للزوج ابنها لأول فتاة تشاهده عند رجوعها من بين أحراش النخيل.
انها حكايات البسطاء عبر الأحداث والأماكن الممتدة عبر الجبل والقرية المطلسمة، الموشومة،والتي وشمت معها بفعل السحر (عيدة ) التي تزوجها مهدي رغما عنها، رغم حبها لسليمان الذي يصاب بصدمة، وبحسرة العاشق الذي لم يظفر بالمحبوبة، لكنه لم يكن يعلم أن الشيطان مهدي هددها بأن يصيبه بالأذى ان لم تتزوجه، فراح يدور كالمجذوب في ردهات الجبل، يصنع تمثالا لها، ثم يجلس بين رجليها يتأمل وجهها الصبوح،ثم نراه في النهاية يهشم التمثال ،ويظل يهذي فلا يفرق بين صورة محبوبته وصورة محاسن-ابنة خالته- التى كانت تنام بجانبه بعد أن فرت هى الأخرى من القرية واهوال
منذ البداية يكشف عالم النص عن مفارقات المكان عبر السفر في الزمن، من خلال عالم الصحراء الذي تمثل فيه قرية النجم القطبي أنموذجا' يحيلنا الى أدب الرعب والمثيولوجيا، وعالم السحر والجان والعفاريت، والشيطان' أو الجني المتجسد جسد "مهدي" بطل الرواية، والذي يستدعي عبر طلاسم وأدوية سحرية يقولها فأصبح صاحب قوة خارقة تحرك مسيرة هارموني السرد السيميائي، الذي يمزج بين الواقع والمتخيل، وبين الصورة والظلال، عبر اشراك القارئ في اللعبة السرديةالادهاشية الملغزة.
ان مفارقات السرد هنا تكشف عن عمق بنائية تعيد ترتيب المعنى وما ورائياته السامقة 'وكأنها تؤسس للذات طريقا لكشف الحقيقة الانسانية الكبرى، حيث صراع الخير والشر' وادم والخطيئة والشيطان، من منظور جديد،عبر السفر عبر الزمن في : الصحراء، القرية، داخل الغرف المغلقة، بين القبور، وأشجار النخيل' والعالم والعاقول حيث الموت وحمامات الدم،والانتقام الذي ينتظر البشرية عبر "لعبة المخيال وارادة القوة الخارقة"التى يمتلكها مهدى-بحسب التأويل- والذي يمثل الشيطان الأكبر، او الجني الخارق الذي يطير ويتكلمون ويتلون بفعل السحر وعالم الجن المرعب' تقول على لسان مهدى : ( كان مهدي مستيقظ طوال الليل فوق سطح بيته' يترك الرياح تضرب أوصال جسده فيسحبها الى صدره بقوة هو يهمس بكلمات غير مفهومة'يدخل حجرته'يضىء شمعة مرسوما عليها طلسم'وبداخله تعويذة تلمع في الظلام'يقرأ التعويذة ويتمتم بكلمات غير مفهومة فيتصاعد دخان أبيض'تنبت له عينان وفم يخرج منه النار'فيأمره مهدي بصوت أجوف: أريد نوارة...قلت لى انها في الجبل ولكنني لم أجدها... يأتيه صوت عميق.. أنظر الى يسارك.. تتضح صورة من العدم..انها نوارة ).
انها رواية الميثولوجيا، تعيد توظيفها عبر مسارات أفقية متصاعدة، ترتفع بمسيرة السرد عبر أسلوبية طازجة، موحية، تقترب فيها من لغه الشعر، ومعيارية تمتزج فيها الأمثال الشعبية والموروثات، وتمزج الفصحى بالعامية عبر تناصية التضمين، التي تكشف مجتمع الواحة
وتفاصيلها الحياتية اليومية' تقول عبر قصيدة شعرية لتجسد حالة موت نوارة : ( نوارة ماتت... ماتت نوارة...ياشوم ما سبتي يازين الحارة...عددى يابني قولى ياخسارة...نوارة ماتت .. ماتت نوارة).
كما تتعدد المستويات البنائية للغة السرد،عبر شخوص الرواية، وحكاياتهم ومعتقداتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، داخل أركان الواحة، وبين مفازات الجبل والكهوف،والجان والعفاريت التى تتشكل على هيئة عجوز لها عيون حمراء' برجل حمار،أو هيئة ذئب يتجسد بأشكال مختلفة كحمار الشيخ حسنين' وهيئة مهدي الشيطانية المرعبة وغير ذلك .
كما تلعب الأماكن الدور المحوري الضمنى لهذه الرواية، فالجبل بأحداثه المخيفة ليلا، وحيواناته وطيوره' ورعوده وكهوفه وزواحفه التي تنتشر عبر غرود الواحة يشكلون أبطالا معنويين -هنا- ،الى جانب الليل والجان وأصوات الغربان' والأصوات المرعبة، وكل ذلك يمثلون أبطالا فاعلين داخل نسيج السرد السيميائي.
كما نجحت الكاتبة في تجسيد ثقافة أهل القرية وتقاليدهم وقصصهم، وحكاياتهم،عبر واحات النخيل،ومشاهد السواقي المرعبة، حيث القتل ورؤية الأجساد الممزقة لرجال ونساء ( التبيعة)، أو (النداهة)التى تتلقف أهل القرية، في حوض الساقية' وبين قواديسها التى تنعر بالموت' دون رحمة، وكأنه انتقام الطبيعة، أو هو الثأر-من جانب مهدي- لقتل أمه "نوارة"' وتعرية جسدها عند البئر ،ليراها أهل القرية وما كان من تجسد الشيطان أو الجني مهدي في صورة انسي، يتشهى جسد (عيدة) التي كان يضاجعها، ويباعد بين ساقيها، دون أن تدري' لكنها كانت تحس وتشعر ،بل تتلوى من فرط لذة الجني الذي يمتطيها، ويغرس في رحمها شهوته،بدليل النزيف الذي يداهمها بعد كل مرة من جراء أفعال الجني غير المرئية،والتي سردتها عبر الراوي العليم.
انها المعركة الكبرى لنهاية القرية، دمارها، حرقها' وكأنها نهايه العالم 'عبر صراع الشياطين والجان مع البشر، وعبر الميثولوجيا الدينية الرامزة، التي تستخدم فيها الازاحة، لتعبر بسردية الذات الى افاق تخييلية، أكثر دهشة ورعبا، عبر سرد مكتنز دافق، ومخيال يقدم الواقع السحري بصورة جميلة، مخيفة، ومخاتلة كذلك.
لقد أكثرت الكاتبة أسماء متولي من استخدام الفعل المضارع دون مبررات تخدم مسيرة السرد، وكأنها تستدعي حضور الزمن، مقابل غياب الحقيقة والبرهان، وتترك لقلمها العنان عبر متواليات السرد، لتأخذ القارئ معها في رحلة تستدعي فيها أساطير الجبل، وحكايات الجان والعفاريت، وتتوقف بنا عبر أغاني الموروثات الشعبية، والتراثية' كما في "سبت النور" وتكحيل العيون لطرد الشياطين والسحر، أو تعبر بنا عبر حكايات جانبية تتشابك فيها لغة الفلاش باك السينمائية مع مسيرة الدراما وتحاوراتها البديعة التى تتجلى عبر الانتقالات السريعة جدا للمواقف والا وحكايات فكيها والشيخ صالح' وغزالة التي حدثتها الجنية للزوج ابنها لأول فتاة تشاهده عند رجوعها من بين أحراش النخيل.
انها حكايات البسطاء عبر الأحداث والأماكن الممتدة عبر الجبل والقرية المطلسمة، الموشومة،والتي وشمت معها بفعل السحر (عيدة ) التي تزوجها مهدي رغما عنها، رغم حبها لسليمان الذي يصاب بصدمة، وبحسرة العاشق الذي لم يظفر بالمحبوبة، لكنه لم يكن يعلم أن الشيطان مهدي هددها بأن يصيبه بالأذى ان لم تتزوجه، فراح يدور كالمجذوب في ردهات الجبل، يصنع تمثالا لها، ثم يجلس بين رجليها يتأمل وجهها الصبوح،ثم نراه في النهاية يهشم التمثال ،ويظل يهذي فلا يفرق بين صورة محبوبته وصورة محاسن-ابنة خالته- التى كانت تنام بجانبه بعد أن فرت هى الأخرى من القرية واهوال