إبراهيم محمود - ركلات فلسفية " 3 " حول كتاب الدكتور عبدالله الغذامي : مآلات الفلسفة

-3-

بصدد لعبة المفاهيم في الفلسفة

من يقرأ " مآلات... " الغذامي تستوقفه نقطة لافتة تكاد تشكّل الحامل المحوري لكتابه هذا، ألا وهي " المفهوم "! ذلك الذي يوجه الفلسفة بما يعدِمها، أي حيث تكون مسحوبة عصبَ المفهوم، وبالتالي باتت في حكم الميْت.انطلاقاً من مجموعة الاقتباسات من حقول علمية ورياضية وفلسفية تنتمي إلى نطاق التحليلية والوضعية منها، وما في ذلك من تثبيت للحكم على الفلسفة تلك بأن صلاحية اعتمادها كما كانت ذات يوم " تعيش في عز " قد انتهت، وليس أمامها إلا أن تجد لها مخرجاً ليمكنها البقاء، إنما " تحت الوصاية " أو في مسار آخر، دون ما كانت تُعرَف به مكانةً .
وما استهل به الغذامي، الفصلَ الأول من كتابه، بصدد " المأزق المفاهيمي ..." هو الجدير بالتوقف عنده،وحين يستشهد بمقطع شعري للمتنبي (وسوى الروم خلف ظهرك روم . ص 11 ).
أي :
وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل !
إنهم " الأعداء " الذين يحيطون به" المتنبي " فكيف يمكنه مواجهة كل هؤلاء؟ وبصدد الفلسفة، تكون في وضع مشابه، مع فارق أن الفلسفة حالة كلية. وقد قتِل المتنبي. فهل " قتلِ " المتنبي " أو قرّر قتله، أو يكون في حكم " القتل "، وما إذا كان هذا صحيحاً، أم يستجيب ذلك لاستهواء نفسي للغذامي نفسه، أو " هواه " وليس لأن الواقع هنا، كما هو الممكن النظر في أمره وتبعاته .
لهذا، فإن المندرج في نطاق الفلسفة، وهو رحب وواسع، وما يخص المفهوم" العصب المركزي لها ولغيرها من العلوم "،هو الذي ينير الطريق لنا، وبالنسبة لـ" المتأسف عليها " .



الفلسفة النشطة وليس في غرفة العناية المثقفة للقيّم عليها
أشير إلى العديد مما يبقي مقام الفلسفة، كما عرِفت به عاليَ الشأن، إنما أيضاً ما ينبّه إلى أنها كغيرها من العلوم الإنسانية، وحتى العلوم التطبيقية، تتعرض لصدمات، وتواجه صعوبات، وتستفيد منها طبعاً، وهناك تاريخ طويل من المتغيرات والانعطافات التي تبرِز فيها هذه الأهلية .
وللمفهوم شهادته الدقيقة والمؤرشفة تاريخياً .

1-لأنطلق بداية من كتاب " ما هي الفلسفة " لكل من دولوز – غوتاري " " 1 "
ثمة الكثير مما لا يفيد هنا في إضاءة " المفهوم " نشأة ودوراً واستمرارية أثر ، وإنما كذلك ما يضع أي معنيّ بشئون الفكر، وليس الفلسفة بالذات وحدها، في مواجهة ما يهمه، وإمكان إثراء ثقافته علمياً كذلك.
في كتاب" ما هي الفلسفة " ليست الفلسفة هي المستأثرة بما هو مثار مفهومياً، وإنما مختلف العلوم الإنسانية، والعلوم التطبيقية، أي الفن، العلم، والفلسفة تحديداً.
نقرأ في مقدمة الكتاب، ما يمهّد للمنتظَر وبصدد " سؤال الفلسفة ":
( إن المفاهيم ، هي بحاجة إلى شخصيات مفهومية تساهم في تحديدها، يشكل الصديقُ ( صديق الفلسفة ) هذا الشخص الذي نذهب إلى حد القول بصدده أنه يشهد على أصل إغريقي لحب- الحكمة. ص 28 .) .
هذا الربط بين أن يكون المفهوم نبتاً علمياً – جغرافياً، وأن يُسمَّى من جهة من له سهم في ذلك، هو الحكَم الفصل بين ما يستحق النظر فيه كاتباً يسجَّل له رصيد معرفي في حساب جار ٍ، ومن يُستبعَد من هذه المزية، لأنه يفتقر إلى تلك " العمولة " الثقافية التي تجيز له مصادقة العلم الذي ينشغل به، وهو يضيف جديداً إليه، أي ليكون شخصية مفهومية.
وفي سؤال " ما هو المفهوم ؟ " لدينا الكثير مما يعمّق مسار المثار:
( لا وجود لمفهوم بسيط. كل مفهوم يملك مكوّنات ، ويكون محدَّداً بها. للمفهوم إذاً رقم. إنه تعددية، حتى وإن لم تكن كل تعددية مفهومية . ص 39 .
يغدو المفهوم بلا معنى عندما لا يتصل بمفاهيم أخرى، ولا يرتبط بمشكلات من شأنه أن يحلها أو يساهم في حلها . ص 93 .
يتطلب النقد مفاهيم جديدة( حول الموضوع المنتقَد ) بقدر ما يكون الإبداع بالغ الإيجابية. ص 97 .).
إنها جملة متواليات رياضية، تنبّه إلى حيوية العلاقة بين فرع معرفي معين، ومن يهتم به، وما إذا كان قد تمكّن من الانتساب إليه بجدارة، من خلال إضاءة " المفهوم " الذي يكون شاهداً على من يقرأه، ومن يثريه، فلا يكون حيادياً، دون وجه، بمقدار ما يتلبس كاتبه ويجلو " هويته " .
إنه تاريخ شائك، من المقاومات وخصلة الثقة بالنفس، والإصرار على العطاء، وفي مجتمع، يظهر أن المفهوم استنبات " صخري " جرّاء طبيعته، وأنه في بنيته معطى تاريخي، وهو الذي يكون الناطق عما بلغه مجتمع ما من تقدم، ومن طرق التعبير عن الذات، وعما هو إنساني.
ثم هناك ما يصلنا بالمنطق، وهو الشديد الأثر بدوره، في علاقته بالمفهوم، بصفة معلومة:
( المنطق عندما يمزج المفاهيم بالوظائف إنما يعمل وكأن العلم كان يهتم مسبقاً بالمفاهيم، أو كان ينشىء مفاهيم من المنطقة الأولى.
والمنطق نفسه يسمح أحياناً للمفاهيم الفلسفية بأن تولد من جديد. ص 150 .
و:ليس المفهوم وظيفة علمية، ولأنه ليس قضية منطقية: فهو كائن لا ينتمي لأي نسق خطابي، ليس له مرجع. فالمفهوم يثبت نفسه وهو لا يعمل إلا على إثبات ذاته. والمفاهيم هي حقاً وحوش أسطورية تولد مجدداً من حطامها. ص 150 .. ) .
ما يكون وظيفة، أو دالة وظيفة، يحيلنا إلى المؤطر، والمحكوم بالتقليد، أو المتوارث، وما يدخل الخلف في حكم السلف أيضاً، بينما المفهوم، يكون نظير الطليق والمباغت والمبتكَر.
وليعطينا المقروء فكرة عن المكانة الكبرى للمفهوم. إنه يقاوم نفسه بنفسه، ويغيّر في نفسه أو يموت حين ينصرم وقت ولا يُعنى به، وما في ذلك من حكْم الزمان والمكان، وعبر شبكة علاقات، وفي مجتمع لا يخلو من صراعات " مفاهيمية " كما لو أن المفهوم مشبَع بالمتغيرات ومأخوذ بصدماتها، ويعمّر ومن ثم يجدد نفسه، وينبعث أمضى قوة كطائر الفينيكس أحياناً.
وما يمكن تبينه تالياً ( إن ما يحدد الفكر أو الأشكال الثلاثة للفكر: الفن، والعلم، والفلسفة، هو دائماً مواجهة السديم ( الطاوس ) ، رسم مسطح وتشكيل مسطح فوق السديم.. ولكن الفلسفة تريد إنقاذ اللامتناهي بإعطائه تكثفاً . ص 204 .) .
وأكثر من ذلك ما يصلنا بنابض حيوي في الرأس:
( إن الدماغ هو الذي يقول أنا، ولكن أنا هو آخر. ص 216 .) .
هو الوضع كذلك: إن رأساً سليماً من العاهات، متحرراً من العادات، يوفّر دماغاً مخصباً حقاً .
ولعل الذي تعرّض له، وهو باحث في الفلسفة، من خلال هذا الكتاب، يزيد الموضوع إضاءة، وهو جدير لأن يؤتى على ذكره، ولو في فقرات منه، حيث إن الباحث هذا لا يكتفي بمجرد اقتباس أقوال أو مقتطفات منه، وإنما تستوقفه طريقة التوأم الفكري- الفلسفي في التعريف بالفلسفة، وكيف يمكن للفلسفة أن تكون فلسفة، وكيف يمكن للمفهوم أن ينبري في مستوى اسمه، ويتفرع إلى مستويات مختلفة، وهو ما يظهر بداية الاسم وقابليته للتطور والاغتناء بالمقابل:
( في هذا الكتاب ، المكتوب بيدين (جيل دولوز وفيليكس غوتاري ، طبعة مينوي ، باريس ، أيلول 1991 ، ص 207) ، أذهلنا أولاً الثراء الفكري غير العادي. ثم هناك الكتابة ، مستويات الكتابة المتعددة التي تتبع بعضها بعضاً ، متداخلة ، تتقاطع. كما هو الحال في: ضد أوديب- ألف طيَّة Anti-Œdipe ، Mille Plateaux ، كتابة جماعية ومكثفة وجذرية وكاملة
ما هي الفلسفة؟ "الفلسفة هي فن تكوين ، اختراع ، مفاهيم التصنيع". وما هو المفهوم؟ "يتم تعريف المفهوم من خلال عدم إمكانية الفصل بين عدد محدود من المكونات غير المتجانسة التي تمر بنقطة في رحلة مطلقة ، بسرعة غير محدودة" (ص 26). "لا يشير المفهوم الفلسفي إلى التجربة المعاشة بالتعويض ، بل يتألف ، من خلال إبداعه الخاص ، من إقامة حدث يحوم فوق كل تجربة معيشية ، لا يقل عن أي حالة من الأمور. كل مفهوم يقسم الحدث ، ويغير حجمه بطريقته الخاصة. يتم تقييم عظمة الفلسفة من خلال طبيعة الأحداث التي تدعونا إليها مفاهيمها ، أو التي تمكننا من إخراجها في المفاهيم. لذلك من الضروري أن نختبر في كل التفاصيل الصلة الفريدة والحصرية للمفاهيم بالفلسفة كنظام إبداعي ”(ص 37). المفهوم هو التفرد وحدث التفرد. الفلسفة ليست انعكاسًا مجردًا ، ولا تأملًا ، ولا إرادة للحقيقة ، بل هي صنع الحقيقة. لكن ما هو العلم في مواجهة الفلسفة؟ "إن موضوع العلم ليس المفاهيم ، بل الوظائف التي تقدم نفسها كقضايا في النظم الاستطرادية (...) لا يتم تحديد المفهوم العلمي بالمفاهيم ، بل بالوظائف أو الافتراضات" (ص 111).
عندما تخضع قوة المفهوم أو شكل الوظيفة للتواصل ، فإن العلاقة بالوجود هي التي تتحطم. تحل محادثة "دوكسا" الأكثر شيوعًا وديمقراطية وابتذالًا على غرار رورتي محل الفيلسوف الذي ينغمس في الحياة ويستعيد كرامته بمفرده.
الفلسفة هي إنشاء المفاهيم وتأسيس الخطة. المفهوم هو بداية الفلسفة ، لكن الخطة هي التأسيس.
في الفلسفة ، كما في العلم والفن في جوانب أخرى ، يُعاد بناء الواقعي بطريقة فردية بعد عبور الفوضى. تحلق فوق الواقع ، المفهوم يشحن أجنحته بالواقع. تكشف مستويات المحاذاة درجات مختلفة ومحددة من الوجود: لكن العملية ، والصيرورة ، وتفرد "الدماغ" لا يقاوم ، إنه إنتاج مستمر للوجود.
يحرر المفهوم الجوهر من جميع القيود التي ما زال رأس المال يفرضها عليه (أو التي يفرضها على نفسه في شكل رأس مال يظهر كشيء متسام) " 2 ".
ما يمكن تبيّنه في القراءة هذه، وكما حاولنا التعرض له، ولو بإيجاز قبل ذلك، هو استراتيجية الدور الذي يختص بها المفهوم، وأن الذي يعيش ما هو فلسفي ويكتب في نطاق الفلسفة، قبلها ليس مثل ما بعدها، وهو ما يعطي فكرة للفيلسوف ومن يعنى به ما يجب عليه القيام به أو التنبه إليه، ليكون في مستوى طموحه، والذي يستحيل تحقيقه دون بذل جهود ضامنة لهذه النقلة النوعية بالتأكيد، ففي الكتاب، والذي يكون سؤال " ما هي الفلسفة " ودون وضع " إشاة الاستفهام " يجد كل باحث ما يعنيه ويغنيه، ليكون مرجعاً نابضاً بما هو حيوي، وما يمكن الاستفادة منه تالياً.
فهل تنبَّه إليه الغذامي؟ هل اطلع عليه، لينحّيه جانباً، وما في ذلك من غبن بحق الفلسفة، لا بل وبحث نفسه الساعية إلى ما هو معرفي، يحصّل بموجبه شخصيته المفهومية، وفي مجتمع يشهد محاولا انفتاح على ما هو حديث، وفلسفي ضمناً بالمقابل، أم استصعب ذلك ؟ " 3 "

2-ومع ميشيل فوكو المنغّص الآخر لذهنية الغذامي
ميشيل فوكو له موقعه الفكري، والفلسفي المميَّز بالنسبة لمن ينشغل بالحقل الفلسفي بالذات، وفي السياق ما يخص المفهوم، عبر مصطلح اشتهر به" الأبستيمي " إنه لوغو أبستيمي بامتياز، وكتابه " الكلمات والأشياء" كأنموذج حيوي بالغ الدلالة في هذا الشأن " 4 "
كتاب " الكلمات والأشياء " يغذّي تاريخاً فكرياً، فلسفيّ العلامة، من خلال ما أرسيَ عليه معرفياً، وعلمياً في الصميم، ومن الصعب التعايش مع أفكاره دون وجود قراءة فكرية وفلسفية مسبقاً، لأن الكثافة في أفكاره ونوعية أسلوبه، وقراءة تاريخه الثقافي، تتطلب معاينة كهذه .
وما ينبغي التركيز عليه هو أن المفهوم، في جوهره، يجد معناه ومبناه العميقين في هذا الكتاب، على أكثر من صعيد، وانطلاقاً من العنوان نفسه، وهو ما يتضح من خلال قراءته طبعاً، حيث الأشياء تقاوم كلَّ اسم محدد، ومؤطّر لها، وتطالب بأسماء مختلفة، تعني أن الاسم قولبة لغوية للشيء المنتمي إلى الطبيعة، ومن يريد تلقّي الدرس المعرفي، فإليه بثراء ما هو برّي هنا .
وفوكو هو من يعزّز هذه الخاصية الاستنهاضية للمفهوم عبر أبستيميته، كنظرية مغايرة للنظريات المعهودة، والتي تكاشف ما هو معرفي، وتستنطق حقيقة العلمي عن زيفه :
( إن ما نريد تبيانه هو الحقل المعرفي، الأبستيمية، حيث المعارف- منظوراً إليها خارج أي معيار يستند إلى قيمتها العقلية أو إلى صورها الموضوعية- تغرز وضعيتها وتظهر هكذا تاريخاً ليس تاريخ كمالها المتزايد وإنما بالأحرى تاريخ شروط إمكانيتها..ص 25 .
إن " الأنسنة " هي، في أيامنا هذه، أخطر ما يهدّد المعرفة من الداخل. فمن السهل الظن أن الإنسان قد تحرر من ذاته، عندما اكتشف أنه ليس محور الخليقة ولا محور الكون ولا حتى ذروة الحياة وغايتها النهائية، لكن " العلوم الإنسانية " تبقى وسيطاً خطيراً في حيّز المعرفة، حتى لو لم يُعُد الإنسان سيداً في مملكة العالم، ولم يعد يهيمن في وسط الكينونة..ص286 .
لا جدوى إذاً من القول إن " العلوم الإنسانية " هي علوم خاطئة، بل هي ليست علوماً على الإطلاق، فالتشكيلات التي تحدد وضعيتها وتجذرها في الإبستيمية الحديثة تمنعها كلياً من أن تكون علوماً..ص299 .
في ضوء ذلك: الإنسان اختراع تظهر أركيولوجيا فكرنا بسهولة حداثة عهده. وربما نهايته القريبة..ص313 . ) .
ذلك يقرّبنا من حقيقة الفكرة التي يبثها فوكو في كتابه، وذلك المفهوم الذي يشكل رافعة معرفية له، حيث الأركيولوجيا تستنطق العمق، بمقدا ما تسائل الخفي، وتتعرف على حقيقته علمياً ، وما يبقي التاريخ في الواجهة، من الناحية العلمية، وأي نظام معرفي يسوده، أو يعرّف به .
أكثر مما تقدَّم، لحظة الحديث عن الإنسان، وما يجب التدقيق في مفهومه، قبل فوات الأوان .
وكما رأينا مع دولوز، جهة قراءة كتاب " ما هي الفلسفة " هكذا الحال مع باحث آخر، متعمق في قراءة فوكو، وفي كتابه " الكلمات والأشياء " بالذات، ولمن يعنيه ذلك .
انطلاقاً من " تعريف مبدئي لمفهوم الإبستيم " ماذا نرى ؟
( تأتي كلمة episteme من الجذر اليوناني επιστήμη الذي يعني علم أو معرفة savoir ou connaissance.. بالمناسبة ، أثناء مناظرة مع نعوم تشومسكي عام 1971 ، حدد ميشيل فوكو نيته على النحو التالي:
"فهم التحولات المعرفية في كل من المجال العام للعلم وأيضًا ضمن المجال الرأسي إلى حد ما الذي يشكله مجتمع أو ثقافة أو حضارة في وقت معين".
للوهلة الأولى ، يشير مفهوم عصر ما إلى طريقة التفكير ، والتحدث ، وتمثيل العالم الذي يمتد على نطاق واسع ليشمل جميع الثقافات ، لكننا سنرى أن فوكو سيعود إلى طريقة الرؤية هذه.
يأتي أصل فكرة الإبستيم هذه من الجمع بين مساهمتين معاصرتين لنظرية المعرفة الفرنسية: فكرة التمزق المعرفي التي طرحها غاستون باشيلار (التي تبناها لويس ألتوسير وأبرزها) ومنهج جورج كانغويلهم الذي يهدف لإيجاد تماسك معرفي في فترة معينة ، لأنه لا يؤمن بالتطور المستمر للعلم والعقل.) .
وما ينوّه إلى مقام الأبستيم، وما يلعبه الإبستيم من دور المغاير لما كان تثميناً للمنتظَر.
إن إبراز الإبستيم هو البحث عن شبكة "بتقنية شاقة وبطيئة" تتطلب سعة الاطلاع الكبيرة والواعية.).
ومن خلاله ما يكون التفكير في الكتاب:
( “نحن نفكر ضمن فكر مجهول ومقيد وهو فكر عصر ولغة. هذا الفكر وهذه اللغة لهما قوانين التحول الخاصة بهما. مهمة الفلسفة الحالية ... هي تسليط الضوء على هذا الفكر قبل التفكير ، هذا النظام قبل أي نظام "(مقابلة مع مادلين شابسال ، La quinzaine littéraire ، مايو 1966).
الهدف هو تسليط الضوء على ظروف المستوى "المعرفي" للإمكانية التاريخية للعلوم. إنها أطروحة معرفية قوية ومثيرة للاهتمام ، لأنها ترسخ العلوم على نطاق أوسع وأعمق. ومع ذلك ، فهو يحرمها ضمنيًا من حقها في إضفاء الشرعية على نفسها ، وهو أمر مطروح للنقاش. إن الطريقة التقليدية لتصور تاريخ الأفكار تواجه تحديات عميقة. ننتقل من التقدم الزمني إلى الرؤية من خلال فترات معرفية متقطعة ، لأنها منظمة بشكل مختلف. في لحظة معينة ، يتم تشكيل نظام مستقر ، وهي بنية يسميها ميشيل فوكو episteme.)
ولعل في علم الآثار" الأركيولوجيا " ما يوضح جدة الفكرة لدى فوكو:
( يصف علم الآثار الأحداث الثقافية وفقًا لتصرفاتها الواضحة: فهو يقول كيف يتم تعديل التكوينات الداخلية لكل معرفة ، ويحلل التغييرات في المراجع التجريبية ، ويدرس وضعهم فيما يتعلق ببعضهم البعض ، ويظهر المبادئ التنظيمية العظيمة لمساحة المعرفة العامة . علم آثار المعرفة هو: "الفكر يستعيد نفسه من جذور تاريخه" (Les Mots et les Choses ، ص 230).
أعاد فوكو تركيز مفهوم المعرفة على الجوانب العلمية ، لأن المظاهر الأدبية والفنية أكثر تعددًا في الأشكال وتستجيب بشكل أقل لفكرة المعرفة. الجوانب الاجتماعية والأعراف والفنون والأزياء ليست بالضرورة متجانسة ومتوافقة ومن الصعب إظهار أنها تستجيب لهيكل أساسي مشترك. من خلال تقييد امتداد المفهوم ، يصبح استخدامه أسهل.
من المؤكد أن مفهوم الإبستيم مفتوح للنقد ، ولكنه أقل إثارة للجدل من المفاهيم الكلاسيكية "الروح" أو "العقلية" التي وقعت في غموض دلالي كبير. مصطلح الحقبة هو مصطلح تاريخي يُفرِّد فترة زمنية من خلال ربط الجوانب الاجتماعية بالحفاظ على نظام سياسي معين. الفترات التاريخية لا تتوافق بالضرورة مع التطورات في الفكر. روح العصر هو مفهوم غامض للطبيعة الاجتماعية والثقافية. يمثل العصر لحظة في التاريخ ، لكن معنى الروح غامض للغاية بحيث لا يمكن استخدامه كمعيار في تاريخ الفكر.

إن المعرفة ليست لحظة حضارة (على الرغم من أن فوكو يلمح إليها) ، وهي فكرة لها معنى أوسع حتى من معنى الحقبة التاريخية. يمكننا اعتبار عملية الحضارة بمثابة تعديل لحساسية الإنسان وسلوكه في اتجاه مزيد من الاعتدال والتحكم في النفس بشكل أفضل.
أما بالنسبة للإبستيم ، فهو مقصور على طريقة التفكير العلمية لأنها تتخذ شكلاً معينًا في وقت معين. إنها تدخل في العملية الحضارية ، لكن الأخيرة تتجاوزها. يجب إضفاء الطابع التاريخي على الفكر ، لأنه يعتمد على السياق الحضاري الذي تشكل فيه.).
وما يشدد على فرادة الكتاب وتوصيفه:
( في "الكلمات والأشياء" ، يصف فوكو الانتقال من معرفة إلى أخرى بأنه "انقطاع" ، "طفرة" ، "حدث راديكالي" ، "تمزق". يفرض الفكر البنيوي هذه المصطلحات ، مما يتطلب منا القفز من بنية إلى أخرى ، كل منها تشكل كلاً متجانسًا. إذا كانت المعرفة قابلة للتمييز ، فإن العبور من واحدة إلى أخرى دون ربط ، بفصل مفاجئ ، يبدو مشكوكًا فيه. ) .
ولا أدري إلى أي مدى سيكون لدى الغذامي تقبُّل لمثل هذا التعريف والتوصيف، وما في الكتاب من رصيد معرفي يتكلم بلغة العلم، أي يؤكد قابليته لتمثيل الفكرة المطروحة.
ما يهم، هو أن فوكو، يمتلك قدرة كبيرة على الحديث عما هو مفهومي، كما تقول كتابته .

3- جاك دريدا، وثالثة الأثافي
الغذامي يعرف دريدا جيداً، ومن خلال تأثره بمنهجه التفكيكي، والذذي عجز عن الاستمرار به، لأن التفكيك ليس مجرد منهج يمكن اعتماده في حدود معينة، وإنما يتطلب التجاوب معه، وعدم الاكتفاء ببعض منه، وكأنهم هو حقيقته كاملة، وتحديداً بالنسبة لمن يخشى الجديد هنا .
هناك ما يخص علاقة دريدا بالفلسفة، وهذه النقطة مهمة جداً، لجعل المفهوم مفهوماً أكثر. وسوف نتوقف مع دريدا لاحقاً، بعد هذه النقطة، لإضاءة علاقته بما فلسفه و" مَفْهَمه " أكثر.
ولعل الذي أسهم فيه دريدا فكرياً، وعلى الصعيد الفلسفي ينوّه إلى مدى انتشاره في العالم العربي، ومن منظور التفكيك بالذات، وما للتفكيك من سرَيان فعل في جسد النص المقروء :
( بالمعنى الكلاسيكي للمصطلح ، يمكننا تعريف الفيلسوف كموضوع متحدث ، حتى موضوع المتحدث بامتياز ، الشخص الذي يمنح نفسه الحق في التفكير والسؤال من خلال تقديمه كشاهد ، مثل ديكارت ، أو الجنون ، أو النوم أو الحلم. . هذا الموضوع الفلسفي يمنح نفسه امتياز طرح وفضح أي سؤال في أي مجال.
التفكيك يبدو كفلسفة ، لكنه ليس كذلك. إنها قوة مزعزعة لاستقرار النظريات والأساليب وأيضًا لمسار "الأشياء" نفسها.
لتفكيك [الفلسفة وأي مؤسسة أخرى مرتبطة بها ، أي أي مؤسسة أخرى] ، يجب على المرء دفع التحليل إلى أقصى حد ممكن ، وفقًا لاستراتيجية مزدوجة:
أ. التدخل بصرامة ، وإعادة تنشيط المفاهيم التي ورثها التقليد (أفلاطون ، وكانط ، وهيغل ، وهيدغر وآخرون) ، مهاجمة هذا الجذر للفلسفة وهو السؤال ما هو؟
ب. استكشاف الثغرات ، حتى يظهر نوع آخر من المفاهيم ، غير متجانس وغير قابل للحساب ، والذي يتجاوز مجال الفلسفة. لا يمكن التعبير عن مثل هذا المفهوم بلغة الفلسفة أو في مكانها. هناك حاجة إلى مكان آخر ، صوت خفي ، جسد ، مكان لا يمكن أن تتكشف منه لغة جديدة غير قابلة للترجمة وغير قابلة للتحويل ، ومنفتحة بنيوياً. هذا ما يسميه دريدا فلسفة الطبلة ، وهذا يعني تفجيرها. لا يمكن للمؤسسة الجامعية استبعاد هذا الصوت ، لكنها تستطيع التستر عليه بعنف غير مسبوق.
وفي الواقع ، ليس للفلسفة أصل أو لغة واحدة. إنه في الأساس غير شرعي ، مطعم ، متعدد اللغات ، ومثل العمل الفني ، تكميلي. وتتمثل مهمتها في إضافة المزيد إلى قابلية الترجمة الأساسية للعالم (أكثر من لغة واحدة).).
ثمة ما يدفع بالفلسفة لأن تمضي إلى أبعد من " إلى الأمام " وأن يُبنى لها صرح يشدها إلى مستقبل بعيد، ويشدد على أهميتها وخطورتها، وهو " دريدا "الذي شدَّد عليها.
إن العبارة ذات الأثر البالغ والغريب في بنيتها لا تخفي روعة المفكَّر فيه:
( إذا كتب المرء أطروحة في الفلسفة ، فلا بد أن يبدأ بالغباء. ) .
ليس الغباء هنا، ما ينوّه إلى أن المتعامل بالفلسفة هو المتصف بالغباء، وإنما في ألا يلتفت إلى الآخرين، ألا يعمل إلا بموجب تصوره الذاتي لموضوعه، ويمضي في ترسيخه .
الفلسفة هي صدمة الآخرين، وإيقاظهم حيث يغفلون عما هو مهم ومفصلي في فكرهم وحياتهم:
( وفقًا لأفلاطون ، فإن لحظة الموت هي لحظة الفلسفة نفسها. عندما تنفصل الروح عن الجسد ، عندما لا تعود تدخل في أي تبادل ، أي تجارة للحياة ، فإنها تحرر نفسها.).
وما يعرَف به الفيلسوف نفسه :
( وماذا عن الفيلسوف؟ مثل أي معلم ، لن يكون له جسد ولا جنس ، وحتى هذا لن يكون كافيًا: لن يكون له حضور ، ولن يكون موجودًا ، ولن يفعل شيئًا سوى جعل فعل الفلسفة ممكنًا بالنسبة للآخرين.
لا يمكن فصل الفلسفة عن أماكن تدريسها أو نشرها (كتب ، منشورات ، وسائل إعلام) ، ولا عن ظروف هذا التدريس ، ولا حتى عن أزمتها. هذه البارغا ليست هامشية ، لكنها مركزية.
ومن ثم ما يزيد الموضوع وضوحاً:
لا ينفصل الخطاب الفلسفي عن خطاب الحداثة ، بطابعه الإضافي والرمزي. جاك دريدا لا يرفض لا تراثه ولا الحق في الفلسفة الذي جعله عنوانًا لأحد أعماله. على العكس من ذلك ، فهو يجعل من نفسه المورث ، والناسخ ، وحتى المبادر، مع الإصرار على مفارقات هذا الموقف و aporias. تهدف رحلته إلى أن تكون فردية وغير متوقعة وغير قابلة للانغلاق ومفتوحة على هاوية نفسه.) " 6 "
صعب جداً، سلوك هذا الطريق الذي يشقه دريدا باسم الفلسفة، وليس هناك ما هو أصعب مسلكاً مما لفت لنظر إليه، بخصوص الفيلسوف، تأكيداً على أن الفلسفة ليست بالعمل السهل، وفعلها الفكري.
ومن هنا، كان النظر المعمَّق في المفهوم الذي احترس منه دريدا وعزَّز جانبَه. كيف ؟
( يوجد لدى دريدا مطلب صارم ، واختيار دقيق للكلمات ، واهتمام بالشرح ، والاستمرارية في استخدام المفردات ، والتي تشهد على الاهتمام غير المنقوص ببناء المفاهيم. هو نفسه يصر على هذا الجانب من خلال استخدام هذه الكلمة غالبًا ، في جميع مراحل عمله ، أو بالحديث عن مفهوم "خالص" ، وهو طريقة لإعادة تأكيد الجوهر المفاهيمي للمفهوم.
يوسع بناء المفاهيم القيود المنطقية للتقاليد الكلاسيكية. إنه يشير إلى منطق ثنائي ، مثالي ، متكرر في المناقشة النظرية الفلسفية.
المفاهيم التي تهم جاك دريدا ذات شقين. من ناحية تميّز وتضع حدوداً. ولكن من ناحية أخرى ، فإن نقاء هذه الحدود مستحيل التنفيذ.
اللعب بالمفاهيم هو الحفاظ عليها بشكل صارم كمفاهيم ، وفي الوقت نفسه سحبها ، لدفعها إلى النقطة الفريدة حيث تفقد مكانها في التنظيم الثنائي للعالم. من ناحية ، هناك ما هو غير مفاهيمي ، غير مفهوم ، غير قابل للاختزال للمفهوم ، حتى لو أطلقنا عليه اسمًا مثل: لعبة الاختلاف ، الخورة ، الذات - أو الحيوان. من ناحية أخرى ، فإن الحقيقة البسيطة المتمثلة في قول "يوجد" تفترض مسبقًا ما يمكن التفكير فيه.
بعض المفاهيم (وربما جميعها) لا تشير إلى المعنى الذي تحمله في اللغة ، ولكن إلى ما قبل الأصل الذي يبدأ منه ، تحت المعنى ، معنى.
لتأهيل المنطق الذي يحكم حركة هذه المفاهيم ، يتحدث جاك دريدا عن "رسم بياني" - اسم أنثوي يستخدم بهذا المعنى أيضًا. الرسم البياني هو منطق مفكك ، منطق الراحة. إذا كان يتعلق بالتنوير الحديث ، فإنه يفتح هذا الفضاء لتلوث أو انتشار مساحة أخرى - في منطقة هجينة بين الفكر والفلسفة. ) " 7 "
المفهوم الذي أراده دريدا لنفسه يتناسب طرداً مع خطورة رهانه عليه، وما عرِف به من دقة فيما كان يتفوه به، وبالتالي، فإن حقيقة " الشخصية المفهومية " تبقى لصيقة به، وباقتدار، مثلما عرف بها دولوز، ومثل تميز بها فوكو نفسه بالمقابل .
تُرى، هل يمكن للغذامي أن يقول بعد الذي تقدَّم أن الفلسفة تعاني ما تعاني منه على صعيد المأزق المفاهيمي، والذي أفصحنا عنه، ومن خلال أمثلة حية، تصلنا بها وتمتد بنا إلى الآتي، أي ما يجعل من طريقة التفكير والكتاب أسلوب حياة من نوع خاص جداً طبعاً ؟
إن ما أشار إليه أحد المعنيين بهموم الفلسفة وفعل المفهوم، وهو فرانك فيشباخ، يضيء ما توقفنا عنده بعمق:
(أعتقد أنني أستطيع أن أقول إنني قمت أولاً بعمل فلسفي من نوع نقدي يتألف من إبراز الرابط بين ذاتية الحديث ، أي مفهوم الذات كما صاغته الفلسفة الحديثة ، والسلبية و الحالة النقدية ، أي الحالة العامة للأزمة (الاجتماعية والسياسية بالتأكيد ، الأخلاقية أيضًا) التي نعيشها اليوم - حالة نقدية اقترحت تصورها تحت تعبير فقدان العالم أو الحرمان منه.) " 8 "
وباحث آخر بالمقابل، وهو فريدريك جروس:
( ينتمي بحثي إلى مجال ما يسمى "الفلسفة السياسية". لقد تم وضعه تحت استدعاء القوة التأويلية لعمل فوكو ، لا سيما في طريقته في عدم الفصل مطلقًا بين البناء الفلسفي والتحليل التاريخي
أنا لا أبحث عن "حقيقة" المفهوم ، لكنني أجبر نفسي على اعتباره مسكونًا بتعددية مراكز المعنى ، التي تحدد استراتيجيات الاستخدام وإمكانيات الذات ، ولكنها تثير أيضًا التوترات الداخلية بأنها ليست كذلك. مسألة التغلب بشكل مثالي من خلال إنتاج تنظير عام ، ولكن الحفاظ على وصف نقاط الاختلاف وعدم التوافق والانعكاس.) " 9 "
بين أن تكون فيلسوفاً، وأن تكون دونه مقاماً، هو الفارق القائم والمفصلي، بين أن تكون منتج فكر وأنت تبدع فيه، وأنت لا تنتبه إلى ما يمكن أن يحصل، جهة الحصاد المر، إنما الفعل العظيم الذي يحفظ لك حقوقك الغدوية، وما يمنحك سعادة روحية، تتوقف عليك، وبين سواك وهو بعيد كل البعد عما تعنيه الفلسفة من قوة حضور، ونفاذ تأثير يضمن لك استمرارية في عالم القول الفصل على صعيد الفكر، وفي نطاق المنوَّه إليه كمفهوم.
ذلك ما يذكّرنا بما قاله بيار هادوت في النطاق الفكري والمفهومي، حيث:
(يعتبر هادوت أنه طالما لدينا الرغبة في أن نصبح حكماء ، فإننا سنسعى أولاً لتغيير طريقة حياتنا من أجل أن نصبح أكثر أسيادًا لأنفسنا. قبل الشروع في البحث عن الحقيقة. ) " 10 "
وكل ذلك، كل ذلك للتأكيد، أقول، يُظهِر لنا هذه المأثرة الفريدة من نوعها، في مجتمع الفلسفة التي تعاني كثيراً مما يصدمها من حقائق، وتقاوم لتبقى وهي مميَّزة بحقيقة كونها فلسفة، وفي الوقت نفسه، يكون صحبة هذه الفلسفة في مجتمعها الحضور الكير للمفهوم الشاهد على فرادة الدائر، وهو ما يصعب، لا بل يستحيل على رجل بحث ونقد، كما هو معروف، أي الغذامي، أن يعيش مناخه الصعب، وأن يكابد شروطه التي يتطلبها التفكير الفلسفي، ومهمازه النقدي والفكري: المفهوم، ويكون من باب الاستحالة الدخول في حمَى الأثر الذي يعنيه ويُسمّيه.
وإزاء ذلك ليس من مأزق مفاهيمي يمكن طلب النفير الفكري، لتعيش الفلسفة حداداً على الجاري وليكون في مقدورها النهوض بعد حين، عندما تلملم شملها، لأن المتحدث في ذلك، أي الغذامي، لا قبل له بها، وليس من أي جنس صداقة فكري أو نفسية تشده إليها، أو بالعكس.
إنه حداده النفسي وليس سواه، فعلى أي جانبيه يميل ؟
" يتبع "

إشارات ومصادر
1-جيل دولوز- فليكس غوتاري: ما هي الفلسفة، ترجمة وتقديم: مطاع صفدي، مركز الإنماء القومي.. بيروت، ط1 ، 1997، الطبعة الفرنسية 1991 ، والإحالة المرجعية تخص هذه الطبعة.
2-Negri Toni : Qu’est-ce que la philosophie, selon Deleuze et Guattari
Negri Toni
نيغري توني: "ما هي الفلسفة؟”. والمقال مترجم ، أساساً ،عن الإنكليزية
3-علي أن أشير هنا، إلى أن الصديق الكاتب والناقد الأكاديمي الدكتور خالد حسين، نبّهني إلى وجود " منصة المعنى " في السعودية، وهي تضم عناوين لافتة بمحتواها المعرفي الحداثي، وضمناً إصدارات فلسفية وأنثروبولوجية ولغوية واقتصادية وسواها، وقد تصفحت الموقع، وتأكدت من الكم الوافر من هذه العناوين، وزاد استغرابي، وأنا بصدد متابعة " مآلات... " كاتبنا الغذامي، وهذا " الخلل " النوعي الذي تلمسته في طريقة تناوله للفلسفة بعيداً عما تقدم .
4-ميشيل فوكو: الكلمات والأشياء، فريق الترجمة: مطاع صفدي، وآخرون، مركز الإنماء القومي،بيروت، 1989-1990. والإحالات المرجعية تخص هذه الطبعة .
-5Patrick Juignet : Michel Foucault et le concept d’épistémè 2 avril 2015
باتريك جينييه: ميشيل فوكو ومفهوم الإبستيم 2 نيسان 2015
6-Pierre Delain – “Les mots de Jacques Derrida”, Ed : Guilgal, 2004-2017, Page créée le 9 novembre 2005
بيير ديلين – "كلمات جاك دريدا" ، محرر: غويلغال ، 2004-2017
-7Pierre Delain – “Les mots de Jacques Derrida”, Ed : Guilgal, 2004-2017
بيير ديلين – "كلمات جاك دريدا" ، محرر: غويلغال ، 2004-2017
8-Nouvelles pproaches philosophiques, Dans Cités 2013/4 (n° 56)
مناهج فلسفية جديدة
9-المصدر نفسه .
10-Pierre Hadot et l’authenticité : La philosophie comme mode de vie " Pierre Hadot et l’authenticité de la philosophie vécue"
توماس ميهليش موريسيت : الفلسفة كأسلوب حياة" بيار هادوت وأصالة الفلسفة الحية"











د. عبدالله الغذامي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...