ارتبط اسمه بـكتاب "البحر المتوسط"
"التاريخ عنده يتغير و يتجدد، لأن المشاكل التي يطرحها تتغير و تتجدد"، بحيث لا يستنكف الرجوع إلى الموضوعات و المشكلات القديمة التي سبقه إليها غيره، فيعالجها من زاوية جديدة و مدخل جديد و فكر جديد" ، و "الكتابة التاريخية الجيدة عنده ليست هي الكتابة الطريفة الخفيفة، و إنما هي الكتابة الدقيقة الرصينة"، رغم اعتقاله من طرف الألمان خلال الحرب العالمية الثانية و مكوثه في السجن لمدة 05 سنوات، لم يطرق اليأس قلبه، بحيث عكف على كتابة مذكراته اليومية في قصاصات، و كان يخفيها في فراشه، حتى تحين له فرصة تهريبها، و إرسالها إلى أستاذه، حتى جمعها في كتاب عام 1949 ، إنه المؤرخ فرنان برودل، الذي تعلق قلبه بالجزائر فأقام فيها و درّس في مؤسساتها التعليمية ، و ربط حياته بالبحر المتوسط..
و بالعودة إلى مشواره في عالم الكتابة، فقد أمضى فرنان برودل عشر (10) سنوات كاملة في جمع المعلومات اللازمة و تتبع مصادرها و التحقيق من صحتها ثم تحليلها، في كل كتبه التي أصدرها، لاسيما كتابه الأول عن البحر المتوسط و العالم المتوسط في عصر فيليب الثاني، و قد عنونه بـ: " الحضارة المادية: الاقتصاد و الرأسمالية في القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر"، و ظل ثلاثين سنة يجمع المادة اللازمة، إضافة إلى نشره المقالات التي جمعها في كتاب تحت عنوان: "كتابات في التاريخ" ، و الذي ظهر عام 1969 ، و كتاب "البحر المتوسط" الذي ارتبط به اسمه، كشف فيه الكثير عن حياته و جوانب من شخصيته و طريقة تفكيره و أسلوب عمله..، حيث ربطته علاقة بالبحر المتوسط عندما رحل إلى الجزائر و عمل مدرسا للتاريخ في بعض مدارسها الثانوية في قسنطينة ثم الجزائر العاصمة، و جعلته إقامته التي دامت عشر سنوات في الجزائر ينظر إلى التاريخ نظرة شمولية تتعدى الأحداث الواقعية، أوحت إليه بأهمية البحر المتوسط من حيث هو بحيرة حضارية..
لم يكن التاريخ عند المؤرخ الفرنسي فرنان برودل مجرد دراسة وضعية للأحداث الجزئية و رصد هذه الأحداث في تتابعها الزمني، و إنما هو دراسة كلية شاملة، كما أعلن رفضه للنظرية الضيقة للتاريخ و عدم إيمانه بالرأي القائل أن الإنسان يصنع التاريخ، و إنما التاريخ يصنع الإنسان، و لم يكن يقصد التقليل من شأن الفرد، و إنما ضرورة أن يتجاوز البحث التاريخي أفعال و منجزات الأفراد أيًّا كانوا، أنشأ عام 1963 بيت علوم الإنسان، التي عمل فيها تحت رئاسته ما لا يقل عن ثمانمائة عالم و باحث، و لعبت بيت علوم الإنسان دورا مهما في نشر التاريخ الجديد، طبعا الحديث عن هذا الرجل ليس من باب تقديسه أو تلميع صورته، و إنما من أجل المقارنة بين المدة التي كان تستغرقه في تأليف الكتب عكس ما نراه في أيامنا هذه ، أن كتابا و مؤرخين أصدروا أعداد هائلة من الكتب في ظرف وجيز جدا ، و أيّ عبقرية هذه؟؟؟
علجية عيش
"التاريخ عنده يتغير و يتجدد، لأن المشاكل التي يطرحها تتغير و تتجدد"، بحيث لا يستنكف الرجوع إلى الموضوعات و المشكلات القديمة التي سبقه إليها غيره، فيعالجها من زاوية جديدة و مدخل جديد و فكر جديد" ، و "الكتابة التاريخية الجيدة عنده ليست هي الكتابة الطريفة الخفيفة، و إنما هي الكتابة الدقيقة الرصينة"، رغم اعتقاله من طرف الألمان خلال الحرب العالمية الثانية و مكوثه في السجن لمدة 05 سنوات، لم يطرق اليأس قلبه، بحيث عكف على كتابة مذكراته اليومية في قصاصات، و كان يخفيها في فراشه، حتى تحين له فرصة تهريبها، و إرسالها إلى أستاذه، حتى جمعها في كتاب عام 1949 ، إنه المؤرخ فرنان برودل، الذي تعلق قلبه بالجزائر فأقام فيها و درّس في مؤسساتها التعليمية ، و ربط حياته بالبحر المتوسط..
و بالعودة إلى مشواره في عالم الكتابة، فقد أمضى فرنان برودل عشر (10) سنوات كاملة في جمع المعلومات اللازمة و تتبع مصادرها و التحقيق من صحتها ثم تحليلها، في كل كتبه التي أصدرها، لاسيما كتابه الأول عن البحر المتوسط و العالم المتوسط في عصر فيليب الثاني، و قد عنونه بـ: " الحضارة المادية: الاقتصاد و الرأسمالية في القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر"، و ظل ثلاثين سنة يجمع المادة اللازمة، إضافة إلى نشره المقالات التي جمعها في كتاب تحت عنوان: "كتابات في التاريخ" ، و الذي ظهر عام 1969 ، و كتاب "البحر المتوسط" الذي ارتبط به اسمه، كشف فيه الكثير عن حياته و جوانب من شخصيته و طريقة تفكيره و أسلوب عمله..، حيث ربطته علاقة بالبحر المتوسط عندما رحل إلى الجزائر و عمل مدرسا للتاريخ في بعض مدارسها الثانوية في قسنطينة ثم الجزائر العاصمة، و جعلته إقامته التي دامت عشر سنوات في الجزائر ينظر إلى التاريخ نظرة شمولية تتعدى الأحداث الواقعية، أوحت إليه بأهمية البحر المتوسط من حيث هو بحيرة حضارية..
لم يكن التاريخ عند المؤرخ الفرنسي فرنان برودل مجرد دراسة وضعية للأحداث الجزئية و رصد هذه الأحداث في تتابعها الزمني، و إنما هو دراسة كلية شاملة، كما أعلن رفضه للنظرية الضيقة للتاريخ و عدم إيمانه بالرأي القائل أن الإنسان يصنع التاريخ، و إنما التاريخ يصنع الإنسان، و لم يكن يقصد التقليل من شأن الفرد، و إنما ضرورة أن يتجاوز البحث التاريخي أفعال و منجزات الأفراد أيًّا كانوا، أنشأ عام 1963 بيت علوم الإنسان، التي عمل فيها تحت رئاسته ما لا يقل عن ثمانمائة عالم و باحث، و لعبت بيت علوم الإنسان دورا مهما في نشر التاريخ الجديد، طبعا الحديث عن هذا الرجل ليس من باب تقديسه أو تلميع صورته، و إنما من أجل المقارنة بين المدة التي كان تستغرقه في تأليف الكتب عكس ما نراه في أيامنا هذه ، أن كتابا و مؤرخين أصدروا أعداد هائلة من الكتب في ظرف وجيز جدا ، و أيّ عبقرية هذه؟؟؟
علجية عيش