يدور هذا المقال حول بلاغة البيان في الأبيات التي تتحدث عن (القلب-الفؤاد ) في قصائد ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر؛ فقد تناول الشاعر سامي أبو بدر في أبيات قصائد ديوان بوح الجداول(القلب - الفؤاد )واشتملت هذه الأبيات على العديد من الدلالات الفنية في التعبير عن المعنى المقصود من خلال توظيف البيان البلاغي ،وفيما يلي نماذج لبلاغة البيان في الأبيات التي تتحدث عن - الفؤاد) يتم ذكرها على النحو التالي :
الوطن قِبْلةَ قلبِ الفَتَى :
يبين الشاعر أبو بدر أن الوطن قِبْلةَ قلبِ الفَتَى على سبيل التشبيه البليغ ،فالشاعر يحب في غربته وطنه (مصر )فهي اختِصارُ الدُّروبِ وقِبْلةَ قلبِ الفَتَى ؛حيث يقول في قصيدة (بقايا رؤيا ) :
ومَهما قَسَوْتِ
سَأبقَى أُحِبُّكْ .
لأنَّكِ ..
أنتِ اختِصارُ الدُّروبِ
الَّتي نازَعَتْني كَيانِي
وقِبْلةَ قلبِ الفَتَى
حِينَ يَدفَعُهُ الشَّوقُ
طَوْعًا وكَرهًا
وقُبْلَةَ أنفاسِهِ البائِسَةْ.
فلا تَعبَثِي ...
بانْهِزامِي أمَامَكِ
إنِّي –ورَبِّي– أُحِبُّكْ
لأنَّ الْمَساءَ يَمُرُّ بِبابكِ
والطَّيرُ
تُنشِدُ أُهْزُوجَةَ الرَّوْحِ
عندَ الْتِقاءِ الْمَدَى بالشَّفَقْ
سَيَرحلُ مِن خاطِرَيْنا الأرَقْ
ونَعزِفُ لَحنَ الأمانِي الَّتي
آَنَسَتْنا طَويلًا
علَى وَتَرٍ مِن بَقايَا الرُّؤَى
واختِيالِ الأصِيلِ
لِنُنهِيَ سَطْوَةَ ...
هذا النهارِ الكَئِيبِ
وتَبتَسِمَ الأوْجُهُ العابِسَةْ(1)
ألف قلب للشاعر:
في قصيدة" كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ" يبين الشاعر من باب المبالغة أن له ألف قلب على سبيل الكناية المعبرة عن حب الوطن الكبير الذي يعبر به المغتربون عن وطنهم الغالي مصر الكنانة؛ حيث يقول مخاطبا وطنه الغالي مصر :لا تَحْسَبِي
دَمْعِي انْكِسَارَا
أَوْ أَنَّهُ سَالَ اعْتِذارَا
لِي أَلْفُ قَلْبٍ فِي الحَنَايَا
قَدْ أَحَبَّتْ أَلْفَ فَاتِنَةٍ
وكُنَّ علَى مَشَارفِها سُكَارَى
لا تَحسَبِي أَنِّي أَتَيْتُكِ
عَازفًا لَحْنَ التَّوَسُّلِ
فوقَ أوتَارِ الهَوَى
أنَا لا أزَالُ أُعَانِقُ الجَوْزَاءَ
في عَلْيَائِهِ
أتَوَسَّدُ الأفلاكَ
مِنْ فَلَكٍ إلَى فَلَكٍ
وتِلكَ نُجُومُها حَوْلِي حَيَارَى
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا
وطَفِقْتُ أَمْحُو
مَا تَناثَرَ فوقَ أَرْصِفَةِ الْمَدَائِنِ
مِنْ فُصُولِ رِوايَتِي العَذْرَاءِ
أَجْمَعُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ شَتاتِي
بَينَ أَلْسِنَةِ العَذَارَى
والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي
إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ
مُرَاوِغًا طَرْفَيَّ
حِينَ تَوَجَسَتْ عَيْنايَ
خَوْفًا مِنْ خُطَاهُ
علَى شَفَا جُرحِي
لِيُسْدِلَ فَوقَ صَرْخَتِهِ سِتارَا
مَنْ قَالَ ...
يَجْزِمُ بِانْحِسَارِ النَّبْضِ
فِي أحشَائِنا
"مَا الحُبُّ إلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ"؟..
الشِّعرُ احْتِمالٌ
لا يُجَاوزُ حُلْمَنا ...
وإِنِ اسْتَبَدَّ بِنا الحَنِينُ
أو اسْتَجَارَ بِرُكْنِهِ مِليُونُ قَيْسٍ
أوْقَدُوا لِلْعِشْقِ نَارَا(2)
القلب ينازع الشاعر في الحنين للوطن :
بين الشاعر أبو بدر أن قلبه ينازعه في الحنين للوطن على سبيل الاستعارة بهدف التشخيص والبيان ؛حيث يقول في قصيدة (شُطْآنُ التَّمرُّد):
قَلبي يُنازعُهُ الحَنينُ إلَيْكْ
فامْنُنْ عليهِ بأَوْبَةٍ
تَشفِيهِ مِنْ مُرِّ البِعادِ
امْنَحْهُ بَعضًا مِنْ رِضا عَيْنَيْكْ
لا تَسْتَبحْ هَجْري طَويلاً
واصْفَحِ الصَّفحَ الجَميلَ
أَلَسْتَ أَوَّلَ أَحْرُفِي
فِي دَفتَرِ العِشقِ الْمُباحِ ،
ومَنْ تَغنَّى بِي علَى ...
عَزفِ العَنادِلِ ،
وازْدِهَاءِ اليَاسَمِينِ؟
وكَمْ بَنَيْنا مِنْ قُصُورٍ ...
فوقَ شُطْآنِ التَّمَرُّدِ
ثمَّ يأتِي المَوجُ يَنْسِفُها
فيُهْزَمُ كِبريَائِي دُونَها
و أراكَ تَمْسَحُ فوقَ رَأسِي
ثُمَّ تَهْمِسُ باسِمًا
وتَقولُ :
لا تَحْزَنْ ، سَنَبْنِي مِنْ جَدِيدْ(3)
أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
حب الوطن كقلب عاشق صب :
موظفًا التشبيه البليغ يشبه الشاعر سامي أبو بدر حب الوطن كقلب عاشق صب؛ حيث يقول في قصيدة الحب :
الحُبُّ ...
ما أدراكَ ما الحُبُّ
لَيلٌ ...
وقلبٌ عاشقٌ صَبُّ
دَمعٌ تَقاطَرَ منْ جَوَى مُقَلٍ
جِسْمٌ نَحِيلٌ هَدَّهُ الوَصَبُ
طَيفٌ ...
وذِكرَى دُونَها وَلَهٌ
لا البُعدُ يَشْفِيهِ ولا القُرْبُ
وذَهَابُ عَقلٍ ...
كُلَّما ذُكِرَتْ لَيْلَى
يَحَارُ لأمرهِ الطِّبُّ(4)
رقص المنى في عرس القلب :
وها هي الاستعارة تتجلى لنا في أبهى صورها حيث يبين أبا بدر أن المنى ترقص اليوم ،وأن للقلب عرسا للتعبير عن سعادته بوطنه وحبه له ،حيث يقول أبو بدرفي " قصيدة توبة " :
وأَبعَثُ فِيَّ حَيَاةً جَدِيدَةْ
لأبْرَأَ مِمَّا اجْتَرَحتُ
مِنَ الإثمِ
حِينًا من الدَّهرِ ...
إنِّي أَتُوقُ إلَى تَوبةٍ لا تُرَدُّ
علَى بابِ تِلكَ السَّماءِ
الَّتي أدبَرَتْ
عنْ دُموعِي طَويلًا
ولَمْ تَستَجبْ للدُّعاءِ
وأَعجَزُ حِينَ أُرَوِّضُهَا ...
لا تَزالُ ...
أمامَ قَرابينِ وَصْلِي عَنِيدَةْ
ولكنَّني
لنْ أَمَلَّ الوُقُوفَ بأَعتَابها
عَلَّنِي أَستَوِي
فَوقَ عَرشِ انتِصَارِي
علَى صَدِّها
والْمُنَى تَرقُصُ اليومَ
فِي عُرسِ قلبي
تُغازلُ فِيهِ وَرِيدَهْ(5)
مَواسِمِ القَلب خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ:
أبدع شاعرنا القدير سامي أبو بدر في وصف المشاعر الناجمة عن الغربة والبعد عن الأرض عن الدنيا عن أم الدنيا عن مصر الغالية ،حيث يبين أنه " في الغربة كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ" ومن باب البلاغة جعل أبو بدر للقلب مواسم حيث يقول أبو بدر في " قصيدة بوح الجداول "، :
كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ
وكُلُّ الليالِي سُهادٌ
وأَخْيِلَةٌ مُفْزِعَةْ
وكَيفَ لِمَنْ تَملِكينَ قَواربَهُ
أنْ يُصارِعَ...
مَوْجَ المُحِيطِ وحِيدًا
وأنتِ المَجادِيفُ والأشْرِعَةْ؟
فمُدِّي يَديْكِ
لِيَنْبُعَ مِنْ رَاحَتَيْكِ
فُراتُ ارْتِوَائِي
فتَشفَى السِّقامُ
ويَهدأُ رَوْعِيَ
لَمَّا يَجِنُّ الظَّلامُ
وتَعبَثُ بِي لَهْفةٌ مُوجِعَةْ
وإيَّاكِ أنْ تَسْتَحِلِّي التَّمَنُّعَ
يا نَشوَةَ الرُّوحِ بينَ الحَنايَا
فَأَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
وبَيْنِي وبَينَكِ
مَهْما تَمادَيْتِ فِي البُعدِ .. وَعدْ
أُحِبُّكِ .. لا شَيْءَ بَعدْ
ونَفْسِي ِبرَغمِ الجَفَا
لَمْ تَزَلْ قَانِعَةْ(6)
القلب الدامي من حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة
يصف الشاعر المبدع سامي أبو بدر الحالة النفسية وقت البعد عن الوطن؛ حيث يبين أن القلب يدمى من حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة، ونلمس من أبيات أبي بدر بلاغة البيات التي نجدها في القلب الذي يدمى من أثر قيام الشواطئ بحكاية حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة على سبيل الاستعارة؛ ليبين الأثر النفسي لتذكر ذكريات أيام العيش في الوطن في أيام الطفولة قبل الغربة عن الوطن حيث يقول في قصيدة ما وَراءَ الحُلْم ":
ولَمْ يَشفعْ لهَا
أَنِّي قَضَيْتُ العُمْرَ
أَعدُو مُثْقَلًا بالشَّوْقِ
نَحوَكِ .. مُرهَقَ الرِّئَتَيْنِ
أَمْشِي ...
حافِيَ القَدَمَيْنِ
مُضطَّربًا علَى شَوْكِ النَّوَى
لَمَّا تَمادَيْتِ ارتِحَالاً
واغتِرابًا عن شَواطِئَ
لمْ تَزَلْ
تَحكِي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ
في طُفُولَتِنا
فيَدْمَى القَلبُ
والكَلِماتُ
تَقْطُرُ مِن مَواجِعِنا
حَنينًا
لِلحَكَايَا الضَّاحِكاتِ(7)
تمني راحة القلب
يبين أبو بدر في قصيدة (سفر)تعبه لبعده وغربته عن وطنه ويتمني راحة القلب على سبيل الاستعارة المكنية حيث شبه القلب بإنسان يتعب يود أن يستريح ،حيث يقول في قصيدة (سفر):
أَمَا آنَ لِلقلبِ أنْ يَستريحَ
وأنْ يَعزفَ الشِّعرَ
لا يَكتُبَهْ؟
يَجفُّ المِدادُ
وكُلُّ القصَائِدِ صَرْعَى
على الأرْفُفِ الْمُتْعَبَةْ
ولَيلٌ تَمادَى
يُسَطِّرُ للصُّبحِ
ألْفًا منَ الأسْطُرِ الْمُرعِبَةْ
ولمْ تَهنأِ الرُّوحُ
حِينَ أفَاقَتْ
علَى صَرْخةِ الأضْلُعِ
الغَاضِبَةْ(8)
أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدٌّ
فقد أخبر الشاعر أبو بدر أن أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ حيث يبين أن الصد بالنسبة للقلب أبغض الذنوب حيث يقول في قصيدة " قصيدة بوح الجداول ":
وإيَّاكِ أنْ تَسْتَحِلِّي التَّمَنُّعَ
يا نَشوَةَ الرُّوحِ بينَ الحَنايَا
فَأَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
وبَيْنِي وبَينَكِ
مَهْما تَمادَيْتِ فِي البُعدِ .. وَعدْ
أُحِبُّكِ .. لا شَيْءَ بَعدْ
ونَفْسِي ِبرَغمِ الجَفَا
لَمْ تَزَلْ قَانِعَةْ(9)
قلب الشاعر عفيف عن الران :
يبين الشاعر سامي أبو بدر أن قلبه عفيف عن الران، وذلك في مطلع حديثه عن حزنه لبعده عن وطنه موظفا في ذلك الاستفهام بدلالاته الفنية المعبرة عن حالة الشاعر النفسية لبعده عن وطنه ،حيث يقول في قصيدة إِنسَان:
هلْ كانَ ذَنبِيَ أَنْ أَحْيَا كَإنْسانِ؟
أو أَنْ أعِيشَ ..
بقَلبٍ عَفَّ عَنْ رَانِ؟!
فمَا بَكانِي إِذَا عَانَيْتُ ..
مِنْ أَحَدٍ
ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إلا وَأبْكانِي
يا لَيلُ بَلِّغْ عِتابِي
لِلأُولَى رَقَصُوا
عَلَى جِراحِيَ ..
مِنْ قَاصٍ ومِنْ دَانِ
يا لَيتَ لِي بَعضَ حَظٍّ
مِنْ قَساوَتِهِمْ
فلا تُنازعُنِي
في اللَّيلِ أَحزانِي
كمْ فِي فؤَاديَ من هَمٌّ يُؤَرِّقُنِي
والهَمُّ في غُربَتي ..
خَطْبانِ فِي آَنِ
بَسَطْتُ بالوَرْدِ كَفِّي
كَيْ أُصَافِحَهُ
لَعَلَّ عِشقِي
يَكونُ اليومَ قُرْبانِي
لَكِنَّهُ مُعْرِضًا يَمْضِي عَلَى عَجَلٍ
يُعانِقُ الْمَوْتَ
جُودًا مِنْ يَدِ الجَانِي
فَأَضْرِبُ الأرضَ طَيًّا
فِي مَفاوِزِهَا
وأَكْتُمُ القَهْرَ
فِي أَعمَاقِ وِجْدانِي
رَحَلْتُ .. والآَهُ زَادِي ..
والْمُطِيُّ أَسًى ..
والنَّومُ يَذْكُرُنِي حِينًا .. ويَنْسانِي
فالْقُرْبُ مِنهُ شَقاءٌ
لا شِفاءَ لَهُ
والبُعدُ ..
زَلْزَلَةٌ غَارَتْ بَأَرْكَانِي(10)
عجز الكلمات عنْ إِخمادِ أحزانِ القلب
في صورة بيانية جميلة معبرة يشير الشاعر سامي أبو بد إلى "عجز الكلمات عنْ إِخمادِ أحزان القلب " فقد صور أبو بدر الكلمات بإنسان عاجز عن إطفاء أحزان القلب التي صورها أيضًا (الأحزان )بالنار في شدتها ؛حيث يقول في قصيدة "أَشرِعَةُ التَّنائِي"معبرا عن حزنه لبعده عن وطنه مصر :
وقلبي تَعجزُ الكَلِماتُ ...
عنْ إِخمادِ أحزانِهْ
فكُلُّ دُروبِهِ ثَكلَى
وتَنزِفُ فوقَ أشْجانِهْ
وتَعبَثُ بي عَواصِفُ منْ
قَوافِيهِ وأوزانِهْ
وباتَ الدَّمعُ لا يُجدِي
علَى أعتابِ شَرْيانِهْ
وأَشْرِعُةُ التَّنَائِي
تَسْـتَفِزُّ هُدُوءَ بُركانِهْ
أَذُوبُ على جِمارِ الشَّوْقِ ...
مُحتَرقًا بِنِيرانِهْ(11)
الوطن يشفِي الفُؤادَ الصَّبَّ مِن وَلَهٍ
في قصيدة" أَحيانًا" يبين الشاعر أن الوطن يشفِي الفُؤادَ الصَّبَّ مِن وَلَهٍ وفي هذا توظيف للبيان البلاغي(الاستعارة المكنية ) في إبراز مدى حب أبناء مصر في الغربة لها حيث يقول :
كأنَّ الصُّبحَ مُختالٌ علَى خَدِّكْ
وأغصانَ الرُّبا تَنسابُ
مِن قَدِّكْ
ومَا لِبهائِكِ الأخَّاذِ مِن جَدوَى
إذا لمْ يَكْتَسِ التَّزيينُ
مِن رُشدِكْ
عَهِدتُّكِ لا تَهابينَ الهَوَى أبَدًا
ويَعجزُ حَاجبُ العُشَّاقِ
عَن رَدِّكْ
وكُنتِ إذَا دَعاكِ الشَّوقُ
أحيانًا .. إليَّ
يَئِنُّ ذَاكَ الشَّوقُ مِن وَجدِكْ
فتَشفِينَ الفُؤادَ الصَّبَّ
مِن وَلَهٍ(12)
ليس للحلم الْمَهزومِ في القَلِب سوى مصر
يبين الشاعر سامي أبو بدر في قصيدة" أَحيانًا" أنه ليس للحلم الْمَهزومِ في القَلِب سوى مصر وفي هذا توظيف للبيان البلاغي(الاستعارة المكنية ) في إبراز مدى حب أبناء مصر في الغربة لها حيث شبه أبو بدر الحلم بإنسان مهزوم حيث يقول :
ويُسْكِرُ رُوحِيَ الخَجْلَى
شَذَا وَرْدِكْ
كَفَانا مَا اقْتَرَفْنا مِن خَطَايَانَا
فإنَّ ذُنوبَنا تَزْدَادُ
في بُعدِكْ
وليسَ لِحُلْمِيَ الْمَهزومِ
في قَلِبي
سِواكِ لِتُطفِئِي -رِفقًا-
جَوَى صَدِّكْ(13)
الفؤاد لا ينازع الشاعر لبعده عن الران :
معبرا عن حنينه لوطنه الغالي مصر ،وعلى سبيل الاستعارة المكنية يشبه الشاعر سامي أبو بدر الفؤاد بإنسان لا ينازع الشاعر لبعده عن الران لبعده عن الران؛ حيث يقول في قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،:
وإنِّي والحَنِينَ إلَيـْـكِ
مُختَلِفانِ في شَانِهْ
لأنِّي في هَواكِ فَتًى
تَمَحوَرَ حَولَ إنْسَانِهْ
ويَأْبَى أنْ يُنازِعَهُ
هَوًى من نَزغِ شَيطانِهِ
ولَوْلا أَنَّني جَدُّ الْغرامِ ...
أَعِفُّ عَنْ رَانِهْ؛
لَخَاصَمَنِي فُؤادِي أَوْ
لأَهْدَرَ بَعضَ إِيمانِهْ
فأحيَا بعدَها والنَّفـْـسُ ..
تَرْقُبُ بَدءَ طُوفانِهْ
لَعلِّي حينَ يَبلُغُنِي
أَفُوزُ بفَيضِ إِحسَانِهْ
وأَنْعَمُ بالهَلاكِ وَلا
أَهابُ جَحيمَ شُطآنِهْ(14)
هم الغربة يؤرق فؤاد الشاعر :
في قصيدة " إنسان"، يبين الشاعر أن هِم الغربة يؤرق فؤاد الشاعر حيث يصور أبو بدر الفؤاد بمستودع يؤرق الشاعر لغربته عن وطنه أم الدنيا مصر الحبيبة حيث يقول :
يا لَيتَ لِي بَعضَ حَظٍّ
مِنْ قَساوَتِهِمْ
فلا تُنازعُنِي
في اللَّيلِ أَحزانِي
كمْ فِي فؤَاديَ من هَمٌّ يُؤَرِّقُنِي
والهَمُّ في غُربَتي ..
خَطْبانِ فِي آَنِ
بَسَطْتُ بالوَرْدِ كَفِّي
كَيْ أُصَافِحَهُ
لَعَلَّ عِشقِي
يَكونُ اليومَ قُرْبانِي
لَكِنَّهُ مُعْرِضًا يَمْضِي عَلَى عَجَلٍ
يُعانِقُ الْمَوْتَ
جُودًا مِنْ يَدِ الجَانِي
فَأَضْرِبُ الأرضَ طَيًّا
فِي مَفاوِزِهَا
وأَكْتُمُ القَهْرَ
فِي أَعمَاقِ وِجْدانِي
رَحَلْتُ .. والآَهُ زَادِي ..
والْمُطِيُّ أَسًى ..
والنَّومُ يَذْكُرُنِي حِينًا .. ويَنْسانِي
فالْقُرْبُ مِنهُ شَقاءٌ
لا شِفاءَ لَهُ
والبُعدُ ..
زَلْزَلَةٌ غَارَتْ بَأَرْكَانِي(15)
مَقاوِمُ الشاعر للشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
يبين الشاعر سامي أبو بدر على سبيل الاستعارة المكنية في قصيدة" كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ" أنه يَقاوِمُ الشاعر الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ ليعبر ببراعة شوق أبناء مصر في غربتهم لوطنهم مصر :
لا تَحْسَبِي
دَمْعِي انْكِسَارَا
أَوْ أَنَّهُ سَالَ اعْتِذارَا
لِي أَلْفُ قَلْبٍ فِي الحَنَايَا
قَدْ أَحَبَّتْ أَلْفَ فَاتِنَةٍ
وكُنَّ علَى مَشَارفِها سُكَارَى
لا تَحسَبِي أَنِّي أَتَيْتُكِ
عَازفًا لَحْنَ التَّوَسُّلِ
فوقَ أوتَارِ الهَوَى
أنَا لا أزَالُ أُعَانِقُ الجَوْزَاءَ
في عَلْيَائِهِ
أتَوَسَّدُ الأفلاكَ
مِنْ فَلَكٍ إلَى فَلَكٍ
وتِلكَ نُجُومُها حَوْلِي حَيَارَى
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا
وطَفِقْتُ أَمْحُو
مَا تَناثَرَ فوقَ أَرْصِفَةِ الْمَدَائِنِ
مِنْ فُصُولِ رِوايَتِي العَذْرَاءِ
أَجْمَعُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ شَتاتِي
بَينَ أَلْسِنَةِ العَذَارَى
والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي
إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ
مُرَاوِغًا طَرْفَيَّ
حِينَ تَوَجَسَتْ عَيْنايَ
خَوْفًا مِنْ خُطَاهُ
علَى شَفَا جُرحِي
لِيُسْدِلَ فَوقَ صَرْخَتِهِ سِتارَا
مَنْ قَالَ ...
يَجْزِمُ بِانْحِسَارِ النَّبْضِ
فِي أحشَائِنا
"مَا الحُبُّ إلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ"؟..
الشِّعرُ احْتِمالٌ
لا يُجَاوزُ حُلْمَنا ...
وإِنِ اسْتَبَدَّ بِنا الحَنِينُ
أو اسْتَجَارَ بِرُكْنِهِ مِليُونُ قَيْسٍ
أوْقَدُوا لِلْعِشْقِ نَارَا(16)
المراجع :
سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م
(1)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة " بقايا رؤى "،ص50-51
(2)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ"،ص37-40
(3)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة شُطْآنُ التَّمرُّد ص 3
(4)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة الحُبُّ ،ص59
(5)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة توبة "،ص19-20
(6)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة بوح الجداول "،ص35
(7)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة ما وَراءَ الحُلْم "،ص13-14
(8)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة سفر "،ص29-30
(9)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة بوح الجداول "،ص35
(10)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة إِنسَان ،ص53-55
(11)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،ص26
(12)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة أَحيانًا"،ص48
(13)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة أَحيانًا"،ص49
(14)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،ص27-28
(15)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة " إنسان "،ص53—55-54
(16)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ"،ص37-40
الوطن قِبْلةَ قلبِ الفَتَى :
يبين الشاعر أبو بدر أن الوطن قِبْلةَ قلبِ الفَتَى على سبيل التشبيه البليغ ،فالشاعر يحب في غربته وطنه (مصر )فهي اختِصارُ الدُّروبِ وقِبْلةَ قلبِ الفَتَى ؛حيث يقول في قصيدة (بقايا رؤيا ) :
ومَهما قَسَوْتِ
سَأبقَى أُحِبُّكْ .
لأنَّكِ ..
أنتِ اختِصارُ الدُّروبِ
الَّتي نازَعَتْني كَيانِي
وقِبْلةَ قلبِ الفَتَى
حِينَ يَدفَعُهُ الشَّوقُ
طَوْعًا وكَرهًا
وقُبْلَةَ أنفاسِهِ البائِسَةْ.
فلا تَعبَثِي ...
بانْهِزامِي أمَامَكِ
إنِّي –ورَبِّي– أُحِبُّكْ
لأنَّ الْمَساءَ يَمُرُّ بِبابكِ
والطَّيرُ
تُنشِدُ أُهْزُوجَةَ الرَّوْحِ
عندَ الْتِقاءِ الْمَدَى بالشَّفَقْ
سَيَرحلُ مِن خاطِرَيْنا الأرَقْ
ونَعزِفُ لَحنَ الأمانِي الَّتي
آَنَسَتْنا طَويلًا
علَى وَتَرٍ مِن بَقايَا الرُّؤَى
واختِيالِ الأصِيلِ
لِنُنهِيَ سَطْوَةَ ...
هذا النهارِ الكَئِيبِ
وتَبتَسِمَ الأوْجُهُ العابِسَةْ(1)
ألف قلب للشاعر:
في قصيدة" كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ" يبين الشاعر من باب المبالغة أن له ألف قلب على سبيل الكناية المعبرة عن حب الوطن الكبير الذي يعبر به المغتربون عن وطنهم الغالي مصر الكنانة؛ حيث يقول مخاطبا وطنه الغالي مصر :لا تَحْسَبِي
دَمْعِي انْكِسَارَا
أَوْ أَنَّهُ سَالَ اعْتِذارَا
لِي أَلْفُ قَلْبٍ فِي الحَنَايَا
قَدْ أَحَبَّتْ أَلْفَ فَاتِنَةٍ
وكُنَّ علَى مَشَارفِها سُكَارَى
لا تَحسَبِي أَنِّي أَتَيْتُكِ
عَازفًا لَحْنَ التَّوَسُّلِ
فوقَ أوتَارِ الهَوَى
أنَا لا أزَالُ أُعَانِقُ الجَوْزَاءَ
في عَلْيَائِهِ
أتَوَسَّدُ الأفلاكَ
مِنْ فَلَكٍ إلَى فَلَكٍ
وتِلكَ نُجُومُها حَوْلِي حَيَارَى
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا
وطَفِقْتُ أَمْحُو
مَا تَناثَرَ فوقَ أَرْصِفَةِ الْمَدَائِنِ
مِنْ فُصُولِ رِوايَتِي العَذْرَاءِ
أَجْمَعُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ شَتاتِي
بَينَ أَلْسِنَةِ العَذَارَى
والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي
إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ
مُرَاوِغًا طَرْفَيَّ
حِينَ تَوَجَسَتْ عَيْنايَ
خَوْفًا مِنْ خُطَاهُ
علَى شَفَا جُرحِي
لِيُسْدِلَ فَوقَ صَرْخَتِهِ سِتارَا
مَنْ قَالَ ...
يَجْزِمُ بِانْحِسَارِ النَّبْضِ
فِي أحشَائِنا
"مَا الحُبُّ إلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ"؟..
الشِّعرُ احْتِمالٌ
لا يُجَاوزُ حُلْمَنا ...
وإِنِ اسْتَبَدَّ بِنا الحَنِينُ
أو اسْتَجَارَ بِرُكْنِهِ مِليُونُ قَيْسٍ
أوْقَدُوا لِلْعِشْقِ نَارَا(2)
القلب ينازع الشاعر في الحنين للوطن :
بين الشاعر أبو بدر أن قلبه ينازعه في الحنين للوطن على سبيل الاستعارة بهدف التشخيص والبيان ؛حيث يقول في قصيدة (شُطْآنُ التَّمرُّد):
قَلبي يُنازعُهُ الحَنينُ إلَيْكْ
فامْنُنْ عليهِ بأَوْبَةٍ
تَشفِيهِ مِنْ مُرِّ البِعادِ
امْنَحْهُ بَعضًا مِنْ رِضا عَيْنَيْكْ
لا تَسْتَبحْ هَجْري طَويلاً
واصْفَحِ الصَّفحَ الجَميلَ
أَلَسْتَ أَوَّلَ أَحْرُفِي
فِي دَفتَرِ العِشقِ الْمُباحِ ،
ومَنْ تَغنَّى بِي علَى ...
عَزفِ العَنادِلِ ،
وازْدِهَاءِ اليَاسَمِينِ؟
وكَمْ بَنَيْنا مِنْ قُصُورٍ ...
فوقَ شُطْآنِ التَّمَرُّدِ
ثمَّ يأتِي المَوجُ يَنْسِفُها
فيُهْزَمُ كِبريَائِي دُونَها
و أراكَ تَمْسَحُ فوقَ رَأسِي
ثُمَّ تَهْمِسُ باسِمًا
وتَقولُ :
لا تَحْزَنْ ، سَنَبْنِي مِنْ جَدِيدْ(3)
أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
حب الوطن كقلب عاشق صب :
موظفًا التشبيه البليغ يشبه الشاعر سامي أبو بدر حب الوطن كقلب عاشق صب؛ حيث يقول في قصيدة الحب :
الحُبُّ ...
ما أدراكَ ما الحُبُّ
لَيلٌ ...
وقلبٌ عاشقٌ صَبُّ
دَمعٌ تَقاطَرَ منْ جَوَى مُقَلٍ
جِسْمٌ نَحِيلٌ هَدَّهُ الوَصَبُ
طَيفٌ ...
وذِكرَى دُونَها وَلَهٌ
لا البُعدُ يَشْفِيهِ ولا القُرْبُ
وذَهَابُ عَقلٍ ...
كُلَّما ذُكِرَتْ لَيْلَى
يَحَارُ لأمرهِ الطِّبُّ(4)
رقص المنى في عرس القلب :
وها هي الاستعارة تتجلى لنا في أبهى صورها حيث يبين أبا بدر أن المنى ترقص اليوم ،وأن للقلب عرسا للتعبير عن سعادته بوطنه وحبه له ،حيث يقول أبو بدرفي " قصيدة توبة " :
وأَبعَثُ فِيَّ حَيَاةً جَدِيدَةْ
لأبْرَأَ مِمَّا اجْتَرَحتُ
مِنَ الإثمِ
حِينًا من الدَّهرِ ...
إنِّي أَتُوقُ إلَى تَوبةٍ لا تُرَدُّ
علَى بابِ تِلكَ السَّماءِ
الَّتي أدبَرَتْ
عنْ دُموعِي طَويلًا
ولَمْ تَستَجبْ للدُّعاءِ
وأَعجَزُ حِينَ أُرَوِّضُهَا ...
لا تَزالُ ...
أمامَ قَرابينِ وَصْلِي عَنِيدَةْ
ولكنَّني
لنْ أَمَلَّ الوُقُوفَ بأَعتَابها
عَلَّنِي أَستَوِي
فَوقَ عَرشِ انتِصَارِي
علَى صَدِّها
والْمُنَى تَرقُصُ اليومَ
فِي عُرسِ قلبي
تُغازلُ فِيهِ وَرِيدَهْ(5)
مَواسِمِ القَلب خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ:
أبدع شاعرنا القدير سامي أبو بدر في وصف المشاعر الناجمة عن الغربة والبعد عن الأرض عن الدنيا عن أم الدنيا عن مصر الغالية ،حيث يبين أنه " في الغربة كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ" ومن باب البلاغة جعل أبو بدر للقلب مواسم حيث يقول أبو بدر في " قصيدة بوح الجداول "، :
كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ
وكُلُّ الليالِي سُهادٌ
وأَخْيِلَةٌ مُفْزِعَةْ
وكَيفَ لِمَنْ تَملِكينَ قَواربَهُ
أنْ يُصارِعَ...
مَوْجَ المُحِيطِ وحِيدًا
وأنتِ المَجادِيفُ والأشْرِعَةْ؟
فمُدِّي يَديْكِ
لِيَنْبُعَ مِنْ رَاحَتَيْكِ
فُراتُ ارْتِوَائِي
فتَشفَى السِّقامُ
ويَهدأُ رَوْعِيَ
لَمَّا يَجِنُّ الظَّلامُ
وتَعبَثُ بِي لَهْفةٌ مُوجِعَةْ
وإيَّاكِ أنْ تَسْتَحِلِّي التَّمَنُّعَ
يا نَشوَةَ الرُّوحِ بينَ الحَنايَا
فَأَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
وبَيْنِي وبَينَكِ
مَهْما تَمادَيْتِ فِي البُعدِ .. وَعدْ
أُحِبُّكِ .. لا شَيْءَ بَعدْ
ونَفْسِي ِبرَغمِ الجَفَا
لَمْ تَزَلْ قَانِعَةْ(6)
القلب الدامي من حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة
يصف الشاعر المبدع سامي أبو بدر الحالة النفسية وقت البعد عن الوطن؛ حيث يبين أن القلب يدمى من حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة، ونلمس من أبيات أبي بدر بلاغة البيات التي نجدها في القلب الذي يدمى من أثر قيام الشواطئ بحكاية حَوادِيتِ البَراءَةِ في أيام الطُفُولَة على سبيل الاستعارة؛ ليبين الأثر النفسي لتذكر ذكريات أيام العيش في الوطن في أيام الطفولة قبل الغربة عن الوطن حيث يقول في قصيدة ما وَراءَ الحُلْم ":
ولَمْ يَشفعْ لهَا
أَنِّي قَضَيْتُ العُمْرَ
أَعدُو مُثْقَلًا بالشَّوْقِ
نَحوَكِ .. مُرهَقَ الرِّئَتَيْنِ
أَمْشِي ...
حافِيَ القَدَمَيْنِ
مُضطَّربًا علَى شَوْكِ النَّوَى
لَمَّا تَمادَيْتِ ارتِحَالاً
واغتِرابًا عن شَواطِئَ
لمْ تَزَلْ
تَحكِي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ
في طُفُولَتِنا
فيَدْمَى القَلبُ
والكَلِماتُ
تَقْطُرُ مِن مَواجِعِنا
حَنينًا
لِلحَكَايَا الضَّاحِكاتِ(7)
تمني راحة القلب
يبين أبو بدر في قصيدة (سفر)تعبه لبعده وغربته عن وطنه ويتمني راحة القلب على سبيل الاستعارة المكنية حيث شبه القلب بإنسان يتعب يود أن يستريح ،حيث يقول في قصيدة (سفر):
أَمَا آنَ لِلقلبِ أنْ يَستريحَ
وأنْ يَعزفَ الشِّعرَ
لا يَكتُبَهْ؟
يَجفُّ المِدادُ
وكُلُّ القصَائِدِ صَرْعَى
على الأرْفُفِ الْمُتْعَبَةْ
ولَيلٌ تَمادَى
يُسَطِّرُ للصُّبحِ
ألْفًا منَ الأسْطُرِ الْمُرعِبَةْ
ولمْ تَهنأِ الرُّوحُ
حِينَ أفَاقَتْ
علَى صَرْخةِ الأضْلُعِ
الغَاضِبَةْ(8)
أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدٌّ
فقد أخبر الشاعر أبو بدر أن أَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ حيث يبين أن الصد بالنسبة للقلب أبغض الذنوب حيث يقول في قصيدة " قصيدة بوح الجداول ":
وإيَّاكِ أنْ تَسْتَحِلِّي التَّمَنُّعَ
يا نَشوَةَ الرُّوحِ بينَ الحَنايَا
فَأَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ
وبَيْنِي وبَينَكِ
مَهْما تَمادَيْتِ فِي البُعدِ .. وَعدْ
أُحِبُّكِ .. لا شَيْءَ بَعدْ
ونَفْسِي ِبرَغمِ الجَفَا
لَمْ تَزَلْ قَانِعَةْ(9)
قلب الشاعر عفيف عن الران :
يبين الشاعر سامي أبو بدر أن قلبه عفيف عن الران، وذلك في مطلع حديثه عن حزنه لبعده عن وطنه موظفا في ذلك الاستفهام بدلالاته الفنية المعبرة عن حالة الشاعر النفسية لبعده عن وطنه ،حيث يقول في قصيدة إِنسَان:
هلْ كانَ ذَنبِيَ أَنْ أَحْيَا كَإنْسانِ؟
أو أَنْ أعِيشَ ..
بقَلبٍ عَفَّ عَنْ رَانِ؟!
فمَا بَكانِي إِذَا عَانَيْتُ ..
مِنْ أَحَدٍ
ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إلا وَأبْكانِي
يا لَيلُ بَلِّغْ عِتابِي
لِلأُولَى رَقَصُوا
عَلَى جِراحِيَ ..
مِنْ قَاصٍ ومِنْ دَانِ
يا لَيتَ لِي بَعضَ حَظٍّ
مِنْ قَساوَتِهِمْ
فلا تُنازعُنِي
في اللَّيلِ أَحزانِي
كمْ فِي فؤَاديَ من هَمٌّ يُؤَرِّقُنِي
والهَمُّ في غُربَتي ..
خَطْبانِ فِي آَنِ
بَسَطْتُ بالوَرْدِ كَفِّي
كَيْ أُصَافِحَهُ
لَعَلَّ عِشقِي
يَكونُ اليومَ قُرْبانِي
لَكِنَّهُ مُعْرِضًا يَمْضِي عَلَى عَجَلٍ
يُعانِقُ الْمَوْتَ
جُودًا مِنْ يَدِ الجَانِي
فَأَضْرِبُ الأرضَ طَيًّا
فِي مَفاوِزِهَا
وأَكْتُمُ القَهْرَ
فِي أَعمَاقِ وِجْدانِي
رَحَلْتُ .. والآَهُ زَادِي ..
والْمُطِيُّ أَسًى ..
والنَّومُ يَذْكُرُنِي حِينًا .. ويَنْسانِي
فالْقُرْبُ مِنهُ شَقاءٌ
لا شِفاءَ لَهُ
والبُعدُ ..
زَلْزَلَةٌ غَارَتْ بَأَرْكَانِي(10)
عجز الكلمات عنْ إِخمادِ أحزانِ القلب
في صورة بيانية جميلة معبرة يشير الشاعر سامي أبو بد إلى "عجز الكلمات عنْ إِخمادِ أحزان القلب " فقد صور أبو بدر الكلمات بإنسان عاجز عن إطفاء أحزان القلب التي صورها أيضًا (الأحزان )بالنار في شدتها ؛حيث يقول في قصيدة "أَشرِعَةُ التَّنائِي"معبرا عن حزنه لبعده عن وطنه مصر :
وقلبي تَعجزُ الكَلِماتُ ...
عنْ إِخمادِ أحزانِهْ
فكُلُّ دُروبِهِ ثَكلَى
وتَنزِفُ فوقَ أشْجانِهْ
وتَعبَثُ بي عَواصِفُ منْ
قَوافِيهِ وأوزانِهْ
وباتَ الدَّمعُ لا يُجدِي
علَى أعتابِ شَرْيانِهْ
وأَشْرِعُةُ التَّنَائِي
تَسْـتَفِزُّ هُدُوءَ بُركانِهْ
أَذُوبُ على جِمارِ الشَّوْقِ ...
مُحتَرقًا بِنِيرانِهْ(11)
الوطن يشفِي الفُؤادَ الصَّبَّ مِن وَلَهٍ
في قصيدة" أَحيانًا" يبين الشاعر أن الوطن يشفِي الفُؤادَ الصَّبَّ مِن وَلَهٍ وفي هذا توظيف للبيان البلاغي(الاستعارة المكنية ) في إبراز مدى حب أبناء مصر في الغربة لها حيث يقول :
كأنَّ الصُّبحَ مُختالٌ علَى خَدِّكْ
وأغصانَ الرُّبا تَنسابُ
مِن قَدِّكْ
ومَا لِبهائِكِ الأخَّاذِ مِن جَدوَى
إذا لمْ يَكْتَسِ التَّزيينُ
مِن رُشدِكْ
عَهِدتُّكِ لا تَهابينَ الهَوَى أبَدًا
ويَعجزُ حَاجبُ العُشَّاقِ
عَن رَدِّكْ
وكُنتِ إذَا دَعاكِ الشَّوقُ
أحيانًا .. إليَّ
يَئِنُّ ذَاكَ الشَّوقُ مِن وَجدِكْ
فتَشفِينَ الفُؤادَ الصَّبَّ
مِن وَلَهٍ(12)
ليس للحلم الْمَهزومِ في القَلِب سوى مصر
يبين الشاعر سامي أبو بدر في قصيدة" أَحيانًا" أنه ليس للحلم الْمَهزومِ في القَلِب سوى مصر وفي هذا توظيف للبيان البلاغي(الاستعارة المكنية ) في إبراز مدى حب أبناء مصر في الغربة لها حيث شبه أبو بدر الحلم بإنسان مهزوم حيث يقول :
ويُسْكِرُ رُوحِيَ الخَجْلَى
شَذَا وَرْدِكْ
كَفَانا مَا اقْتَرَفْنا مِن خَطَايَانَا
فإنَّ ذُنوبَنا تَزْدَادُ
في بُعدِكْ
وليسَ لِحُلْمِيَ الْمَهزومِ
في قَلِبي
سِواكِ لِتُطفِئِي -رِفقًا-
جَوَى صَدِّكْ(13)
الفؤاد لا ينازع الشاعر لبعده عن الران :
معبرا عن حنينه لوطنه الغالي مصر ،وعلى سبيل الاستعارة المكنية يشبه الشاعر سامي أبو بدر الفؤاد بإنسان لا ينازع الشاعر لبعده عن الران لبعده عن الران؛ حيث يقول في قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،:
وإنِّي والحَنِينَ إلَيـْـكِ
مُختَلِفانِ في شَانِهْ
لأنِّي في هَواكِ فَتًى
تَمَحوَرَ حَولَ إنْسَانِهْ
ويَأْبَى أنْ يُنازِعَهُ
هَوًى من نَزغِ شَيطانِهِ
ولَوْلا أَنَّني جَدُّ الْغرامِ ...
أَعِفُّ عَنْ رَانِهْ؛
لَخَاصَمَنِي فُؤادِي أَوْ
لأَهْدَرَ بَعضَ إِيمانِهْ
فأحيَا بعدَها والنَّفـْـسُ ..
تَرْقُبُ بَدءَ طُوفانِهْ
لَعلِّي حينَ يَبلُغُنِي
أَفُوزُ بفَيضِ إِحسَانِهْ
وأَنْعَمُ بالهَلاكِ وَلا
أَهابُ جَحيمَ شُطآنِهْ(14)
هم الغربة يؤرق فؤاد الشاعر :
في قصيدة " إنسان"، يبين الشاعر أن هِم الغربة يؤرق فؤاد الشاعر حيث يصور أبو بدر الفؤاد بمستودع يؤرق الشاعر لغربته عن وطنه أم الدنيا مصر الحبيبة حيث يقول :
يا لَيتَ لِي بَعضَ حَظٍّ
مِنْ قَساوَتِهِمْ
فلا تُنازعُنِي
في اللَّيلِ أَحزانِي
كمْ فِي فؤَاديَ من هَمٌّ يُؤَرِّقُنِي
والهَمُّ في غُربَتي ..
خَطْبانِ فِي آَنِ
بَسَطْتُ بالوَرْدِ كَفِّي
كَيْ أُصَافِحَهُ
لَعَلَّ عِشقِي
يَكونُ اليومَ قُرْبانِي
لَكِنَّهُ مُعْرِضًا يَمْضِي عَلَى عَجَلٍ
يُعانِقُ الْمَوْتَ
جُودًا مِنْ يَدِ الجَانِي
فَأَضْرِبُ الأرضَ طَيًّا
فِي مَفاوِزِهَا
وأَكْتُمُ القَهْرَ
فِي أَعمَاقِ وِجْدانِي
رَحَلْتُ .. والآَهُ زَادِي ..
والْمُطِيُّ أَسًى ..
والنَّومُ يَذْكُرُنِي حِينًا .. ويَنْسانِي
فالْقُرْبُ مِنهُ شَقاءٌ
لا شِفاءَ لَهُ
والبُعدُ ..
زَلْزَلَةٌ غَارَتْ بَأَرْكَانِي(15)
مَقاوِمُ الشاعر للشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
يبين الشاعر سامي أبو بدر على سبيل الاستعارة المكنية في قصيدة" كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ" أنه يَقاوِمُ الشاعر الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ ليعبر ببراعة شوق أبناء مصر في غربتهم لوطنهم مصر :
لا تَحْسَبِي
دَمْعِي انْكِسَارَا
أَوْ أَنَّهُ سَالَ اعْتِذارَا
لِي أَلْفُ قَلْبٍ فِي الحَنَايَا
قَدْ أَحَبَّتْ أَلْفَ فَاتِنَةٍ
وكُنَّ علَى مَشَارفِها سُكَارَى
لا تَحسَبِي أَنِّي أَتَيْتُكِ
عَازفًا لَحْنَ التَّوَسُّلِ
فوقَ أوتَارِ الهَوَى
أنَا لا أزَالُ أُعَانِقُ الجَوْزَاءَ
في عَلْيَائِهِ
أتَوَسَّدُ الأفلاكَ
مِنْ فَلَكٍ إلَى فَلَكٍ
وتِلكَ نُجُومُها حَوْلِي حَيَارَى
سَأظَلُّ أَنْعَمُ بالنَّوَى
وأَقاوِمُ ...
الشَّوقَ الْمُرَاوِدَ لِلْفُؤَادِ
بِكِبرِياءِ العَاشِقِ القَرَوِيِّ
لا أَخْشَى انْهِيَارَا
لا تَسْألِينِي مَا أَصَابَكَ
إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ
إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ
فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ
ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ
لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا
وطَفِقْتُ أَمْحُو
مَا تَناثَرَ فوقَ أَرْصِفَةِ الْمَدَائِنِ
مِنْ فُصُولِ رِوايَتِي العَذْرَاءِ
أَجْمَعُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ شَتاتِي
بَينَ أَلْسِنَةِ العَذَارَى
والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي
إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ
مُرَاوِغًا طَرْفَيَّ
حِينَ تَوَجَسَتْ عَيْنايَ
خَوْفًا مِنْ خُطَاهُ
علَى شَفَا جُرحِي
لِيُسْدِلَ فَوقَ صَرْخَتِهِ سِتارَا
مَنْ قَالَ ...
يَجْزِمُ بِانْحِسَارِ النَّبْضِ
فِي أحشَائِنا
"مَا الحُبُّ إلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ"؟..
الشِّعرُ احْتِمالٌ
لا يُجَاوزُ حُلْمَنا ...
وإِنِ اسْتَبَدَّ بِنا الحَنِينُ
أو اسْتَجَارَ بِرُكْنِهِ مِليُونُ قَيْسٍ
أوْقَدُوا لِلْعِشْقِ نَارَا(16)
المراجع :
سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م
(1)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة " بقايا رؤى "،ص50-51
(2)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ"،ص37-40
(3)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة شُطْآنُ التَّمرُّد ص 3
(4)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة الحُبُّ ،ص59
(5)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة توبة "،ص19-20
(6)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة بوح الجداول "،ص35
(7)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة ما وَراءَ الحُلْم "،ص13-14
(8)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة سفر "،ص29-30
(9)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة بوح الجداول "،ص35
(10)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة إِنسَان ،ص53-55
(11)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،ص26
(12)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة أَحيانًا"،ص48
(13)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة أَحيانًا"،ص49
(14)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة "أشرِعَةُ التَّنائِي"،ص27-28
(15)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة " إنسان "،ص53—55-54
(16)سامي أبو بدر :ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات ،2021م ،" قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ"،ص37-40