تابعتُ عن كَثَب تغطيةَ القناة التلفزيونية "المغاربية"، مشكورة، للزلزال الذي ضرب إقليمَ الحَوز والمناطق المجاورة له. وقد فتحت هذه القناةُ بابَ الاتصال لإتاحة الفرصة لكل مَن أراد أن يقدِّمَ التَّعازي للشعب المغربي أو كل مَن أراد أن يُواسِيَ هذا الشعب أو التَّرحُّم على أرواح الأموات التي خلَّفتها هذه الفاجعة. والبلدان التي اتصلت بالقناة كثيرة هي الجزائر، المغرب، تونس، موريتانيا، مصر، السعودية، فرنسا، كندا، المملكة المتحدة…
لكن ما أثارَ انتباهي هو أن العددَ الأكبر من المُتَّصلين، كان من الجزائر. وما زاد في إثارة انتباهي هو أن المتدخِّلات والمتدخِّلين الجزائريين، كلهم وبدون استثناء، طالبوا السلطات الجزائرية الحاكمة بفَتح الحدود البرية، المُغلقة من جانب واحد. بل إن بعض المتَّصلين انهاروا بالبكاء لأنهم، من كثرة ما شاهدوه من محنة الناس ومن دمار، لم يستطيعوا التَّغلُّبَ على إحساسهم ومشاعرهم إزاء إخوانهم المغاربة.
وكل المتَّصلين قدَّموا التَّعازي لأسَر الضحايا وتمنوا الشفاءَ للجرحى والمُصابين. وأكثر من هذا وذاك، عبَّروا عن استعدادهم للذهاب إلى المغرب للمساهمة قي الجهود التي تبدلها السلطات المغربية لإنقاد الناس من تحت الأنقاض. فماذا يمكن استخلاصُه من دروس من هذا التَّضامن الرائع الذي عبَّر عنه أبناء وبنات الشعب الجزائري؟
الدرس الأول : مهما تغطرست الطغمة الحاكمة في الجزائر ومهما تسلَّطت على الشعب الجزائري ومهما قمعته ومهما أدخلت أحرارَه للسجن ومهما زرعت من فتنة بين الشعبين ومهما أوهمت الشعبَ الجزائري بأن المغرب عدوٌّ للجزائر، ومهما صنعت من سيناريوهات بئيسة اتهمت المغربَ بحياكتِها ومهما…، فإنها لم تستطعِْ ولن تستطيعَ أن تنزعَ الأخوَّة التي تجمع بناتِ وأبناءَ الشعبين الجزائري والمغربي، والتي هي مترسِّخة في وِجدان هذين الشعبين.
الدرس الثاني : الطغمة الحاكمة بالجزائر في وادٍ والشعبُ الجزائري في وادٍ آخرَ. الطغمة الحاكمة في وادي الشر والعداء والتَّعنُّت بينما الشعب الجزائري في وادي الأخوَّة والمحبَّة والتَّعاطف والتَّضامن والتَّآزُر…
الدرس الثالث : الطغمة الحاكمة بالجزائر تعيش في عالمٍ كله مصائبٌ وضلالٌ وشر وسُوء وفَسَاد وأَذَى وبَاطِل وكَذِب… بينما الشعب الجزائري يعيش في عالمٍ كلُّه خيرٌ وقِيمٌ إنسانية وأخلاقية سامية.
الدرس الرابع : تبيَّن بوضوح تام أن قضية الصحراء المغربية هي قضيةٌ مفتعلةٌ تخصُّ الطغمة الحاكمة بالجزائر ولا علاقةَ لها بالشعب الجزائري ولا تهمُّه على الإطلاق. ما يهمُّه هو متانة علاقات الأخوة التي تربطه بالشعب المغربي
الدرس الخامس وهو، في نظري، درسٌ مهمٌّ للغاية. وهو، كذلك، درسٌ يمكن استخلاصُه من تصرُّف بلدانٍ أخرى. غير أن الطغمة الحاكمة بالجزائر، بمناسبة وقوع فاجعة الحوز، أعطت الفرصةَ للعقلاء لاستخلاصِه من تصرُّفاتِها. فما هو هذا الدرسُ؟
هذا الدرس بيَّنته تصرفات الطغمة الحاكمة بالجزائر والتي سألخِّصها في السطور ألموآلية:
1.الطغمة الحاكمة بالجزائر لم تقدِّم العزاءَ، رسميا وحسب ما تتطلَّبه الطرق الدبلوماسية، لجلالة الملك محمد السادس، بينما دولٌ عديدة قدمت له هذا العزاءَ.
2.تقريبا كل القنوات التلفزيونية، عبر العالم، غطَّت هذه الفاجعة بطريقة أو أخرى إلا القنوات الجزائرية. بل إن هذه القنوات لم تُشر لهذه الفاجعة حتى في نشرات أخبارها.
3.الطغمة الحاكمة بالجزائر أعلنت عن نيتِها لتقديم المساعدات للمغرب لكنها اشترطت أن يقومَ هذا الأخيرُ بطلب هذه المساعدات. بينما في مثل هذه الفواجع، الأعراف والأخلاق السامية والإنسانية تقتضي أن البلدَ المفجوعَ ليس هو الذي يطلب المساعدات. بل البلدان الأخرى، من باب التَّضامن الإنساني هي التي تقترح، تلقائيا وبدون شروط، هذه المساعدات.
4.الطغمة الحاكمة بالجزائر فتحت مؤقَّتاً مجالَها الجوي للطائرات التي قد تحمل مساعدات للمغرب. لكنها لم تفتح الحدودَ البرِّية. لماذا؟ لأنها تعرف حقَّ المعرفة أن فتحَ هذه الحدود سيفسح المجالَ لآلاف الجزائريين، إن لم نقل للملايين منهم، لعبور هذه الحدود لمساعدة إخوانهم المغاربة. لكن ما تخاف منه الطغمة الحاكمة بالجزائر أكثر هو أن ٠فتحَ الحدود البرية سيُتيح للجزائريين الفرصةَ للإطلاع على التَّطوُّر الحاصل في المغرب الذي لا يملك لا نفطاً ولا عازا طبيعيا. وهذا، بالطبع، سيجعل هؤلاء الجزائريين يتساءلون أين ذهبت ثروةُ بلادِهم. كما تعرف الطغمة الحاكمة بالجزائر أن عددا لا يُسبهان به من عابري الحدود البرية لن يعودوا إلى الجزائر. وهذا، بكل تأكيد، ليس في صالح الطغمة الحاكمة بالجزائر.
بعد توضيح هذه التَّصرُّفات، فما هو الدرس الخامس الذي أعتبره، أنا شخصيا، مهِم للغاية. لقد بيَّنت تصرُّفات الطغمة الحاكمة بالجزائر أن السياسة هي العدو الأول للإنسانية. فعوضَ أن تستغلَّ هذه الطغمة فرصة التَّآخي والتَّعاطف بين الشعبين المغربي والجزائري لمحوِ الغضب وعدائها للمغرب، فإنها فضَّلت المراوغة والنفاق والظهور بوجهٍ طيب.
فإذا كانت الإنسانية فيضاً من الأخلاق والقِيم الحميدة، فالسياسة، كما هي ممارسةٌ اليوم في الجزائر وغيرها من البلدان، وسيلةٌ تلجأ لها الطغماتُ الحاكمة في هذه البلدان لتبثَّ التَّفرقةَ والفتنةَ بين الشعوب كما هو الشأنُ، مثلا، بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وإذا كانت الإنسانية هي القاسم المشتركُ بين بَشَرِ جميع بلدان العالم كيفما كان انتمائها العقائدي، فإن السياسةَ، كما هي ممارسةٌ اليوم في الجزائر وفي العديد من البلدان، تتنكَّر لهذا القاسم المشترك، بل إنها تدوسه بأقدامِها وتُدمِّره إذا تعارض مع مصالحها الخاصة.
وهذا الدَّوسُ والتَّدميرُ هما الوسيلتان اللتان لجأت لهما، بجرعةٍ عاليةٍ من النفاق، الطغمةُ الحاكمةُ بالجزائر لممارسة سياستِها العدائية إزاء المغرب، في زمان يئنُّ فيه هذا الأخير تحت وطأة فاجعة هزَّت مشاعرَ العالم بأسره إلا مشاعر هذه الطغمة المتغطرسة والمتجبِّرة.
لكن ما أثارَ انتباهي هو أن العددَ الأكبر من المُتَّصلين، كان من الجزائر. وما زاد في إثارة انتباهي هو أن المتدخِّلات والمتدخِّلين الجزائريين، كلهم وبدون استثناء، طالبوا السلطات الجزائرية الحاكمة بفَتح الحدود البرية، المُغلقة من جانب واحد. بل إن بعض المتَّصلين انهاروا بالبكاء لأنهم، من كثرة ما شاهدوه من محنة الناس ومن دمار، لم يستطيعوا التَّغلُّبَ على إحساسهم ومشاعرهم إزاء إخوانهم المغاربة.
وكل المتَّصلين قدَّموا التَّعازي لأسَر الضحايا وتمنوا الشفاءَ للجرحى والمُصابين. وأكثر من هذا وذاك، عبَّروا عن استعدادهم للذهاب إلى المغرب للمساهمة قي الجهود التي تبدلها السلطات المغربية لإنقاد الناس من تحت الأنقاض. فماذا يمكن استخلاصُه من دروس من هذا التَّضامن الرائع الذي عبَّر عنه أبناء وبنات الشعب الجزائري؟
الدرس الأول : مهما تغطرست الطغمة الحاكمة في الجزائر ومهما تسلَّطت على الشعب الجزائري ومهما قمعته ومهما أدخلت أحرارَه للسجن ومهما زرعت من فتنة بين الشعبين ومهما أوهمت الشعبَ الجزائري بأن المغرب عدوٌّ للجزائر، ومهما صنعت من سيناريوهات بئيسة اتهمت المغربَ بحياكتِها ومهما…، فإنها لم تستطعِْ ولن تستطيعَ أن تنزعَ الأخوَّة التي تجمع بناتِ وأبناءَ الشعبين الجزائري والمغربي، والتي هي مترسِّخة في وِجدان هذين الشعبين.
الدرس الثاني : الطغمة الحاكمة بالجزائر في وادٍ والشعبُ الجزائري في وادٍ آخرَ. الطغمة الحاكمة في وادي الشر والعداء والتَّعنُّت بينما الشعب الجزائري في وادي الأخوَّة والمحبَّة والتَّعاطف والتَّضامن والتَّآزُر…
الدرس الثالث : الطغمة الحاكمة بالجزائر تعيش في عالمٍ كله مصائبٌ وضلالٌ وشر وسُوء وفَسَاد وأَذَى وبَاطِل وكَذِب… بينما الشعب الجزائري يعيش في عالمٍ كلُّه خيرٌ وقِيمٌ إنسانية وأخلاقية سامية.
الدرس الرابع : تبيَّن بوضوح تام أن قضية الصحراء المغربية هي قضيةٌ مفتعلةٌ تخصُّ الطغمة الحاكمة بالجزائر ولا علاقةَ لها بالشعب الجزائري ولا تهمُّه على الإطلاق. ما يهمُّه هو متانة علاقات الأخوة التي تربطه بالشعب المغربي
الدرس الخامس وهو، في نظري، درسٌ مهمٌّ للغاية. وهو، كذلك، درسٌ يمكن استخلاصُه من تصرُّف بلدانٍ أخرى. غير أن الطغمة الحاكمة بالجزائر، بمناسبة وقوع فاجعة الحوز، أعطت الفرصةَ للعقلاء لاستخلاصِه من تصرُّفاتِها. فما هو هذا الدرسُ؟
هذا الدرس بيَّنته تصرفات الطغمة الحاكمة بالجزائر والتي سألخِّصها في السطور ألموآلية:
1.الطغمة الحاكمة بالجزائر لم تقدِّم العزاءَ، رسميا وحسب ما تتطلَّبه الطرق الدبلوماسية، لجلالة الملك محمد السادس، بينما دولٌ عديدة قدمت له هذا العزاءَ.
2.تقريبا كل القنوات التلفزيونية، عبر العالم، غطَّت هذه الفاجعة بطريقة أو أخرى إلا القنوات الجزائرية. بل إن هذه القنوات لم تُشر لهذه الفاجعة حتى في نشرات أخبارها.
3.الطغمة الحاكمة بالجزائر أعلنت عن نيتِها لتقديم المساعدات للمغرب لكنها اشترطت أن يقومَ هذا الأخيرُ بطلب هذه المساعدات. بينما في مثل هذه الفواجع، الأعراف والأخلاق السامية والإنسانية تقتضي أن البلدَ المفجوعَ ليس هو الذي يطلب المساعدات. بل البلدان الأخرى، من باب التَّضامن الإنساني هي التي تقترح، تلقائيا وبدون شروط، هذه المساعدات.
4.الطغمة الحاكمة بالجزائر فتحت مؤقَّتاً مجالَها الجوي للطائرات التي قد تحمل مساعدات للمغرب. لكنها لم تفتح الحدودَ البرِّية. لماذا؟ لأنها تعرف حقَّ المعرفة أن فتحَ هذه الحدود سيفسح المجالَ لآلاف الجزائريين، إن لم نقل للملايين منهم، لعبور هذه الحدود لمساعدة إخوانهم المغاربة. لكن ما تخاف منه الطغمة الحاكمة بالجزائر أكثر هو أن ٠فتحَ الحدود البرية سيُتيح للجزائريين الفرصةَ للإطلاع على التَّطوُّر الحاصل في المغرب الذي لا يملك لا نفطاً ولا عازا طبيعيا. وهذا، بالطبع، سيجعل هؤلاء الجزائريين يتساءلون أين ذهبت ثروةُ بلادِهم. كما تعرف الطغمة الحاكمة بالجزائر أن عددا لا يُسبهان به من عابري الحدود البرية لن يعودوا إلى الجزائر. وهذا، بكل تأكيد، ليس في صالح الطغمة الحاكمة بالجزائر.
بعد توضيح هذه التَّصرُّفات، فما هو الدرس الخامس الذي أعتبره، أنا شخصيا، مهِم للغاية. لقد بيَّنت تصرُّفات الطغمة الحاكمة بالجزائر أن السياسة هي العدو الأول للإنسانية. فعوضَ أن تستغلَّ هذه الطغمة فرصة التَّآخي والتَّعاطف بين الشعبين المغربي والجزائري لمحوِ الغضب وعدائها للمغرب، فإنها فضَّلت المراوغة والنفاق والظهور بوجهٍ طيب.
فإذا كانت الإنسانية فيضاً من الأخلاق والقِيم الحميدة، فالسياسة، كما هي ممارسةٌ اليوم في الجزائر وغيرها من البلدان، وسيلةٌ تلجأ لها الطغماتُ الحاكمة في هذه البلدان لتبثَّ التَّفرقةَ والفتنةَ بين الشعوب كما هو الشأنُ، مثلا، بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وإذا كانت الإنسانية هي القاسم المشتركُ بين بَشَرِ جميع بلدان العالم كيفما كان انتمائها العقائدي، فإن السياسةَ، كما هي ممارسةٌ اليوم في الجزائر وفي العديد من البلدان، تتنكَّر لهذا القاسم المشترك، بل إنها تدوسه بأقدامِها وتُدمِّره إذا تعارض مع مصالحها الخاصة.
وهذا الدَّوسُ والتَّدميرُ هما الوسيلتان اللتان لجأت لهما، بجرعةٍ عاليةٍ من النفاق، الطغمةُ الحاكمةُ بالجزائر لممارسة سياستِها العدائية إزاء المغرب، في زمان يئنُّ فيه هذا الأخير تحت وطأة فاجعة هزَّت مشاعرَ العالم بأسره إلا مشاعر هذه الطغمة المتغطرسة والمتجبِّرة.