المحامي علي ابوحبله - ٣٠ عاما من عمر اتفاق اوسلوا وحال الفلسطينيون من سيء للأسوأ..........

ثلاثون عاما مضت على اتفاق أوسلو وحال الفلسطينيون من سيء للأسوأ في ظل ممارسات حكومات الاحتلال الإسرائيلي وجميعها ترفض التجاوب مع متطلبات تحقق أسس السلام العادل ، حكومة الائتلاف اليميني المتشدد التي يرئسها نتنياهو ويرسم سياستها سومتريش وزير الماليه وايتمار بن غفير وزير الامن القومي يرفضون اتفاق اوسلوا ويسيرون وفق مخططهم للتوسع الاستيطاني وتهويد القدس ضمن سياسة فرض الامر الواقع التي تمهد لمخطط وسياسة الضم
إسرائيل استغلت أوسلو وانقضت على كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ، حكومات إسرائيل السابقه والحاليه تتنكر للحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب الفلسطيني وتنكر حقه في حق تقرير المصير وترفض قيام دوله فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران ٦٧ و تنظر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على انه تنازع على أراضي وهي بهذه السياسه تمعن في التنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية والحق التاريخي الفلسطيني في ارض فلسطين .
اتفاقات السلام التي عقدتها إسرائيل مع مصر واتفاقية وادي عربه مع الأردن واتفاقيات التطبيع " اتفاقات ابراهام " ارتأت فيهم دولة الاحتلال الإسرائيلي ما يمكنها من مواجهة الفلسطينيون ومنازعتها للفلسطينيين بحقوقهم ، بموجب تلك الاتفاقات انتزعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي شرعية الوجود على الأرض الفلسطينية وأقرت تلك الاتفاقات بالاعتراف بإسرائيل الغاصبة للحق الفلسطيني كدوله على ارض فلسطين المحتلة .
إن تنكر إسرائيل للحقوق الوطنية الفلسطينية وللحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس واصرارها على منح الفلسطينيين اداره ذاتيه وفق مفهوم الامن لاسرائيل مقابل السلام للفلسطينيين وفق مفهومها لما بات يعرف بفتات اوسلو يجعلها تدفع ثمن تنكرها للحقوق الوطنية الفلسطينية وتدفع بالمنطقه برمتها لاتون الصراع وهو ما نشهده اليوم من مقاومه بات يصعب السيطرة عليها ويصعب على السلطة الفلسطينيه تهدئتها واستيعابها
الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم الوطنية التاريخية في ارض فلسطين وان كل مسلمي العالم متمسكون بإسلامية وعروبة القدس وان الصراع مع إسرائيل باقي إلى أن يتم تحرير القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين .
على حكومة إسرائيل أن تدرك أن الاستمرار بالتوسع الاستيطاني وتعريض المقدسات في القدس للخطر ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى والاستمرار بعبثية المفاوضات لن يجلب لإسرائيل سوى المزيد من المتاعب وعدم الاستقرار وان الأمن سيبقى مفقود طالما أن إسرائيل لم تقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية .
إسرائيل متمسكة بالاحتلال الذي عنوانه الاستيطان لن يكون في صالح الأمن والسلام وان الاستمرار في تهويد القدس لن يجلب سوى الدمار والحروب للمنطقة وان مسلسل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لن يحقق سوى المزيد من ضعضعة الأمن والاستقرار للمنطقة برمتها .
إن خطأ الحكومات الاسرائيليه أنها عبثت في امن الفلسطينيين وعبثت في امن المنطقة ، وان إسرائيل قد وجدت ضالتها للعبث في اتفاقية أوسلو واستغلالها الوضع القائم ظنا منها أنها تحقق امن إسرائيل ، إن تهرب إسرائيل من تنفيذ استحقاقات اوسلوا وتهربها من استحقاقات المرحلة النهائية لاتفاقية الحكم الذاتي المحدود المحكوم بسقف زمني كانت نهايته 1999 قد ضيع عليها فرصه تاريخيه لتحقيق السلام .
رفض إسرائيل للتجاوب مع متطلبات السلام العادل جعلها تعيش في ظل وضع غير امن ومستقر وان هناك أخطار تتهدد المنطقة برمتها ومهما حاولت حكومة نتنياهو التهرب من استحقاقات العملية السلمية فإنها ستدفع ثمن تهربها نتيجة تغير الأوضاع الاقليميه والدوليه وتغير موازين القوى الدوليه وانهاء الحكم الاحادي لامريكا وحرب روسيا على اوكرانيا سيكون لها تداعيات لن تكون في محصلته لصالح اسرائيل .
إن ما ترتكبه حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الفلسطينيين لن تنجو منه إسرائيل وان مواقفها المتعنتة تجاه عملية السلام يجعلها تدفع ثمن باهض جراء التغيرات التي تواجه المنطقة .
أوسلو كان مضيعه للوقت وان إسرائيل ارتكبت جريمة بحق الفلسطينيين حين أمعنت بوضع العراقيل أمام إحداث تنميه اقتصاديه في المناطق المحتلة وأنها ارتكبت خطيئة كبرى حين أصرت على الإبقاء للاقتصاد الفلسطيني ليبقى اقتصاد خدمات يدور في فلك الاقتصاد الإسرائيلي ، إن جريمة إسرائيل في اتفاقية باريس ألاقتصاديه وجريمة إسرائيل بتهربها من استحقاقات العملية السلمية هو باستمرار احتلالها للشعب الفلسطيني .
إن معاناة الفلسطينيون مستمرة بمعاناته من استمرارية الاحتلال واستمرارية إجراءاته وان المعاناة الفلسطينية بازدياد بفعل الممارسات الاسرائيليه وان إسرائيل ستدفع ثمن تلك المعاناة الفلسطينية بفعل التراكمات التي تزداد عبئها عبر السنين ويتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي ، ثلاثون عاما من عمر أوسلو أكدت فشل عملية السلام وأكدت على أن إسرائيل كيان غاصب ومحتل ، وعلى إسرائيل أن تعيد النظر في مجمل سياستها لتعلم أن استمرار الاحتلال لن يجلب لها سوى المزيد من عدم الأمن والاستقرار وان البناء الاستيطاني والتوسع الاستيطاني يضر بأمن المنطقة ولن يكون الاحتلال والاستيطان في صالح الأمن والسلام ولن تكون الإجراءات العقابية وسياسة الاعتقال السياسي ما يحقق الأمن للكيان الإسرائيلي وان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل عبئ ووزر ما يعانيه الشعب الفلسطيني من تبعات الاحتلال الإسرائيلي وان إسرائيل هي على مفترق طريق إما أن يتحقق الأمن والسلام بإعطاء الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس أو أن تتحمل تبعات عدم الأمن والاستقرار بنتيجة المعاناة الفلسطينية القابلة للانفجار بفعل سياسة وممارسة الاحتلال وتبعات اوسلوا ، لن يقبل الفلسطينيون في أوسلو وتبعاته ولن يقبلوا باستمرارية عبثية المفاوضات ، ومن يظن ان تحقيق امن اسرائيل مقدم على حقوق الشعب الفلسطيني وحق تقرير مصيره واهم ومن يعتقد ان ترسيخ سلطة الحكم الذاتي كمنظومه امنيه واهم ومن يعتقد ان القوه ستهزم مقاومة الشعب الفلسطيني فهو ايضا واهم
ومن يفكر بالامن ويتجاهل الاستيطان وجرائم اسرائيل فهو كمن يضع الزيت على النار لا يمكن ان تكون الحلول الامنيه هي الحل ولا خطة دايتون ومن يخلف دايتون بقادر على تحقيق امن اسرائيل لان جوهر الصراع هو انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين استنادا لقرارات الشرعيه الدوليه
لا زالت ادارة بايدن تناور بخصوص مسار التسويه وبعد ثلاثين عاما من عمر اوسلوا ما زالت تتمسك بنظرية الامن لاسرائيل وتجتهد في خططها من دايتون إلى فينزل.. ومقاومة الشعب الفلسطيني في دائرة الاستهداف
فقد حاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة استهداف المقاومة الفلسطينية بعدد من الخطط والمؤامرات، وكانت في معظمها تتبنى خيار حفظ "أمن إسرائيل"، في مقابل استغلال الوقت لتصفية مقاومة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
حاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة، مراراً وتكراراً، استهداف المقاومة الفلسطينية بعدد من الخطط والمؤامرات. وكانت أغلبيتها تتبنى خيار حفظ "أمن إسرائيل" في مقابل تصفية مقاومة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة
راهنت "إسرائيل"، ومن خلفها أميركا، على مدار أعوام مضت، على صناعة الفلسطيني الجديد، بقبول التعايش مع الاحتلال الإسرائيلي، وفق عقيدة قوامها حماية "أمن إسرائيل" على حساب الحق الفلسطيني وحق تقرير المصير جميع رهانات اسرائيل وامريكا فشلت وستفشل قمة العقبه وقمة شرم التي راهنت عليها امريكا لم تحقق اهدافها وكل الحلول الامنيه حتما ستفشل
ثلاثون عام من عمر اوسلو ورغم المماطلات والتسويف والتهرب من استحقاقات السلام لم تنسي الشعب الفلسطيني حقوقه ولم يسقط حقه في خيار المقاومه
وكل من يراهن على خطة الجنرال فزلي فهو واهم راهنوا على دايتون وفشلوا وفزلي وغيرهم لن يتمكنوا من وأد المقاومه الفلسطينية طالما هناك احتلال وتدرك ادارة بايدن ذلك وتعلم علم اليقين مع حلفائها في المنطقه ان مفتاح الامن والسلام وتحقيق الاستقرار انهاء الاحتلال وان اوسلو الذي هدفت اسرائيل من ورائه لتمرير مخططها لتهويد فلسطين كل فلسطين لن تتمكن من تحقيق ذلك وستبقى مقاومة الشعب الفلسطيني مستمره من جيل الى جيل حتى يتحقق حق تقرير المصير ودحر الاحتلال وتحرير القدس من براثن الاحتلال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...