في الوقت الذي يزور السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية نايف السديري رام الله لمدة يومين،يتم فيها اعتماده رسميا كسفير للمملكة في الاراضي الفلسطينية،أعلن عن زيارة رسمية لوزير السياحة "الاسرائيلي" في حكومة نتنياهو "حاييم كاتس" لحضور مؤتمر سياحي تنظمة الامم المتحدة في الرياض،كما اعلن عن زيارة وزير الاتصالات "الاسرائيلي" "شلومو كرعي" للعاصمة السعودية الرياض الاسبوع القادم للمشاركة في مؤتمر للبريد العالمي.
هذه التحركات غير المسبوقة،تأتي في سياق المباحثات الحثيثة التي تجري بين الجانبين السعودي والإسرائيلي برعاية من الادارة الامريكية و"متابعة فلسطينيه لتحقيق المصالح للجهات الثلاث،الولايات المتحدة،وإسرائيل،والسعودية،فماذا تريد الويلات المتحدة الامريكية من هذه الصفقة التي أصبحت قريبة كما أكد على ذلك كلٌّ من الامير السعودي ووليّ العهد محمد بن سلمان في لقاءه مع قناة "فوكس نيوز" الامريكية،وما أعلنه رئيس حكومة "اسرائيل "بنيامين نتنياهو" في كلمته أمام الجمعية العامة للام المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين قبل أيام،الولايات المتحدة تريد تحقيق نجاح تحققه من خلال الخاصرة العربية الرخوة يتمثل بإتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية تقدمه كنجاح للناخب الامريكي بعد أن أخفقت إدارة الرئيس الامريكي بايدن على اكثر من صعيد محلي وخارجي،بالمقابل يسعى نتنياهو الذي يعيش وضعا مأزوما داخليا وخارجيا في إستكمال دائرة اتفاقيات ابراهام التطبيعية بتوقيع الاتفاق الاكبر مع السعودية كدولة مهمة عربيا واسلاميا سينجر الكثير من الدول العربية والاسلامية خلفها لفعل الشيء ذاته كما يعتقد او كما هو متوقع،الامر الذي سينعكس على السياسة الاسرائيلية والاقتصادية فوائد جمة،أما الجانب السعودي الذي يقود سياسته الغامضة والغير معروفة النهايات الامير محمد بن سلمان فهو يسعى لثلاثة امور لصالح بلادة،وهي مفاعل نووي للاغراض السلمية شعارا قد يتحول لعسكري إذا ما اقتنت ايران سلاحا نوويا،وعقد اتفاق دفاع استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية،وإبتياع السلاح المتقدم منها وخاصة الطائرات الاستراتيجية اف 35 ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة.
ويبدو أن الجهات الثلاث قد قطعت شوطا لا بأس به في تحقيق احلامها من خلال هذا الاتفاق المنتظر،حتى وصل الامر بأن أكثر من طرف توقعوا عقد الصفقة في مطلع العام القادم،بمعنى أن المطالب من كل طرف تجاه الآخر قد تم الاتفاق عليها او على معظمها من حيث المبدأ،وتبقى التفاصيل الموكلة بالخبراء والفنيين،فمثلا مسألة المفاعل النووي السعودي السلمي قالت وكالات الانباء الامريكية أنه قد يكون بإشراف أمريكي ومراقبة اسرائيلية عن بعد،وأن الاتفاق الدفاع الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية سيحقق لامريكا فرصة سحب المملكة العربية السعودية من الانزلاق اكثر في الحضن الصيني العدو الاكبر الان لامريكا،ومن خلفه روسيا وايران والمنظومة الشرقية كاملة، كما أن السلاح الاستراتيجي الذي تطلب السعودية الحصول عليه سيعزز التواجد الامريكي في أراضي المملكة لما له من تبعات التدريب عليه وصيانته،ناهيك عن كون ذلك السلاح يمكن أن يكون غير كامل الاضافات التي تُبقي على التفوق الاسرائيلي في هذا الشأن من حيث العدد والعدة والامتيازات.
أما الجانب الفلسطيني،والذي يأتي معقده في هذه الصفقة من الجهة السعودية،والتي ينصب نظرها الى ما على الطاولة أكثر من الالتفات الى الجانب الفلسطيني،فمطالبها وتحقيق مصالحها أي السعودية لها الافضلية ورأس اهتمامها،لكن سعيها لتحقيق الصفقة المنتظرة يتطلب اشراك جانبي للفلسطينيين وخروجها ببعض المنجزات الطفيفة والوعودات المستقبلية نابع من أمرين وهما :-
أولا : الغطاء،فقضية فلسطين التي ما زالت هَّمْ العرب والمسلمين الاول تعتبر أفضل غطاء يقي من النقد والرفض والاحتجاج لهذه الخطوة.
ثانيا : ايران،فالسعودية التي تشترط بإعادة تقديم الدعم المال المنتظم للسلطة الفلسطينية بمحاربة المجموعات المقاومة في الضفة ليس دفاعا عن اسرائيل بالدرجة الاولى،ولكن لأن إيرن هي التي تدعم المجموعات الفلسطينية المقاومة في الضفة والقطاع بالمال والسلاح،وبالتلي تخشى السعودية أن تضاف فلسطين بالكامل للمحور الايراني المناهض والمعادي لها رغم الاتفاق الاخير بينهما.
من هنا،ومن خلال هذا التحليل الذي ستكون معالجة المطالب الفلسطينية " المستحيلة " في هذه الصفقة حسب رأيي على ثلاثة أوجه،وعلى النحو التالي:-
• أولا : ربما يتم الاستجابة لبعض المطالب الطفيفة،مثل الافراج عن بعض الاموال الفلسطينية المصادرة لدى الجانب " الاسرائيلي"،واستئناف السعودية لضخ الاموال للخزينة الفلسطينية إما على شكل دفعات شهرية( 7 او 20 مليون دولار شهريا)،أو عبر منح السلطة مبلغا كبيرا لتقويتها وتقوية نفوذها.وعلى الصعيد السيطرة والتحكم،توسيع سيطرة السلطة على بعض مناطق ج اداريا،وضم بعض مناطق ب امنيا لتصبح مناطق أ،والتخفيف من وطأة الاقتحامات للمنطقة المصنفة أ إلا في حال "المطاردة الساخنة"،والافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة،وبعض المعتقلين الاداريين.
• ثانيا :فتح باب للتفاوض غير المشروط لبعض القضايا بين الفلسطينيين والاسرائيليين بإشراف امريكي سعودي،مثل الاستيطان والقضايا الاقتصادية وأجراءات الثقة المتبادلة،وإن كان ذلك من شبه المستحيل ان تقبل به حكومة نتنياهو بسبب تركيبتها المتطرفة التي ممكن أن تنهار بسببه،فإن الذهاب لفرط عقد الحكومة ممكن بحيث تنضم اليها احزاب وسط اليمين.
• ثالثا :- القضايا المؤجلة من حيث الدولة والمياه والمعابر والحدود واللاجئين والقدس تبقى مؤجلة لحين تحقيق نجاحات في القضايا التي سيتم تحقيقها في البند الثاني،والذي لا ضمانات لبقاءه واستمراره نظرا لاستحقاقات غير ثابته في الادارة الامريكية المقبلة على انتخابات العام القادم.
إذا سنكون على موعد من اوسلو ثان،لا ضمان له سوى الوعود التي ستسبق وتلي الاتفاق المنتظر،والذي ستكون نهايته هذه المرة اعطاء فرصة لإطلاق "شرق اوسطي جديد " عبر مظلة فلسطينية في حين تذهب الحقوق الفلسطينية أدراج الرياح،كما ذهبت في أوسلو الاول عام 1993،والقول إن الضمان في تحقيق شيء للفلسطينين هذه المرة هو ضمان سعودي بكل ما تحمل السعودية من مكانة وقيمة في المنطقة والعالم،فإننا نقول أن السياسة السعودية غير ثابته ومتقلبة وتبحث عن مصالحها بالدرجة الاولى.
هذه التحركات غير المسبوقة،تأتي في سياق المباحثات الحثيثة التي تجري بين الجانبين السعودي والإسرائيلي برعاية من الادارة الامريكية و"متابعة فلسطينيه لتحقيق المصالح للجهات الثلاث،الولايات المتحدة،وإسرائيل،والسعودية،فماذا تريد الويلات المتحدة الامريكية من هذه الصفقة التي أصبحت قريبة كما أكد على ذلك كلٌّ من الامير السعودي ووليّ العهد محمد بن سلمان في لقاءه مع قناة "فوكس نيوز" الامريكية،وما أعلنه رئيس حكومة "اسرائيل "بنيامين نتنياهو" في كلمته أمام الجمعية العامة للام المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين قبل أيام،الولايات المتحدة تريد تحقيق نجاح تحققه من خلال الخاصرة العربية الرخوة يتمثل بإتفاق تطبيع بين اسرائيل والسعودية تقدمه كنجاح للناخب الامريكي بعد أن أخفقت إدارة الرئيس الامريكي بايدن على اكثر من صعيد محلي وخارجي،بالمقابل يسعى نتنياهو الذي يعيش وضعا مأزوما داخليا وخارجيا في إستكمال دائرة اتفاقيات ابراهام التطبيعية بتوقيع الاتفاق الاكبر مع السعودية كدولة مهمة عربيا واسلاميا سينجر الكثير من الدول العربية والاسلامية خلفها لفعل الشيء ذاته كما يعتقد او كما هو متوقع،الامر الذي سينعكس على السياسة الاسرائيلية والاقتصادية فوائد جمة،أما الجانب السعودي الذي يقود سياسته الغامضة والغير معروفة النهايات الامير محمد بن سلمان فهو يسعى لثلاثة امور لصالح بلادة،وهي مفاعل نووي للاغراض السلمية شعارا قد يتحول لعسكري إذا ما اقتنت ايران سلاحا نوويا،وعقد اتفاق دفاع استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية،وإبتياع السلاح المتقدم منها وخاصة الطائرات الاستراتيجية اف 35 ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة.
ويبدو أن الجهات الثلاث قد قطعت شوطا لا بأس به في تحقيق احلامها من خلال هذا الاتفاق المنتظر،حتى وصل الامر بأن أكثر من طرف توقعوا عقد الصفقة في مطلع العام القادم،بمعنى أن المطالب من كل طرف تجاه الآخر قد تم الاتفاق عليها او على معظمها من حيث المبدأ،وتبقى التفاصيل الموكلة بالخبراء والفنيين،فمثلا مسألة المفاعل النووي السعودي السلمي قالت وكالات الانباء الامريكية أنه قد يكون بإشراف أمريكي ومراقبة اسرائيلية عن بعد،وأن الاتفاق الدفاع الاستراتيجي المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية سيحقق لامريكا فرصة سحب المملكة العربية السعودية من الانزلاق اكثر في الحضن الصيني العدو الاكبر الان لامريكا،ومن خلفه روسيا وايران والمنظومة الشرقية كاملة، كما أن السلاح الاستراتيجي الذي تطلب السعودية الحصول عليه سيعزز التواجد الامريكي في أراضي المملكة لما له من تبعات التدريب عليه وصيانته،ناهيك عن كون ذلك السلاح يمكن أن يكون غير كامل الاضافات التي تُبقي على التفوق الاسرائيلي في هذا الشأن من حيث العدد والعدة والامتيازات.
أما الجانب الفلسطيني،والذي يأتي معقده في هذه الصفقة من الجهة السعودية،والتي ينصب نظرها الى ما على الطاولة أكثر من الالتفات الى الجانب الفلسطيني،فمطالبها وتحقيق مصالحها أي السعودية لها الافضلية ورأس اهتمامها،لكن سعيها لتحقيق الصفقة المنتظرة يتطلب اشراك جانبي للفلسطينيين وخروجها ببعض المنجزات الطفيفة والوعودات المستقبلية نابع من أمرين وهما :-
أولا : الغطاء،فقضية فلسطين التي ما زالت هَّمْ العرب والمسلمين الاول تعتبر أفضل غطاء يقي من النقد والرفض والاحتجاج لهذه الخطوة.
ثانيا : ايران،فالسعودية التي تشترط بإعادة تقديم الدعم المال المنتظم للسلطة الفلسطينية بمحاربة المجموعات المقاومة في الضفة ليس دفاعا عن اسرائيل بالدرجة الاولى،ولكن لأن إيرن هي التي تدعم المجموعات الفلسطينية المقاومة في الضفة والقطاع بالمال والسلاح،وبالتلي تخشى السعودية أن تضاف فلسطين بالكامل للمحور الايراني المناهض والمعادي لها رغم الاتفاق الاخير بينهما.
من هنا،ومن خلال هذا التحليل الذي ستكون معالجة المطالب الفلسطينية " المستحيلة " في هذه الصفقة حسب رأيي على ثلاثة أوجه،وعلى النحو التالي:-
• أولا : ربما يتم الاستجابة لبعض المطالب الطفيفة،مثل الافراج عن بعض الاموال الفلسطينية المصادرة لدى الجانب " الاسرائيلي"،واستئناف السعودية لضخ الاموال للخزينة الفلسطينية إما على شكل دفعات شهرية( 7 او 20 مليون دولار شهريا)،أو عبر منح السلطة مبلغا كبيرا لتقويتها وتقوية نفوذها.وعلى الصعيد السيطرة والتحكم،توسيع سيطرة السلطة على بعض مناطق ج اداريا،وضم بعض مناطق ب امنيا لتصبح مناطق أ،والتخفيف من وطأة الاقتحامات للمنطقة المصنفة أ إلا في حال "المطاردة الساخنة"،والافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة،وبعض المعتقلين الاداريين.
• ثانيا :فتح باب للتفاوض غير المشروط لبعض القضايا بين الفلسطينيين والاسرائيليين بإشراف امريكي سعودي،مثل الاستيطان والقضايا الاقتصادية وأجراءات الثقة المتبادلة،وإن كان ذلك من شبه المستحيل ان تقبل به حكومة نتنياهو بسبب تركيبتها المتطرفة التي ممكن أن تنهار بسببه،فإن الذهاب لفرط عقد الحكومة ممكن بحيث تنضم اليها احزاب وسط اليمين.
• ثالثا :- القضايا المؤجلة من حيث الدولة والمياه والمعابر والحدود واللاجئين والقدس تبقى مؤجلة لحين تحقيق نجاحات في القضايا التي سيتم تحقيقها في البند الثاني،والذي لا ضمانات لبقاءه واستمراره نظرا لاستحقاقات غير ثابته في الادارة الامريكية المقبلة على انتخابات العام القادم.
إذا سنكون على موعد من اوسلو ثان،لا ضمان له سوى الوعود التي ستسبق وتلي الاتفاق المنتظر،والذي ستكون نهايته هذه المرة اعطاء فرصة لإطلاق "شرق اوسطي جديد " عبر مظلة فلسطينية في حين تذهب الحقوق الفلسطينية أدراج الرياح،كما ذهبت في أوسلو الاول عام 1993،والقول إن الضمان في تحقيق شيء للفلسطينين هذه المرة هو ضمان سعودي بكل ما تحمل السعودية من مكانة وقيمة في المنطقة والعالم،فإننا نقول أن السياسة السعودية غير ثابته ومتقلبة وتبحث عن مصالحها بالدرجة الاولى.