طرفة: (من الطويل)
أرى الْعَيْشَ كَنْزًا ناقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ
وما تُنْقِصِ الأيامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إنّ الْمَوْتَ ما أخْطَأَ الْفَتَى
لَكَطِّوَلِ الْمَرْخِي وَثِنْياهُ بِالْيَدِ
—————-
الطِّوَلُ: الْحَبْلُ الذي تُرْبَطُ فيه الدّابَة.
ثِنْياهُ: طرفُه. وهو الثِّنْيُ ويجمعُ على أَثْنَاء، وهي
قِطَعُ الحَبْلِ. وهو ظرف زمان ومكان. نقول: أثْناءَ النهارِ أوِ الليل. والمكان نقول: أثناءَ الثوبِ أو العباءَةِ أوِ الْحَبْلِ كما في المثال.
فكأنّ المرءَ مرتبطٌ في حبلٍ مرخِيٍّ وملَكُ الموتِ ممسِكٌ في الطرَفِ الآخَر، متى شاءَ جذبَه إلَيْهِ.
شيءٌ من الإعراب للتذكير:
لَعَمْرُكَ: اللّام ألابتداء،
عَمْرُكَ: عمْرُ: مبندأٌ مرفوعٌ وهو مضاف.
الكافُ للمخاطب في محلّ جرّ مضاف إليه.
خبرُ المبتدَأِ محذوفٌ وجوبًا تقديره قسمي.
ما: حرف شرط جازم لفعلين هما: تُنْقِصِ ، يَنْفَدِ.
—————-
المتنبِّي: (من الرَّمَل)
تَمَتَّعْ مِنْ سُهادٍ أَوْ رُقادٍ
ولا تَأْمُلْ كَرًى تَحْتَ الرِّجامِ
فَإنَّ لِثالِثِ الْحالَيْنِ مَعْنًى
سِوَى مَعْنَى انْتِباهِكَ وَالْمَنامِ
يَقُولُ المتنبِّي: أيُّها الإنسانُ عِشْ حياتَك وأنعم في السّهَرِ والنوم أوِ الراحَةِ. واعلم أنّ ما تحتَ حجارَةِ القبرِ ليس نَوْمًا. فالحالة الثالثة بعد السُّهادِ والرُّقادِ هِيَ الموتُ، وهو حالةُ مغايِرَة لا تشبِهُهُما.
—————-
أما لبيدُ بنُ ربيعَةَ العامِرِيُّ فَقَالَ مشبِّهًا الإنسانَ
بالشِّهاب الذي يَسْطَعُ نورُهُ، ثُمَّ يَخْبو سريعًا.
يقول: (من الطويل)
وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهابِ وَضَوْئِهِ
يَحورُ رَمادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ ساطِعُ
————-
يحور: يعودُ أو يَرْجِع.
والمعرّي يقول: (من الخفيف)
ضَجْعَةُ الْمَوتِ رَقْدَةٌ يَسْتريحُ الْجِسْمُ فيها، والْعَيْشُ مِثْلُ السُّهادِ
رُبَّ حُزْنٍ في ساعَةِ الْمَوْتِ أَضْعافُ سُرورٍ في ساعَةِ الْميلادِ
تَعَبٌ كُلُّها الْحَيَاةُ فَمَا أعْ
جَبُ إِلَّا مِنْ راغِبٍ في ازْدِيادِ
————
ليستِ الْحَيَاةُ كما وصفْتَ يا أبا العلاء. زملاؤُكَ الذين سبقوك أحَبّوا الحياة وطالبوا بالعيشِ فيهاً مع علمهم المسْبَقِ بنهايتِها.
أمّا أَنْتَ فتراها تعبًا ومشقَّةً لا ضَرورَةَ لها، كَأنّنا نحن الَّذِينَ اخترناها، أو نحن الذين نحدِّد نهايتَها
خُلِقَ الإنسانَ ليعيشَ. أمّا الحكمة من هذا الخلقِ والفناء فستبقى بيدِ بارِئها. لا ندري، وكيف ندري؟ لعلّ الحياةَ الثانية أفضلُ من الأولى.
بروفيسور لطفي منصور
أُستاذ وباحث
طرفةُ ولبيد والمتنبّي والمعرّي يذكرونَ الموتّ والحياة:
أرى الْعَيْشَ كَنْزًا ناقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ
وما تُنْقِصِ الأيامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
لَعَمْرُكَ إنّ الْمَوْتَ ما أخْطَأَ الْفَتَى
لَكَطِّوَلِ الْمَرْخِي وَثِنْياهُ بِالْيَدِ
—————-
الطِّوَلُ: الْحَبْلُ الذي تُرْبَطُ فيه الدّابَة.
ثِنْياهُ: طرفُه. وهو الثِّنْيُ ويجمعُ على أَثْنَاء، وهي
قِطَعُ الحَبْلِ. وهو ظرف زمان ومكان. نقول: أثْناءَ النهارِ أوِ الليل. والمكان نقول: أثناءَ الثوبِ أو العباءَةِ أوِ الْحَبْلِ كما في المثال.
فكأنّ المرءَ مرتبطٌ في حبلٍ مرخِيٍّ وملَكُ الموتِ ممسِكٌ في الطرَفِ الآخَر، متى شاءَ جذبَه إلَيْهِ.
شيءٌ من الإعراب للتذكير:
لَعَمْرُكَ: اللّام ألابتداء،
عَمْرُكَ: عمْرُ: مبندأٌ مرفوعٌ وهو مضاف.
الكافُ للمخاطب في محلّ جرّ مضاف إليه.
خبرُ المبتدَأِ محذوفٌ وجوبًا تقديره قسمي.
ما: حرف شرط جازم لفعلين هما: تُنْقِصِ ، يَنْفَدِ.
—————-
المتنبِّي: (من الرَّمَل)
تَمَتَّعْ مِنْ سُهادٍ أَوْ رُقادٍ
ولا تَأْمُلْ كَرًى تَحْتَ الرِّجامِ
فَإنَّ لِثالِثِ الْحالَيْنِ مَعْنًى
سِوَى مَعْنَى انْتِباهِكَ وَالْمَنامِ
يَقُولُ المتنبِّي: أيُّها الإنسانُ عِشْ حياتَك وأنعم في السّهَرِ والنوم أوِ الراحَةِ. واعلم أنّ ما تحتَ حجارَةِ القبرِ ليس نَوْمًا. فالحالة الثالثة بعد السُّهادِ والرُّقادِ هِيَ الموتُ، وهو حالةُ مغايِرَة لا تشبِهُهُما.
—————-
أما لبيدُ بنُ ربيعَةَ العامِرِيُّ فَقَالَ مشبِّهًا الإنسانَ
بالشِّهاب الذي يَسْطَعُ نورُهُ، ثُمَّ يَخْبو سريعًا.
يقول: (من الطويل)
وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهابِ وَضَوْئِهِ
يَحورُ رَمادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ ساطِعُ
————-
يحور: يعودُ أو يَرْجِع.
والمعرّي يقول: (من الخفيف)
ضَجْعَةُ الْمَوتِ رَقْدَةٌ يَسْتريحُ الْجِسْمُ فيها، والْعَيْشُ مِثْلُ السُّهادِ
رُبَّ حُزْنٍ في ساعَةِ الْمَوْتِ أَضْعافُ سُرورٍ في ساعَةِ الْميلادِ
تَعَبٌ كُلُّها الْحَيَاةُ فَمَا أعْ
جَبُ إِلَّا مِنْ راغِبٍ في ازْدِيادِ
————
ليستِ الْحَيَاةُ كما وصفْتَ يا أبا العلاء. زملاؤُكَ الذين سبقوك أحَبّوا الحياة وطالبوا بالعيشِ فيهاً مع علمهم المسْبَقِ بنهايتِها.
أمّا أَنْتَ فتراها تعبًا ومشقَّةً لا ضَرورَةَ لها، كَأنّنا نحن الَّذِينَ اخترناها، أو نحن الذين نحدِّد نهايتَها
خُلِقَ الإنسانَ ليعيشَ. أمّا الحكمة من هذا الخلقِ والفناء فستبقى بيدِ بارِئها. لا ندري، وكيف ندري؟ لعلّ الحياةَ الثانية أفضلُ من الأولى.
بروفيسور لطفي منصور
أُستاذ وباحث
طرفةُ ولبيد والمتنبّي والمعرّي يذكرونَ الموتّ والحياة: