الاشتراكية كفلسفة أو دعونا نقول كإيديولوجيا أو تيار فكري هي عبارة عن توجه سياسي واقتصادي يهدف إلى إصلاح منظومة المِلكية و وسائل الانتاج لجعلها تحت تَصرُّف الجماعة. وما تسعى إليه الاشتراكية، من خلال هذا التوجه، هو إرساء تنظيم اجتماعي واقتصادي عادل للقضاء على التفاوتات والفوارق الاجتماعية أو على الأقل خفض شدَّتها.
ولقد تعددت التوجهات الاشتراكية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا غير أن لها مبادئ مشتركة، ترتكز عليها نذكر منها على سبيل المثال : تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات والتضامن وترجيح الصالح العام على المصلحة الشخصية. وفي السنوات الأولى بعد ظهورها، كانت الاشتراكية تقاوم الرأسمالية والليبرالية التي، بطريقة أو أخرى، تُرجِّح المصلحة الخاصة.
وقد تمخَّضت عن هذه الإيديولوجيا أحزاب سياسية اشتراكية انتشرت في جميع أنحاء المعمور من ضمنها المغرب. وهذه الأحزاب تتموقع بحكم توجهاتها الإيديولوجية في اليسار السياسي لتقاوم الرأسمالية والليبرالية من أجل مجتمع يتساوى فيه الجميع.
والغريب في الأمر أن الأحزابَ السياسيةَ المغربيةَ الاشتراكية لم تستطع مند ظهورها إلى حد اليوم أن تُطبِّق هذه المبادئ والشعارات على أرض الواقع والحال أنها لا تزال تَنْعَتُ نفسَها بالاشتراكية. بل أكثر من هذا، إنها بمشاركتها في أكثر من حكومة سابقة، غرقت أو على الأقل، ساهمت طوعا أو كرها أو انتهازيا أو كذبا أو نفاقا في ترسيخ ليبرالية متوحِّشة لا تعترف إلا بالأغنياء و تُهمِّش إلى حد كبير الطبقةَ المتوسطةَ والطبقةَ الكادحةَ والفقراء.
بل ومند سنوات، والأغنياء يزدادون غِنًى ولم يتم القضاء على الفقر والهشاشة والإقصاء ولم تُحقَّق العدالةُ الاجتماعيةُ، رغم وجود هذه الأحزاب في مراكز القرار.
فأية اشتراكية هذه التي نسيت مبادئَها وقِيَمها وعوَّضتْها بالسِّباق نحو الكراسي وحب السلطة والنفوذ. لقد أُفرِغَتِ الأحزاب الاشتراكية من مضمونها السياسي والاجتماعي والقيمي ولم تعد إلا جماعات من الأشخاص لا تصلح اشتراكيتُهم إلا لتسلُّق المراتب والاستوزار والتَّبَرْلُمْ (الصعود إلى البرلمان)، الخ.
فعلى هذه الأحزاب أن تُسمِّي الأشياء بمسمياتها وذلك بالتخلِّي عن مصطلح "الاشتراكية" وتعويضه بمصطلح آخر يُظهِرها على حقيقتها. لأنها، اليوم، كل شيء إلا الاشتراكية. ولا داعي للقول أن هذه الأحزاب خيَّبت آمال شريحة عريضة من أبناء وبنات هذا الشعب وخصوصا المثقفين الذين كانوا يعلقون عليها آمالا كبيرة في إرساء العدالة الاجتماعية وتوزيع ثروات البلاد توزيعا عادلا.
وما يُثير الاشمئزازَ، هو أن هذه الأحزاب أصبحت، وبكل سهولة، تتحالف مع أحزاب أخرى تتعارض مبادئها مع مبادئ الاشتراكية تعارضا صارخا قد لا يقبله العقل السياسي المتوازن والمُتَّزن والنزيه.
وإن دل هذا على شيء، إنما يدل على أن المبادئ عند هذه الأحزاب التي تدَّعي أنها اشتراكية، أصبحت لا تساوي شيئا أمام المصالح الشخصية والتَّعطُّش الجنوني، إن لم أقل الهيستيري للاستوزار. وقد ظهر هذا واضحا أثناء تشكيل أغلبيات حكومية. وإنه لمِن المُخجِل أن يصدرَ هذا التَّعطُّش للاستوزار من قيادات هذه الأحزاب الاشتراكية، التي، من المفروض، أن تكونَ قدوةً ومِثالاً للآخرين. قياداتٌ أصبحت تُسَيِّرُهَا الأهواء والنزوات عوض القيم و المبادئ السامية.
أقلُّ ما يمكن قولُه هو أن الأحزاب التي تدعي أنها اشتراكية أصبحت تعيش اليوم في تناقض صارخ مع مبادئها وأيديولوجياتها وتوجُّهاتها السياسية إذ كان من المنطقي، إن هي أرادت أن تبقى وفية لهذه التَّوجهات، أن تتموقعَ في المعارضة عوض مدلَّة استجداء الاستوزار.
فلنقل وداعاُ لمفهوم اليسار الذي لم يعد إلا كلمة فارغة مضمونا وشكلا. اليسار الذي سهر على ترسيخه في الذاكرة الجماعية رُوَّاد من العيار الثقيل من أمثال عبد الرحمان اليوسفي، عبد الرحيم بوعبيد، محمد العابد الجابري، محمد كسوس، علي يعتة، المهدي بنبركة، عزيز بلال وآخرون.
ولقد تعددت التوجهات الاشتراكية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا غير أن لها مبادئ مشتركة، ترتكز عليها نذكر منها على سبيل المثال : تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات والتضامن وترجيح الصالح العام على المصلحة الشخصية. وفي السنوات الأولى بعد ظهورها، كانت الاشتراكية تقاوم الرأسمالية والليبرالية التي، بطريقة أو أخرى، تُرجِّح المصلحة الخاصة.
وقد تمخَّضت عن هذه الإيديولوجيا أحزاب سياسية اشتراكية انتشرت في جميع أنحاء المعمور من ضمنها المغرب. وهذه الأحزاب تتموقع بحكم توجهاتها الإيديولوجية في اليسار السياسي لتقاوم الرأسمالية والليبرالية من أجل مجتمع يتساوى فيه الجميع.
والغريب في الأمر أن الأحزابَ السياسيةَ المغربيةَ الاشتراكية لم تستطع مند ظهورها إلى حد اليوم أن تُطبِّق هذه المبادئ والشعارات على أرض الواقع والحال أنها لا تزال تَنْعَتُ نفسَها بالاشتراكية. بل أكثر من هذا، إنها بمشاركتها في أكثر من حكومة سابقة، غرقت أو على الأقل، ساهمت طوعا أو كرها أو انتهازيا أو كذبا أو نفاقا في ترسيخ ليبرالية متوحِّشة لا تعترف إلا بالأغنياء و تُهمِّش إلى حد كبير الطبقةَ المتوسطةَ والطبقةَ الكادحةَ والفقراء.
بل ومند سنوات، والأغنياء يزدادون غِنًى ولم يتم القضاء على الفقر والهشاشة والإقصاء ولم تُحقَّق العدالةُ الاجتماعيةُ، رغم وجود هذه الأحزاب في مراكز القرار.
فأية اشتراكية هذه التي نسيت مبادئَها وقِيَمها وعوَّضتْها بالسِّباق نحو الكراسي وحب السلطة والنفوذ. لقد أُفرِغَتِ الأحزاب الاشتراكية من مضمونها السياسي والاجتماعي والقيمي ولم تعد إلا جماعات من الأشخاص لا تصلح اشتراكيتُهم إلا لتسلُّق المراتب والاستوزار والتَّبَرْلُمْ (الصعود إلى البرلمان)، الخ.
فعلى هذه الأحزاب أن تُسمِّي الأشياء بمسمياتها وذلك بالتخلِّي عن مصطلح "الاشتراكية" وتعويضه بمصطلح آخر يُظهِرها على حقيقتها. لأنها، اليوم، كل شيء إلا الاشتراكية. ولا داعي للقول أن هذه الأحزاب خيَّبت آمال شريحة عريضة من أبناء وبنات هذا الشعب وخصوصا المثقفين الذين كانوا يعلقون عليها آمالا كبيرة في إرساء العدالة الاجتماعية وتوزيع ثروات البلاد توزيعا عادلا.
وما يُثير الاشمئزازَ، هو أن هذه الأحزاب أصبحت، وبكل سهولة، تتحالف مع أحزاب أخرى تتعارض مبادئها مع مبادئ الاشتراكية تعارضا صارخا قد لا يقبله العقل السياسي المتوازن والمُتَّزن والنزيه.
وإن دل هذا على شيء، إنما يدل على أن المبادئ عند هذه الأحزاب التي تدَّعي أنها اشتراكية، أصبحت لا تساوي شيئا أمام المصالح الشخصية والتَّعطُّش الجنوني، إن لم أقل الهيستيري للاستوزار. وقد ظهر هذا واضحا أثناء تشكيل أغلبيات حكومية. وإنه لمِن المُخجِل أن يصدرَ هذا التَّعطُّش للاستوزار من قيادات هذه الأحزاب الاشتراكية، التي، من المفروض، أن تكونَ قدوةً ومِثالاً للآخرين. قياداتٌ أصبحت تُسَيِّرُهَا الأهواء والنزوات عوض القيم و المبادئ السامية.
أقلُّ ما يمكن قولُه هو أن الأحزاب التي تدعي أنها اشتراكية أصبحت تعيش اليوم في تناقض صارخ مع مبادئها وأيديولوجياتها وتوجُّهاتها السياسية إذ كان من المنطقي، إن هي أرادت أن تبقى وفية لهذه التَّوجهات، أن تتموقعَ في المعارضة عوض مدلَّة استجداء الاستوزار.
فلنقل وداعاُ لمفهوم اليسار الذي لم يعد إلا كلمة فارغة مضمونا وشكلا. اليسار الذي سهر على ترسيخه في الذاكرة الجماعية رُوَّاد من العيار الثقيل من أمثال عبد الرحمان اليوسفي، عبد الرحيم بوعبيد، محمد العابد الجابري، محمد كسوس، علي يعتة، المهدي بنبركة، عزيز بلال وآخرون.