علجية عيش - حديث الجمعة.. الخطر قادم

نداءٌ لإنقاذ الجزائر

ما يحدث هذه الأيام في الساحة الداخلية في الجزائر ينبئ بوجود خطر قادم ، لا أحد يعلم نتائجه و عاقبته ، الصراع ليس جزائري خارجي في قضايا قديمة من المفروض أن تطو صفحتها إلى الأبد، وإنما الصراع جزائري جزائري، بين النظام و المعارضة، لاسيما و 2024 على الأبواب و التي ستتم بمواعيد انتخابية فيها يختار الشعب الجزائري موقفه، إمّا عهدة ثانية أو ترشيح رئيس آخر، و من هنا إلى ذلك الموعد ، لا أحد يعلم ما تكشفه الأيام من مفاجآت، فالجزائر لها ما يكفيها ممّا عاشته من تهديدات منذ أن غزا الجيش الفرنسي أرضها و عاث فيها فسادا و قمعا و تقتيلا، و دفعت ضريبة غالية لإخراجه، لتجد نفسها في حرب أخرى أكثر عنفا، واجهت فيه الفكر المتحجر، الذي يماس كل اشكال الاستبداد و من كل الجوانب، هذا الفكر الذي خلفه الاستدمار و زرعه في عملائه ، ومثلما كان بالأمس فهو اليوم يستعمل أدوات القمع و التهديد للترهيب ليس إلا، و ينشرون الفكر التحريضي و زرع الفتن .

من قال ان الجزائر بلد الثوار محررة الشعوب تقع في هكذا مطب، إن الجزائر بحاجة إلى ثورة تنموية فكرية كانت أو ثقافية، و ليست بحاجة إلى ثورة مسلحة تقتل و تهدم ، ما يجعلها تتراجع إلى الوراء، و لذا من واجب الجميع أن يراجع مواقفه و يزرع بذور الحب و التآخي، و ينشر السلام بين ابناء هذه الأمة ، إننا بحاجة إلى إعادة فتح ملف الذاكرة ، فلا أحد يقدم الدروس للجزائريين ، فهم قادرين على حل مشاكلهم الداخلية، و من هنا نوجه رسالتنا إلى "الأئمة" بالدرجة الأولى و من باب إدلاء النصيحة أن يحسسوا من بيدهم زمام الأمور أن يراجعوا المواقف بعيدا عن ثقافة التهديد و الوصول الى حل يمكن إنقاذ الجزائر ، التي حافظت على الهوية العربية والإسلامية للشعب الجزائري، و جعلت الإسلام مادة في دستورها ، إن المغضوب عليهم قبل كل شيئ هم أبناء الجزائر، فيهم مجاهدين و ابناء شهداء و إطارات و لا يمكن للأم أن تفرط في أبنائها أبدا، بل تجمعهم و توحد صفوفهم.

هي رسالة أيضا إلى رئيس الجمهورية ليجسد ما تعهد به و هو وضع قانون لم الشمل الجزائري حيز التنفيذ ، و الاستمرار على العمل بقانون المصالحة الوطنية وهذا من أجل أن تنعم بلادنا بالسلم و الاستقرار و لنرفع شعار: "معا من أجل التعايش السلمي"، فأعداء الماضي هم أعداء اليوم و الجزائر اليوم في خطر و في حاجة إلى جميع أبنائها ، إننا مقبلون على إحياء مناسبات وطنية، ( 17 أكتوبر1961 ، كانت عبارة عن مجازر ضد الجزائريين في قلب باريس، ثم ذكرى أول نوفمبر1954 وذكرى 09/ 11 ديسبمبر1960 ، كانت هذه المظاهرات منعطفا حاسما في مسار الثورة الجزائرية ، تريد أطراف إجهاضها ، و لذا من واجب الجميع أن يحبط كل المؤامرات التي تحاك من وراء الستار و من وراء البحار لضرب الجزائر و استقرارها ، إنهم أولئك الذي روجوا لشعار (مدنية ماشي عسكرية)، نقول أن الجزائر سيدو بشعبها و بجيشها و عناصر الجيش هم أبناء الشعب ، و لا يمكن بناء دولة أو حمايتها بدون جيش.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...