هذا مع الفكرة والتخيُّل المَيّال لتفلسفٍ ناعمٍ ينتهجُه الشاعرُ دائماً ، ناجحٍ بيدِه ، اكيد هي سجيةٌ وطبعٌ ، هكذا تُبْنى قطعُ المبدع حسام السَّرّاي الفنّية ، وليس سهلاً مايتبعه طبعاً ، فالصورة عنده ، تمتاز بتوالد اشتقاقي متوازن وحلو لولا صفةُ الخائن من وجهة نظر نقديةٍ خاصّةٍ بنا فلو استبدلت بالعَنُود مثلاً ، او اللئيم، وما اكثر المرادفات الجمالية ذات الغرابة والتقارب، لان الخائن تأخذنا نحو ملفّاتٍ اخرى نحو مخيال يختلف ، القطعة الشعرية مِسوحُها في المعنى لاتتحمل جنسَ المفردة الغريبة عن اخواتها، ذاتها ، يعني كشفت بالمعنى الغامض المستساغ كلِّه في ذائقة المتلقي والجميل طبعاً، إذ كان مسترسلاً مع الوجودي ، يستشفُّ المعنى المبهم والقريب الممتع بلا شكٍّ، واذا بالصفعة تأتي عبر مفردة تتلبّسُ لباسَ الصفة التابعة ومن قاموس ارضيٍّ مكرورٍ بائسٍ، هنا جفل القاريء والمتأمّل، انقطع عليه ترسُّلُه الامعاني الفوقي في الاعالي ، نعم ،هبط المعيار بالمفاجئ أُرْبكَ التعاطي بأنفاس العالم السُّفلي ، فمن عِلْويَّةٍ في الذروة الى دونيّةٍ في الوادي والسفح ، لولا ان تُنْقَذَ بالاستبدال المرادفاتي اقتراحاً، مثلاً ومن ذات الجنس العلوي للعبارة، اللغةُ إذاً مستوياتٌ في الطِّينة والمؤدّى والافتراض في ذلك، والذي هو افتراض المعنى المحدد في مُسُوح الموضوع، الموضوع عبارةٌ عن طاقةٍ وقوّةٍ تعصفانِ بالذات والوجود، تفرضان قواهما واراداتِهما وفق الضرورة الفنّية والاجتهاد، والموضوع يستدعي لغتَه فلعلَّ اللفظَ دليلٌ وعينُ رِشْدٍ يقطعُ الجهاتِ في موقف الصيرورة وباصغاء للمرام المرجو ، فإن فلتَ عن المبدع زمامُ استطلاع وتصويب او شتَّ به حالٌ تمرِّديٌّ وهو سابح هناك في دائرة ذهوله ، وكثيراً ما يتعثّر حالُ المبدع في موقفه الآخر في الخَلْق لولا خِبْرَتُه الجبّارة، فبالتأكيد هذا يؤثّرُ على فحوى التشكيل فحوى التَّصوير ، ويصحُّ ان يحدثَ من امره قطعاً ، وخدشاً في التكوين لابد، فاللفظُ ارادةٌ يُضِيفُ شيئاً أو يُنْقِصُ من مقدار الخامة ، وهذا حسب رِشْد المبدع واجادتِه ، كونه المعادلَ له في اللحظة النَّظيفة او البديل عنه ، فاللغةُ هي التي تكتبُ النَّصَ وَتَتِمُّهُ اخيراً ، وليس الكاتبُ المبدعَ له،
حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري ، العراق
النَّصُ الشِّعْريُّ ،، للشاعر حسام السَّرّاي من العراق
مَنْ جاءنا بهذا الوضوح الرَّهيبَ،،،،،؟
مَنْ اصغى للعَدَم ،،،؟
وجاء بهذا النَّصيب الابدي
تسيلُ متوننا على الاديم بلا غرسٍ جديدٍ
هذا المصير الخائنُ ، خدعنا بقسوة!
حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري ، العراق
النَّصُ الشِّعْريُّ ،، للشاعر حسام السَّرّاي من العراق
مَنْ جاءنا بهذا الوضوح الرَّهيبَ،،،،،؟
مَنْ اصغى للعَدَم ،،،؟
وجاء بهذا النَّصيب الابدي
تسيلُ متوننا على الاديم بلا غرسٍ جديدٍ
هذا المصير الخائنُ ، خدعنا بقسوة!