صاحَ الحاجبُ صَيْحتهُ الشهيرة: "مَحكمهْ" هَبَّ مَن في القاعة واقفين، بَسَطَ القاضي كفَّيهِ وهو يَمُدُّ ذراعيه للأمام، فجلسوا.
جالَ ببصره في القاعة، لمَحَ القفصَ الحديديِّ وقد اكتظَّ عن آخره بمَن فيه، أمَرَ بإخراج أربعةَ عشرَ طفلًا، وبإخلاء مَقاعدَ لهم في آخر القاعة.
بَدأ الجلسة بفَضِّ الأحراز، ومنها مقاطع فيديو، أمَرَ بتشغيلها على شاشة العرض الكبيرة التي أعدتها النيابة العامة في القاعة، تَظاهُرة كُبرى، يرفع فيها المتظاهرون لافتاتٍ مُناهضة للدولة، تعلو أصوات البعض بالسبِّ والقذف، وتوجيه الإهانات لرجال الجيش والقضاء والشرطة.
وتتوالَى المَشاهد، تَخريب مُمتلكات، إشعال شَماريخ نارية، وضْع النار في بعض المحلات، وما على الطريق من أعواض غاب أو أكشاك، تكسير زجاج السيارات، قَطعٌ للطريق بإطارات كاوتشوك مُشتعلة، وقذف البيوت بالحجارة،و... و ... إلخ.
مشاهد أخرى يظهر فيها الأطفال، يَفعلون كما يفعل الكبار، يُردِّدون من خلفهم ذات الهُتافات.
يشير القاضي للمختص فيوقف العرض، يأتي بهم من آخر القاعة، تَتراوَح أعمارهم بَيْنَ الثالثةَ عَشرَة إلى ما قَبل الثامنةَ عَشرة، يُعادُ التشغيل ببطء، يُضاهِى أشخاصهم على الفيديو، يَسألهم، عما إذا كانوا هم، فلا ينكرون.
أطرقَ للحظات، أطبقَ على القاعة صَمتٌ مُخيف، حَملَقَت فيه الأعين، واشرأبَّت إليه الأعناق.
تلاحَقَت في رأسه التَساؤلات: هل يَقصدُ هؤلاء ما يفعلون؟ هل يُؤمنون بما يُردِّدون؟ هل يَعلمون الهدفَم ما يَصنعون؟ تعود نفسه فُتحدثه: أيًا ما كان الأمرُ، فقد باتوا مُجرمين.
يَستَشعرُ طول صَمته، يَسحبُ نَفَسًا عميقًا يُخرجهُ زَفْرةً من دون صَوْت، يسألهم بِرفق:
-لماذا فعلتم هكذا؟!
أجابوا في انكسار وفي وقتٍ واحدٍ فورً سماع السؤال:
-قالوا لنا، سَتأخذون بعد المظاهرة "تيشيرتات" ومائة جنيه!
جالَ ببصره في القاعة، لمَحَ القفصَ الحديديِّ وقد اكتظَّ عن آخره بمَن فيه، أمَرَ بإخراج أربعةَ عشرَ طفلًا، وبإخلاء مَقاعدَ لهم في آخر القاعة.
بَدأ الجلسة بفَضِّ الأحراز، ومنها مقاطع فيديو، أمَرَ بتشغيلها على شاشة العرض الكبيرة التي أعدتها النيابة العامة في القاعة، تَظاهُرة كُبرى، يرفع فيها المتظاهرون لافتاتٍ مُناهضة للدولة، تعلو أصوات البعض بالسبِّ والقذف، وتوجيه الإهانات لرجال الجيش والقضاء والشرطة.
وتتوالَى المَشاهد، تَخريب مُمتلكات، إشعال شَماريخ نارية، وضْع النار في بعض المحلات، وما على الطريق من أعواض غاب أو أكشاك، تكسير زجاج السيارات، قَطعٌ للطريق بإطارات كاوتشوك مُشتعلة، وقذف البيوت بالحجارة،و... و ... إلخ.
مشاهد أخرى يظهر فيها الأطفال، يَفعلون كما يفعل الكبار، يُردِّدون من خلفهم ذات الهُتافات.
يشير القاضي للمختص فيوقف العرض، يأتي بهم من آخر القاعة، تَتراوَح أعمارهم بَيْنَ الثالثةَ عَشرَة إلى ما قَبل الثامنةَ عَشرة، يُعادُ التشغيل ببطء، يُضاهِى أشخاصهم على الفيديو، يَسألهم، عما إذا كانوا هم، فلا ينكرون.
أطرقَ للحظات، أطبقَ على القاعة صَمتٌ مُخيف، حَملَقَت فيه الأعين، واشرأبَّت إليه الأعناق.
تلاحَقَت في رأسه التَساؤلات: هل يَقصدُ هؤلاء ما يفعلون؟ هل يُؤمنون بما يُردِّدون؟ هل يَعلمون الهدفَم ما يَصنعون؟ تعود نفسه فُتحدثه: أيًا ما كان الأمرُ، فقد باتوا مُجرمين.
يَستَشعرُ طول صَمته، يَسحبُ نَفَسًا عميقًا يُخرجهُ زَفْرةً من دون صَوْت، يسألهم بِرفق:
-لماذا فعلتم هكذا؟!
أجابوا في انكسار وفي وقتٍ واحدٍ فورً سماع السؤال:
-قالوا لنا، سَتأخذون بعد المظاهرة "تيشيرتات" ومائة جنيه!