احمد رجب شلتوت أديب مصري له مجموعات قصصية وروايات متعددة . بعضها حصل على جوائز أدبية…
حالة شجن الرواية الاولى التي اقرؤها للكاتب، تعتمد لغة المتكلم في سردها. حيث يتغير السارد في الرواية بين عدة شخصيات أساسية …
غريب شاب مصري من إحدى القرى الكثيرة الموزعة في البر المصري. غريب في حدود الثلاثين من عمره. يعمل بائعا متجولا في القرى المجاورة لقريته. يذهب في كل يوم إلى السوق الذي يكون قد اعد لتبادل السلع في تلك البلدات. يعبئ كرتونته بما يلزم. غالبا تكون زجاجات فارغة نظيفة يبيعها لمن يرغب. يذهب صباحا ويعود مساء وقد باع بضاعته، هكذا هي حياته يعيش على أمل أن يتمكن من بناء أسرة وحياة مستقرة كأخوته الذين سبقوه في بناء حياتهم الخاصة. ولكن في احد الايام لم يعد غريب الى بيته في مساء ذلك اليوم. كان ذلك مؤلما ومخيفا على الأهل. لعل حادثا ما حصل معه، لذلك بحثوا عنه في المستشفيات ولا أثر. أو مشاجرة ما حصلت في السوق، بحثوا في مخافر القرى المجاورة، ولا أثر. عاشوا أياما قاسية في بحثهم عن ابنهم غريب. الاب كان مطمئنا أن ابنه في خير لأنه رباه على عدم الضرر بالاخرين او بنفسه واستمروا بالبحث عنه…
والده من جيل الستينات كان قد تطوع في الجيش المصري وعايش حروب مصر مع الكيان الصهيوني عامي ١٩٦٧ و١٩٧٣م. لا يخفى الهوى الناصري في بيت العائلة حيث تتصدر صورة عبد الناصر البيت. اضافة الى الكتب الثقافية وبعض أشرطة الشيخ امام و احمد فؤاد نجم وصورة غيفارا… أنه من جيل موجة التحرر العربي…
كان قد سافر غريب الى احدى دول الخليج العربي للعمل هناك مثل الكثير من الشباب المصريين الذين تقطعت بهم سبل تحصيل لقمة العيش في مصر . طلبت منه العائلة العودة ليكون في عهدة العائلة فهو أصغر ابنائها، وعاد. غريب كان نموذجا للشاب المجدّ فقد تابع دراسته الجامعية. وحصل على شهادة التخرج، لكنه لم يجد فرصة عمل له. لذلك كان سفره للخليج. وعندما عاد إلى بلدته قرر أهله والده واخوته ووالدته أن يزوجوه. وهو كان قد احب احدى زميلاته في الجامعة وطلب من أهلها خطبتها له. هي من قرية أخرى . وبالفعل خطبوها لغريب واصبح قريبا من تأسيس عائلة، وضعوا فترة سنة لإتمام الزواج، ولكنه لم يستطع الالتزام لأنه لم يتمكن من تأمين احتياجات تأسيس أسرة. مددوا فترة الانتظار بالتوافق مع عائلة خطيبته لشهرين آخرين ولم يستطع الإيفاء بوعده. لذلك الغى اهل خطيبته الخطبة وخسر حبه الوحيد في حياته. غالبا ما يلوم الاهل انفسهم وخاصة الأم عن إعادته من الخليج قبل أن ينشئ بيتا ويؤمن بعض المال يؤسس به عملا يرد عليه ما يؤمن لقمة عيشه. لكن كل ذلك لم يكن ينفع ، غريب الان مفقود والاهل يخافون عليه ان يكون أصابه مكروه…
أعادوا البحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة، دفعوا الرشاوي للبحث عنه في دفاتر الشرطة وعلموا انه في احد الاقسام. وأنه كان قد اعتقل مع مجموعة اخرى في إحدى ساحات القرية التي باع فيها ما كان معه. سبب الاعتقال هو الشبهة. وهي إجراء استباقي عند الشرطة حيث يُعتقل المواطن لعل لديه ممنوعات أو ينوي فعل ما يضر البلد وأمنها. ويأخذونهم إلى قسم الشرطة ويبدأ التحقيق الذي لا يخلو من العنف الجسدي. يحال المدان الى المحكمة والبريء يُتحفظ عليه حتى يأتي من يكفله ليخرجوه…
هذا ما حصل مع غريب حيث جاء إخوته وقدموا الرشاوي اللازمة لإخراجه. كما استعانوا بأحد وجهاء البلدة ممن يُنتخبون على أنهم ممثلون عن الناس وبالحقيقة هم ممثلين لأنفسهم وأسيادهم المسؤولين المتحكمين بالبلد…
المهم تم الإفراج عن غريب. فرح به اهله. و استقبلوا المهنئين له بالسلامة. خرج غريب من السجن وفي أعماقه قرارا ابلغه لاهله. يريد السفر خارج مصر…
مصر لم تعد تسع أبنائها. لسان حال غريب: يقول "رضينا بالبين والبين لم يرضى بنا".
هنا تنتهي الرواية الحاصلة على جائزة إحسان عبد القدوس. وذلك قبل سنوات قليلة من الربيع المصري الذي أزهر ثورة في عام ٢٠١١م. التي كانت الحساب العادل في محكمة العدل الشعبية لمصر وشعبها. اساسه ان المظالم لا تدوم وأن الشعوب تثور ضد ظالميها…
حصلت الثورة وجرت في مياه النيل مياه كثيرة جديدة ومعها السياسة سارت الى مسارات كثيرة متنوعة ومتشعبة…
احمد العربي.
حالة شجن الرواية الاولى التي اقرؤها للكاتب، تعتمد لغة المتكلم في سردها. حيث يتغير السارد في الرواية بين عدة شخصيات أساسية …
غريب شاب مصري من إحدى القرى الكثيرة الموزعة في البر المصري. غريب في حدود الثلاثين من عمره. يعمل بائعا متجولا في القرى المجاورة لقريته. يذهب في كل يوم إلى السوق الذي يكون قد اعد لتبادل السلع في تلك البلدات. يعبئ كرتونته بما يلزم. غالبا تكون زجاجات فارغة نظيفة يبيعها لمن يرغب. يذهب صباحا ويعود مساء وقد باع بضاعته، هكذا هي حياته يعيش على أمل أن يتمكن من بناء أسرة وحياة مستقرة كأخوته الذين سبقوه في بناء حياتهم الخاصة. ولكن في احد الايام لم يعد غريب الى بيته في مساء ذلك اليوم. كان ذلك مؤلما ومخيفا على الأهل. لعل حادثا ما حصل معه، لذلك بحثوا عنه في المستشفيات ولا أثر. أو مشاجرة ما حصلت في السوق، بحثوا في مخافر القرى المجاورة، ولا أثر. عاشوا أياما قاسية في بحثهم عن ابنهم غريب. الاب كان مطمئنا أن ابنه في خير لأنه رباه على عدم الضرر بالاخرين او بنفسه واستمروا بالبحث عنه…
والده من جيل الستينات كان قد تطوع في الجيش المصري وعايش حروب مصر مع الكيان الصهيوني عامي ١٩٦٧ و١٩٧٣م. لا يخفى الهوى الناصري في بيت العائلة حيث تتصدر صورة عبد الناصر البيت. اضافة الى الكتب الثقافية وبعض أشرطة الشيخ امام و احمد فؤاد نجم وصورة غيفارا… أنه من جيل موجة التحرر العربي…
كان قد سافر غريب الى احدى دول الخليج العربي للعمل هناك مثل الكثير من الشباب المصريين الذين تقطعت بهم سبل تحصيل لقمة العيش في مصر . طلبت منه العائلة العودة ليكون في عهدة العائلة فهو أصغر ابنائها، وعاد. غريب كان نموذجا للشاب المجدّ فقد تابع دراسته الجامعية. وحصل على شهادة التخرج، لكنه لم يجد فرصة عمل له. لذلك كان سفره للخليج. وعندما عاد إلى بلدته قرر أهله والده واخوته ووالدته أن يزوجوه. وهو كان قد احب احدى زميلاته في الجامعة وطلب من أهلها خطبتها له. هي من قرية أخرى . وبالفعل خطبوها لغريب واصبح قريبا من تأسيس عائلة، وضعوا فترة سنة لإتمام الزواج، ولكنه لم يستطع الالتزام لأنه لم يتمكن من تأمين احتياجات تأسيس أسرة. مددوا فترة الانتظار بالتوافق مع عائلة خطيبته لشهرين آخرين ولم يستطع الإيفاء بوعده. لذلك الغى اهل خطيبته الخطبة وخسر حبه الوحيد في حياته. غالبا ما يلوم الاهل انفسهم وخاصة الأم عن إعادته من الخليج قبل أن ينشئ بيتا ويؤمن بعض المال يؤسس به عملا يرد عليه ما يؤمن لقمة عيشه. لكن كل ذلك لم يكن ينفع ، غريب الان مفقود والاهل يخافون عليه ان يكون أصابه مكروه…
أعادوا البحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة، دفعوا الرشاوي للبحث عنه في دفاتر الشرطة وعلموا انه في احد الاقسام. وأنه كان قد اعتقل مع مجموعة اخرى في إحدى ساحات القرية التي باع فيها ما كان معه. سبب الاعتقال هو الشبهة. وهي إجراء استباقي عند الشرطة حيث يُعتقل المواطن لعل لديه ممنوعات أو ينوي فعل ما يضر البلد وأمنها. ويأخذونهم إلى قسم الشرطة ويبدأ التحقيق الذي لا يخلو من العنف الجسدي. يحال المدان الى المحكمة والبريء يُتحفظ عليه حتى يأتي من يكفله ليخرجوه…
هذا ما حصل مع غريب حيث جاء إخوته وقدموا الرشاوي اللازمة لإخراجه. كما استعانوا بأحد وجهاء البلدة ممن يُنتخبون على أنهم ممثلون عن الناس وبالحقيقة هم ممثلين لأنفسهم وأسيادهم المسؤولين المتحكمين بالبلد…
المهم تم الإفراج عن غريب. فرح به اهله. و استقبلوا المهنئين له بالسلامة. خرج غريب من السجن وفي أعماقه قرارا ابلغه لاهله. يريد السفر خارج مصر…
مصر لم تعد تسع أبنائها. لسان حال غريب: يقول "رضينا بالبين والبين لم يرضى بنا".
هنا تنتهي الرواية الحاصلة على جائزة إحسان عبد القدوس. وذلك قبل سنوات قليلة من الربيع المصري الذي أزهر ثورة في عام ٢٠١١م. التي كانت الحساب العادل في محكمة العدل الشعبية لمصر وشعبها. اساسه ان المظالم لا تدوم وأن الشعوب تثور ضد ظالميها…
حصلت الثورة وجرت في مياه النيل مياه كثيرة جديدة ومعها السياسة سارت الى مسارات كثيرة متنوعة ومتشعبة…
احمد العربي.