المحامي علي ابوحبله - زيارة بإيدن للمنطقة محفوفة بالمخاطر

قال سابقا "لو لم تكن لأوجدناها".. من يراهن على إدارة بإيدن فهو مخطئ لان بإيدن اكبر داعم لإسرائيل وكل ما يهمه ترسيخ وتحقيق امن إسرائيل فهو صاحب المقولة الشهيرة أثناء زيارته لإسرائيل 2014 لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها .

ويحرص جو بايدن على أمن إسرائيل منذ 1973، حين التقى كسناتور شاب، غولدا مئير وإسحق رابين قبل وقت قصير من حرب تشرين ٧٣، ودفع باتجاه المساعدة الأمنية الأمريكية. لم يلتزم بإيدن بأمن إسرائيل فحسب، بل يسعى وبعد قرون من تصريحاته لترسيخ امن إسرائيل وإدراجها ضمن منظومة الشرق الأوسط وهو يدفع باتفاقات أبراهام قدما للتطبيع ويسعى بكل قواه للضغط على السعودية للتطبيع مع إسرائيل لكن وكما يقال لا تجري الرياح بما تشتهي السفن فكانت معركة طوفان الأقصى وقد أعادت المنطقة للمربع الأول وأعادت خلط الأوراق وفرملت خطوات التطبيع

بايدن لم يحقق ايا من وعوده للدفع بعملية السلام لم يفتتح قنصليه امريكيه في القدس ولم يرفع اسم منظمة التحرير عن لائحة الإرهاب ، ومع ذلك يؤمن بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يتجاوز كثيراً “الواجب الأخلاقي”، بل ونقل عنه في الماضي قوله : “لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها”

تعهد بايدن بأنه كرئيس سيواصل المساعدة الأمنية وسيحافظ على تفوقها العسكري النوعي. في أثناء ولايته كنائب للرئيس، في 2016، ساعد في تصميم مذكرة التفاهم للمساعدة الأمنية الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات، لإسرائيل. بل وعمل كلاعب أساس مهم في تجنيد الدعم لتطوير منظومات دفاعية ضد الصواريخ من طراز “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود”، التي تحمي الكيان الصهيوني من أي اعتداء عليها هاتان المنظومتان من الأسلحة التي تحمي الجنود الأمريكيين حول العالم أيضاً.

على الرغم من القصف الإسرائيلي الذي يدفع قطاع غزة إلى شفا انهيار إنساني، لا يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطا تذكر في الداخل لكبح جماح الرد العسكري الإسرائيلي الانتقامي على هجوم غير مسبوق شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس.

ويبدو أن بايدن أطلق يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الراهن للمضي قدما في حربه ضد حماس لكن التهديد بشن هجوم بري والذي يواكبه ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين قد يجبر الرئيس على إعادة التفكير في هذا النهج.

ومع تعهد بايدن بتقديم دعم راسخ لا يتزحزح لإسرائيل، فإنه لا يواجه سوى اعتراضات متفرقة من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي فيما يتعلق بقبوله لحملة الدك الإسرائيلية العنيفة للقطاع الساحلي المكتظ.

وتعهد بايدن، الذي أعلن أنه سيظل صديقا لإسرائيل مدى الحياة، بتزويدها بكل المساعدة التي تحتاجها. وامتنع حتى الآن عن توجيه أيّ دعوة صريحة لإسرائيل للحد من ردها، وهو نوع من التصريحات اعتاد البيت الأبيض على الإدلاء بها خلال الأزمات السابقة.

واقترب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من مثل هذه المناشدة خلال زيارة إلى إسرائيل الخميس عندما قال إنه يأمل أن تتخذ إسرائيل كدولة ديمقراطية "كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين". وتأتي تصريحات بلينكن بعد فشل محاولات إقناعه مصر والأردن والسعودية لسياسة الترحيل ألقسري لسكان شمال غزه ونزوحهم إلى العريش في مصر

ويصر المسئولون الإسرائيليون على أن قواتهم تحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وقال مسئول بالبيت الأبيض إن مستشاري بايدن ناقشوا مخاوفهم في محادثات خاصة مع نظرائهم الإسرائيليين. وقال المسئول "ندرك أيضا أنهم عدوانيون وعليهم أن يكونوا عدوانيين في هذه الساعات المبكرة". ومنذ هجوم حماس فرضت إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وشنت حملة قصف قوية محت أحياء بأكملها.



اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل يعد قوة رئيسية في السياسة الأميركية وكثيرا ما يدعم نتنياهو وهو ما اضطر بإيدن للدخول معه في تحالف ليس مريحا

وبعد أن أبقى بإيدن نفسه على منأى من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني طويل الأمد، وجد نفسه الآن في أتون حريق مستعر في الشرق الأوسط، فهو لا يستطيع أن يتحمّل استعداء الناخبين المؤيدين لإسرائيل قبل انتخابات العام المقبل.

ويعد اللوبي القوي المؤيد لإسرائيل، بقيادة لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية، قوة رئيسية في السياسة الأميركية وكثيرا ما يدعم نتنياهو وهو ما اضطر بإيدن إلى الدخول معه في تحالف ليس مريحا في وقت الحرب.

وفي حين نال دعمه القوي لإسرائيل، أقرب حليف لواشنطن في المنطقة، الثناء في العديد من الأوساط، فقد أثارت الأزمة أيضا انتقادات لعدم تكريسه اهتماما كافيا لمحنة الفلسطينيين الذين يرون آمالهم في إقامة دولة تتلاشى أكثر من أيّ وقت مضى في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

في غمرة حرب الاباده التي تشنها حكومة الحرب الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزه بدعم أمريكي مطلق ، أعلن الرّئيس الأميركي جو بايدن، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، "أنّني سأسافر يوم الأربعاء إلى إسرائيل، للوقوف تضامنًا في وجه الهجوم الإرهابي الوحشي لحركة "حماس"، مشيرًا إلى "أنّني سأسافر بعد ذلك إلى الأردن، لمعالجة مسألة الاحتياجات الإنسانيّة الماسّة، والاجتماع بالقادة، والتّوضيح أنّ "حماس" لا تدافع عن حقّ الفلسطينيّين في تقرير المصير".

من جهته، لفت المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إلى أنّ بايدن سيتوجّه من إسرائيل إلى عمّان الأربعاء، لإجراء محادثات مع كلّ من الملك الأردني عبد الله الثاني، والرّئيسَين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، موضحًا أنّ "بإيدن سيؤكّد مجدّدًا أنّ "حماس" لا تدافع عن حقّ الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير، وسيبحث مجدّدًا في الاحتياجات الإنسانيّة لجميع المدنيّين في غزة".

زيارة بإيدن لإسرائيل فرصه ليؤكد شخصيا للإسرائيليين أن الولايات المتحدة تقف بثبات خلفهم لكن الزيارة تأتي وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي الهجوم البري الوشيك على غزة إلى إشعال فتيل حرب أوسع نطاقا ذات عواقب إنسانية مدمرة.

زيارة بإيدن إلى إسرائيل ينظر إليها أنها خطوة استفزازية، أو من المحتمل أن تعتبره الدول العربية بمثابة غض للطرف عن الأوضاع مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.

ووفقا لوكالة "أسوشيتيد برس" أن وزير الخارجية بلينكن أثناء زيارته لعدد من الدول العربية سمع انتقادات للعملية العسكرية الإسرائيلية من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى مصر ، وبعد القاهرة سافر إلى الأردن وخطط للعودة إلى إسرائيل يوم الاثنين حاملاً إلى القادة الإسرائيليين التعليقات التي تلقاها خلال سلسلة من الاجتماعات مع القادة في جميع أنحاء العالم العربي. و اغلب تلك المواقف أعربت عن رفضها لحرب الاباده التي تشنها اسرائيل ضد غزه ، ويذكر أن بلينكن حضر اجتماع الكابينت الإسرائيلي المصغر الاثنين

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً مع المستشار الألماني أولاف شولتس قبل سفره إلى مصر وإسرائيل. كما أجرى بايدن اتصالاً آخر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث أولويات حماية المدنيين في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية، إضافة إلى المطالب الأميركية بفتح معبر رفح والسماح بمرور العالقين من مزدوجي الجنسية والأميركيين ورعايا الدول الأجنبية.

تخطط إسرائيل لشن هجوم بري على غزة من المتوقع أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، وقد تم تبادل الصواريخ بين لبنان وإسرائيل، وما زال الإسرائيليون في مختلف أنحاء البلاد يحتمون من الصواريخ التي تطلقها حركة «حماس».

ويقول الخبراء إن رحلة بايدن يمكن أن تفرض تأثيراً جديداً على الأحداث ويحقق بها انتصاراً سياسياً يعزز من شعبيته في الداخل الأميركي، مع تأكيداته برفض احتلال إسرائيل لغزة وإيمانه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل الصراع.

وخلال الأيام الماضية منذ هجمات «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، كرر الرئيس بايدن دعمه الصارم وغير المشروط لإسرائيل وأيد حقها في الدفاع عن نفسها وقدم كل الدعم العسكري، مشترطاً على الجانب الإسرائيلي الالتزام بقوانين الحرب والقوانين الدولية والمعاهدات. وخلال الأيام الماضية أظهر اهتماماً إنسانياً بالفلسطينيين في غزة التي تقصفها إسرائيل.

وأعلن البيت الأبيض (الثلاثاء)، أنّ الرئيس الأميركي سيتوجّه من إسرائيل إلى عمّان (الأربعاء) لإجراء محادثات مع كلّ من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتّاح السيسي، وذلك بعد أن أثارت الزيارة تساؤلات كثيرة حول إمكانية أن يقوم بايدن بعقد اجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية، كما فعل على هامش زيارته السابقة لإسرائيل العام الماضي، وما إذا كان في خططه أن يشارك في المؤتمر الدولي الذي أعلنت مصر إقامته يوم (السبت) المقبل.

في الوقت الذي ينفذ فيه جيش الاحتلال الاسرائيلي ابشع جريمة ضد الانسانية في التاريخ المعاصر، عبر قصفه المتواصل لمليونين ونصف المليون انسان محصورين في ارض ضيقة تبلغ مساحتها 362 كيلومترا مربعا فقط، حيث يسقط شهيد كل 5 دقائق، يخرج الرئيس الامريكي جو بايدن على العالم، في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" الامريكية، ليعلن دون خجل ان "إسرائيل تلتزم بقواعد الحرب في غزة"!.

زيارة بإيدن وانحيازها المطلق لإسرائيل سيكون له تداعيات محفوفة بالمخاطر على المنطقة برمتها وبرأي المحللين والمتابعين أن قبل 7 أكتوبر 2023 لن يكون ما بعده .

تخطئ إدارة بإيدن بدعمها المطلق لإسرائيل ودعمها في حرب الاباده ضد الشعب الفلسطيني في غزه وما لم تكن زيارة بإيدن تحمل جديد في المسار السياسي على صعيد القضية الفلسطينية فان استمرار الحرب وتداعياتها ستحمل مخاطر على المصالح الامريكيه والوجود الأمريكي في المنطقة وأن نطاق الحرب والصراع يتسع في المنطقة وستشمل تغيرات محتمله تغير الشرق الأوسط وأن إسرائيل لم تعود لتكون القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الامريكيه والغربية وأثبتت معركة طوفان الأقصى أن إسرائيل باتت عبئ على أمريكا والغرب وهذا يتثبت ويؤكد أن المواقف العربية الداعمة للشعب الفلسطيني وأن دعوة مصر لمؤتمر السبت القادم له أهمية كبرى في توظيف موقف عربي ثابت من سياسة حرب الاباده والترحيل ألقسري وهو ما يحاول الرئيس الأمريكي من الحد من نتائج وتداعيات المؤتمر خشية انفلات زمام الأمور من يد الولايات المتحدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...