1
في دراستي الجامعية بجامعة القاهرة في ثمانينات القرن الماضي ،وأثناء محاضرة لأستاذنا العلامة الراحل الدكتور الطاهر مكي تعرفت علي "خليل" ابن خان يونس ،وصرنا أصدقاء، كان فائض الحيوية والنشاط، يؤمن إيمانا قاطعا بأن فل س ط ي ن يوما ستعود.
2
كان يحدثني عن عذاب الشتات له ولأشقائه التسعة الموزعون بين بلاد أوربية وعربية، والذين لايلتقون إلا كل صيف وشاغلهم الدائم هو كيف ستتحرر بلدهم، ثم يشجيني بصوته وهو يغني بألم، وكأنه يمني نفسه رائعة فيروز: "سنرجع يوما إلي حينا، ونغرق في دافئات المني"، ويزداد ألمه وهو يغني لوديع الصافي :"علي الله تعود علي الله ياضايع في ديار الله".
3
في يوم ونحن نتمشي أمام كليتنا "دار العلوم" قال لي ساخرا :"تعرف ياسعيد أنا أمنيتي أن يكون لي زوجة من كل بلد عربي، وأنجب من كل واحدة عشرة، لينضموا إلي منظمة التحرير، وبكده أكون علي طريقتي حققت الوحدة العربية اللي هتحرر ف ل س ط ي ن".
4
ضحكنا، وصارت هذه الحكاية علامة سخرية نستدعيها كلما تحدثنا عن أوضاعنا العربية الكئيبة، وفي نهاية دراستنا عام 1984 وفي آخر يوم من امتحانات الليسانس ودعته وداعا أخير، وعانقته طويلا وأنا أسأله :"ياتري هنشوف بعض تاني ياخليل، وإيه رأيك لسه مصمم علي الزواج من ال 22 دولة عربية".
رد ضاحكا :"لن أتنازل يا أخي"، وسافر خليل، وانقطعت أخباره عني، ولا أعرف ما إذا كان حيا أو شهيدا، لكنني لم أنساه أبدا وأراه في كل وجه ف ل س ط ي ن ي
في دراستي الجامعية بجامعة القاهرة في ثمانينات القرن الماضي ،وأثناء محاضرة لأستاذنا العلامة الراحل الدكتور الطاهر مكي تعرفت علي "خليل" ابن خان يونس ،وصرنا أصدقاء، كان فائض الحيوية والنشاط، يؤمن إيمانا قاطعا بأن فل س ط ي ن يوما ستعود.
2
كان يحدثني عن عذاب الشتات له ولأشقائه التسعة الموزعون بين بلاد أوربية وعربية، والذين لايلتقون إلا كل صيف وشاغلهم الدائم هو كيف ستتحرر بلدهم، ثم يشجيني بصوته وهو يغني بألم، وكأنه يمني نفسه رائعة فيروز: "سنرجع يوما إلي حينا، ونغرق في دافئات المني"، ويزداد ألمه وهو يغني لوديع الصافي :"علي الله تعود علي الله ياضايع في ديار الله".
3
في يوم ونحن نتمشي أمام كليتنا "دار العلوم" قال لي ساخرا :"تعرف ياسعيد أنا أمنيتي أن يكون لي زوجة من كل بلد عربي، وأنجب من كل واحدة عشرة، لينضموا إلي منظمة التحرير، وبكده أكون علي طريقتي حققت الوحدة العربية اللي هتحرر ف ل س ط ي ن".
4
ضحكنا، وصارت هذه الحكاية علامة سخرية نستدعيها كلما تحدثنا عن أوضاعنا العربية الكئيبة، وفي نهاية دراستنا عام 1984 وفي آخر يوم من امتحانات الليسانس ودعته وداعا أخير، وعانقته طويلا وأنا أسأله :"ياتري هنشوف بعض تاني ياخليل، وإيه رأيك لسه مصمم علي الزواج من ال 22 دولة عربية".
رد ضاحكا :"لن أتنازل يا أخي"، وسافر خليل، وانقطعت أخباره عني، ولا أعرف ما إذا كان حيا أو شهيدا، لكنني لم أنساه أبدا وأراه في كل وجه ف ل س ط ي ن ي