ولد علي بن عزيز بن عبدالله آل بيعي في مدينة الحلة (جنوبي العراق)، وتوفي فيها وهو في ذروة شبابه.
أمضى حياته في العراق.
أكمل دراسته الأولية والمتوسطة في مدينة الحلة، ثم تخرج في معهد إعداد المعلمين عام 1970.
عمل بالتدريس في مناطق الموصل، ثم نقل إلى الحلة، وظل فيها حتى توفي متأثرًا بمرضه.
كان عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين، كما كان عضوًا بندوة عشتار الأدبية.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان مخطوط.
الأعمال الأخرى:
- له مجموعة من الأوبريتات والمسرحيات الشعرية قدمت على المسرح.
تراوح شعره بين الموزن المقفى وقصيدة التفعيلة، كما تراوح - في معانيه - بين الوجدانيات والوطنيات، وقد يتداخل المعنيان في القصيدة الواحدة، فمعانيه الوطنية تومض وتخبو بين ثنايا شعره بلا مباشرة، تمتاز قصائده التفعيلية بالكثافة، فتتداخل التراكيب وتذوب الصور والأخيلة في أنساق المعنى، وينتقي معجمه اللغوي من واقع تجربته الحية، كما يستلهم صوره من محيط الطبيعة حوله، فيرسم للأماكن صورًا موحية، وفي المجمل فتجربته الشعرية تكشف عن قريحة طازجة متنوعة في ثقافتها
بين القديم والجديد، قصيدته «شظايا الهوى»، تتسم بالطرافة وهي ذات إيماءات نادرة.
مصادر الدراسة:
1 - سعد الحداد: موسوعة أعلام الحلة منذ تأسيسها، حتى عام 2000 - مكتبة الغسق - بابل 2001.
2 - صباح نوري المرزوك: معجم شعراء الحلة (مخطوط).
شظايا الهوى
أغرَوْكِ بالقولِ فاستعذبتِ معناهُ
وأكذبُ القولِ يا حسناءُ أحلاهُ
ما كان لي شاهدٌ إلا الفؤادَ وذا
قد ضمَّه البُعد في أحضان قتلاه
مهلاً، فلا تسألي أنَّى تكلِّمني
فالموتُ في الحب قد يُزجى بذكراه
إن المسيح تنحّى عن مهمَّته
فجاء دور الهوى في بعثِ موتاه
يا من تُغيِّرُ مجرى الحب معتمدًا
هلاّ نراك معيدًا وجهَ مجراه
الحب عَلاّكَ حتى صرتَ صورتَه
والرسمُ يُنكر أن الحبّ عَلاّه
حسناءُ قد كنتِ بحرًا لا زحافَ به
فكيف يزحفُ عن عينيَّ شطراه
مات «الخليل» ولم يدرك بفطنته
بأن بحرَكِ لم تُدْرَكْ خفاياه
يا ربِّ أنت الذي قيَّدتنا بهوًى
ما كان أجملَ أن تمحو خطاياه!
إنّا عرفنا بأن الحب تهلكةٌ
لكنّ أفئدةَ العشاق تهواه
كم من فؤادِ قويٍّ هَدَّ صاحبَه
في الحب والحبُّ لم يلثم محيّاه!
الصبُّ يُمعنُ في عصيان عاذلِه
فليس يردعه قولٌ وينهاه
ما عدتُ أعرف أن الحبَّ يهجرني
حتى عرفت بأن الهجر دعواه
لكن حبيَ في روحي يعذّبني
فكيف أترك مَنْ في الروح مأواه؟
حسناءُ يكفيك أن النفس طافحةٌ
وأن قلبيَ ظلَّ الهمُّ يرعاه
هذي النساء قلوبٌ طيبها عبقٌ
إلا فؤادك لا تُحصى ضحاياه
ما كان همِّيَ أن الحب عذّبني
لكن همِّيَ أن البُعد أدماه
عودي فطيفُ الهوى في العين منتظِرٌ
يُخلي إليك متى ما شئتِ سكناه
هذا فؤادي صريعَ الشوق متّكئًا
الحبُّ أعياه حتى بثّ شكواه
من كان يحسب أن الحب مهزلةٌ
فليكتمِ الظنَّ خوفًا من شظاياه
فقد يُصاب ولن يحظى برحمته
وليس يُرحم من للحب عاداه
***
مشاعر نازح
حنينٌ للمروج وللروابي
حنينٌ بثَّ في نفسي عذابي
حنين زادني شوقًا لأرضٍ
فِراقُ ربوعها زاد اكتئابي
أرى الذكرى سراجًا مستنيرًا
تُجسِّدُ موطني بابًا لبابِ
هنا حقلي يضاهي الشمس لونًا
هنا بيتي مزارٌ للصِّحاب
ولكن حين أبغي مَسْكَ شيءٍ
أرى كفّي تَخبَّطُ في السراب
إلامَ البُعد عن أرضٍ سقتني
بماءٍ كان لي نعم الشرابِ؟
بلادي جنةٌ تبدو لعيني
بغاباتٍ وأنهارٍ عِذاب
بلادُ التين والزيتون أرضي
بلاد الكَرْمِ والسُّوحِ الرِّحاب
تركتُ الجنة الفردوسَ خلفي
وقد لعبت بها كفُّ الخراب
رصاصٌ يمتري منها نجيعًا
وموتٌ يقتفي أثر الشباب
وأطفالٌ ذَوَتْ من دون ذنبٍ
فأطبق فوقها شبَحُ التباب
أهذي سُنَّةٌ يُمشى عليها
تُحلِّلُ ملك أرضٍ باغتصاب؟
ألا تبًا لها من كلِّ قلبٍ
تعذبه جراح الإغتراب
أيُعقلُ أن نضامَ ونحن قومٌ
نذلِّلُ بالدما كل الصِّعاب؟!
سلامًا لا نريد إذا بقينا
أسودًا ترتضي أمرَ الذئاب
أيا وطني أتعلَمُ ما نقاسي
وقد أودى بنا طول الغياب؟
خيامٌ مزَّقتها الريح طُرّاً
وجوعٌ وافتقارٌ للثياب
زرافاتٌ تطيح على رغيفٍ
تُخلِّفه الموائدُ للكلاب
وحولَ خيامنا جِيَفٌ كِثارٌ
وقد عجَّت بآلاف الذباب
وقد حَلّ الشتاء على عراةٍ
مصابٌ ذا يحُلُّ على مصاب
تحجبَّتِ الضمائرُ عن مصابٍ
فبان الخزيُ من خلف الحجاب
فمنهم مَنْ يرى الشيطان رَبّاً
فيُخضِعُه صدى السُّنَنِ الكِذاب
ومنهم من يرى في الحق زيفًا
ومنهم من يخادع أو يحابي
أمضى حياته في العراق.
أكمل دراسته الأولية والمتوسطة في مدينة الحلة، ثم تخرج في معهد إعداد المعلمين عام 1970.
عمل بالتدريس في مناطق الموصل، ثم نقل إلى الحلة، وظل فيها حتى توفي متأثرًا بمرضه.
كان عضو جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين، كما كان عضوًا بندوة عشتار الأدبية.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان مخطوط.
الأعمال الأخرى:
- له مجموعة من الأوبريتات والمسرحيات الشعرية قدمت على المسرح.
تراوح شعره بين الموزن المقفى وقصيدة التفعيلة، كما تراوح - في معانيه - بين الوجدانيات والوطنيات، وقد يتداخل المعنيان في القصيدة الواحدة، فمعانيه الوطنية تومض وتخبو بين ثنايا شعره بلا مباشرة، تمتاز قصائده التفعيلية بالكثافة، فتتداخل التراكيب وتذوب الصور والأخيلة في أنساق المعنى، وينتقي معجمه اللغوي من واقع تجربته الحية، كما يستلهم صوره من محيط الطبيعة حوله، فيرسم للأماكن صورًا موحية، وفي المجمل فتجربته الشعرية تكشف عن قريحة طازجة متنوعة في ثقافتها
بين القديم والجديد، قصيدته «شظايا الهوى»، تتسم بالطرافة وهي ذات إيماءات نادرة.
مصادر الدراسة:
1 - سعد الحداد: موسوعة أعلام الحلة منذ تأسيسها، حتى عام 2000 - مكتبة الغسق - بابل 2001.
2 - صباح نوري المرزوك: معجم شعراء الحلة (مخطوط).
شظايا الهوى
أغرَوْكِ بالقولِ فاستعذبتِ معناهُ
وأكذبُ القولِ يا حسناءُ أحلاهُ
ما كان لي شاهدٌ إلا الفؤادَ وذا
قد ضمَّه البُعد في أحضان قتلاه
مهلاً، فلا تسألي أنَّى تكلِّمني
فالموتُ في الحب قد يُزجى بذكراه
إن المسيح تنحّى عن مهمَّته
فجاء دور الهوى في بعثِ موتاه
يا من تُغيِّرُ مجرى الحب معتمدًا
هلاّ نراك معيدًا وجهَ مجراه
الحب عَلاّكَ حتى صرتَ صورتَه
والرسمُ يُنكر أن الحبّ عَلاّه
حسناءُ قد كنتِ بحرًا لا زحافَ به
فكيف يزحفُ عن عينيَّ شطراه
مات «الخليل» ولم يدرك بفطنته
بأن بحرَكِ لم تُدْرَكْ خفاياه
يا ربِّ أنت الذي قيَّدتنا بهوًى
ما كان أجملَ أن تمحو خطاياه!
إنّا عرفنا بأن الحب تهلكةٌ
لكنّ أفئدةَ العشاق تهواه
كم من فؤادِ قويٍّ هَدَّ صاحبَه
في الحب والحبُّ لم يلثم محيّاه!
الصبُّ يُمعنُ في عصيان عاذلِه
فليس يردعه قولٌ وينهاه
ما عدتُ أعرف أن الحبَّ يهجرني
حتى عرفت بأن الهجر دعواه
لكن حبيَ في روحي يعذّبني
فكيف أترك مَنْ في الروح مأواه؟
حسناءُ يكفيك أن النفس طافحةٌ
وأن قلبيَ ظلَّ الهمُّ يرعاه
هذي النساء قلوبٌ طيبها عبقٌ
إلا فؤادك لا تُحصى ضحاياه
ما كان همِّيَ أن الحب عذّبني
لكن همِّيَ أن البُعد أدماه
عودي فطيفُ الهوى في العين منتظِرٌ
يُخلي إليك متى ما شئتِ سكناه
هذا فؤادي صريعَ الشوق متّكئًا
الحبُّ أعياه حتى بثّ شكواه
من كان يحسب أن الحب مهزلةٌ
فليكتمِ الظنَّ خوفًا من شظاياه
فقد يُصاب ولن يحظى برحمته
وليس يُرحم من للحب عاداه
***
مشاعر نازح
حنينٌ للمروج وللروابي
حنينٌ بثَّ في نفسي عذابي
حنين زادني شوقًا لأرضٍ
فِراقُ ربوعها زاد اكتئابي
أرى الذكرى سراجًا مستنيرًا
تُجسِّدُ موطني بابًا لبابِ
هنا حقلي يضاهي الشمس لونًا
هنا بيتي مزارٌ للصِّحاب
ولكن حين أبغي مَسْكَ شيءٍ
أرى كفّي تَخبَّطُ في السراب
إلامَ البُعد عن أرضٍ سقتني
بماءٍ كان لي نعم الشرابِ؟
بلادي جنةٌ تبدو لعيني
بغاباتٍ وأنهارٍ عِذاب
بلادُ التين والزيتون أرضي
بلاد الكَرْمِ والسُّوحِ الرِّحاب
تركتُ الجنة الفردوسَ خلفي
وقد لعبت بها كفُّ الخراب
رصاصٌ يمتري منها نجيعًا
وموتٌ يقتفي أثر الشباب
وأطفالٌ ذَوَتْ من دون ذنبٍ
فأطبق فوقها شبَحُ التباب
أهذي سُنَّةٌ يُمشى عليها
تُحلِّلُ ملك أرضٍ باغتصاب؟
ألا تبًا لها من كلِّ قلبٍ
تعذبه جراح الإغتراب
أيُعقلُ أن نضامَ ونحن قومٌ
نذلِّلُ بالدما كل الصِّعاب؟!
سلامًا لا نريد إذا بقينا
أسودًا ترتضي أمرَ الذئاب
أيا وطني أتعلَمُ ما نقاسي
وقد أودى بنا طول الغياب؟
خيامٌ مزَّقتها الريح طُرّاً
وجوعٌ وافتقارٌ للثياب
زرافاتٌ تطيح على رغيفٍ
تُخلِّفه الموائدُ للكلاب
وحولَ خيامنا جِيَفٌ كِثارٌ
وقد عجَّت بآلاف الذباب
وقد حَلّ الشتاء على عراةٍ
مصابٌ ذا يحُلُّ على مصاب
تحجبَّتِ الضمائرُ عن مصابٍ
فبان الخزيُ من خلف الحجاب
فمنهم مَنْ يرى الشيطان رَبّاً
فيُخضِعُه صدى السُّنَنِ الكِذاب
ومنهم من يرى في الحق زيفًا
ومنهم من يخادع أو يحابي