علجية عيش - مع الناشر صلاح التلاوي عن دار الأيام للنشر والتوزيع الأردن

نحن أمّة واحدة و لا يمكننا أن نتعامل بحدود صنعها الإستعمار

دعا الدكتور صلاح التلاوي مسؤول دار الأيام للنشر و التوزيع الأردن وزارة الثقافة و القائمين على الشأن الثقافي أن تقدم تسهيلات لفتح فرعا بالجزائر و حتى تسهل التواصل بينها و بين القارئ الجزائري في إطار كله انفتاح على ما تعرضه دور النشر لترقية صناعة الكتاب و تجعله يتجاوز الحدود، و قال صلاح التلاوي: نحن أمّة واحدة و لا يمكننا أن نتعامل بحدود صنعها الإستعمار، كان لقاء مع الدكتور صلاح التلاوي حيث عرض تجربته في مجال النشر و آفاقه المستقبلية مثمنا موقف الجزائر المشرف في دعمها القضية الفلسطينية و على كل المستويات، و الدكتور صلاح التلاوي فلسطيني الأصل مختص في إدارة الأعمال و صاحب دار الأيام للنشر و التوزيع


ما هو تقييمكم للصالون الدولي للكتاب؟
بادئ ذي بدء أوجه شكري الكبير إلى الجزائر حكومة و شعبا على هذه الاستضافة في الصالون الدولي للكتاب ( سيلا) في طبعته السادسة و العشرون و الذي جاء تحت تعار "افريقيا تكتب مستقبلها" و نحن نفتخر بموقفها المشرف والمعروف لدى الأمة العربية و الإسلامية و العالمية و هو موقف الشموخ و الصمود اتجاه قضيتنا المركزية قضية فلسطين، فهذا الصالون جاء في وقته ، إذ جاء ضمن الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا و شعبنا العربي في فلسطين، نسأل الله له الفرج و السلام و تحرير كامل تراب فلسطين و عاصمتها القدس الشريف، فهناك كثير ما يدار في منطقة فلسطين و هذا له اثر كبير و انعكاس اتجاه المحافل الثقافية، لاسيما و هذه الطبعة لها علاقة بإفريقيا، يجعلنا نفتخر بالشعار آملين أن يكون هذا الشعار مقدمة لنكتب فيه شعارنا " فلسطين تستعيد أرضها و تكتب مستقبلها" فنحن نعتز بدور الجزائر الإقليمي في إفريقيا و على المستوى العالمي و ما يمر به العالم من ظروف سياسية و اقتصادية مختلفة.

يلاحظ أنكم دخلتم بعناوين متميزة كلها مجلدات، حدثونا عن تجربتكم؟
لدى دار الأيام أزيد من 1300 عنوان في مختلف التخصصات ، و دار الأيام تعتمد على طريقة خاصة في صناعة الكتاب، بحيث تحرص على أن يكون كتابا دائما ، اي بمقداره البقاء لسنوات طويلة دون أن تتعرض صفحاته للتمزيق، و لذا هي تفضل أن يكون منتوجها في شكل "مجلد" و ليس كتاب عادي، و الحمد لله ، وقفنا على الإقبال الكبير للزوار الذين تجاوبوا مع منتوجنا و الأسعار التي حددناها حتى تكون في متناول الجميع، لأننا نعمل من أجل تحقيق النوعية لا الكم، و هذا أمر طبيعي طالما دار الأيام هي مشروع فكري ثقافي، ما يعني أنه غير ربحي بالمطلق، فصناعة الكتاب مشروع فكري قبل أن يكون تجاري ، لأننا نبني الإنسان القارئ، و نعمل على استقطابه، خاصة بعد ظهور الكتاب الإلكتروني ، و هو يعتبر واحدة من العقبات التي تقف أمام الناشر وكتابه الورقي، و هنا ينبغي أن نتحدث عن العلاقة بين الناشر و الكاتب و القارئ، و هي مسؤولية مشتركة بين الثلاثي ، و هذا أمر طبيعي، فالمواطن العربي يعشق القراءة رغم ظروفه، و نحن نلاحظ إقبال الجمهور الجزائري من مختلف ولايات الجزائر و حتى من أقصى الجنوب الجزائري.

لاحظنا وجود إقبال كبير على الكتب الفكرية كيف تفسرون ذلك؟

طبعا هذا يعود إلى ما يحدث في الساحة العربية و الدولية بشكل عام أمام الحصار الواقع على غزة وما يعانيه الشعب الفلسطيني من قمع و ترهيب، و لذا نحن نحرص على الاستمرارية بحيث نسعى لأن نبني علاقة مع القارئ العربي بصفة عامة و القارئ الجزائري بصفة خاصة، فدار الأيام تعتبر فضاءً فكريا و نقطة تنوير، لتجعل من الكتاب وسيلة تنوير و أسلوب حياة، وكما اسلفت ، دار الأيام للنشر و رغم العقبات، لا تهتم بالكم أو عدد الكتب التي تصدر كل سنة، بقدر ما يهمها الصدق في العمل وجديته، نريد أن نلبي رغبة القارئ المتعطش لاكتشاف الحقيقة و التكيف مع الواقع العربي.

حول أزمة النشر ماذا تقولون في ذلك ؟
العالم اليوم يمر بأزمة خاصة ضمن عدة عوامل، منها قلة الدعم و خاصة دعم دور النشر الخاصة و تقليل الميزانية الخاصة بشراء الكتب، ما يجعل دور النشر تعيش هذه الأزمة في ظل ارتفاع سعر المادة الأولية و هي الورق، و لذا نأمل أن يكون هنالك دعم خاص لا سيتراد المواد الأولية للطباعة و النشر لتقليل التكاليف.

تتابعون الأحداث ، كيف ترون الوضع الراهن و هل هناك مخرج للأزمة التي تعاني منها الشعوب؟

بالإضافة الى ما تعيشه فلسطين و القصف الإسرائيلي على غزة فالبلاد العربي تعيش حالة ساخنة من العنف و التضييق على الآخر سواء في فلسطين أو في غيرها و بالأخص في ليبيا و ما يحدث من مأساة ترسم الوجع و الحزن في قلب كل عربي حرّ، لأنهم إخوتنا وكل الوطن العربي، أنا فلسطيني و لا فرق بين الليبي و السوري ، و نحن أمة لها قاسم مشترك يجمعنا الدين و اللغة، و لذا لا يمكننا ان نتعامل بحدود صنعها الإستعمار.

كناشر ماهي آفاقكم في المستقبل؟

فتحنا فروعا في مختلف البلدان كالعراق مؤخرا و نسعى لفتح فرعا هنا في الجزائر ليكون همزة وصل بيننا و بين القارئ الجزائري، و التجاوب مع ما يخدم القارئ واحتياجات السوق لتقديم مضمون مفيد يترك أثرًا.

هل تأملون المشاركة في الصالون الدولي المقبل 2024 ؟
ما وقفنا عليه في هذا الصالون هو أنه متميز و ما جعله أكثر تميزا هو التنظيم المحكم و الجمهور الجزائري المتحمس للاطلاع على كل ما هو جديد، بحيث لم يتخلف عن الموعد و هذه حقيقة و ليست مجاملة، و لو خيّرت للمشاركة في اي معرض دولي سأختار معرض الجزائر و بلا نقاش.

كلمة أخيرة
نثمن الجهود التي تبذلها السلطات الجزائرية لإنجاح كل تظاهرة ثقافية دولية و منها وزارة الثقافة و الفنون التي حرصت على توفير ما يلزم توفيره من فضاءات و قدمت كل التسهيلات لتجاوز العراقيل، لكن لنا مطلب واحد نوجهه للقائمين على إدارة الصالون و هو أن تكون مدة العرض 12 يوما كحد أدنى. و شكرا للتحرير على استضافتها لنا.
التقت به علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...