علي بن حسين بن علي آل حيدر.
ولد في مدينة سوق الشيوخ (جنوبي العراق)، وتوفي في مدينة النجف.
ينتمي إلى أسرة ضمت عددًا من الشعراء والأدباء.
درس المقدمات والأصول.
خاتمة حياته كانت قاسية؛ إذ أصابه مرض عصبي أثر في قواه العقلية، وأدى به إلى ميتة فاجعة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في كتاب: «شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط في مكتبة عمه الشاعر أسد آل حيدر.
توزع شعره بين عدد محدد من أغراض الشعر: التهنئة والغزل الذي كانت له المساحة الكبرى والمديح والرثاء، نظم كثيرًا في فن الأرجوزة، واشتهرت أرجوزته في وصف رحلته إلى بغداد التي اتكأ فيها على معجم اللغة الشعبية.
مصادر الدراسة:
1 - علي الخاقاني: شعراء الغري - المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
2 - محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام - مطبعة الآداب - النجف 1964.
أخلفتَ عهدًا
يا منْ لنا تعبقُ صدغاه عودْ
أنحلَ جسمي الهجرُ بالوصل عودْ
نلتُ بتهيامك لي يا رشا
أصعبَ ما نال أليفُ الورود
أخلفتَ عهدًا لك يا مُنيَتي
حتى جزائي كان منك الصُّدود
أم عبث السُّكْرُ فأهواكَ أن
تعبثَ في مُغرًى ولوعٍ ودود
أسقَمني طرفُك في سقمهِ
فداوني في لثمِ وردِ الخدود
أقمتَ في خَدّيك لي عقْربًا
أسْبلتَ في متنيك أفعَى الجُعود
حكمتَ بالصدِّ لذي مهجةٍ
هجرُك قد خدَّدَ فيها خُدود
أوردْتَني نارَ جفاكَ التي
فيها على الصبِّ افترضتَ الورود
ذقتُ لظاها ويكَ فانقذْ فتًى
معذّبًا فيك بعذبِ الورود
فابنةُ راووقك تبْري الذي
نلت من الوجد بها إن إذ تجود
دَلُّكَ قد حرَّمَ نومي كما
أباح للمقلة منك الرقود
حتى دعاك الناس يا ناعسًا
لما رأوا لي فيك طَرْفًا سَهود
طعنْتَني إذْ مِسْتَ ما للقَنا
تطعن مُغراها بهزّ القُدود
صبرتُ إذ تطعنُ قلبي فلمْ
إن رمتُ قطفَ الوردِ كنتَ النَّدود
أو رمتُ أن أرشف منك اللَّمى
تنظرُني شَزْرًا وعني تحيد
لا زلت بي تحكم تيهًا أَهَلْ
علمتَ أني ذو اشتياقٍ شديد
لم تعرفِ الإجْحاف لو لمْ يكنْ
شيطانُ شوقي لك عاتٍ مَريد
***
خانني جلَدي
ألا مَن رابطٌ في الحبِّ جاشا
فقلبي فيه رغم الحزم جاشا
نظرتُ فخانني جَلَدي هُيامًا
بظبيٍ يرتمي النظر اندهاشا
ألمَّ بيَ الهوى من كلِّ فجٍّ
وسهمي عن مرامي العقل طاشا
صبيحةَ عَنَّ في كثبانِ حُزْوَى
يقلّبُ مقلةَ الساهي احتراشا
ولولا أنني استحييتُ منه
لما أمسكتُ أن أقع ارتعاشا
تُناجيها صباوته بسرٍّ
فيفضحُ سرَّها النظرُ اجتهاشا
ضعيفٌ في اكْتتام السرِّ منه
ويفعلُ في قلوبِ الناس ما شا
فيرمي حيثُ يبعدُ مرتماه
فلا يرجو الرميُّ له معاشا
تخيَّل أنه النبَّالُ عَينًا
تخيَّرَ للرَّميْ نبلاً مُراشا
فإمّا ينتظمْنَ حَشا بصيرٍ
بوسواسِ الهُيام به نعاشا
تهاونَ بالذي فعلتْ مُدِلاً
وأولاهُ الدلال به انتعاشا
غديرُ العاشقين به صديقًا
بأسهمِ ذي عِدًا يرمي اغتشاشا
فلو كشفوا ليَ الشكوى قلوبًا
وجدتُ لوقع أسهمه انتقاشا
ولي قلبٌ به قد هام حبّاً
وجسمٌ في هواهُ قد تلاشَى
فما أمسَى سوى قلقٍ وِسادي
يقلِّبُني التفكّرُ كيف ما شا
***
شريعة الحب
بحرُ اشتياقي في الحِسان موفَّرُ
والبحر عادته يمدُّ ويجزرُ
لم أرضَ لي مغنًى أقيمُ برحبه
إلا بحيث مها المعرّف تَخْفُر
خُودٌ نصبنَ حبائلاً لأولي الهوَى
أجفانهنَّ الناعسات الفُتَّر
أعددتُ شرعةَ حبِّها لتَدَيُّني
شرعًا عليه سواه لا أتخيَّر
ما افتنَّ مرسلها عليَّ تحكّمًا
فيما يلفُّ من الفروع وينشُر
إلا وكنتُ بذاك أولَ آخذٍ
متتبّعٍ ما يرتضيه ويؤْثر
فكأنَّ طاعتها الرشادُ إلى الهُدَى
وسوى إطاعتها لديَّ تهوُّر
حتى تعاظمَ ذاك مني في الهوى
من ليسَ يدري ما الهيامُ فيعذِر
وأتى ليغرسَ في صَفا ودِّي لهم
شجرَ القِلى ويظنُّ فيه سيُثمر
فأشار لي بنحولِ جسْمي قائلاً
أفنيتَ جسمك ما الذي تستنظر
هل واعدتْكَ على في مزخرفِ قولها
وصلاً فبتَّ ودمعك المستعبِر
أمْ غازلَتْكَ من اللحاظ بأدعجٍ
فحسبت عن شَغَفٍ لها بك يُخبر
ولقد تكلّفَ منك طَرْفُك في الهوى
ما لا يُطيق عليه مثلُك يصبر
أسهرْتَهُ الليلَ الطويل ولم يكن
لك في الهوى حقٌّ عليه فيسهر
فأقولُ زدني من حديثك فيهمُ
ذِكْرًا ولو باللوم فهْو مذكِّر
لم يتّخذْ نفقًا لقلبي ذكرهمْ
في مسمعي من قبل عندك يذكر
وأعِد ملامك في الهيام ولا تقُلْ
كلَّفتَ طرفك فيه ما لا يقدر
فلئن تكلّفتُ السقام بحبهم
فهْو المكلّف لي به لا يُنكر
***
جاد بوصل
جادَ بوصلٍ بعد طولِ المطالْ
فحيِّهِ من مسعفٍ بالوصالْ
فيا لظبيٍ قد حكَى وجهُه
وجيدُه بدرَ الدُّجَى والغزال
وزائرٍ، والليلُ أثوابه،
رثٍّ يهزّ العِطْفَ منه الدلال
ومشرقٍ من نحو وادي الحمى
مخالفٍ مسرى نجوم الليال
يُذكي على الجمرة من خَدّه
سحيقَ مسكٍ خاله الصبُّ خال
أرّجَ أرجاءَ الحمى عطرُه
فنمّ لي فيه نسيم الشمال
له الثريا قد غدت قُرطقًا
ودُمْلجُ المعصم منه الهلال
شعَّ كمثل البدر لكن على
شعاعه أرسل ليلَ القذال
أماط لـمّا أن بدا عن سنًا
غرّته ذاك الحجاب المذال
فارتسمتْ من وجهه في السّما
صورةُ بدر الأفق عند الكمال
ولد في مدينة سوق الشيوخ (جنوبي العراق)، وتوفي في مدينة النجف.
ينتمي إلى أسرة ضمت عددًا من الشعراء والأدباء.
درس المقدمات والأصول.
خاتمة حياته كانت قاسية؛ إذ أصابه مرض عصبي أثر في قواه العقلية، وأدى به إلى ميتة فاجعة.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في كتاب: «شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط في مكتبة عمه الشاعر أسد آل حيدر.
توزع شعره بين عدد محدد من أغراض الشعر: التهنئة والغزل الذي كانت له المساحة الكبرى والمديح والرثاء، نظم كثيرًا في فن الأرجوزة، واشتهرت أرجوزته في وصف رحلته إلى بغداد التي اتكأ فيها على معجم اللغة الشعبية.
مصادر الدراسة:
1 - علي الخاقاني: شعراء الغري - المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
2 - محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام - مطبعة الآداب - النجف 1964.
أخلفتَ عهدًا
يا منْ لنا تعبقُ صدغاه عودْ
أنحلَ جسمي الهجرُ بالوصل عودْ
نلتُ بتهيامك لي يا رشا
أصعبَ ما نال أليفُ الورود
أخلفتَ عهدًا لك يا مُنيَتي
حتى جزائي كان منك الصُّدود
أم عبث السُّكْرُ فأهواكَ أن
تعبثَ في مُغرًى ولوعٍ ودود
أسقَمني طرفُك في سقمهِ
فداوني في لثمِ وردِ الخدود
أقمتَ في خَدّيك لي عقْربًا
أسْبلتَ في متنيك أفعَى الجُعود
حكمتَ بالصدِّ لذي مهجةٍ
هجرُك قد خدَّدَ فيها خُدود
أوردْتَني نارَ جفاكَ التي
فيها على الصبِّ افترضتَ الورود
ذقتُ لظاها ويكَ فانقذْ فتًى
معذّبًا فيك بعذبِ الورود
فابنةُ راووقك تبْري الذي
نلت من الوجد بها إن إذ تجود
دَلُّكَ قد حرَّمَ نومي كما
أباح للمقلة منك الرقود
حتى دعاك الناس يا ناعسًا
لما رأوا لي فيك طَرْفًا سَهود
طعنْتَني إذْ مِسْتَ ما للقَنا
تطعن مُغراها بهزّ القُدود
صبرتُ إذ تطعنُ قلبي فلمْ
إن رمتُ قطفَ الوردِ كنتَ النَّدود
أو رمتُ أن أرشف منك اللَّمى
تنظرُني شَزْرًا وعني تحيد
لا زلت بي تحكم تيهًا أَهَلْ
علمتَ أني ذو اشتياقٍ شديد
لم تعرفِ الإجْحاف لو لمْ يكنْ
شيطانُ شوقي لك عاتٍ مَريد
***
خانني جلَدي
ألا مَن رابطٌ في الحبِّ جاشا
فقلبي فيه رغم الحزم جاشا
نظرتُ فخانني جَلَدي هُيامًا
بظبيٍ يرتمي النظر اندهاشا
ألمَّ بيَ الهوى من كلِّ فجٍّ
وسهمي عن مرامي العقل طاشا
صبيحةَ عَنَّ في كثبانِ حُزْوَى
يقلّبُ مقلةَ الساهي احتراشا
ولولا أنني استحييتُ منه
لما أمسكتُ أن أقع ارتعاشا
تُناجيها صباوته بسرٍّ
فيفضحُ سرَّها النظرُ اجتهاشا
ضعيفٌ في اكْتتام السرِّ منه
ويفعلُ في قلوبِ الناس ما شا
فيرمي حيثُ يبعدُ مرتماه
فلا يرجو الرميُّ له معاشا
تخيَّل أنه النبَّالُ عَينًا
تخيَّرَ للرَّميْ نبلاً مُراشا
فإمّا ينتظمْنَ حَشا بصيرٍ
بوسواسِ الهُيام به نعاشا
تهاونَ بالذي فعلتْ مُدِلاً
وأولاهُ الدلال به انتعاشا
غديرُ العاشقين به صديقًا
بأسهمِ ذي عِدًا يرمي اغتشاشا
فلو كشفوا ليَ الشكوى قلوبًا
وجدتُ لوقع أسهمه انتقاشا
ولي قلبٌ به قد هام حبّاً
وجسمٌ في هواهُ قد تلاشَى
فما أمسَى سوى قلقٍ وِسادي
يقلِّبُني التفكّرُ كيف ما شا
***
شريعة الحب
بحرُ اشتياقي في الحِسان موفَّرُ
والبحر عادته يمدُّ ويجزرُ
لم أرضَ لي مغنًى أقيمُ برحبه
إلا بحيث مها المعرّف تَخْفُر
خُودٌ نصبنَ حبائلاً لأولي الهوَى
أجفانهنَّ الناعسات الفُتَّر
أعددتُ شرعةَ حبِّها لتَدَيُّني
شرعًا عليه سواه لا أتخيَّر
ما افتنَّ مرسلها عليَّ تحكّمًا
فيما يلفُّ من الفروع وينشُر
إلا وكنتُ بذاك أولَ آخذٍ
متتبّعٍ ما يرتضيه ويؤْثر
فكأنَّ طاعتها الرشادُ إلى الهُدَى
وسوى إطاعتها لديَّ تهوُّر
حتى تعاظمَ ذاك مني في الهوى
من ليسَ يدري ما الهيامُ فيعذِر
وأتى ليغرسَ في صَفا ودِّي لهم
شجرَ القِلى ويظنُّ فيه سيُثمر
فأشار لي بنحولِ جسْمي قائلاً
أفنيتَ جسمك ما الذي تستنظر
هل واعدتْكَ على في مزخرفِ قولها
وصلاً فبتَّ ودمعك المستعبِر
أمْ غازلَتْكَ من اللحاظ بأدعجٍ
فحسبت عن شَغَفٍ لها بك يُخبر
ولقد تكلّفَ منك طَرْفُك في الهوى
ما لا يُطيق عليه مثلُك يصبر
أسهرْتَهُ الليلَ الطويل ولم يكن
لك في الهوى حقٌّ عليه فيسهر
فأقولُ زدني من حديثك فيهمُ
ذِكْرًا ولو باللوم فهْو مذكِّر
لم يتّخذْ نفقًا لقلبي ذكرهمْ
في مسمعي من قبل عندك يذكر
وأعِد ملامك في الهيام ولا تقُلْ
كلَّفتَ طرفك فيه ما لا يقدر
فلئن تكلّفتُ السقام بحبهم
فهْو المكلّف لي به لا يُنكر
***
جاد بوصل
جادَ بوصلٍ بعد طولِ المطالْ
فحيِّهِ من مسعفٍ بالوصالْ
فيا لظبيٍ قد حكَى وجهُه
وجيدُه بدرَ الدُّجَى والغزال
وزائرٍ، والليلُ أثوابه،
رثٍّ يهزّ العِطْفَ منه الدلال
ومشرقٍ من نحو وادي الحمى
مخالفٍ مسرى نجوم الليال
يُذكي على الجمرة من خَدّه
سحيقَ مسكٍ خاله الصبُّ خال
أرّجَ أرجاءَ الحمى عطرُه
فنمّ لي فيه نسيم الشمال
له الثريا قد غدت قُرطقًا
ودُمْلجُ المعصم منه الهلال
شعَّ كمثل البدر لكن على
شعاعه أرسل ليلَ القذال
أماط لـمّا أن بدا عن سنًا
غرّته ذاك الحجاب المذال
فارتسمتْ من وجهه في السّما
صورةُ بدر الأفق عند الكمال