المحامي علي ابوحبله - في ظل استهداف غير مسبوق لأطفال فلسطين

يحتفل العالم في العشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل الذي أعلن في عام 1954 باعتباره مناسبة لتعزيز التعاون الدولي والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاهية الأطفال في ظل محنة وقهر وقتل غير مسبوق يتعرض له أطفال فلسطين و بشكل خاص في غزة جراء حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في قطاع غزه منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ما يجري في العديد من دول العالم من استهداف للأطفال يتعارض مع العديد من القوانين والمواثيق والأنظمة الدولية , حيث أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجهون ارتفاعا في أعمال العنف, وأشارت أنه العام الماضي قُتل ما يقرب من 580 طفلاً بسبب النزاعات والعنف في العديد من دول المنطقة, بمعدل يزيد عن 10 أطفال كل أسبوع, كما أصيب عدد أكبر بكثير من هذا الرقم.

و قالت اليونيسيف في تقرير لها "إن الأطفال في المنطقة لا يزالون يعانون من الآثار المدمرة للنزاعات التي طال أمدها, والعنف المجتمعي, والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب, والاضطرابات السياسية والاجتماعية الموجودة في العديد من الدول.

و يأتي الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل هذا العام تحت شعار "لكل طفل, كل الحقوق" في وقت يتعرض فيه أطفال فلسطين عامة وفي المحافظات الجنوبية لدولة فلسطين تحت الاحتلال بشكل خاص لاستهداف شرس و ممنهج من قبل آلة الحرب الصهيونية التي لم تتواني في استخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دوليا بحق أطفال فلسطين العزل .

يواجه الأطفال في فلسطين , أنواعا مختلفة من الانتهاكات لحقوقهم من طرف الاحتلال الصهيوني والتي لا تتوقف, بدءا من أعمال القتل الغير مسبوقة في التاريخ البشري و الاعتقال و مرورا بالحرمان من الدراسة و التعليم و الحرمان من أبسط مقومات الحياة منها الغذاء و الماء و الدواء في إطار سياسة ممنهجة اتبعها الكيان الصهيوني للقضاء على الإنسان و الوجود الفلسطيني.

وتفضح الصور التي يم تداولها عبر القنوات الاعلاميه والاخباريه و على مواقع التواصل الاجتماعي مدى الفظائع و الشراسة التي يتعرض لها أطفال غزة الذين لم يسلم منهم حتى الرضع و الخدج, حيث باتوا في دائرة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال.

و كان استهداف قوات الاحتلال لمدرسة "الفاخورة" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمالي قطاع غزة يوم السبت الماضي اعتبر بمثابة "دليل آخر على أن حكومة الحرب وجيش الاحتلال الذي لا يلتزم بأي معايير أخلاقيه يستهدف بشكل مباشر المدنيين وخاصة الأطفال في غزة بشكل متعمد , حيث استشهد أكثر من 6400 طفل فلسطيني في غزة, حسب المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" سليم عويس.

وأكد عويس أن "الاطفال يدفعون أغلى الأثمان" جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي الذي لم يستثني من القصف المستشفيات التي تأوي الأطفال.



و لفت المتحدث الى أن "50 بالمائة من الأطفال أصلا كانوا يحتاجون للرعاية النفسية قبل العدوان الصهيوني الحالي تبعا للاعتداءات الصهيونية السابقة", مشيرا إلى أن "الحل الفوري هو حماية الأطفال من الصدمات النفسية من خلال وقف العدوان.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 20 نوفمبر "لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها" والتوقيع في نفس التاريخ من عام 1989 على الاتفاقية, التي تتضمن توفير مجموعة من المعايير العالمية الواجب أن تلتزم بها جميع البلدان حفاظا على مصالح الأطفال وحقوقهم.

و يحتفي العالم منذ عام 1990، باليوم العالمي للطفل حيث يتيح للبشرية جمعاء, الدفاع عن حقوق الطفل الأساسية و المتعلقة بالحياة والتعليم والصحة والمستوى المعيشي, وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال.

على منظمات المجتمع الدولي التي تحتفل باليوم العالمي للطفل أن تعمل جل جهدها لحماية أطفال فلسطين وهم الأكثر فئة مستهدفه بالقتل ، وبحسب نشرة أصدرتها مؤسسات الأسرى عن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد تمّ توثيق 2070 حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس، من بينهم 145 طفلا. وعكست شهادات العائلات التي اقتُحمت منازلها، أعراضا نفسية عديدة ظهرت على أفراد منها، من بينهم الأطفال، جرّاء عمليات الاقتحام الوحشية التي جرت لمنازل المواطنين.

ووفق بيانات أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في شهر أبريل/نيسان الماضي بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، فإن فئة الأطفال تشكل 44% من إجمالي عدد السكان (41% في الضفة الغربية، و47% في قطاع غزة) ويبلغ عددهم نحو مليونين و400 ألف طفل.

وفي عام 1989، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي ضمت 54 مادة تُفصل حقوق هذه الفئة، بينما باتت أمنية الأطفال الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنقضي تقتصر على الحصول على حقهم المكفول في المادة السادسة لا أكثر من هذه الاتفاقية.

وتنص المادة السادسة على اعتراف الدول الأطراف بأن "لكل طفل حقا أصيلا في الحياة وأن الدول الأطراف تكفل إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونموّه"

وبمناسبة اليوم العالمي للطفل ، الأمم المتحدة والمنظمات الانسانيه مطالبة بسرعة التحرك الجدي والفعلي لحماية الطفولة في فلسطين ومن حق أطفال فلسطين التمتع بكامل حقوقهم التي كفلتها لهم كافة القوانين والمواثيق الدولية ، الذين يحق لهم الحصول على الرعاية والدعم والحماية من آلة الأجرام وحرب الاباده التي يتعرضون لها

ولا شك أن الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر المعاناة الدائمة التي يعيشها أطفال فلسطين ، فكثير منهم يعانون آثار نفسية سلبية ونخص بالذكر أطفال قطاع غزة بعد الحرب الشرسة التي شنت ضدهم وتستهدفهم ، ورغم القتل والألم والمعاناة وسياسة الحرمان إلا أن أطفال فلسطين يتسمون بالشجاعة والقوة وقد قل نظيرها ومن تحت الأنقاض يقاتلون لأجل الحياة ورغم الجوع والحرمان ما زالوا يتطلعون للحرية ولمستقبل أفضل يعيد لهم طفولتهم وحقهم أن ينعموا بحياة أفضل أسوة بأطفال العالم

إن الطفولة الفلسطينية التي عايشت الحرب بأبشع صورها والقتل والحصار والتجويع تعلمت الصبر، وعايشت القصف فتعلمت الالتصاق بالأرض، عايشت التدمير والتجريف وتعلمت عدم التفريط والتمسك بالأرض والعرض والثوابت, نحو تحرير الأرض وصولاً لرفع العلم الفلسطيني فوق مآذن قدسنا الحبيبة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...